هآرتس: إسرائيل قتلت نحو 4% من سكان قطاع غزة
تاريخ النشر: 28th, June 2025 GMT
ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية ، الجمعة 27 يونيو 2025 ، إن حصيلة الضحايا اقتربت من عتبة 100 ألف فلسطيني بنسبة تقارب 4 % من عدد سكان قطاع غزة ، الذين قتلوا بهجمات إسرائيلية أو توفوا نتيجة الآثار غير المباشرة للإبادة الجماعية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ما يجعل هذه الحرب "الأكثر دموية في القرن 21".
وفي تقرير لها تساءلت الصحيفة عما إذا كانت إسرائيل قتلت 100 ألف فلسطيني في غزة منذ بداية حرب الإبادة الجماعية، محاولة الإجابة بتسيلط الضوء على تقرير نشره فريق بحثي دولي دون الإشارة إلى عنوانه.
ونقلت الصحيفة تأكيد باحثين دوليين (لم توضح اختصاصهم)، أن عدد الضحايا بغزة جراء الهجمات الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر 2023 والذي أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية، "أقل من الحجم الحقيقي للأزمة".
وقالوا بهذا الصدد: "الجوع والمرض وإطلاق النار الإسرائيلي على مراكز توزيع الغذاء جعل الحرب في القطاع واحدة من أكثر الحروب دموية في القرن الحادي والعشرين".
وفي الوقت الذي يرفض فيه متحدثون رسميون وصحفيون ومؤثرون بإسرائيل بيانات وزارة الصحة الفلسطينية مدعين أنها "مبالغ فيها"، يؤكد خبراء دوليون أن قائمة تلك الوزارة "بكل ما تجسده من فظائع، ليست موثوقة فحسب بل قد تكون متحفظة جدا مقارنة بالواقع".
وعن أبرز الدراسات الدولية التي تناولت هذه القضية، سلطت الصحيفة الضوء على دراسة نشرها البروفيسور مايكل سباغات الخبير العالمي في الوفيات خلال النزاعات العنيفة، وفريق من الباحثين هذا الأسبوع، إذ اعتبرتها "الأكثر شمولا حتى الآن بشأن موضوع الوفيات بغزة".
وأشارت الصحيفة إلى أن سباغات، وهو خبير اقتصادي في كلية هولواي بجامعة لندن، كتب عشرات المقالات عن الحروب في العراق وسوريا وكوسوفو، ودول أخرى.
وأوضحت أن سباغات وبمساعدة "عالم السياسة الفلسطيني الدكتور خليل الشقاقي، أجرى الفريق مسحا لـ 2000 أسرة في غزة، تضم نحو 10 آلاف شخص، وخلصوا إلى أنه حتى يناير/ كانون الثاني 2025، قتل حوالي 75 ألفا و200 شخص في غزة نتيجة أعمال عنف خلال الحرب، غالبيتهم العظمى بسبب الذخائر الإسرائيلية".
واستدركت: "في ذلك الوقت، قدرت وزارة الصحة في قطاع غزة عدد القتلى منذ بداية الحرب بـ 45 ألفا و660 قتيلا، وبعبارة أخرى، قللت بيانات وزارة الصحة من العدد الحقيقي للقتلى بنحو 40 بالمئة".
وأشارت الصحيفة إلى أن الدراسة لم تخضع "لمراجعة الأقران، حيث نشرت كنسخة أولية، لكن نتائجها تشابهت إلى حد كبير مع نتائج دراسة أُجريت بأساليب مختلفة تماما ونشرها في يناير الماضي باحثون من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، وقدّرت تلك المجموعة أيضا التفاوت بين بيانات وزارة الصحة والأرقام الحقيقية بنحو 40 بالمئة".
وذكرت الصحيفة العبرية أن دراسة "سباغات وزملائه تحاول الإجابة عن سؤال الوفيات الزائدة في القطاع، وبمعنى آخر، كم عدد الأشخاص الذين ماتوا نتيجة الآثار غير المباشرة للحرب: الجوع، والبرد، والأمراض التي استحال علاجها بسبب تدمير النظام الصحي، وعوامل أخرى؟".
وقالت بهذا الصدد: "حتى دون احتساب موجات الوفيات الزائدة المتوقعة في المستقبل، أدى الجمع بين ضحايا العنف والوفيات الناجمة عن الأمراض والجوع إلى وفاة 83 ألفا و740 شخصا قبل يناير (2025)، مع الأخذ في الحسبان المسح والوفيات الزائدة".
