رئيس البرلمان يحذّر الحكومة من العراقيل التنفيذية أمام قانون التصالح
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
وجّه المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، في ظل توجيهاته بحماية الرقعة الزراعية من خلال تنفيذ حملات مكثفة لإزالة التعديات عليها، التي تأتي اتساقا مع أحكام الدستور والقانون.
وأكد المستشار الدكتور حنفي جبالي، أنّ التوجيهات تأتي من حكمة ووعي للقيادة السياسية ونظرتها الثاقبة في أهمية الحفاظ وضمان أمن مصر الغذائي، باعتباره أحد روافد الأمن القومي المصري والذي لن يتأتى إلاّ بحماية الرقعة الزراعية والعمل على زيادتها.
وطالب جبالي، النواب، خلال كلمته بشأن مشروع قانون التصالح في بعض مخالفات البناء وتقنين أوضاعها، بتغليب مصلحة الجماعة باعتبارها الأولى على المصلحة الفردية وذلك خلال مناقسة مشروع قانون التصالح فى مخالفات البناء .
وقال رئيس البرلمان: «تابعت بحرص واهتمام شديدين جميع المناقشات التي شهدتها اللجنة المشتركة المعنية بدراسة مشروع القانون المعروض اليوم، والجهود التي بذلتها، ويمكنني القول بكل صراحة ودون مواربة أنّني أعلم تمامًا مكمن الداء والإشكالية الحقيقية التي تواجه هذا الملف، والتي تتلخص في عدّة نقاط».
وتابع جبالي: «أولا، أتوجه بحديثي للحكومة التي أعلم قدر الجهود التي بذلتها في هذا الملف وصولا إلى تحقيق أكبر قدر من التخفيف عن كاهل المواطنين، وأقولها وبكل صراحة أنّ كثير من النصوص التشريعية تأتي بطموحات وآمال عريضة، لكنها سرعان ما تتحطم أمام العراقيل التنفيذية من بعض (وليس كل) صغار الموظفين بما يهدر كل غاية أو هدف سُن من أجله هذا التشريع، إما لغرض خاص وإما لعدم العلم بأحكام النصوص وتفصيلاتها، لذا يتوجب على الحكومة– وكلي ثقة في قدراتها- على اتخاذ ما يلزم من قرارات تنفيذية تضمن التطبيق الصحيح لنصوص القانون بكل ما يصاحب ذلك من تيسيرات في إجراءات التطبيق على أرض الواقع لإنهاء الملف المهم، وحتى نطوي صفحة الماضي ونتخلص من تبعات هذا الإرث الثقيل».
وأضاف جبالي: «بقدر تقديري البالغ لما تحملوه من أطروحات وأفكار تعبيرا عن إرادة المواطنين فى دوائركم وطموحاتهم وآمالهم، إلاّ أننا يجب أن نضع نصب أعيينا حقيقة مهمة، أنّ ضبط السلوك البشري للأفراد وتوظيفه في إطار نافع للمجتمع ككل يظل هو الوظيفة الأسمى والغاية المنشودة من كل تشريع من خلال إقرار القواعد القانونية التي تحاول التوفيق بين مصلحة الفرد والجماعة ما استطاعت إلى ذلك سبيلا».
وأكمل: «الأصل أنّه حال تعارض مصلحة الفرد مع مصلحة الجماعة، يتعين على التشريع تغليب مصلحة الجماعة باعتبارها الأولى والأجدر بالترجيح، وبالنظر إلى هذه الحقيقة بمنظور شامل يتعين علينا أن نقر بأنّنا أمام قانون استثنائي يعالج أوضاعا استثنائية تُشكل في الأساس مخالفات بنائية تم ارتكابها بالمخالفة للقوانين المنظمة للبناء تخضع مرتكبها للمسئولية الجنائية».
وأوضح: «يتعين أثناء معالجة تلك الأوضاع أن نوازن بين اعتبارات عدة في مقدمتها مصلحة المجتمع بعدم شيوع المخالفات البنائية بما يعيق مسيرة التنمية العمرانية، وضرورة حماية مصالح المواطنين الأخرين (الأكثرية) الذين لم يرتكبوا ثمة مخالفة والتزموا حدود الدستور والقانون، وغيرها من الاعتبارات ذات الصلة والتي تمس بشكل مباشر (الأمن القومي الغذائي باعتباره أحد روافد الأمن القومي للبلاد) وهنا أخص بالذكر قضية البناء خارج الحيز العمراني، فمعالجة تلك القضية لا ينبغي أن يكون بمعزل عن المحددات الدستورية، فالدستور يفرض علينا التزاماً صريحا في المادة (29) منه بحماية الرقعة الزراعية وزيادتها وتجريم الاعتداء عليها، وهو ما حدا بالمشروع محاولة معالجة تلك القضية قدر المستطاع بالتشدد في ضوابط التصالح خارج الأحوزة العمرانية بالنسبة للكتل المبنية القريبة من الأحوزة العمرانية دون التحلل الكامل من التزام الدولة الدستوري».
