أصدر حزب صوت الشعب بيانًا رسميًا تلقت شبكة “عين ليبيا” نسخة منه، تناول فيه التصريحات الأخيرة الصادرة عن هانا تيتيه، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، والتي تحدثت خلالها عن “ضرورة أخذ رأي الليبيين” والاجتماع بـ”كل الليبيين” في إطار المساعي الرامية إلى التمهيد لحل سياسي شامل.

وفي هذا السياق، أكد الحزب أنه تابع، إلى جانب القوى السياسية والمجتمعية، هذه التصريحات باهتمام بالغ، مبدياً استغرابه الشديد من مضمونها، لكونها “تتناقض جذريًا مع ما يجري على أرض الواقع”.

وأوضح البيان أن تيتيه، ومنذ تولّيها مهامها، “لم تنخرط في أي حوار فعلي مع القوى السياسية الوطنية أو الأحزاب الفاعلة أو النقابات أو منظمات المجتمع المدني ذات التأثير”، وأن لقاءاتها اقتصرت على “مجموعات محددة ومختارة مسبقًا من أفراد لا يحملون أي صفة تمثيلية شرعية أو سياسية”، واصفًا هذه العملية بأنها “تفتقر إلى أدنى درجات الشفافية والمصداقية”.

وشدد الحزب على أن “ما تمارسه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا اليوم، وتحديدًا من خلال مكتب تيتيه، لا يمتّ بصلة لمبدأ الانفتاح على جميع الليبيين، بقدر ما هو تكريس لسياسة إقصائية ممنهجة، تستبعد القوى الوطنية المستقلة وتهمّش الأطراف المؤثرة التي يمكنها أن تساهم في إخراج ليبيا من أزمتها المتفاقمة”.

وأكد الحزب في بيانه على النقاط التالية:

1. أن احترام إرادة الليبيين لا يكون عبر مشاورات شكلية مع أفراد منتقين مسبقًا، بل عبر عملية ديمقراطية شفافة تُعيد للشعب الليبي حقه في تقرير مصيره عبر صناديق الاقتراع.

2. أن تغييب الأحزاب الوطنية والتيارات السياسية الفاعلة والمجالس المهنية والنقابية عن دائرة الحوار يُعدّ إفراغًا للحل السياسي من مضمونه الحقيقي، وتزييفًا متعمدًا للإرادة الشعبية.

3. أن البعثة الأممية، ووفقًا للتفويض الصادر عن مجلس الأمن، يفترض أن تلتزم الحياد الكامل، وألّا تتحوّل إلى أداة لصياغة مشهد سياسي مفروض عبر قنوات خلفية أو تفاهمات انتقائية لا تحظى بشرعية داخلية.

4. أن استمرار نهج الإقصاء والتغاضي عن التنوع السياسي والاجتماعي في ليبيا، سيؤدي إلى تقويض أي حل مستدام، ويكرّس الانقسام ويضاعف من هشاشة العملية السياسية.

وبناءً عليه، دعا حزب صوت الشعب الأمين العام للأمم المتحدة إلى فتح تحقيق جاد وشفاف حول طريقة عمل البعثة في ليبيا، مشددًا على ضرورة إعادة تقييم أدائها وممارساتها الحالية التي، بحسب البيان، “أثبتت فشلها في دعم حل ليبي-ليبي حقيقي، يقوم على أسس التوافق الوطني الشامل وليس على مشاورات انتقائية تُدار من مكاتب مغلقة”.

واختتم البيان بالقول: “إن ليبيا ليست مختبرًا سياسيًا، ولا حقل تجارب دبلوماسي، وإن أي عملية سياسية لا تنطلق من الإرادة الحرة للشعب الليبي، عبر مؤسساته وأطيافه الوطنية الحقيقية، لن يُكتب لها النجاح، ولن تُفضي إلا إلى مزيد من التعقيد والانقسام”.

هذا وجاء بيان الحزب على خلفية تصريحات أدلت بها المبعوثة الأممية هانا تيتيه في حوار مع بوابة الوسط، حيث قالت: “إذا حصلنا على قبول مختلف الأطراف على خارطة طريق قبل أغسطس، فسنطلب تقديم موعد اجتماع مجلس الأمن للإعلان عنها وإطلاقها”.

وأكدت تيتيه في المقابلة أن تطوير العملية السياسية يتطلب “مشاورات مكثفة حول مقترحات اللجنة الاستشارية لضمان سماع جميع الأصوات وتحقيق التوازن في مشهد سياسي متشظي”، مشيرة إلى أن الوصول إلى توافق “قد يستغرق بعض الوقت، خاصة بالنظر إلى الاختلافات الواسعة حول الخيار الأفضل”، وأنه لا بد من “خارطة طريق تحظى بدعم جميع الأطراف لتجنب أن تكون مجرد وثيقة أخرى تضاف إلى الأرشيف”.

