قواعد عسكرية أمريكية جديدة في السعودية وتحويل البحر الأحمر إلى منطقة عسكرية
تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT
وبحسب الصحيفة، فإن القاعدة التي تقع على بعد نحو 20 ميلًا من سواحل السعودية الغربية، والمعروفة باسم منطقة الدعم اللوجستي جينكينز، ظلت مهجورة في الغالب منذ إنشائها، لكنها تحولت خلال العام الماضي إلى مركز إمداد رئيسي في ظل تنامي التوترات العسكرية مع إيران، وخصوصًا بعد الضربات الأميركية الأخيرة ضد المنشآت النووية الإيرانية، والرد الصاروخي الإيراني على القواعد الأميركية في الخليج.
وتشير تحليلات الصحيفة المعتمدة على صور أقمار صناعية ومصادر عسكرية أميركية إلى أن القاعدة شهدت توسعًا متسارعًا في منشآتها، شمل بناء مستودعات للذخيرة، وتوسيع مرافق إيواء القوات، وتعزيز التحصينات الأمنية، إلى جانب إنشاء منشآت جديدة لتخزين المعدات والوقود.
وتؤكد الصحيفة أن هذه التوسعات تأتي في سياق سعي الولايات المتحدة لإبعاد بنيتها العسكرية عن مرمى الصواريخ الإيرانية قصيرة المدى، التي تغطي معظم القواعد الأميركية المنتشرة في الخليج وسوريا والعراق.
وأوضحت الصحيفة أن مسؤولين أميركيين سعوا منذ سنوات لإنشاء قواعد لوجستية على البحر الأحمر، باعتبارها أكثر أمنًا مقارنة بالقواعد المنتشرة شرق الخليج، حيث يسهل على إيران استهدافها بالصواريخ والطائرات المسيّرة، بينما يتطلب استهداف القواعد الجديدة استخدام صواريخ متوسطة المدى أقل دقة وأضعف من حيث القدرة التدميرية.
لكن رغم هذا البُعد الجغرافي عن إيران، تقول نيويورك تايمز إن القاعدة لا تزال في مرمى تهديدات اليمنين، الذين سبق لهم تنفيذ هجمات على سفن أميركية في البحر الأحمر.
وكشفت الصحيفة أن صور الأقمار الصناعية منذ بداية 2022 أظهرت القاعدة كموقع بدائي يحتوي على مخابئ ترابية ومنطقتين مرصوفتين دون وجود ملحوظ للأفراد، لكن منذ مطلع 2024، أظهرت الصور تحوّل القاعدة إلى معسكر متكامل، يضم عشرات المباني والخيام والمركبات، بالإضافة إلى مخازن ذخيرة كبيرة، بعضها يحتوي على حاويات يُعتقد أنها مخصصة للصواريخ البحرية.
وبحسب التعاقدات الحكومية الأميركية التي حصلت عليها الصحيفة، ارتفع حجم الإنفاق على تجهيزات القاعدة لأكثر من 3 ملايين دولار منذ أوائل العام الجاري، تشمل شراء معدات، مركبات، وخيام، بالإضافة إلى إنشاء منشآت جديدة لتأمين ظروف معيشية ملائمة للقوات.
وأشارت الصحيفة إلى أن وحدات من الجيش الأميركي، بينها قيادة الدعم الاستكشافي 364، تشارك حاليًا في تشغيل وإدارة القاعدة، التي استخدمتها القوات الأميركية مؤخرًا لتنفيذ تدريبات تحاكي عمليات نقل الإمدادات العسكرية عبر البحر الأحمر لدعم القوات المنتشرة في المنطقة، في مؤشر واضح على التحضيرات الأميركية لاحتمال اندلاع مواجهة مفتوحة مع إيران.
كما كشفت نيويورك تايمز أن الجيش الأميركي يعمل أيضًا على بناء موقعين لوجستيين آخرين في مطاري الطائف وجدة السعوديين، لكنهما أصغر وأقل نشاطًا من قاعدة جينكينز، ويُستخدمان بشكل أساسي كمخازن للذخيرة والوقود ومواقع دفاع جوي.
