لبنان ٢٤:
2025-06-11@04:52:04 GMT

التدفئة تؤرق اللبنانيين: الشتوية مش مأمنة!

تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT

التدفئة تؤرق اللبنانيين: الشتوية مش مأمنة!

ككل سنة يتحضّر اللبنانيون لموسم شتاء قاس على الصعد كافة سواء السياسية أو الاقتصادية وحتى الأمنية، إذ إن شتاء عام 2024 سيكون بمثابة تحد كبير أمام معظم اللبنانيين، والأرقام هي خير دليل على ذلك. فبالرغم من استقرار الدولار الذي أعطى الفرصة للبنانيين لأخذ قسط من الراحة بدل المحاربة لمواءمة المدخول الهشّ مع الواقع، إلا أن القسم الأكبر منهم لم يستطع بعد تأمين "الشتوية" إذ إن احتدام الأوضاع الأمنية، وما يرافقها من تردّ وتراجع مستمر للأحوال الاقتصادية، كله ساهم بوضع اللبناني بمواجهة موسمٍ شتوي أقل ما يقال عنه أنه صعب.



معضلة الغاز والمازوت بلغة الأرقام يبدأ التحدي الأول بتأمين التدفئة، المشكلة الأساسية التي بات اللبنانيون يعانون منها منذ بدء الأزمة الاقتصادية عام 2019، وذلك باستعمال مختلف المصادر، سواء الكهرباء، أو المازوت أو الحطب. فخيار اللجوء إلى استعمال مادة المازوت مثلا هو من الخيارات الصعبة، باعتبار أن الطبقة الوسطى الإقتصادية هي شبه منعدمة حيث أن المنزل الواحد يحتاج ما بين 5 إلى 7 براميل من المازوت في حال اقتصد الشخص باستعماله، وهذا ما يعادل قرابة 800 دولار كحدٍ أدنى على مدى قرابة 5 أشهر أو ما يعادلها بالليرة اللبنانية حيث تصل تكلفتها إلى حدود 75 مليون ليرة طالما أن الدولار لا يزال ثابتًا. والأمر نفسه ينطبق على الغاز، إذ وبحال اقتصد أيضًا المواطن باستعماله، فإنّه يحتاج إلى ما يقارب الـ9 قوارير شهريًا وهو ما يعادل تقريبًا 10 ملايين ليرة، بوقت ستكون هذه الأسعار مرجحة للارتفاع بحدود 15% خلال موسم الشتاء، إذ يؤكّد خبير اقتصادي ل"لبنان 24"على أن البلاد الأوروبية التي يواجه سكّانها أزمة دفع رسوم التدفئة ستكون مستعدةً لفرض رسوم أعلى على البلاد المستوردة لموارد الطاقة منها، ومن ضمنها لبنان، خاصة في خضم الحرب الروسية الأوكرانية التي سيكون اللبنانيون على استعدادٍ لدفع جزءٍ من آثارها خلال موسم الشتاء.

وعلى خطّ تأمين التدفئة يبرز إلى الواجهة وضع المؤسسات والمدارس التي تعاني من كلفة تأمين مصادر الطاقة والتدفئة سواء الغاز أو المازوت وحتى الكهرباء. فعلى صعيد المدارس كان الأهالي هذا العام على موعدٍ مع زيادة جديدة قرّرت الإدارات فرضها لأجل تأمين التدفئة، وهذا ما انسحب على معظم المدارس الخاصة والمعاهد والحضانات والجامعات، تمامًا كالعديد من مؤسسات العمل التي قرّرت اقتطاع جزء من الراتب الشهري خلال موسم الشتاء لتأمين التدفئة لموظفيها خلال ساعات العمل. وعلى المقلب المقابل تؤكّد العديد من إدارات المدارس الرسمية أنها في السنة الفائتة حاولت تأمين المازوت من خلال الحصول على مساعدات من قبل الأهالي، إلا أنّها لا تعتبر أن هذا الحل عمليّ خاصةً وأن هذه السنة امتنع العديد من الأهالي عن تسجيل أولادهم في المدارس بسبب الكلفة المرتفعة، فمن أين ستُحصّل الأموال لتأمين التدفئة؟

الإعتداء على الطبيعة للبقاء بالتوازي، وتهرّبًا من تأمين المازوت أو الغاز، قرّر الآلاف من المواطنين الاعتماد على الأحراج خاصةً في المناطق الجبلية، حيث تم القضاء على الآلاف من الأشجار المعمّرة والتي تعتبر مصدر دفءٍ "رخيص" لهؤلاء. وبجولة لـ"لبنان 24" على مختلف القرى الجبلية لوحظ أن العديد من البلديات تعمل على تأمين الحطب لأكبر عدد من العائلات ببدل رمزي من خلال القيام بتشحيل الأشجار في الاحراج الواقعة ضمن سلطتها، وتوزيعها على العائلات. إلا أن العديد من رؤساء هذه البلديات أكدوا لـ"لبنان 24" أن عملية ضبط الأهالي ومنعهم من قطع الأشجار بأنفسهم هي عملية صعبة بظل عدم تعيين حرّاس للأحراج، وعدم قدرة البلديات المادية على تعيينهم على نفقتها الخاصة. وعليه أكّدت مصادر بلدية لـ"لبنان 24" على أن عملية قطع الأشجار داخل الأحراج الكبيرة في مختلف المناطق اللبنانية لم تعد تقتصر فقط على تأمين التدفئة، لا بل بات لها أهدافًأ تجارية، حيث يعمد الأهالي إلى بيع الحطب محليًا بأسعارٍ مُنافسة من دون الإكتراث إلى المجزرة البيئية الحاصلة!

