فلسطينيو لبنان.. عيون ساهرة وقلوب مع أقاربهم بغزة
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
في مخيّم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، لا تنفكّ حياة شحادة عن مشاهدة التلفاز، بينما تحمل هاتفها الخلوي متلهفة لتلقي رسالة من ابنتها العالقة مع أولادها الثلاثة في قطاع غزة بعدما انقطعت أخبارهم لأسبوع.
في شقّتها المتواضعة في المخيم المكتظ في الضاحية الجنوبية لبيروت، تقول شحادة (69 عاماً) لوكالة فرانس برس «منذ أن بدأت الحرب في غزة وأنا في حالة قلق.
وتضيف «أبكي لا على ابنتي فحسب، بل على أهالي غزة كلّهم».
بصعوبة، تتمكّن شحادة من التواصل مع ابنتها، وجلّ ما تتمناه يومياً أن تصلها مجرد رسالة «نحن بخير».
وتشرح السيدة بينما يلهو أحد أحفادها على الأرض قربها، «أتكلم معها أحياناً، تقول لي فقط إنها بخير»، إذ أنها لا تستطيع استخدام الهاتف مطولاً في ظل صعوبة شحن البطارية جراء انقطاع التيار الكهربائي في القطاع وعدم توفر الوقود للمولدات.
وشنّت حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) في السابع من اكتوبر هجوم «طوفان الأقصى» على جنوب إسرائيل أوقع 1200 قتيل، غالبيتهم مدنيون قضى معظمهم في اليوم الأول للهجوم، وفق السلطات الإسرائيلية. ومذاك، تقصف إسرائيل بلا هوادة القطاع المحاصر، وبدأت شنّ عمليات برية منذ 27 أكتوبر. وأسفر القصف الإسرائيلي عن استشهاد 12 ألف شخص على الأقل، معظمهم مدنيون وبينهم آلاف الأطفال، وفق حكومة حماس.
وفي ظل صعوبة التواصل، تحاول شحادة أن تتمالك نفسها، لكن خوفها على ابنتها يبدو واضحاً في صوتها المرتجف.وتروي بأسى كيف أن ابنتها، التي فضّلت عدم ذكر اسمها، وزّعت أطفالها على أقاربها، في محاولة لحمايتهم.
وتوضح «قبل أكثر من أسبوع، كانت تبكي وقالت لي +وزّعت أولادي+ حتى إن مات أحدهم يبقى الآخر على قيد الحياة».
ويشهد مخيم برج البراجنة، كما سائر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، كثافة سكانية عالية. تلتصق المنازل والأبنية ببعضها البعض ويشكو قاطنوها من نقص في الخدمات الأساسية من شبكات مياه وصرف صحي، فيما تكاد أسلاك الكهرباء المعلقة عشوائياً أن تحجب الضوء في بعض الأزقة.
ويقيم 250 ألف لاجئ فلسطيني في لبنان، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، معظمهم موزعون على 12 مخيماً أقيمت تباعاً إثر النكبة الفلسطينية وقيام دولة إسرائيل في العام 1948.
أمضت ابنة حياة شحادة خمس سنوات في لبنان، وعادت الى غزة قبل أشهر بعدما جاء زوجها لاصطحابها، وباتت اليوم تتنقل «من منطقة إلى أخرى» في القطاع هرباً من القصف، وفق الوالدة التي تضيف «لا أعرف أين تتواجد اليوم».
وعائلة شحادة من بين 750 ألف فلسطيني اضطروا إلى مغادرة قراهم وبلدتهم خلال النكبة خصوصاً بعد مجزرة قرية دير ياسين التي ارتكبتها ميليشيات صهيونية في أبريل 1948 وأودت بأكثر من مئة من أهالي القرية القريبة من القدس.
وتتمنى شحادة أن تتحدث مع ابنتها ولو للحظات معدودة لتقول لها «لا تبكي، دموعك غالية عليّ يمّا».
في إحدى حارات مخيم برج البراجنة، ترتفع صور الزعيم الراحل ياسر عرفات مع شعارات داعمة لعملية «طوفان الأقصى»، التسمية التي أطلقتها حماس على هجومها الأخير.
من شقّتها المتواضعة، تتابع فاطمة الشواح (61 عاماً) الأخبار لحظة بلحظة، على أمل معرفة أخبار عن قرابة سبعين فرداً من عائلتها يعيشون في القطاع.
كان هؤلاء يسكنون في بيت حانون بشمال القطاع، لكنّهم فروا على وقع القصف الإسرائيلي من منطقة الى أخرى، ولجأ بعضهم إلى مدارس في رفح بجنوب غزة.
وتقول الشواح المتحدرة أساساً من الكابري في قضاء عكا «بيوتهم كلّها دُمّرت، وبيوت أولادهم دُمّرت لأنها على خطوط التماس. لم يبق شيء».
