لَمْ تفوِّت سلطنة عُمان ـ قيادةً وشَعبًا ـ فرصًا مواتية للتعبير عن التضامن مع الشَّعب الفلسطينيِّ الشَّقيق إلَّا وكان الإعلان عن الدَّعم والمساندة المُطلَقة، والتأكيد على ضرورة استرداد أبناء فلسطين كافَّة حقوقهم الشرعيَّة المسلوبة من قِبل كيان الاحتلال الصهيونيِّ، الّذي يمارس العدوان الهمجيَّ وحرب الإبادة الجماعيَّة بشكلٍ لَمْ يشهده التاريخ الحديث أو المعاصر، في كافَّة الأراضي الفلسطينيَّة المحتلَّة، خصوصًا في قِطاع غزَّة، دُونَ تحرُّك دوليٍّ جديٍّ، يحُولُ بَيْنَ الكيان الإرهابيِّ وجرائمه الَّتي تُشكِّل وصمة عار في جبين الإنسانيَّة الصَّامتة والمتواطئة، ولكن يبقى الموقف العُمانيُّ الرَّاسخ، الَّذي يؤكِّد رسوخ القضيَّة الفلسطينيَّة في الوجدان العُمانيِّ، ويؤكِّد دائمًا على الحقوق الفلسطينيَّة الثَّابتة، وعلى رأسها حقُّ المقاومة المشروعة، المُنطلِقة من القرارات والقوانين الدوليَّة الَّتي أقرَّتها المواثيق والعهود الأُمميَّة.


ولعلَّ تأكيد حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه، على متابعته الشخصيَّة بكُلِّ أسًى لِمَا يتعرَّض له الأشقَّاء في فلسطين المحتلَّة من عدوان إسرائيليٍّ غاشمٍ، وحصارٍ جائرٍ؛ أثناء الخِطاب السَّامي الَّذي ألْقاه جلالةُ السُّلطان المُعظَّم ـ أيَّدهُ الله ـ لدى تفضُّل جلالته بافتتاح دَوْر الانعقاد السَّنوي الأوَّل للدَّوْرة الثَّامنة لمجلس عُمان، والَّذي جاء تزامنًا مع احتفال البلاد بالعيد الوطني الـ53 المَجيد، وتأكيد جلالة عاهل البلاد المُفدَّى على المبادئ العُمانيَّة الثَّابتة تجاه القضيَّة الفلسطينيَّة والَّتي تُشدِّد على ضرورة إقامة الدَّولة الفلسطينيَّة المستقلَّة ذات السِّيادة وعاصمتها القدس الشرقيَّة، بالإضافة إلى استرجاع الفلسطينيِّين لكافَّة حقوقهم المسلوبة، الَّتي أقرَّتها قرارات الشَّرعيَّة الدوليَّة.
كما حرص جلالة السُّلطان ـ أعزَّه الله ـ على التَّأكيد على ضرورة تَحَمُّل المُجتمع الدوليِّ مسؤوليَّاته والتزاماته تجاهَ القضيَّة الفلسطينيَّة، والمسارعة في إيجاد حلولٍ جذريَّة لِتحقيقِ آمال الشَّعب الفلسطينيِّ في إقامة دَولته المستقلَّة، وبذلك يَعُمُّ السَّلام في منطقتنا ويَنعمُ العالَم أجمع بالأمن والأمان، مشيرًا إلى أنَّ هذا الموقف المُسانِد والدَّاعم للقضيَّة الفلسطينيَّة ينطلق من الثَّوابت السِّياسيَّة العُمانيَّة المبنيَّة على مبادئ حُسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخليَّة للآخرين، وعلى إرساء نظام عادل لتبادل المنافع والمصالح، وعلى إقامة أُسُس الاستقرار والسَّلام والإسهام فيها بإيجابيَّة، لِيعطيَ جلالة السُّلطان رسالةً للعالَم أجمع تؤكِّد أنَّ حلَّ القضيَّة الفلسطينيَّة هو البوَّابة الرئيسة للوصول للسَّلام والأمن والاستقرار المنشود في المنطقة والعالَم أجمع.
هذا الموقف العُمانيُّ المُشرِّف المُنطلِق من أعلى سُلطة في سلطنة عُمان، يؤكِّد حرص البلاد على الاستفادة ممَّا تملكه من علاقات صداقة وأخوَّة مع كافَّة دوَل العالَم؛ لِدعْمِ الأشقَّاء الفلسطينيِّين وقضيَّتهم العادلة، والعمل على حشْدِ رأيٍ عامٍّ عالمي يسعى بجديَّة لإيجاد حلٍّ جذريٍّ لتلك القضيَّة العالقة لأكثر من (75) عامًا، والَّتي ستظلُّ عالقةً طالما سادَ الصَّمْتُ على ما يرتكبه كيان الاحتلال الصهيونيِّ من جرائم، وما يسعى إلى تحقيقه من فرض حلول أحاديَّة، تقضي على أيِّ فرصة من فرص السَّلام العادل والشَّامل، القائم على مبادئ حلِّ الدولتَيْنِ، والأرض مقابل السَّلام، ما يجعل المنطقة تَدُور في دائرة عنفٍ تتراكم ككرة الثلج، وتُهدِّد بحربٍ شاملة سيدفع الجميع فاتورتها من أمْنِه واستقراره، وعوائد تنميته.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: ة الفلسطینی الع مانی

إقرأ أيضاً:

أبرز بنود البيان الختامي للقمة العربية حول القضية الفلسطينية وغزة

دعت القمة العربية الـ34 التي عقدت في العاصمة العراقية بغداد اليوم السبت 17 مايو 2025، إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ، وإلى فتح كل المعابر المؤدية للقطاع لإيصال المساعدات.

