وثيقة هولندية مسربة: إسرائيل تنتهج تدمير البينة التحتية لغزة عن قصد ووعي
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
كشف موقع المجلس النرويجي للاجئين عن مذكرة سرية صادرة عن ملحق الدفاع الهولندي في تل أبيب، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتعمد تدمير البنية التحتية والمراكز الامنية في غزة، مما يفسر ارتفاع أعداد الشهداء المدنيين.
وأكد الموقع أنه تم تحرير المذكرة من الملحق العسكري في السفارة، الذي بدوره يراقب الوضع في محيط غزة بشكل مكثف مع فريق عسكري.
ووفقًا للمذكرة المسربة، فإن القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية ليس لديها "استراتيجية واضحة .
في حين يرى الموقع أن النتائج الواردة في المذكرة السرية متناقضة مع التصريحات العلنية التي أدلى بها جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة، إذ ادعى أنه "يبذل قصارى جهده لمنع مقتل المدنيين الفلسطينيين".
وجاء في المذكرة أن "إسرائيل" تستخدم "القوة غير المتناسبة" في غزة، وتتعمد مهاجمة "البنية التحتية المدنية" مثل الجسور والطرق والمجمعات السكنية.
ويفسر هذا النهج العدد المرتفع من الشهداء في غزة، ويشكل، بحسب منتقديه، "انتهاكًا للمعاهدات الدولية وقوانين الحرب".
وأظهرت المذكرة أن هولندا تعلم أن الاحتلال واع في مسألة اتباعه "نهج عسكري لا يرحم" يؤدي إلى استشهاد أعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين، بينما قرارات مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي وقيادة جيش الاحتلال "تحركها مشاعر الانتقام"، وفق المذكرة.
وجاء في الرسالة: "تردد صدى المشاعر والغضب في الإحاطات الإعلامية للجيش الإسرائيلي، الذي سيلعب دورًا في توسيع تعليمات استخدام القوة للجيش الإسرائيلي وفي التفسير الإسرائيلي لقوانين الحرب".
وكتبت السفارة أن جيش الاحتلال يستخدم القوة المميتة بسرعة كبيرة، ويحاول الحد من الخسائر من جانبه قدر الإمكان خلال الهجوم البري.
ونقلًا عن المذكرة، قال الموقع النرويجي، إن السفارة الهولندية مؤمنة بتطبيق جيش الاحتلال استراتيجة ما يسمى ب "عقيدة الضاحية"، والتي تعتمد على إحداث دمار هائل في البنية التحتية والمراكز المدنية، مما يجعل وقوع عدد كبير من الضحايا أمر مفروغ منه.
وجاء في المذكرة أن "التدمير المتعمد للأهداف المدنية يتعارض مع قوانين الحرب".
ويريد الاحتلال عرض قوته العسكرية من خلال هجومه على غزة، أمام إيران وحلفائها لإظهار أنهم لن يتوقفوا عند أي شيء، وفق المذكرة.
ويأتي ذلك بعد أن بدا الاحتلال ضعيف عسكريًا أمام عملية طوفان الأقصى، ويخشى ملحق الدفاع الهولندي أن هذا الموقف يزيد من فرصة التصعيد الإقليمي.
وقال ملحق الدفاع إنه نظرًا لأن الإسرائيليين لا يشعرون بدعم واضح من حلفاء آخرين غير الولايات المتحدة، فإن هذا قد يؤدي إلى "اتخاذ إجراءات أكثر تطرفًا، واستهداف محتمل للجبهة الشمالية مع حزب الله، ثم إلى مفاوضات السلام المأمولة".
وأشارت المذكرة إلى أن "الإجراء الحالي هو أولًا وقبل كل شيء مدفوع بالحاجة إلى توجيه ضربة قاضية لحماس"، ولكن "الشعور السائد أن ما يحدث قد يمتد إلى أكثر من ذلك".
وأكدت السفارة أنه لا يمكن تحقيق "انتصار عسكري واضح على حماس"، لأنه حتى لو تم القضاء عليها بشكل كامل فإن "أيديولوجية الحركة ستستمر، إذ لا يوجد أي رد عسكري على هذا، إنها مسألة سياسية".
وتأخذ السفارة الهولندية مسألة تهجير الفلسطينيين في غزة إلى سيناء على محمل الجدي إذ نقل الموقع قلق الملحق العسكري الهولندي من الخطط الإسرائيلية المسربة لتهجير مليوني فلسطيني بشكل مؤقت أو غير ذلك، بالرغم من أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصف هذه الخطة بأنها "افتراضية".