ووجّه رئيس مجلس النواب، الشكر إلى الحكومة ممثلة في الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، قائلا: «جمعتني به عدة لقاءات من أجل ضمان صدور هذا المشروع بما يلبي طموحات المواطنين ويحقق مصلحة الدولة في القضاء على ظاهرة البناء العشوائي».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مجلس النواب النواب حماية الرقعة الزراعية الرقعة الزراعية
إقرأ أيضاً:
"تعليم البرلمان" توجه الحكومة بتوفير الاعتمادات اللازمة لجهاز الملكية الفكرية
أكدت لجنة التعليم بمجلس النواب برئاسة النائب سامى هاشم خلال اجتماعها، أهمية توجيه المخصصات المالية اللازمة للجهاز المصرى للملكية الفكرية، باعتباره أحد أهم الأجهزة الناشئة التى تمس جميع قطاعات الدولة، ويلعب دورا حيويا فى حماية الأمن القومى وصون الهوية الثقافية المصرية.
وقال الدكتور سامى هاشم، خلال اجتماع مناقشة موازنة الجهاز للعام المالى الجديد 2025/2026، إن عدم تمويل هذا الكيان بالشكل الكافى يعنى إهدار فرص اقتصادية ضخمة وضياع حقوق الدولة، فى الوقت الذى تسعى فيه مصر لتأكيد مكانتها على خريطة الابتكار العالمية.
وأضاف هاشم، قائلا: "مهما منحنا الجهاز من مبالغ يريدها للتأسيس، فنحن نحمى بالأساس أصولا تساوى مليارات، أما حرمانه من التمويل فيعنى السماح باستمرار الانتهاكات وغياب الحماية عن تراثنا ومقدراتنا الفكرية".
وطالب "هاشم" بعقد لقاء مشترك بين ممثلى الجهاز ووزارتى المالية والتخطيط لمناقشة مبررات التمويل المطلوب، وتقديم تصور واضح لمردود الجهاز على الاقتصاد الوطنى، لافتا إلى أنه سيعرض الأمر شخصيًا على رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى خلال اللقاء الدورى الذى يُعقد مع رؤساء اللجان النوعية.
من جانبه، قال الدكتور هشام عزمى، رئيس الجهاز المصرى للملكية الفكرية، أن الجهاز يعكف حاليا على تنفيد الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية، التى تركز على الحوكمة، وتحديث التشريعات، وتعظيم الموارد الاقتصادية، لافتًا إلى أن الجهاز يواجه تحديا كبيرا فى تغيير الثقافة المجتمعية تجاه احترام حقوق الملكية.
وأوضح "عزمي" أن الجهاز بدأ عمله رسميا بعد تعيين رئيسه فى أغسطس 2024، ويعمل حاليا على البناء الداخلى، مشيرا إلى أن عرض موازنته للعام الجارى هو الأول من نوعه.
وشدد "عزمي" على أهميه اسيتفاء حاجة الجهاز فى المخصصات الماليه، لا سيما وأن مرحلة البناء هى الأهم، مؤكدا أن الجهاز لن يكون كيانا عابرا، بل مؤسسة مستدامة وبنائها على أسس صحيحة هى الضمان الوحيد لاستمراريتها، قائلا: " لا يليق بمكانة مصر أن تحتل المرتبة 85 فى مؤشر الابتكار العالمى.. هذه المرتبة لا تعكس إمكانيات الدولة، خصوصا فى ما يتعلق ببراءات الاختراع، التى يشترط أن تكون وطنية 100%. الانخفاض يعود جزئيًا إلى نقص البيانات، وهو ما نعمل على معالجته".
ولفت عزمى إلى أن ضعف العائد الاقتصادى من الإبداع الثقافى والفنى يرجع إلى الانتهاكات المنتشرة، مشيرا إلى إطلاق حملة توعوية واسعة من خلال شراكات مع الجامعات ومكتبة الإسكندرية، بالإضافة إلى توقيع بروتوكولات تعاون مع النائب العام.
وشدد عدد من النواب والحضور من أساتذة الجامعات، على أهمية تسريع دعم الجهاز لحماية التراث الوطنى، لا سيما مع ما وصفوه بـ "سرقات للهوية الثقافية " ومنها استنساخ تماثيل أثرية وتسجيل وصفات غذائية ومكونات نباتية مصرية فى الخارج، دون ضوابط أو موافقات.