تحاول السيدة أن تتواصل مع أقاربها قدر الإمكان، ويحصل أن تسمع أحياناً صوت القصف حولهم أو صراخ الأطفال.
وتروي «اليوم الذي لا يطمئنوننا عن حالهم، تغلي قلوبنا خوفاً عليهم»، وتنقل عنهم «إنهم مرعوبون وجياع، بينما الأطفال خائفون».
وتضيف «يتقطّع قلبي عليهم».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: بيروت اللاجئين الفلسطينيين قطاع غزة فی لبنان
إقرأ أيضاً:
79 شهيدا بغزة وأنباء عن انهيار مبنى على قوة إسرائيلية
#سواليف
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بوقوع ” #حدث_أمني ” جديد في قطاع #غزة، وسط تصاعد #عمليات_المقاومة، في حين ارتكبت قوات #الاحتلال #مجازر جديدة أسفرت عن نحو 80 شهيدا منذ فجر اليوم الثلاثاء.
وقالت المصادر نفسها إن الرقابة العسكرية الإسرائيلية فرضت حظرا على نشر معلومات الحدث الأمني.
وأضافت أن مبنى انهار على #قوة_إسرائيلية، مما أسفر عن إصابة جنديين بجراح خطيرة وثالث بجراح متوسطة.
مقالات ذات صلة إسرائيل تعد خطة كبرى على حدود مصر والأردن 2025/05/20وأفادت الأنباء بأن جنديا ربما فُقد داخل المبنى المنهار، وأن فرق الإنقاذ تعمل تحت غطاء ناري ضخم.
شاهد.. سرايا القدس تعرض مشاهد من استهداف آلية عسكرية صهيونية من نوع “نمير” بحي الشجاعية شرق مدينة غزة.
استهداف دبابة
وتأتي الأنباء عن تعرّض الجيش الإسرائيلي لخسائر في وقت أعلنت فيه سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي عن عملية استهدفت قوات الاحتلال شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وقالت السرايا عبر تطبيق تليغرام إن مقاتليها استهدفوا دبابة ميركافا إسرائيلية بقذيفة “آر بي جي” مضادة للدروع في منطقة خزاعة.
وأضافت أن المقاتلين أكدوا اشتعال النيران في الدبابة التي كانت متوغلة بالمنطقة.
وتواترت في الآونة الأخيرة عمليات المقاومة في رفح وخان يونس بالمناطق الشرقية لمدينة غزة، وكذلك في بيت حانون وبيت لاهيا شمالي القطاع، مما أسفر عن مقتل وجرح العديد من الجنود الإسرائيليين.
وتتزايد عمليات المقاومة الفلسطينية على الرغم من ضراوة القصف ونشر جيش الاحتلال قوات إضافية في القطاع.
مجازر مستمرة
وفي تطورات العدوان، أفادت وزارة الصحة في غزة باستشهاد 79 فلسطينيا جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر اليوم.
وقالت الوزارة إنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 87 شهيدا و290 مصابا خلال الـ24 ساعة الماضية.
ومن بين شهداء اليوم 4 استشهدوا إثر قصف مدرسة خليفة التي تؤوي نازحين في مشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وقال مراسل الجزيرة إن القصف تسبب أيضا في إصابة عشرات، معظمهم من الأطفال والنساء.
وغير بعيد عن بيت لاهيا، أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد فلسطينيين -بينهم نساء وأطفال- في قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة المقيد بمخيم جباليا.
وفي حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون إثر قصف منزل، وذلك بعد ساعات من استشهاد 13 فلسطينيا في غارة على مدرسة تؤوي نازحين بحي الدرج القريب فجر اليوم.
وكان 15 فلسطينيا -بينهم نساء وأطفال- استشهدوا وأصيب آخرون جراء غارات استهدفت محطة وقود غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة كانت مكتظة بالنازحين.
وفي وسط القطاع أيضا، استشهد شخصان في غارة استهدفت فلسطينيين غرب دير البلح.
وجاءت الغارة بعد ساعات من استشهاد 13 فلسطينيا إثر قصف طائرات الاحتلال منزلا بدير البلح.
وفي جنوب القطاع شنت طائرات إسرائيلية غارات على مدينة خان يونس وبلدات قريبة منها، بعد أن كثفت في الأيام الماضية غاراتها على خيام النازحين في منطقة المواصي غرب المدينة.
وكانت إسرائيل استأنفت العدوان على غزة في 18 مارس/آذار الماضي بعد أن انقلبت على اتفاق وقف إطلاق النار، وأسفرت هجماتها منذ ذلك الحين عن أكثر من 3400 شهيد و9600 مصاب، وفقا لبيانات وزارة الصحة في غزة.