وأضافت: "منذ ذلك الحين، ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل أكثر من 10 آلاف شخص، وهذا لا يشمل من هم في فئة الوفيات الزائدة، والخلاصة هي أنه حتى لو لم تتجاوز الحرب بعد خط 100 ألف قتيل، فهي قريبة جدًا من ذلك".
ونقلت الصحيفة عن البروفيسور سباغات، قوله إن "هذه البيانات تضع الحرب في قطاع غزة كواحدة من أكثر الصراعات دموية في القرن الحادي والعشرين".
وتابع: "حتى لو كان العدد الإجمالي لضحايا الحرب في سوريا وأوكرانيا والسودان أعلى في كل حالة، فإن غزة على ما يبدو تحتل المرتبة الأولى من حيث نسبة القتلى من المقاتلين إلى غير المقاتلين، وكذلك من حيث معدل الوفيات بالنسبة إلى حجم السكان".
وأشارت الصحيفة إلى أنه "وفقا لبيانات المسح، والتي تتوافق مع بيانات وزارة الصحة الفلسطينية، فإن 56 بالمئة من القتلى كانوا إما أطفالًا دون 18 عاما، أو نساء، وهذا رقم استثنائي مقارنة بجميع النزاعات الأخرى تقريبًا منذ الحرب العالمية الثانية".
وبحسب الصحيفة، فإن البيانات التي جمعتها ونشرتها منظمة سباغات، تشير إلى أن نسبة النساء والأطفال الذين قُتلوا نتيجةً للعنف في غزة تزيد على ضعف النسبة في جميع النزاعات الأخيرة تقريبًا، مضيفة: "بما في ذلك، على سبيل المثال، الحروب الأهلية في كوسوفو (20 بالمئة)، وشمال إثيوبيا (9 بالمئة)، وسوريا (20 بالمئة)، وكولومبيا (21 بالمئة)، والعراق (17 بالمئة)، والسودان (23 بالمئة)".
ومن البيانات المتطرفة الأخرى التي وُجدت في الدراسة، نسبة القتلى إلى عدد السكان، يقول سباغات: "أعتقد أننا ربما وصلنا إلى نسبة قتلى تُقارب 4 بالمئة من السكان".
ويضيف: "لست متأكدًا من وجود حالة أخرى في القرن الحادي والعشرين وصلت إلى هذا المستوى".
ولفتت الصحيفة إلى أنه "على عكس ثراء البيانات التي تقدمها قوائم الوزارات الرسمية والدراسات البحثية، والتي تُؤكد أرقام وزارة الصحة في غزة، فإن صمت المتحدثين الرسميين الإسرائيليين عن عدد القتلى لافت للنظر".
وقالت: "حرب 7 أكتوبر (2023) هي الأولى التي لم يُقدم فيها الجيش الإسرائيلي تقديرات لعدد القتلى المدنيين من العدو".
وأضافت: "الرقم الوحيد الذي تُكرره وحدة المتحدث باسم الجيش والمتحدثون الرسميون الإسرائيليون الآخرون هو مقتل 20 ألفا من حماس ومنظمات أخرى. هذا الرقم غير مدعوم بقائمة أسماء أو أدلة أو مصادر أخرى".
وتابعت: "وفقا لسباغات، جرت محاولة لإحصاء عدد المسلحين الذين نشرتهم إسرائيل. وقد تمكن فريقه من الوصول إلى بضع مئات، لكن من الصعب إعداد قائمة تضم حتى ألفا".
المصدر : وكالة سوا - الاناضول اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية كان : نتنياهو يعقد جلسة مشاورات أمنية وضغوط لجسر الفجوات كاتس: أوعزت للجيش بتحضير خطة للعمل الدائم ضد التهديدات الإيرانية محللون إسرائيليون: نتنياهو يرهن وقف حرب غزة بهذا الأمر الأكثر قراءة إصابة 6 مواطنين جرّاء اعتداء جنود الاحتلال ومستوطنين عليهم في الخليل ترامب: سأمهل إيران أسبوعين.. ولا يمكن لإسرائيل القضاء على كل المنشآت النووية سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم السبت 21 يونيو نحو 46 ألف طالب وطالبة يتقدمون لامتحان الثانوية العامة في فلسطين دون غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025
المصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: بیانات وزارة الصحة الصحیفة إلى أن قطاع غزة فی القرن فی غزة
إقرأ أيضاً:
هآرتس: لا هي الرد المنطقي الوحيد على طلب نتنياهو العفو
سلطت افتتاحية صحيفة هآرتس الإسرائيلية الضوء على طلب العفو الذي قدّمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، واعتبرته مثالا صارخا على التمادي في عدم الاعتراف بالمسؤولية.
