نيلسون مانديلا قضى على العنصرية فى جنوب إفريقيا؛ اليوم أحفاده يواجهون عنصرية إسرائيل فى الأراضى الفلسطينية؛ اليوم أحفاد الآباء الأوائل لحركة التحرر الوطنى فى مواجهة الفصل العنصرى فى جنوب إفريقيا يعيدون ما بدأه الأجداد من نضال ضد العنصرية بكل أشكالها وحلفاء الأمس هم أعداء اليوم، على رأس هؤلاء أحفاد المناضل الرمز نيلسون مانديلا.
مانديلا الصغير أضاف أيضاً أن «إسرائيل» كانت تصدر أسلحة للدول الإفريقية بعد اختبارها على الفلسطينيين، إن «إسرائيل» تعد بتقديم هذه المساعدات باسم التنمية والأمن الغذائى، لكنها لن تسهم فى محاربة الفقر بإفريقيا إلا إذا كان الأمر يتناسب مع مصالحها السياسية، وأطلق عليها وصف «دبلوماسية دفتر الصكوك».
زوليفيل مانديلا أشار إلى أن شركات وأفراداً إسرائيليين تدخلوا بإذن من الحكومة الإسرائيلية فى الحملات الانتخابية فى كل الدول الإفريقية تقريباً، فى بوتسوانا (2014)، وغانا (2016)، ومالاوى (2020)، ونيجيريا (2015 و2019)، وزامبيا، ودول أخرى. وإنه تم استخدام برنامج بيغاسوس للتجسس على الصحفيين وشخصيات سياسية أخرى قبل الانتخابات فى غانا سنة 2016. وهذا أكدت عليه جريدة «ذى هيرالد» الغانية فى عام 2020 عن تورط شخصيات استخباراتية إسرائيلية كانت تحاول التأثير على نتيجة الانتخابات الوطنية التى انعقدت تلك السنة.
وقال إن الشعوب الإفريقية والشعب الفلسطينى يشتركان فى كفاح مشترك ضد الاحتلال والاستعمار والفصل العنصرى، مضيفاً أن جده نيلسون مانديلا كان يقول «تحررنا لن يكتمل ما دامت فلسطين لم تتحرر».
وعن العدوان الحالى على غزة؛ قال حفيد مانديلا لقناة الغد، إن إسرائيل ترتكب جرائم حرب، وإبادة جماعية للفلسطينيين، وأن الشعب الفلسطينى ضحية منذ نكبة عام 1948. وأكد أن المجتمع الدولى وعلى رأسه الولايات المتحدة ترتكب أخطاء فى إفريقيا وكذلك فى الشرق الأوسط، وأن الوقوف بجانب الفلسطينيين اليوم واجب وطنى. ودعا كل دول العالم للوقوف بجانب الفلسطينيين والخروج فى مظاهرات، لدعمهم فى وجه الاحتلال الغاشم الذى يقتل الأطفال والنساء والشيوخ. وتابع: «إسرائيل دولة احتلال، وترغب من كل الدول التزام الصمت، ولكننا سنكون دائما ضد المحتل».
موقف مشرف من مانديلا الصغير، لكنه غير مستغرب من حفيد رجل أفنى عمره فى مجابهة العنصرية، وإن كانت العنصرية الإسرائيلية فاقت العنصرية فى جنوب إفريقيا، وتخطتها بمراحل، وابتكرت أساليب أكثر عنفاً ووحشية ولا إنسانية مما كانت عليه فى جنوب إفريقيا؛ يكفى للتدليل على ذلك، أرقام الضحايا والفارق الكبير المفزع ما بين «الأبارتهايد» الجنوب الإفريقى، و«الأبارتهايد» الإسرائيلى.
لجنة العدالة الانتقالية ما بعد نهاية نظام الفصل العنصرى فى جنوب إفريقيا وجدت أن الفصل العنصرى فى جنوب إفريقيا خلف نحو 21,000 ضحية بسبب العنف السياسى، منها 7000 حالة وفاة فى الفترة ما بين 1984 حتى عام 1989. ونحو 14000 حالة وفاة و22000 إصابة خلال المرحلة الانتقالية ما بين عامى 1990 وحتى عام 1994.
أما عن إسرائيل فحدث ولا حرج؛ فى الفترة من 7 أكتوبر الماضى حتى تاريخه، فى فترة تقترب من الأربعين يوماً، وحتى كتابة هذه السطور، خلف العدوان الإسرائيلى الغاشم على غزة نحو 11320 شهيداً، بينهم 4650 طفلاً، و3145 امرأة. وبلغ عدد شهداء الكوادر الطبية 198 ما بين طبيب وممرض ومسعف. كما استشهد 22 من رجال الدفاع المدنى، واستشهد أيضاً 51 صحفياً. وبلغ عدد الإصابات نحو 29200 إصابة، أكثر من 70% منهم من الأطفال والنساء.