المؤسسات المتوقفة تعاني بعيدًا عن تأمين موارد التدفئة، وُضع الآلاف من المواطنين اللبنانيين أمام مصيرهم مع اشتعال الجبهة الجنوبية، إذ إن المئات من المؤسسات تأثرت بشكل مباشر بتحذيرات الدول العربية والأجنبية التي عملت على سحب رعاياها، وحذّرت مواطنيها من التوجه إلى لبنان. فالأرقام توضح هول المصيبة، إذ إن مؤسسات السفر والسياحة دقّت ناقوس الخطر مع إلغاء ما يقارب 80% من الرحلات، وهذا ما انعكس سلبًا على عطلة الأعياد أولاً، وعلى عمل المؤسسات السياحية كالفنادق التي قلّصت فريق عملها بحدود 85% بظل نسبة شغور لا تتجاوز الـ 5% عند بعضها، وصولاً إلى المؤسسات التجارية التي أقفلت البعض منها أبوابها بعد عدم القدرة على تأمين بدل الإيجار، بعد ضياع الموسم السياحي الشتوي. وتتخوف مصادر اقتصادية في حديث مع "لبنان24 "من امتداد هذا الأمر إلى ما بعد رأس السنة، وتحديدًا خلال موسم التزلج، الذي يعتبر مصدرًا أساسيًا للمؤسسات خلال الشتاء، هذا عدا عن القدرة التشغيلية الذي يؤمّنها، سواء من فرص عمل تعدّ بالآلاف، وصولاً إلى تأمين استمرارية عمل هذه المؤسسات التي تبقى عادةً صامدة حتى الموسم الصيفي بالاعتماد على إيرادات الموسم الشتوي السياحي، خاصةً وأن هذا الموسم يمتدُّ إلى ما يقارب الشهرين ونصف الشهر. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: خلال موسم العدید من لبنان 24

إقرأ أيضاً:

احلام عبد الرسول تتفقد عدد من المؤسسات الصحية ومركز ايواء الوافدين

وقفت مدير عام قطاع الصحة الوزير المكلف بولاية البحر الأحمر د. احلام عبد الرسول موسى علي سير الخدمات العلاجية خلال زيارتها التفقدية لعدد من المؤسسات الصحية بمحلية بورتسودان .حيث شملت الزيارة مستشفى الامير عثمان دقنة المرجعي ومستشفى الوحدة الى جانب زيارة مركز ايواء الوافدين بمدرسة احمد ناجي الثانوية وذلك ضمن برنامج الزيارات خلال أيام عطلة عيد الاضحى المبارك .رافقها في الزيارة مدير الإدارة العامة للطب العلاجي د.عمر هاشم ومدير الإدارة العامة للرعاية الصحية الأساسية د.محمد عبد القادر و مدير ادارة المعامل د.صفاء عبد المجيد ومدير إدارة الصحة النفسية ا.رشا محمد طاهر حمد.وتأتي الزيارة في إطار الاطمئنان على سير العمل واستمرار تقديم الخدمات الصحية للمواطنين، خلال فترة عطلة عيد الفطر المبارك والوقوف على التحديات التي تواجه العمل والاطمئنان على تقديم الخدمة الصحية وتوفر الدواء والخدمات المختبرية.واستمع الوفد لشرح وافي من مديري مستشفيات دقنة والوحدة كما تفقد الوفد مركز ايواء احمد ناجي واطمأن على الخدمات المقدمة من خلال تقرير مدير المركز.واشادت مدير عام قطاع الصحة بالكوادر الطبية والصحية والعاملين بالمؤسسات وهم يؤدون عملهم خلال عطلة العيد لتقديم الخدمة والرعاية لمواطني الولاية رغم الظروف الحالية، مؤكدة الحرص على ضمان استمرارية الخدمات الصحية خلال العطلات،كما شملت الزيارة المساحة الصديقة للاطفال التابعة لليونيسيف بالمركز واشاد الاطفال بجهود وزارة الصحة في تقديم خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي للاطفال والاسر.و عقد الوفد اجتماع مع لجنة إشراف المركز بحضور النساء والعاملينوتم تقديم عدد من الهدايا للأطفال والدعم العيني .سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الحاج: وقف الهدر أولًا قبل زيادة الأسعار على اللبنانيين
  • نور الدين البابا: من أبسط أسس العدالة الانتقالية تأمين محاكمة عادلة للمتورطين بجرائم حرب من ضباط وغيرهم
  • هذه مواقيت عمل المؤسسات البريدية خلال فصل الصيف
  • استقرار في أسعار البنزين صباح اليوم.. ماذا عن المازوت والغاز؟
  • الإشغال الفندقي لامس الـ 80 %.. أمرٌ واحد يُقلق أصحاب المؤسسات السياحية
  • احلام عبد الرسول تتفقد عدد من المؤسسات الصحية ومركز ايواء الوافدين
  • الصحة: خطة تأمين طبي للساحل الشمالي خلال الإجازات وفصل الصيف
  • اتحاد نقابات العمال: ضريبة المحروقات طعنة جديدة في ظهر اللبنانيين
  • فضل الله: الدولة قادرة على حشد عناصر القوة التي تملكها لمواجهة الاعتداءات
  • نائب أمل شكر وقفة عون المشرفة التي طال انتظارها