وشددت على أنه “لمنع الوصول إلى معادلة صفرية، يجب أن تكون المسارات المطروحة قابلة للقبول والثقة والتنفيذ من قِبل الليبيين”.

وأضافت تيتيه أن البعثة تعمل مع منظمات دولية وإقليمية لضمان موقف موحد وداعم من الأطراف الدولية الرئيسية، مشيرة إلى أن “التسرع في العملية السياسية وخارطة الطريق يهدد بتقويض شرعيتها واستدامتها”، وأن هناك “إحباطًا واضحًا لدى الليبيين يستوجب التعامل معه بجدية”.

واختتمت بالتأكيد على أن خارطة الطريق “يجب أن تكون نتاج عملية تشاورية شاملة، تُبنى على التوافق حول سبل المضي قدمًا نحو إجراء الانتخابات وتوحيد المؤسسات، وأن تشمل التواصل مع عموم الليبيين في جميع أنحاء البلاد، وليس فقط القادة السياسيين والأمنيين”.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: تجمع الأحزاب السياسية تجمع الأحزاب الليبية حزب صوت الشعب حكومة الوحدة الوطنية طرابلس ليبيا و الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

فتح: ما يجري بالضفة وغزة «حرب شاملة».. والمستوطنون أصبحوا جزءًا من جيش الاحتلال

قال عبد الفتاح دولة، المتحدث باسم حركة فتح، إن ما يجري حاليًا في الأراضي الفلسطينية هو امتداد لحرب شاملة وممنهجة يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي بالتوازي مع اعتداءات المستوطنين، الذين باتوا جزءًا من المنظومة العسكرية تحت حماية حكومة اليمين بقيادة نتنياهو وبن جفير وسموتريتش.

خامنئي: وجهنا صفعة قاسية للولايات المتحدة خلال حرب الاحتلالإيران تتهم قوات الإحتلال باستخدام قنابل بها رؤوس نووية في الهجمات على طهران

وأضاف "دولة"، في مداخلة مع الإعلامية بسنت أكرم، على قناة “القاهرة الإخبارية”، أن الانتهاكات لم تعد مجرد اعتداءات فردية من مستوطنين متطرفين، بل تحولت إلى سلوك ممنهج تدعمه الحكومة الإسرائيلية.

وأوضح أن المستوطنين حصلوا على عشرات الآلاف من قطع السلاح خلال العامين الماضيين، وجرى اعتبارهم "الجيش الوطني" من قبل وزراء في الحكومة.

وتابع: "ما يُمارس اليوم ضد شعبنا هو تطهير عرقي حقيقي، يشمل القتل، والحرق، والاستيلاء على الأراضي، وتدمير الممتلكات والمزارع، هذه محرقة ممنهجة تُرتكب بحق الفلسطينيين أمام صمت دولي مطبق".

وأكد أن الجيش والمستوطنين أصبحوا وجهين لعملة واحدة، يمارسون القتل والاعتداءات اليومية على الشعب الفلسطيني، بهدف إجهاض أي إمكانية لتجسيد الدولة الفلسطينية، وكسر إرادة الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال.

وأشار إلى أن إسرائيل تحاول إيصال رسالة بأنها قادرة على فتح جبهات متعددة في غزة والضفة ولبنان وسوريا، بل والوصول إلى قلب إيران، معقبا: "لكن الحقيقة أن دولة الاحتلال تُعد دولة عسكرية بالكامل، تعتمد على التجنيد الإجباري، ولديها مئات الآلاف من الجنود المنتشرين، لكنها لا تملك النفس الطويل الذي يمتلكه الشعب الفلسطيني".

طباعة شارك حركة فتح الاحتلال نتنياهو

مقالات مشابهة

  • مذبحة بوسليم.. 29 عاما على أفظع الجرائم السياسية في تاريخ ليبيا
  • تيتيه: تحريك العملية السياسية بات أمرا ملحًا.. ونتفهم إحباط الليبيين
  • هيبة: طرد البعثة الأممية سيقوض الأمن ويشعل الحرب في ليبيا  
  • السؤال هنا، هل من الممكن تحصين الأحزاب السياسية من الاختراقات القبلية ؟
  • ليبيا.. البعثة الأممية تؤكد التزامها بالتواصل مع الليبيين
  • حزب صوت الشعب: بيان البعثة الأممية تضليل ومحاولة لتكميم أفواه الليبيين
  • «المبشر»: على الليبيين لوم أنفسهم قبل البعثة الأممية
  • الفاضلي: البعثة الأممية في ليبيا.. فاشلة   
  • فتح: ما يجري بالضفة وغزة «حرب شاملة».. والمستوطنون أصبحوا جزءًا من جيش الاحتلال