القوة والثبات في مواجهة التحديات موضوع خطبة الجمعة القادمة
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
أعلنت وزارة الأوقاف عن موضوع خطبة الجمعة المقبلة تحت عنوان القوة والثبات في مواجهة التحديات.
وأصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب في إطار مشروعاتها الثقافية ضمن سلسلة إصداراتها المتميزة "رؤية" للفكر المستنير المترجمة باللغات المختلفة كتاب : "المختصر الشافي في الإيمان الكافي "باللغة الأسبانية ، من إعداد أ.
وقال جمعة: هذا الكتاب مختصر شافٍ ووافٍ في تحقيق معنى الإيمان الذي أرشدنا إليه الحق سبحانه وتعالى في قوله )عز وجل) : "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ"، وعلمنا إياه نبينا (صلى الله عليه وسلم) عندما سأله الأمين جبريل (عليه السلام) عن الإيمان ، فأجابه (صلى الله عليه وسلم) بقوله: "أَنْ تُؤْمِنَ بالله ، وَمَلَائِكَتِهِ ، وَكُتُبِهِ ، وَرُسُلِهِ ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة المقبلة الهيئة المصرية العامة للكتاب محمد مختار جمعة وزير الاوقاف
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الكلمةُ مسئوليةٌ في دين الله تجعل المسلم حريصا على ألا يصدُر عنه إلا الخير
تحدث الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عبر صفحته الرسمية على فيس بوك عن مسئولية الكلمة وقال:يقول ربنا سبحانه وتعالى: { مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }.
وعن مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قال: «كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فِي سَفَرٍ، فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ، وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ. قَالَ: لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ: تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ. ثُمَّ قَالَ: أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ. ثُمَّ تَلَا: {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} حَتَّى بَلَغَ: {يَعْمَلُونَ}. ثُمَّ قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ كُلِّهِ، وَعَمُودِهِ، وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلَامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ. ثُمَّ قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكَ بِمَلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ. قَالَ: فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ، فَقَالَ: كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا. فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ – أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ – إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟» [سنن الترمذي].
مسئولية الكلمة
وأشار إلى أن من أجل مسئوليّة الكلمة حرَّم الشرعُ الشريفُ الكذبَ، وحرَّم اليمينَ الغَمُوسَ الذي يَغْمِسُ صاحبَه في النار، وحرَّم شهادةَ الزور، وحرَّم الغيبةَ والنميمة.
وربنا سبحانه وتعالى يقول: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83]، ويقول تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا} [الإسراء: 53].
ولقت إلى أن مسئولية الكلمة نراها مع الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وأرضاه، عندما أراد أن يُحَدِّد للناس المهور، فإذا بامرأةٍ تقوم فتستدلُّ عليه بكتاب الله، فينتهي ويقول: «كُلُّ أَحَدٍ أَفْقَهُ مِنْ عُمَرَ!» – مرتين أو ثلاثًا – ثم رجع إلى المنبر فقال للناس:
«إنِّي كنتُ نَهَيْتُكُمْ أَنْ تُغَالُوا في صَدَاقِ النِّسَاءِ، أَلَا فَلْيَفْعَلْ رَجُلٌ في مَالِهِ مَا بَدَا لَهُ».
وكان عمر رضي الله تعالى عنه وَقَّافًا عند كتاب الله وعند سنة رسول الله ﷺ، ويقول: «أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ مَنْ رَفَعَ إِلَيَّ عُيُوبِي».
ومسئولية الكلمة تجعل الإنسان دائمًا حريصًا على ألّا تخرج من فمه كلمةٌ تُغضِب الله، أو تُخالِف ما كان عليه رسول الله ﷺ.
ومسئولية الكلمة أمرٌ مهمٌّ في حياة الناس، وأمرٌ مهمٌّ تنعقد به عقودُ البيع، وعقودُ الزواج، وعقودُ الطلاق، وتنعقد به الهِبَةُ والوصيّة.
ومسئولية الكلمة هي التي تجعل المسلم محترمًا أمام نفسه، محترمًا أمام الناس، وجيهًا عند ربِّه؛ إذا ما مدَّ يديه إلى السماء يقول: «يا ربّ، يا ربّ» استجاب الله له.
فالكلمةُ مسئوليةٌ في دين الله. يقول سبحانه وتعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} [الصافات: 22–27].
ويقول سبحانه: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36].
ويقول ربنا سبحانه وتعالى: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا} [الإسراء: 34].
فقد علَّمنا سبحانه وتعالى معنى كلمة المسئولية كما علَّمنا مسئولية الكلمة؛ فالمسلم حريصٌ على ألّا يصدُر عنه إلا الخير، وحريصٌ على أن يشغل أوقاته كلَّها بما ينفع الناس، وبما ينفع نفسه عند ربِّه.
وخلاصةُ الأمرِ أنَّ مسئوليَّةَ الكلمةِ هي التزامُ المؤمنِ ومُحاسبتُهُ لنفسِه على ما يخرجُ من فمِه من قولٍ، مراقبةً لله تعالى وخشيةً من حسابِه؛ وأمَّا كلمةُ المسئوليَّةِ فهي هذا المعنى الكبيرُ نفسُه، الذي يملأُ قلبَه شعورًا بالتَّبِعةِ أمام اللهِ وأمامَ الخلق. فإذا استقرَّت كلمةُ المسئوليَّة في القلب، أثمرت مسئوليَّةَ الكلمة على اللسانِ والجوارح، وصار العبدُ ميزانًا للحقِّ في قولِه، ووفائِه، وعهوده، وتصرفاتِه.