قتل مقاتلان مواليان لإيران بعد منتصف ليل الخميس الجمعة في ضربات استهدفت مواقع في محيط العاصمة السورية دمشق، وفق ما أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان".

وحسب المرصد فقد "استهدف غارات إسرائيلية بعد منتصف ليل الخميس الجمعة، مستودعا تابعا لحزب الله اللبناني في منطقة البحدلية على طريق دمشق الدولي، فضلا عن نقاط ومواقع أخرى في منطقة السيدة زينب القريبة في جنوب شرق العاصمة، والتي يتواجد فيها مقاتلون موالون لإيران".

وأورد المرصد "أدى القصف الإسرائيلي إلى مقتل اثنين من المقاتلين الموالين لإيران من جنسية غير سورية"، فضلا عن إصابة آخرين بجروح بعضها خطرة.

وأسفر القصف أيضا، بحسب المرصد، عن "وقوع خسائر مادية بالمواقع المستهدفة وتدمير المستودع".

وقبل ذلك، نقلت سانا عن مصدر عسكري قوله إن "قصفا إسرائيليا حصل حوالي الساعة 2:25 من فجر الجمعة (12:25 بتوقيت غرينتش)، ونفذ من اتجاه الجولان السوري مستهدفا عددا من النقاط في محيط دمشق"، فيما لم يعلن الجيش الإسرائيلي ذلك.

وقصفت إسرائيل سوريا مرات عدة خلال الأسابيع الماضية تزامنا مع تصاعد التوترات الإقليمية على خلفية الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة المحاصر، وفقا لوكالة "فرانس برس".

ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن القصف ونادرا ما تؤكد تنفيذها ضربات في سوريا، لكنها تكرر أنها عازمة على التصدي لما تصفه بمحاولات إيران لترسيخ وجودها العسكري في هذا البلد.

وفي 8 نوفمبر، قتل ثلاثة مقاتلين موالين لإيران في ضربات إسرائيلية طالت مواقع تابعة لحزب الله قرب دمشق، وفق ما أفاد المرصد السوري في حينه.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في 10 نوفمبر، شن ضربات في سوريا قال إنها جاءت ردا على إطلاق مسيرة مصدرها سوريا أصابت مدرسة في إيلات (جنوب). 

وأفاد المرصد السوري لاحقا بأن الضربات طالت منطقة تضم مقار ومواقع عسكرية لحزب الله وللجيش السوري في وسط سوريا.

ويأتي القصف الإسرائيلي في سوريا خلال الأسابيع الماضية على وقع خشية متزايدة من توسع الحرب الدائرة في غزة منذ شنت حركة حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل في 7 أكتوبر، إلى جبهات أخرى في المنطقة، خصوصاً لبنان حيث تشهد المنطقة الحدودية قصفا متبادلا بين إسرائيل وحزب الله.

واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس بعد هجوم مباغت شنته الحركة على مواقع عسكرية ومناطق سكنية محاذية لقطاع غزة، أدى إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وتم اختطاف 239 شخصا، وفق السلطات الإسرائيلية.

ومنذ ذلك الحين، ترد إسرائيل بقصف جوي وبحري وبري مكثف على القطاع المحاصر، أتبعته بعملية برية لا تزال متواصلة، وبلغت حصيلة القتلى في غزة أكثر من 11500 شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، فضلا عن إصابة نحو 29 ألف شخص، إضافة إلى أكثر من 2700 مفقود تحت الأنقاض، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، الأربعاء.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: المرصد السوری

إقرأ أيضاً:

ماذا وراء زيارة وفد مجلس الأمن إلى سوريا؟.. دعم أم رقابة؟

تأتي الزيارة غير المسبوقة منذ 14 عاما، التي أجراها وفد مجلس الأمن إلى سوريا الخميس، في توقيت بالغ الأهمية، حيث تزامنت الزيارة مع الذكرى الأولى لسقوط النظام المخلوع.

كذلك تأتي أهمية توقيت الزيارة من كونها جرت بعد انتهاء التوتر في الساحل السوري، مع استمرار حالة الجمود السياسي في ملفي السويداء و"قوات سوريا الديمقراطية".

وبعد لقاء الوفد بالرئيس السوري أحمد الشرع، قال رئيس وفد مجلس الأمن الدولي صامويل زبوغار، إن هدف الزيارة "دعم سيادتها ووحدتها وتأكيد استقلالها وسلامة أراضيها".



وأضاف "التقينا خلال هذه الزيارة الرئيس الشرع، ووزير الخارجية أسعد الشيباني، وفعاليات من المجتمع المدني، وقيادات دينية، وأفرادا من المجتمعات المتأثرة بأحداث منطقة الساحل ومحافظة السويداء، وذوي المفقودين".

وفي ختام الزيارة قال زبوغاز: "نأمل لسوريا المضي قدما نحو مستقبل أفضل لكل السوريين، والأمم المتحدة ستدعمها لتحقيق هذا الهدف".

من جهته، وجه وزير الخارجية السوري الشكر لممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن على الزيارة، وقال: "تعد هذه الزيارة لحظة تاريخية لإعادة بناء الثقة، بدعم المجتمع الدولي للشعب السوري، والتأكيد على إزالة جميع العقبات في طريق نهضته وبناء وطنه الذي يطمح إليه".