وجاء في التقرير أن "العديد من الأشخاص في إسرائيل، بما في ذلك برلمانيون ومستشارون وجنود، لا يرفضون هذا الخيار باعتباره متطرفًا، بل حقيقيًا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية مذكرة غزة غزة الاحتلال الإسرائيلي هولندا غزة هولندا مذكرة الاحتلال الاسرئيلي سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جیش الاحتلال وجاء فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
قطرة في بحر.. إسرائيل تسمح بدخول 100 شاحنة فقط لغزة
أعلن مسؤول أممي أن إسرائيل سمحت بدخول نحو 100 شاحنة محملة بالمساعدات إلى قطاع غزة، غير أن ذلك يبقى غير كاف وفق تعبير مسؤول في منظمة الصحة العالمية، و"قطرة في بحر" بحسب مسؤول في الاتحاد الأوروبي.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جينس لاركي "لقد طلبنا وحصلنا على الموافقة لدخول المزيد من الشاحنات اليوم، وهي أكثر بكثير مما تمت الموافقة عليه أمس".
وعندما تم سؤاله عن العدد المحدد، قال لاركي في مؤتمر صحفي بجنيف اليوم الثلاثاء "حوالي 100".
وبعد حصار إسرائيلي دام 11 أسبوعا، سمحت إسرائيل أمس الاثنين بدخول 9 شاحنات مساعدات إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم، رغم أن لاركي أشار إلى أن خمسًا فقط دخلت فعليًا إلى غزة.
وقال لاركي "الخطوة التالية هي جمعها، ثم سيتم توزيعها من خلال النظام القائم، وهو النظام الذي أثبت جدارته"، مشيرًا إلى أن تلك الشاحنات تحتوي على طعام للأطفال ومنتجات غذائية للأطفال.
وارتفعت معدلات سوء التغذية في غزة خلال الحصار الإسرائيلي وقد ترتفع بشكل كبير إذا استمرت أزمة نقص الغذاء، حسبما قال مسؤول صحي في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في نفس المؤتمر الصحفي.
إعلانوقال أكيهيرو سيتا مدير الصحة في أونروا "لدي بيانات حتى نهاية أبريل/نيسان وتظهر أن سوء التغذية في ارتفاع.. إذا استمر الوضع الحالي فسيرتفع بشكل كبير، ومن ثم يتجاوز السيطرة".
ورغم موافقة إسرائيل على دخول شحنات من المساعدات إلى غزة، فإن مسؤولا بمنظمة الصحة العالمية أكد أن كمية المساعدات المسموح بدخولها "غير كافية على الإطلاق"، فيما اعتبرت مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاديا كالاس أنها تمثل "قطرة في بحر".
وأكدت الأمم المتحدة أن ما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 لا يبرر القتل الجماعي ومنع إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وقال وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إن الوضع في غزة كارثي والشعب الفلسطيني يحتاج إلى المساعدة الآن أكثر من أي وقت مضى.
بدوره، قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس إن الوضع في غزة غير مقبول وكارثي ويجب السماح بإدخال المساعدات فورا.
ودعا وزير الخارجية الهولندي كاسبر فيلدكامب إلى إدخال المساعدات الإنسانية لغزة دون شروط. مطالبا إسرائيل بالموافقة على وقف إطلاق النار.
أونروا تحذرمن جانبها، حذرت وكالة أونروا من أسوأ أزمة إنسانية قد يواجهها قطاع غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأضافت في منشور عبر صفحتها بموقع فيسبوك "أسفر القصف الإسرائيلي المكثف من الجو والبر والبحر عن سقوط مئات الضحايا وتشريد جماعي".
وأكدت أونروا أنها تحتاج لدعم هائل بلا عوائق ولا انقطاع لضمان وقف انتشار الجوع في غزة، ودعت إلى عدم تسييس المساعدات الإنسانية لأن الأوضاع في قطاع غزة تتدهور بشكل يومي وسوء التغذية ينتشر في القطاع.
ودعت الوكالة إلى الضغط على إسرائيل من أجل إدخال المساعدات إلى غزة.
وقال المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يملك النفوذ اللازم لتغيير الوضع في غزة وضمان رفع الحصار وحصول السكان على المساعدات.
إعلانوأضاف لازاريني في مؤتمر صحفي أنه أمر مؤسف أن نواجه حالة مجاعة في غزة، مشيرا إلى "استغلال الجوع والغذاء لأغراض سياسية وعسكرية". وأكد أن ما نحتاجه في غزة دعم هائل ومستمر ودون عوائق لضمان عكس مسار الجوع المتفاقم.
ويواجه أكثر من مليوني فلسطيني في غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة، نتيجة القيود الإسرائيلية المفروضة على دخول المساعدات منذ مطلع مارس/ آذار الماضي.
وزادت تلك القيود من معاناة سكان القطاع الذين يواجهون إبادة جماعية ترتكبها إسرائيل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 وأسفرت عن أكثر من 174 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.