بعد 78 يوما من الحصار وسياسة التجويع التي تمارسها إسرائيل بحق سكان قطاع غزة، قررت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إدخال المساعدات الإنسانية بعد ضغوط أميركية وانتقادات أوروبية.

وتتواصل المجاعة بغزة جراء إغلاق إسرائيل المعابر بوجه المساعدات الإنسانية المتكدسة على الحدود، منذ 2 مارس/آذار الماضي.

وقد ذكر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، في بيان، أن أكثر من 65 ألف طفل باتوا مهددين بالموت بسبب سوء التغذية وانعدام الغذاء الكافي.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن لديها من الإمدادات ما يكفي لمعالجة 500 طفل فقط من سوء التغذية.

ووفقا للأمم المتحدة، إن لم تصل مساعدات جديدة فإن نحو 71 ألف طفل دون سن الخامسة مهددون بسوء التغذية الحاد خلال الأشهر 11 المقبلة.

وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن 57 طفلا توفوا بسبب سوء التغذية، ومنذ بدء الحصار في 2 مارس/آذار.

وبحسب دراسة أجرتها منظمة "نيوتريشن كلَستر"، فإن ما بين 10 إلى 20% من الحوامل والمرضعات في غزة (عددهن 4500 امرأة شملتهن الدراسة) يعانين من سوء التغذية.

وقد أوضح المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أن القيود الإسرائيلية المشددة ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والوقود أديا إلى توقف جميع المخابز وإغلاق "التكايا" التي كانت تمد مئات الآلاف بالطعام، مما أسفر عن نفاد السلع الأساسية وارتفاع كبير للأسعار وصعوبة بالغة في حصول العائلات على الغذاء.

إعلان

وأفادت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بأنهم وزعوا ما تبقى لديهم من مخزونات الغذاء على مطابخ الوجبات الساخنة قبل بضعة أسابيع.

ونبهت إلى أن كمية تلك الوجبات اليومية التي تقدمها المطابخ المجتمعية قد انخفضت من مليون إلى 249 ألف وجبة فقط.

وأضافت "الناس مرعوبون، ويقولون لي كل يوم إنهم لا يعرفون كيف سيبقون على قيد الحياة".

البطالة الأعلى عالميا

ووفق إحصائيات أممية، فإن نحو 90% من المواطنين يعتمدون على المساعدات الإغاثية مصدرا رئيسيا للدخل والمعيشة، في ظل نسب بطالة هي الأعلى عالميا وصلت إلى 83%، ومعدلات فقر تعدّت 90% وسط تدهور اقتصادي مستمر منذ سنوات.

ووفقا لتقرير صدر في بداية الحرب على غزة عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) لعام 2023، فإن 80% من سكان غزة يعتمدون على المساعدات الدولية قبل اندلاع الحرب.

ومع تصاعد الحرب عامي 2024 و2025، ازدادت الأوضاع سوءا بشكل كبير، حيث أشار برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ولجنة إسكوا إلى أن 91% من سكان غزة يواجهون انعداما حادا في الأمن الغذائي، وهو ما يعادل المرحلة الثالثة أو أسوأ من بين خمس مراحل لتصنيف الأمن الغذائي.

وكان مكتب نتنياهو قد قال إن رئاسة الوزراء قررت إدخال المساعدات إلى قطاع غزة بناء على توصية الجيش من أجل توسيع نطاق العملية العسكرية.

من جانبها أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت أن وزراء حضروا مناقشة إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، يعتقدون أن القرار جاء نتيجة ضغوط أميركية.

ويأتي القرار الإسرائيلي بإدخال المساعدات بعد ساعات من وصف ستيفن ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي الخاص للشرق الأوسط الظروف على أرض الواقع في غزة بأنها خطيرة للغاية.

وقد عبر رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا عن صدمته من الأخبار اليومية الواردة من غزة، كما اعتبر السيناتور الأميركي كريس فان هولن أن الولايات المتحدة متواطئة في الانتهاك الصارخ للقانون الدولي في القطاع المحاصر، وذلك وسط انتقادات أوروبية عديدة لحرب الإبادة الإسرائيلية على الفلسطينيين.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات المساعدات الإنسانیة إدخال المساعدات سوء التغذیة

إقرأ أيضاً:

الشوا: الأوضاع الإنسانية في القطاع تزداد خطورة .. وسوء التغذية يرفع أعداد الضحايا

أكد أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى تضليل المجتمع الدولي، فبعد أكثر من أربعة أشهر من الحصار الكامل على قطاع غزة، ما زال إدخال المواد الغذائية محدودًا، وحتى الكميات القليلة التي تدخل من خلال برنامج الغذاء العالمي أو ما يسمى بالآلية العسكرية الإسرائيلية – الأمريكية هي كميات ضئيلة، مشددًا على أنها تُستخدم لذر الرماد في العيون.

وأوضح «الشوا»، خلال مداخلة مع الإعلامي كريم حاتم عبر شاشة «القاهرة الإخبارية»، أن الأوضاع الإنسانية في القطاع تزداد خطورة على كل المستويات، في ظل نفاد مختلف أصناف المواد الغذائية، والطبية، وحتى المياه، مؤكدًا أن اليوم هناك خطر كبير جدًا فيما يتعلق بتوفير المياه للمواطنين، سواء مياه الشرب أو الاستخدام اليومي.

وأضاف: «النزوح وصل إلى 92% من سكان قطاع غزة، الذين يعيشون الآن في مساحة لا تتجاوز 18% من مساحة القطاع، وهذا ولّد ازدحامًا شديدًا مع غياب الخدمات، وانتشار أمراض عدة كالتهاب الكبد الوبائي، والتهاب السحايا، والحمى الشوكية التي تنتشر بين الأطفال»، مؤكدًا أن فرص العدوى مرتفعة للغاية، خاصة مع عدم توفر مستلزمات النظافة الشخصية.

طباعة شارك أمجد الشوا المنظمات الأهلية الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة برنامج الغذاء العالمي

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة : مؤسسة غزة الإنسانية فخ موت مصمم للقتـ ل أو التهجير
  • مكتب مؤسسة غزة الإنسانية المشبوهة في سويسرا يواجه الإغلاق
  • الشوا: الأوضاع الإنسانية في القطاع تزداد خطورة .. وسوء التغذية يرفع أعداد الضحايا
  • سويسرا تنوي حلّ فرع مؤسسة غزة الإنسانية المسجّل في جنيف
  • الحكومة السويسرية تأمر بحل مؤسسة غزة الإنسانية
  • الأمم المتحدة: تضاؤل ​​المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية يحرم سكان غزة من سبل العيش
  • الناس يموتون جوعًا.. الأونروا: يجب إدخال مساعدات لغزة فورًا.. ومقترح هدنة 60 يوماً
  • وفاة شاب بسوء التغذية في غزة جراء التجويع الإسرائيلي
  • سوء التغذية بغزة يحصد أرواح الكبار والصغار بسبب الحصار الإسرائيلي
  • 130 منظمة دولية تطالب بإغلاق مؤسسة غزة الإنسانية