الدبيبة للإعلام العربي: اتهمنا بالإرهاب ظلماً.. تعالوا لتروا شعبناً
تاريخ النشر: 14th, December 2025 GMT
وجه رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، رسالة عاطفية وقوية إلى الإعلام العربي خلال جلسة حوارية استثنائية حملت عنوان "الرئيس يجيب"، خاطب فيها الجمهور مباشرةً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مجيباً على أسئلة المواطنين في حوار أداره الإعلامي المصري محمود سعد، الذي نقل نبض وانتقاد الشارع الليبي والعربي.
وقال الدبيبة مخاطباً وسائل الإعلام العربية: "اتهمنا كثيراً في ليبيا بالإرهاب. نريد أن يأتي إلينا ليتعرف علينا. نحن شعب طيب نريد الحياة ونحب العرب". وأكد على عمق الانتماء العربي لليبيا، قائلاً: "ندافع عن القضية الفلسطينية ونموت لأجلها". وذكّر بالتضحيات التاريخية، قائلاً: "ويقدم الليبيون روحهم للدفاع عن مصر في أي حرب".
وشدّد على أن الصعوبات التي يواجهها الباسبور الليبي في بعض الدول ناتجة عن "جرائم" فردية "ليست لأننا ننتمي إليها"، ولا تعبر عن طبيعة الشعب الليبي "الطيبة". ودعا إلى بناء جسور إعلامية قائمة على المعرفة المباشرة، قائلاً: "نريد من الإعلام العربي أولاً أن يأتي إلينا ويتعرف... حتى تكون هناك وحدة إعلامية".
كما تطرق الدبيبة إلى الدور الإيجابي للرياضة كأداة توحيد، معبراً عن حزنه لعدم تأهل منتخب بلاده لكأس العالم. واختتم حديثه بدعوة مفتوحة للإعلاميين العرب، قائلاً: "أدعوك أنت وإخوانك لحضور أي فرصة... أنت مرحب بك في ليبيا"، مؤكداً على كرم الضيافة الليبية.
واختتمت أيام طرابلس الإعلامية بحدث ثقافي بارز هو إعادة افتتاح المتحف الوطني الليبي في ميدان الشهداء، بعد إغلاق دام 14 عاماً. حظيت الفعاليات بتغطية إعلامية واسعة، وأكد الدبيبة، في حفلة الافتتاح، على أهمية صون التراث الوطني وإحياء الذاكرة الجمعية، معتبراً هذا الصرح "خطوة جوهرية لإبراز تاريخ ليبيا". واختتم كلمته بعبارة "ليبيا لن تنكسر"، فاستحقت تصفيقاً عاصفاً.
شاركت الجامعة العربية بوفد رفيع المستوي ضم السفير أحمد رشيد خطابي رئيس قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة، خالد المنزلاوي الأمين العام المساعد، والسفير طلال المطيري مندوب الكويت، والوزير مفوض حيدر الجبوري مدير الأمانة الفنية لوزراء الإعلام العرب، والدكتور علاء الزود المستشار الإعلامي للمندوبية الأردنية، والمستشار بليغ المخلافي من مندوبية اليمن، وجاء منتدى الحوار الإعلامي العربي بتنظيم مشترك بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية مع السفير عبد المطلب ثابت سفير ليبيا بمصر ومندوب ليبيا الدائم بالجامعة العربية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الوحدة الوطنية الليبية رئيس حكومة الوحدة الوطنية الإعلام العربى رسالة عاطفية الدبيبة
إقرأ أيضاً:
باسم يوسف ينتقد الصورة الإعلامية المغلوطة عن ليبيا والوطن العربي
حاول الإعلامي باسم يوسف، تقديم توضيح لما وصفها "الصورة غير الدقيقة" التي تُرسم عن دول عدة حول العالم، ولا سيما في المنطقة العربية، وذلك في أعقاب زيارته الأخيرة إلى ليبيا، تلبية لدعوة "أيام طرابلس الإعلامية".
وتوقف عند دلالات استمرار تلقي الصور الترفيهية والإعلامية الجاهزة، خصوصا تلك المنتجة في الولايات المتحدة الأمريكية، وما يترتب عليها من استمرار مآس إنسانية، من بينها إبادة الفلسطينيين في غزة على يد دولة الاحتلال، دون ردود فعل من دول تحمي قدسية أرواحهم بوصفهم بشرا.
وأوضح موقع “هسبريس” أن باسم يوسف، الإعلامي المصري المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، يعد صاحب أبرز برنامج ساخر في العالم العربي هو “البرنامج”، وأحد الوجوه المؤثرة اليوم في الكوميديا السياسية الساخرة والنقاش الإعلامي باللغة الإنجليزية.
ونقل عنه قوله إن أول كلمة سمعها من كثيرين في محيطه عندما أخبرهم بنيته زيارة ليبيا كانت: “لم!؟”، مضيفا: “لا ألوم الناس على ذلك، بعد أخبار الصراعات والنزاعات والعواجل غير الجيدة في الغالب، لكن عندما وصلت إلى هنا أحسست بإحساس الغباء الذي كنت أحس به عند حديث الأجانب عن دولنا، كما أحسست بالتقصير لأني لا أعرف عن ليبيا الكثير”.
وخلال مداخلته في فعاليات “أيام طرابلس الإعلامية”، أقر باسم يوسف بأنه بمجرد وصوله إلى العاصمة الليبية، ومشاهدته أضواء المدينة وازدحام السيارات والبنايات الشاهقة والحياة اليومية العادية، شعر بالخجل من نفسه ومن جهله، وفق تعبيره.
