مع تصاعد معارك باخموت.. بايدن يحسم جدل انضمام أوكرانيا إلى الناتو وموسكو تندد بقرار واشنطن إرسال ذخائر عنقودية إلى كييف
تاريخ النشر: 10th, July 2023 GMT
في وقت تتصاعد فيه المعارك بين القوات الروسية والأوكرانية في محيط مدينة باخموت ومواقع أخرى، حسم الرئيس الأميركي جو بايدن جدل انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، رابطا الأمر بانتهاء الحرب مع روسيا. في الأثناء، نددت موسكو بقرار واشنطن إرسال ذخائر عنقودية إلى كييف.
وقال الرئيس الأميركي -في مقابلة مع سي إن إن (CNN) أمس الأحد- إن أوكرانيا غير مستعدة الآن للالتحاق بالحلف، مضيفا أن الحكمة تقتضي تأجيل النقاش إلى ما بعد انتهاء الحرب.
وأكد بايدن في تصريحاته -التي جاءت قبل يومين من انعقاد قمة الناتو في ليتوانيا- أن واشنطن وحلفاءها في الناتو سيواصلون تزويد أوكرانيا بالأسلحة التي تحتاج إليها لإنهاء الحرب مع روسيا.
من جانبها، طالبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا زعماء حلف الناتو بوضع مسألة محطة زاباروجيا النووية الأوكرانية على أجندة قمتهم المرتقبة في العاصمة الليتوانية فيلنيوس غدا الثلاثاء، واتهمت أوكرانيا بما سمته إلحاق ضرر ممنهج بالمحطة.
محادثات روسية تركية
على صعيد آخر، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف -في اتصال مع نظيره التركي هاكان فيدان- ما وصفه بالتأثير المدمر والعواقب السلبية لاستمرار الإمداد العسكري لكييف، وعودةِ قادة آزوف من إسطنبول إلى العاصمة الأوكرانية.
وقالت وزارتا الخارجية في موسكو وأنقرة إن الوزيرين ناقشا الوضع في أوكرانيا، وكذلك اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، حيث تهدد موسكو بالانسحاب من الاتفاق عندما يحين موعد تجديده في 17 يوليو/تموز الجاري، مشيرة إلى عدم الوفاء بمطالبها المتعلقة بتسهيل مبيعاتها من الحبوب والأسمدة.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت الماضي إنه يضغط على روسيا لتمديد الاتفاق، الذي توسطت فيه أنقرة والأمم المتحدة العام الماضي، لمدة 3 أشهر على الأقل.
كما تناولت المكالمة بين الجانبين التطورات الأخيرة المتعلقة بأوكرانيا، ومنها إعادة أنقرة قادة كانوا محتجزين لديها من كتيبة آزوف الأوكرانية إلى بلدهم، الأمر الذي أثار غضب موسكو.
وتعرض هؤلاء القادة للأسر في مدينة ماريوبول الساحلية الأوكرانية العام الماضي، وأُطلق سراحهم بموجب اتفاق لتبادل الأسرى أبرم في سبتمبر/أيلول الماضي، وكان من بين بنوده أن يبقوا في تركيا حتى انتهاء الحرب.
ولم تعلق أنقرة علانية على قرار عودة القادة إلى بلدهم. ولم ترد الرئاسة التركية ولا وزارة الخارجية التركية على طلبين من وكالة رويترز للتعليق.
ميدانيا، أفاد مراسل الجزيرة باندلاع اشتباكات عنيفة وقصف متبادل بين الجانبين الأوكراني والروسي في محيط مدينة باخموت (شرقي مقاطعة دونيتسك).
وقالت مصادر محلية في المنطقة إن القوات الأوكرانية تحرز تقدما ملحوظا في المحور الجنوبي لمدينة باخموت. وفي شمال شرقي البلاد، قال حاكم مقاطعة خاركيف إن القوات الروسية شنت غارات جوية على عدد من البلدات الحدودية؛ مما أدى إلى تضرر عدد من المنازل.
وقال منسق العمليات والناطق باسم قيادة المنطقة الشرقية للقوات الأوكرانية سيرهاي تشيرفاتي للجزيرة إن التصريحات الروسية بشأن استخدام أسلحة كيميائية في باخموت ملفقة، وأضاف أن قواته تحرز تقدما في محور باخموت، وأن الأمر لم يُحسم بعد في كلاشيفكا.