لذلك؛ إذا كانت العنصرية السابقة فى جنوب إفريقيا، وعنصرية الدولة العبرية الممتدة والمستمرة حتى تاريخه، هى عنصرية متشابهة إلى حد التطابق فى البدايات؛ حيث اقترنت بدايتهما بتاريخ واحد وهو عام 1948 تاريخ قيام العبرية وأيضاً وصول الحزب الوطنى ممثل الأقلية البيضاء فى جنوب إفريقيا وبداية عملية منظمة وممنهجة ومقننة من العنصرية ضد الجماعة الإفريقية السوداء فى جنوب إفريقيا، كما أن جنوب إفريقيا تحت حكم الأقلية البيضاء كانت إحدى الدول اللى صوتت لصالح خطة التقسيم التابعة للأمم المتحدة فى عام 1947، والتى أدت إلى إقامة الدولة اليهودية. كما أن كلاً منهما صنيعة وتركة الاستعمار البريطانى.
غير أن الفصل العنصرى الإسرائيلى فى احتلال فلسطين أسوأ كثيراً من ذلك الذى كان موجوداً فى جنوب إفريقيا، وأكثر عنفاً، ووحشية، وإرهاباً. إسرائيل نقلت واستنبطت تجربة العنصرية الجنوب إفريقية بحذافيرها «أبارتهايد إسرائيلى فى فلسطين»، سواء من حيث القوانين التى تؤسس لسيادة اليهود وسيطرتهم مثل قوانين المواطنة والجنسية، وغيرها من القوانين العنصرية، لكن الأساس فى تطبيق «الأبارتهايد» من جانب إسرائيل هو قانون الطوارئ فى الضفة الغربية الذى تحرص على تمديده كلما انتهى، منذ إطلاقه فى 1967، وهو قانون يشرع الاستيطان والمزيد من التعديات على الفلسطينيين، وفى يناير الماضى، صدق الكنيست الإسرائيلى على القانون، وتم تمديده 5 سنوات إضافية، ليصبح سارى المفعول حتى 15 فبراير 2028. وكما قال مانديلا الكبير، ومن بعده نكرر: «تحررنا لن يكتمل ما دامت فلسطين لم تتحرر».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاراضي الفلسطينية العنصرية نیلسون ماندیلا فى جنوب ما بین
إقرأ أيضاً:
ترامب يعرض صورة من الكونغو على أنها دليل لقتل مزارعين بيض في جنوب إفريقيا
وكالات
رفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صورة التقطت في الكونغو على أنها توثّق ما وصفه بـ”القتل الجماعي للمزارعين البيض” في جنوب إفريقيا، وذلك خلال اجتماعه مع رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا.
الصورة، التي التقطت من مقطع فيديو نشرته وكالة “رويترز” في 3 فبراير، أظهرت عمال إغاثة ينقلون جثثًا في مدينة غوما شرقي الكونغو، عقب معارك دامية مع متمردي حركة “23 مارس” المدعومين من رواندا.
وعرض ترامب الصورة باعتبارها دليلاً على “الإبادة الجماعية” في جنوب إفريقيا، مستندًا إلى مقال نُشر في مجلة “أمريكان ثينكر” المحافظة، التي أشارت إلى الصورة بأنها “لقطة من فيديو على يوتيوب”، دون توضيح مصدرها الحقيقي، ولم يرد البيت الأبيض حينها على طلبات للتعليق.
وأكدت أندريا ويدبرغ، مديرة تحرير المجلة، أن ترامب “أخطأ في تحديد مصدر الصورة”، لكنها دافعت عن محتوى المقال، الذي انتقد ما وصفه بـ”سياسات رامافوزا الماركسية” وتطرق إلى الضغوط التي تواجه البيض في البلاد.
جعفر القطانطي، مصور رويترز الذي التقط الفيديو الأصلي، عبّر عن صدمته، قائلًا: “في ذلك اليوم، كان من الصعب الدخول إلى المنطقة، واضطررت للتفاوض مع متمردي (إم 23) ومع الصليب الأحمر للسماح بالتصوير، لم تكن هناك أي وسيلة أخرى للوصول إلى المشهد”.
وأضاف القطانطي أن رؤية عمله يُستخدم في سياق مضلل أمام أعين العالم كانت مؤلمة ومقلقة، مؤكدًا أن الفيديو يوثق مأساة إنسانية في الكونغو لا علاقة لها بما يحدث في جنوب إفريقيا.
يُذكر أن رامافوزا زار واشنطن في محاولة لإعادة بناء العلاقات مع الإدارة الأمريكية، بعد انتقادات وجهها ترامب لسياسات حكومة جنوب إفريقيا، لا سيما المتعلقة بالأراضي ومزاعم التمييز ضد الأقلية البيضاء، وهي المزاعم التي تنفيها حكومة بريتوريا بشدة.
إقرأ أيضًا:
ترامب يعلن بناء القبة الذهبية لحماية أمريكا.. فيديو