كما شدد البيان الختامي للقمة العربية الـ34 "إعلان بغداد"، على رفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ودعا جميع الدول إلى تقديم الدعم السياسي والمالي والقانوني للخطة العربية الإسلامية المشتركة بشأن إعادة إعمار غزة.

وأيد البيان دعوة رئيس دولة فلسطين محمود عباس إلى عقد مؤتمر دولي للسلام، وطالب بنشر قوات حفظ سلام دولية بالأرض الفلسطينية المحتلة حتى تنفيذ حل الدولتين.

وضم البيان 32 بندا، خصص أول 14 منها للقضية الفلسطينية والوضع في غزة وسط الإبادة الإسرائيلية.

وأكد "إعلان بغداد" على "مركزية القضية الفلسطينية، بكونها قضية الأمة وعصب الاستقرار في المنطقة، ودعمهم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما فيها حقه في الحرية وتقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة، وحق العودة والتعويض للاجئين والمغتربين الفلسطينيين".

وأدانوا "جميع الإجراءات والممارسات اللاشرعية من قبل إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، التي تستهدف الشعب الفلسطيني الشقيق وتحرمه من حقه في الحرية والحياة والكرامة الإنسانية".

وطالب بـ"وقف فوري للحرب في غزة ووقف جميع الأعمال العدائية التي تزيد من معاناة المدنيين الأبرياء" بالقطاع.

وحث المجتمع الدولي والدول "ذات التأثير" على "تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية للضغط من أجل وقف إراقة الدماء، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة دون عوائق إلى جميع المناطق في غزة".

كما دعا جميع الدول إلى "تقديم الدعم السياسي والمالي والقانوني للخطة العربية الإسلامية المشتركة التي اعتمدتها القمة العربية بتاريخ 4 آذار/ مارس 2025، ووزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في 7 آذار/ مارس 2025، بشأن التعافي وإعادة الإعمار في غزة".

وأوضح أن هذا يأتي "في إطار مسار سياسي يؤدي إلى تجسيد استقلال دولة فلسطين، ويضمن الحق الطبيعي للشعب الفلسطيني في أرضه، ومنع محاولات تهجيره".

ورحب البيان الختامي بـ"المقترحات والمبادرات التي تقدمت بها الدول العربية لإنشاء صندوق لإعادة إعمار غزة، وفي مقدمتها دعوة رئيس مجلس وزراء العراق محمد شياع السوداني في القمة العربية الطارئة في القاهرة 2023، والقمة العربية الإسلامية في السعودية 2024، لإنشاء صندوق عربي-إسلامي لإعادة إعمار غزة ولبنان".

وشدد على "أهمية التنسيق المشترك للضغط باتجاه فتح جميع المعابر أمام إدخال المساعدات الإنسانية لجميع الأراضي الفلسطينية، وتمكين وكالات الأمم المتحدة، ولاسيما وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين ( الأونروا ) من العمل في الأراضي الفلسطينية، وتوفير الدعم الدولي لها للنهوض بمسؤولياتها واستئناف مهامها".

ورحب بــ "تشكيل مجموعة عمل مفتوحة العضوية لمتابعة إنشاء صندوق بالتعاون مع الأمم المتحدة، لرعاية أيتام غزة البالغ عددهم زهاء 40 ألف طفل، وتقديم العون وتركيب الأطراف الصناعية للآلاف من المصابين، لا سيما الأطفال الذين فقدوا أطرافهم".

وثمن البيان في هذا السياق مبادرة "استعادة الأمل" التي أطلقها الأردن لدعم مبتوري الأطراف في غزة، وتشجيع الدول والمنظمات على طرح مبادرات لدعم جهود الإغاثة في القطاع الصحي بغزة.

وجدد المشاركون في القمة تأكيد مواقفهم السابقة بـ"الرفض القاطع لأي شكل من أشكال التهجير والنزوح للشعب الفلسطيني من أرضه، وتحت أي مسمى أو ظرف أو مبرر".

واعتبروا أن مثل هذا التهجير "يُعد انتهاكا جسيما لمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وجريمة ضد الإنسانية، وتطهيرا عرقيا".

كما أدان المشاركون في القمة "سياسات التجويع والأرض المحروقة (التي تنتهجها إسرائيل) الهادفة لإجبار الشعب الفلسطيني على الرحيل من أرضه".