وأشار المسؤول العسكري الأوكراني إلى أن الجيش الروسي دفع بأرتال لاسترداد ما خسِره في باخموت، مؤكدا أن الجيش الأوكراني يحافظ على كل ما سيطر عليه من مواقع، وأنه أفشل محاولات الروس لاستردادها، لافتا إلى أن الجيش الروسي دفع بمجموعات من مرتزقةٍ جدد لا ينتمون إلى فاغنر.
في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها صدت جميع محاولات الهجوم الأوكرانية في محاور دونيتسك وزاباروجيا ولوغانسك. وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف إن القوات الروسية دمرت مستودعاتِ ذخيرة في زاباروجيا ودونيتسك.
من جهته، أفاد حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية بأن القوات الأوكرانية استهدفت المقاطعة بأكثر من 40 قذيفة خلال 24 ساعة الماضية، من دون تسجيل خسائر بشرية أو مادية، حسب قوله.
وفي روسيا أيضا، نشرت وكالة نوفوستي صورا قالت إنها لصد القوات الروسية محاولة من الجيش الأوكراني للسيطرة على موقع في اتجاه مقاطعة دونيتسك وأجبرت القوات المهاجمة على الانسحاب.
وقال موقع "ريدوفكا" العسكري الروسي إن القوات الأوكرانية استهدفت إحدى المنشآت المدنية في مقاطعة بريانسك الحدودية مع أوكرانيا، مشيرا إلى أن الموقع المستهدف يقع على بعد 70 كيلومترا من محطة سمولينسك للطاقة النووية.
وعلّق نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف على هذا القصف بالقول إنه في حال تأكد استهداف محطة سمولينسك للطاقة النووية بصواريخ الناتو، فمن الضروري النظرُ في سيناريو توجيه ضربة لمحطات أوكرانيا النووية والمواقع النووية في شرق أوروبا.
القذائف العنقودية
على صعيد آخر، قالت السفارة الروسية في الولايات المتحدة في تعليقات نُشرت في وقت متأخر أمس الأحد، إن البيت الأبيض يعترف فعليا بارتكاب جرائم حرب بالموافقة على إرسال ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا.
وأضافت السفارة -على تطبيق تليغرام- "لفتت تصريحات (المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون) كيربي بشأن تزويد أوكرانيا بذخائر عنقودية انتباهنا. واعترف المسؤول فعليا بارتكاب الولايات المتحدة جرائم حرب في الصراع الأوكراني".
وتعهدت أوكرانيا بعدم استخدام الذخائر التي قررت الولايات المتحدة شحنها إلى كييف في روسيا.
في المقابل، دعا الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير أمس الأحد إلى عدم "منع" الولايات المتحدة من تسليم قنابل عنقودية للجيش الأوكراني، مدافعا في الوقت نفسه عن معارضة بلاده الرسمية لهذه الأسلحة المثيرة للجدل.
وقال في مقابلة مع محطة "زد دي إف" (ZDF) التلفزيونية الألمانية "الموقف الألماني ضد الذخائر العنقودية ما زال مبررا. لكن في الوضع الحالي، لا يمكن منع الولايات المتحدة" من تسليمها لأوكرانيا.
وأضاف شتاينماير "إذا لم يعد لدى أوكرانيا وسائل للدفاع عن نفسها، أو إذا توقّف أولئك الذين يساعدونها في الدفاع عن نفسها، ستكون تلك نهاية أوكرانيا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة القوات الروسیة
إقرأ أيضاً:
تصاعد التوتر التجاري بين واشنطن والمكسيك.. وهذا تأثير الرسوم الجمركية على سوق العمل الأمريكي
تشهد العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والمكسيك توترا متزايدا في ظل قرارات وتصريحات حادة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي عاد لتهديداته بزيادة الرسوم الجمركية على المكسيك على خلفية خلافات تتعلق باتفاقية المياه.