ما أبعاد الزيارة؟

وتعليقا على الزيارة، قال الكاتب والمحلل السياسي درويش خليفة، إن زيارات وفود مجلس الأمن عادة هدفها، جمع المعلومات بشأن قضية مستجدة، أو دعم مسارات السلام، ويتم التفاهم عليها بين الدول الأعضاء بشكل غير رسمي، بما يشمل الاتفاق على الأجندة وجدول الأعمال.

وبخصوص زيارة سوريا، يضيف لـ"عربي21" أن هناك حالة من التوافق بين أعضاء مجلس الأمن على دعم الاستقرار في سوريا وإتاحة فرصة لعودة اللاجئين وتمكين السلطة الانتقالية من أداء مهامها، وقد ساهم هذا التوافق في تيسير قرار رفع العقوبات عن الرئيس السوري ووزير الداخلية.

ويشير خليفة إلى الالتزامات التي حددها قرار مجلس الأمن الأخير على سوريا، وهي الالتزام بضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وآمن وسريع ودون عوائق، بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي، ومكافحة الإرهاب، وحماية حقوق الإنسان وسلامة وأمن جميع السوريين بغض النظر عن العرق أو الدين، ومكافحة المخدرات، وتعزيز العدالة الانتقالية، ومنع انتشار الأسلحة الكيميائية والقضاء على مخلفاتها، والأمن والاستقرار الإقليميان، بالإضافة إلى عملية سياسية شاملة بقيادة سورية.

وتأسيسا على ما سبق، يؤكد خليفة أن للزيارة بُعد إنساني يرتبط بتمديد آليات إدخال المساعدات، وبُعد سياسي يهدف إلى تفعيل القرارات الدولية المتعلقة بالسلام والأمن ومسار الانتقال السياسي.

فك العزلة المفروضة على سوريا

ووفق خليفة، تعد الزيارة في حد ذاتها إشارة أولية إلى فك العزلة المفروضة على سوريا، ويستدرك: "غير أن تحقيق أثر فعلي يظل مشروطا بالتزام مشترك دولي وسوري بتنفيذ الالتزامات الواردة في قرارات مجلس الأمن، بما يسمح بالانتقال من الرمزية إلى الفعل".

على جانب مواز، يرى الكاتب والمحلل السياسي المقرب من دمشق باسل المعراوي، أن الزيارة تكرس شرعية الحكومة السورية، كونها الجهة الوحيدة المعترف بها دوليا والتي يتم التعاطي معها.

وكان الوفد الأممي قد زار بلدة بيت جن بريف دمشق، وهي البلدة التي تعرضت لعدوان من الاحتلال الإسرائيلي قبل أيام، خلق قتلى وجرحى، وهنا يرى المعراوي أن الوفد الأممي عبر عن تضامنه مع دمشق بمواجهة التعديات "الإسرائيلية".

وقال المعراوي لـ"عربي21" إنه بعد عام من الدبلوماسية السورية الناجحة، تحولت سوريا إلى دولة طبيعية غير مصدرة للإرهاب، وكان لابد على المجتمع الدولي أن يعبر عن دعمه لحكومة دمشق الجديدة وأن يعترف رسميا بشرعية التغيير في سوريا ويبارك خطواته.

زيارة رقابية

أما الصحفي السوري المعارض، نضال معلوف، فقال إن "زيارة سفراء دول مجلس الأمن إلى سوريا لا تعتبر سابقة نادرة في العمل الدبلوماسي الدولي، بل هي أداة معروفة يستخدمها مجلس الأمن في الدول التي تعاني من الحروب والصراعات".

وأضاف على صفحته في "فيسبوك" أن "زيارة سوريا تأتي ضمن ما يوصف سياسيا وقانونيا باسم "مهمة رقابية ضاغطة"، والهدف منها وضع آلية تطبيق عملي "شرطية" لقرارات مجلس الأمن.

مقالات مشابهة

  • المرصد السوري: صمت السلطات الحالية على التوغّلات الإسرائيلية المتكررة يثير التساؤلات
  • التوغلات الإسرائيلية في الجنوب السوري
  • الرئيس السوري: إسرائيل تصدر الأزمات للدول الأخرى
  • قوات العدو الإسرائيلي تتوغل مجدداً في جنوبي سوريا وتفجر ذخائر داخل ثكنة عسكرية مهجورة
  • غرف سرّية على الساحل السوري لإسقاط دمشق.. موسكو تضيّق على مخلوف وماهر الأسد بعد تحرّكات مريبة
  • المرصد السوري: ثالث توغل صهيوني اليوم في ريف القنيطرة
  • دورية للعدو الإسرائيلي تنفذ أعمال تجريف قرب سد بريقة جنوبي سوريا
  • ماذا وراء زيارة وفد مجلس الأمن إلى سوريا؟.. دعم أم رقابة؟
  • عودة اللاجئين تعزز نمو الاقتصاد السوري بأكثر من المتوقع
  • مصطفى بكري: لا بد من وجود موقف قوي للشعب السوري العظيم تجاه الضربات الإسرائيلية