وتابع: “دفعتني هذه التجربة إلى التفكير في معلومات وانطباعات تصلنا عن العالم، ولا علاقة لها بالواقع، وهو ما يبلغ درجة أن لا معلومات لي عن جارة لبلدي، وهو جهل الأجانب نفسه الذي نحس به لما يزوروننا في مصر أو الجزائر أو المغرب”.
وأبدى "الكوميدي" السياسي باسم يوسف تصالحا مع الوصف القدحي الذي يطلقه عليه منتقدوه ومعارضوه بـ“الأراجوز”، بل تبناه، قائلا: “أنا كوميديان ترك الطب ليضحك الناس، فوجدت نفسي في معمعة أكبر مني عربيا وغربيا”.
وتطرق إلى ما يردده البعض بشأن الحاجة إلى حضور العلماء والدبلوماسيين والسياسيين والأطباء في مثل هذه المناسبات، منبها إلى أن “صورتنا كعرب ومسلمين عند الآخرين غير جيدة، وهي لا تتشكل عبر الأكاديميين والدكاترة، بل عبر وسائل الإعلام؛ والكوميديين والناس غير الجادين”.
وأضاف أن الغرب “لا يعرفنا غالبا عبر الكتب والمراجع، بل إن كل المعلومات المغلوطة عنا قادمة من الإعلام والترفيه والأفلام التي نعتبرها تفاهة”.
وقدم يوسف مثالا بما ترسخ في الغرب بسبب المخرج ستيفن سبيلبرغ الذي “صوّر اليهود يبنون الأهرام، وبسبب فيلم من ساعتين صار هذا تاريخا رسميا في عقول الناس، رغم أن علماء الآثار يعرفون أن بناء الأهرام يسبق وجود اليهود في مصر بقرون”. واعتبر أن الأمر نفسه ينطبق على صورة الإيرانيين في الولايات المتحدة، بفعل “مسلسلات وأفلام تزرع صورة نمطية”.
وأوضح أن النتيجة لا تتعلق بالصورة فقط، بل بحياة الناس، قائلا إن “ما حدث في فلسطين هو حصيلة بروباغاندا (دعاية) ممنهجة منذ سنين، وما استطاعت القيام به إسرائيل هو نتيجة غسيل دماغ طويل، صنفنا أشرارا ولو دافعنا عن أرضنا، وبأننا نستحق أن يُقتل أبناؤنا داخل منازلنا”.
واستشهد بنموذج سابق، قائلا: “في أفلام الويسترن شجعنا رعاة البقر ضد أصحاب الأرض الهنود الحمر، وأحببنا ممثلا عنصريا مثل جون وين، بسبب البروباغاندا الممررة عبر التسلية”.
وأعرب باسم يوسف عن أسفه لاستمرار النظرة القاصرة للإعلام والفن في العالم العربي باعتبارهما “تسلية فارغة” يُنظر إليها بـ“تعالٍ وكره”، بينما “في الخارج يوجد فن الإسفاف، والفن الجيد، والذي بينهما، ويشكل عقول المجتمعات”.
وتابع: “بعد اهتزاز صورة إسرائيل أُعلنت في كان مسلسلات وأفلام ووثائقيات بمئات الملايين لسرد ‘سبعة أكتوبر’ من وجهة نظرهم وتعويض خسائرهم فعلا”. وأضاف أن عمليات شراء منصات مثل “تيكتوك”، و“براماونت”، و“إتش بي أو”، و“وورنر برادرز” لا تتعلق بالتسلية، بل بـ“السيطرة على ملايين البشر”.
وسرد يوسف مفارقات يصفها بأنه يعيشها كمصري أصبح أمريكيا أيضا، قائلا: “نحن عرب المهجر رأينا الأمور من الداخل، ونعيش واقعا صعبا، فنحن نعيش في بلاد تستحل دماءنا في بلداننا التي تركناها، وهو ما يتم بأموال ضرائبنا، ونحس بعجزنا، وترسيخ صورة سلبية عنا”.
وأضاف أن هذا الواقع يمتد حتى داخل العالم العربي عبر استخدام منصات مثل “غوغل” و“أمازون” و“آبل”، التي وصفها بأنها “متواطئة بالكامل مع إسرائيل”.
وخلال مداخلته في “أيام طرابلس الإعلامية”، خلص يوسف إلى أن “كل هذا التخوف والتوجس من ليبيا يأتي من الجهاز المستطيل (الهاتف)… والعدسة المشروخة عمدا، التي صورت الدولة فيلم رعب، بدل تقديمها بلدا له مشاكله”.
وتابع: “وأقول هذا بعد 12 ساعة من قدومي لطرابلس، جعلتني خلال وقت قليل أخجل من نفسي، مع ما وجدته من كرم وحب وذوق، كفيل بإعادتي مرة ومرات”.
وختم بالتأكيد على أن “التفاؤل والأمل لا يعنيان أن نغفل عن المحاولات المستمرة للسيطرة على الإعلام والعقول، بل ينبغي الاستثمار في الجذب والتركيز لأن السنوات القادمة صعبة”، مضيفا: “سنستمر في الوضع نفسه إذا واصلنا انتظار الآخرين ليصوّرونا أخيارا أم أشرارا أم أمواتا أحياء أم هنودا حمرا، وإذا جعلنا كل دورنا هو البحث عن كيف نبدو في عيون الآخرين”.