وأكدت هآرتس أن "نتنياهو ليس مستعدا للاعتراف بأي شيء، ولا يقبل المسؤولية عن أي شيء"، وفي حين يطلب العفو، يستمر في تصوير القضايا ضده على أنها ملفقة ويعتبر النظام القضائي ذاته مجرما.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب نرويجي: 3 إجراءات على أوروبا اتخاذها لتقليل تبعيتها لأميركاlist 2 of 2ذا هيل: 5 نقاط خلاف جوهرية بين ترامب والجمهوريين في الكونغرسend of listيذكر أن نتنياهو مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
الصحيفة قالت إن هرتسوغ إذا استجاب لطلب العفو، سيكون ذلك استسلاما من الدولة الإسرائيلية لـ"بلطجة وفساد" قائدها، ونصرا كاملا له وهزيمة كاملة لفكرة وضع البلاد أولا.
وطلب نتنياهو العفو والتبرئة من تهم فساد تشمل الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة في ملفات تقاضيه فيها المحاكم الإسرائيلية منذ سنوات.
ويتضمن الطلب وثيقتين: رسالة مفصلة من محامي نتنياهو، وأخرى موقعة منه شخصيا، وتؤكد -دون اعتراف صريح بالذنب- أن المصلحة الوطنية تستوجب إنهاء المحاكمة، التي يقول إنها "تمزق المجتمع الإسرائيلي" وتمنعه من إدارة شؤون الدولة في ظل التهديدات الأمنية والسياسية.
"عمل عدواني"ويرى محللون سياسيون أن الخطوة وجهت ضربة خطِرة لهيبة القضاء وأجهزة إنفاذ القانون، وأسهمت في تعزيز ثقافة الإفلات من العقاب، بما يقوّض الأسس الدستورية للدولة.
ووفق الافتتاحية، فإن طلب العفو ليس محاولة لترميم الانقسامات التي غلبت على الوسط السياسي -حسب زعم نتنياهو- بل هو "عمل عدواني من شخص يسعى لاستغلال مؤسسة العفو لتدمير العدالة ومبدأ المساواة أمام القانون".
وشدّدت الصحيفة على أن العفو سيبعث برسالة واضحة للأجيال القادمة "هاجم المؤسسات، مارس الضغط السياسي، فكك كل القواعد، وفي النهاية ستكافأ".
وأضافت أنه إذا استجاب هرتسوغ لهذا الطلب، سيكون ذلك استسلاما من الدولة الإسرائيلية لـ"بلطجة وفساد" قائدها، ونصرا كاملا له وهزيمة كاملة لفكرة وضع البلاد أولا.
ردود فعل متباينةويذكر أن قوى المعارضة في إسرائيل طالبت -أمس الأحد- الرئيس هرتسوغ برفض أي عفو عن نتنياهو ما لم يعترف بذنبه وينسحب بالكامل من الحياة السياسية، وذلك بعد ساعات من تقدّم نتنياهو بطلبه.
إعلانوأكدت المعارضة أن منح نتنياهو العفو سيشكل شرعنة للفساد، معتبرة أن رئيس الوزراء يسعى عبر العفو إلى الحصول على حصانة سياسية تبقيه في الحكم دون مساءلة.
وعلى الجانب الآخر، سارع وزراء من الائتلاف الحكومي إلى دعم نتنياهو، إذ دعا وزير الخارجية جدعون ساعر إلى إنهاء المحاكمة، وقال إن ذلك يعكس مصلحة إسرائيل وسيُسهم في وحدتها.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أرسل رسالة في 11 نوفمبر/تشرين الثاني إلى مكتب هرتسوغ يطلب فيها العفو عن نتنياهو.
وقال ترامب في رسالته "أعتقد أن هذه القضية ضد بيبي (نتنياهو) الذي ناضل إلى جانبي طويلا بما في ذلك ضد عدو إسرائيل اللدود إيران، هي محاكمة سياسية غير مبررة".
لكن هآرتس أكدت أن الخيار الوحيد المنطقي هو الرفض القاطع لطلب العفو، مطالبة نتنياهو بالاستقالة إذا لم يكن قادرا على الجمع بين مهامه كرئيس وزراء ومحاكمته الجنائية، حفاظا على سيادة القانون في إسرائيل.