وتظهر وثائق رسمية أميركية اطلعت عليها الصحيفة، أن هناك خططًا واسعة لتوسيع المنشآت في قاعدة جينكينز، تشمل إنشاء مناطق صيانة للمركبات، مناطق ترفيه ومعنويات للقوات، توسيع مخازن الذخيرة، تطوير البنية التحتية للمطار القريب، بالإضافة إلى أعمال بناء في قواعد أخرى داخل السعودية وبقية أنحاء الشرق الأوسط.
ونقلت الصحيفة عن الجنرال الأميركي المتقاعد فرانك ماكنزي، القائد السابق للقيادة المركزية الأميركية، قوله إن إنشاء مثل هذه القواعد يمنح واشنطن أفضلية عسكرية في أي صراع محتمل مع إيران، مشيرًا إلى أنها تُسهّل عمليات الجيش الأميركي وتُصعّب المهمة على خصومه، على حد وصفه.
وتأتي هذه التحركات العسكرية الأميركية في ظل تصاعد التوتر الإقليمي، خاصة بعد استهداف القواعد الأميركية في الخليج، وتزايد احتمالات انزلاق المنطقة إلى مواجهة أوسع بين واشنطن وطهران، وهو ما يراه مراقبون أنه سينعكس سلبًا على استقرار المنطقة، ويُهدد بتوسيع دائرة الحرب التي يدفع ثمنها شعوب المنطقة.
عرب جورنال
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
لا قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها..خبير دولي يحذر:العد التنازلي للمؤامرة الكبرى على مصر بدأ
تابعنا أيضا عبر تليجرام t.me/alwatanvoice رام الله - دنيا الوطن
حذر الخبير في القانون الدولي وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي محمد محمود مهران من أن مصر تواجه تحديات استراتيجية غير مسبوقة في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة.
وأكد مهران في تصريحات نقلها موقع "روسيا اليوم" أن القاهرة تتأهب لمواجهة سيناريوهات متعددة قد تضعها في قلب العاصفة الإقليمية المقبلة.
وأوضح الخبير الدولي أن الموقع الجيوسياسي لمصر وسيطرتها على قناة السويس وعلاقاتها المتوازنة مع القوى الدولية يجعلها عرضة للضغوط الخارجية، لكنه أكد في الوقت ذاته أن قوتها الذاتية وسيادتها الوطنية تمكنها من مواجهة هذه التحديات.
وأشار إلى تميز مصر بعدم وجود قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها، وهو ما يعكس التزامها بمبدأ السيادة الوطنية وفق المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة، مما يمنحها مرونة في اتخاذ القرارات بعيداً عن الضغوط العسكرية المباشرة.
وأكد مهران أن مصر تعزز قدراتها الدفاعية استناداً إلى حقها المشروع في الدفاع عن النفس وفق المادة 51 من الميثاق الأممي، مشيراً إلى أن تحديث القوات المسلحة والتنويع في مصادر السلاح يعكس استراتيجية دفاعية متكاملة.
واستبعد مهران أي تدخل عسكري مباشر ضد مصر نظراً لقوتها العسكرية وموقعها الاستراتيجي، لكنه حذر من ضغوط اقتصادية ومحاولات زعزعة الاستقرار الداخلي، مؤكداً أن السياسة الخارجية المصرية المتوازنة تقلل من مخاطر الاستهداف المباشر.
وأكد الخبير على الدور التاريخي لمصر كحامية للأمن القومي العربي وفقاً لميثاق جامعة الدول العربية، مشيراً إلى أن القاهرة ستظل داعمة للأشقاء العرب في مواجهة أي تهديدات.
ولفت مهران إلى الإرث الحضاري المصري المعترف به دولياً، والذي يعزز مكانتها الدولية، كما أشار إلى مشاريع التنمية الضخمة مثل العاصمة الإدارية والعلمين التي تعزز المناعة الاقتصادية.
وحذر الخبير من أن أي محاولة لزعزعة استقرار مصر ستكون لها تداعيات كارثية على الأمن الإقليمي والعالمي، مؤكداً أن حماية الاستقرار المصري تمثل مصلحة مشتركة لكل القوى الدولية.
واختتم مهران تصريحاته بالتأكيد على أن مصر تسير بثبات نحو تعزيز قوتها الذاتية، داعياً المجتمع الدولي إلى التعاون معها كشريك استراتيجي في تحقيق الاستقرار الإقليمي والعالمي.