وتتزايد التحذيرات من خبراء الاقتصاد والمديرين التنفيذيين بشأن التداعيات السلبية المحتملة لتلك الرسوم على سوق العمل الأمريكي، في وقت يظهر فيه الاقتصاد علامات واضحة على التباطؤ.
وفي هذا الصدد، لوح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض زيادة قدرها 5% على الرسوم الجمركية المفروضة على المكسيك، متهما إياها بانتهاك اتفاقية المياه، وذلك وفق ما أوردته قناة القاهرة الإخبارية.
وأكد ترامب- خلال تصريحات له، أن على المكسيك الإفراج عن 200 ألف فدان من المياه قبل 31 ديسمبر، معتبرا أن عدم استجابتها "غير عادل لمزارعينا الأمريكيين".
وفي موازاة هذا التصعيد، حذر كبار المديرين التنفيذيين وخبراء الاقتصاد من الآثار العكسية للرسوم الجمركية التي يسعى ترامب من خلالها إلى إعادة الوظائف الصناعية إلى الداخل الأمريكي، مؤكدين أنها قد تؤدي في النهاية إلى خفض فرص العمل المحلية بدلاً من زيادتها.
ويأتي ذلك في وقت يعاني فيه الاقتصاد الأمريكي من شبه جمود في عمليات التوظيف.
وأشار مسح حديث للمعهد الأمريكي لإدارة التوريد، أجري في نوفمبر الماضي، إلى أن سوق العمل الأمريكية دخلت مرحلة ضعف واضحة، مع تزايد المخاوف من أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى رفع تكاليف التشغيل بما يدفع الشركات إلى تقليص قوائم التوظيف. ويُعد المعهد، الذي تأسس عام 1915، أعرق وأكبر مؤسسة عالمية في مجال إدارة سلاسل الإمداد، ويقدم خدمات تعليمية ومهنية واسعة للمهنيين والمؤسسات حول العالم.
وكشف تقرير المعهد أن أحد المسؤولين في قطاع معدات النقل أكد بدء اتخاذ "تغييرات دائمة" نتيجة بيئة الرسوم الجمركية، من بينها خفض العمالة، وتوجيه تعليمات جديدة للمساهمين، بالإضافة إلى تطوير عمليات تصنيع خارج البلاد كان من المقرر أن تخصص للتصدير من الولايات المتحدة.
وفي تصريحات سابقة، شدد ترامب على أن الولايات المتحدة استعادت الكثير من الأموال من خلال الرسوم الجمركية، مشيرا إلى أن الجمهوريين بذلوا ما في وسعهم في ملف الإغلاق الحكومي.
وتعتمد المكسيك بشكل كبير على صادراتها إلى الولايات المتحدة، والتي تشمل قطاعات حيوية تجعل منها أحد أهم الشركاء التجاريين لواشنطن، وتشكل المركبات ومكوناتها، والآلات والمعدات الكهربائية، والأجهزة الطبية، والمنتجات الزراعية مثل الفواكه والخضروات والبيرة، إضافة إلى النفط الخام، أبرز هذه الصادرات التي تعتمد في جزء كبير منها على سلاسل توريد مشتركة خاصة في قطاعي السيارات والتكنولوجيا.
وسوف نرصد لكم أهم الصادرات المكسيكية إلى الولايات المتحدة:
- المركبات والمعدات الصناعية: وتشمل السيارات، الشاحنات، قطع الغيار، والآلات الكهربائية والإلكترونية.
- المنتجات الزراعية: مثل الأفوكادو والطماطم والفواكه الطازجة والمشروبات الكحولية وعلى رأسها البيرة.
- الأجهزة الطبية: حيث تعد المكسيك موردا رئيسيا للمعدات والأجهزة الطبية للسوق الأمريكية.
- النفط والغاز: إذ تستورد الولايات المتحدة كميات كبيرة من النفط الخام المكسيكي.
- التكنولوجيا والمكوّنات الصناعية: وتشمل مكونات الحواسيب وصناعات الطيران والفضاء ذات النمو المتسارع.
والجدير بالذكر، أن بهذا تتداخل القضايا التجارية والمائية والاقتصادية لتشكل مشهدا معقدا يهدد بزيادة التوتر بين الدولتين، ويلقي بظلاله على مستقبل سوق العمل الأمريكي وسلاسل الإمداد في المنطقة.