وجددوا موقفهم الثابت "في الدعوة إلى تسوية سلمية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية".

وأيدوا في هذا الصدد دعوة رئيس دولة فلسطين محمود عباس إلى "عقد مؤتمر دولي للسلام، واتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتنفيذ حل الدولتين، وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية".

وأوضحوا أن "هذا يشمل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بالإضافة إلى قبول عضويتها في الأمم المتحدة كدولة مستقلة، وضمان استعادة جميع حقوق الشعب الفلسطيني، وخاصة حق العودة وتقرير المصير".

وطالب المشاركون في القمة بـ "نشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى حين تنفيذ حل الدولتين".

كما طالبوا مجلس الأمن الدولي باتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ حل الدولتين، "ضمن نطاق المسؤوليات التي تقع على عاتقه في مجال حفظ الأمن والسلم الدوليين"، مشددين على "ضرورة وضع سقف زمني لهذه العملية".

أيضا، دعا المشاركون في القمة "كافة الفصائل الفلسطينية إلى التوافق على مشروع وطني جامع ورؤية استراتيجية موحدة لتكريس الجهود لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته الوطنية المستقلة".

ورحبوا بــ "قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في اجتماعها بتاريخ 10 أيار/ مايو 2024 بشأن طلب دولة فلسطين للحصول على عضوية كاملة بالأمم المتحدة بتأييد من 143 دولة".

ودعوا في هذا الصدد مجلس الأمن الدولي إلى "إعادة النظر في قراره الصادر بهذا الخصوص في جلسته بتاريخ 18 نيسان/ أبريل 2024".

كما طالبوا المجلس بأن "يكون منصفا ومساندا لحقوق الشعب الفلسطيني في الحياة والحرية والكرامة الإنسانية، والعمل على تنفيذ قراراته ذات الصلة بالقضية الفلسطينية والأراضي العربية المحتلة".

أيضا طالب المشاركون في القمة المجتمع الدولي بــ "تنفيذ قرارات مجلس الأمن التي صدرت منذ تاريخ العدوان على غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بما فيها القرار 2720".

وشددوا على "قدسية مدينة القدس المحتلة ومكانتها عند الأديان السماوية"، مدينين "كل المحاولات الإسرائيلية التي تستهدف تهويد المدينة، وتغيير هويتها العربية الإسلامية والمسيحية، والمساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم في مقدساتها".

وأكدوا "ضرورة توفير الحماية للأماكن المقدسة في بيت لحم وعدم المساس بهويتها الثقافية والدينية".

ولفتوا إلى دعمهم "للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس (...) ودورها في الحفاظ على هويتها العربية، والإسلامية، والمسيحية".

وشددوا على أن "المسجد الأقصى/ الحرم القدسي الشريف المبارك هو مكان عبادة خالص للمسلمين فقط، الذي يُشكل بكامل مساحته البالغة 144 دونما مكان عبادة خالص للمسلمين".

وثمن القادة المشاركون في القمة "مواقف الدول الأوروبية (إسبانيا والنرويج وأيرلندا) التي اعترفت بدولة فلسطين في أيار/ مايو 2024". وحثوا الدول الأخرى على "اتباع الخطوة ذاتها، وأن تضع في اعتبارها بأن التاريخ سيسجل المواقف".

كما أعربوا عن دعمهم الكامل ومساندتهم لـ"موقف دولة جنوب إفريقيا في الدعوى القضائية ضد إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال للأراضي الفلسطينية، أمام محكمة العدل الدولية، بتهمة ارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة".

 

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين حماس تعقب على مخرجات القمة العربية في بغداد استشهاد نائل سمارة غرب سلفيت الرئيس عباس أمام القمة العربية التنموية: نؤكد أهمية دعم موازنة فلسطين الأكثر قراءة سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم الأحد 11 مايو طقس فلسطين اليوم: أجواء شديدة الحرارة وجافة في معظم المناطق شهداء وإصابات في غارات إسرائيلية على خان يونس تحضيرات لتوسيع العملية بغزة: إسرائيل تستدعي مزيدا من قوات الاحتياط  عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • ربيقة: الجزائر تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها المركزية
  • الدبيبة لـ«وفد الزنتان»: حكومتي ستظل شريكًا حقيقيًا لكل من يقف في صف الوطن
  • حركة فتح: موقف مصر الشقيقة تجاه القضية الفلسطينية تاريخي وثابت
  • كونغرس الفيفا .. القضية الفلسطينية في أجندة الفيفا
  • قمة بغداد تؤكد على مركزية القضية الفلسطينية عربيا
  • أبرز بنود البيان الختامي للقمة العربية حول القضية الفلسطينية وغزة
  • أحمد موسى: مصر لم تتأخر في دعم القضية الفلسطينية والأشقاء بقطاع غزة
  • العراق: كنا واضحين في تبنّي القضية الفلسطينية
  • الجزائر :القضية الفلسطينية تشهد مخططات التصفية
  • وزير الخارجية يبحث مع نائب رئيس دولة فلسطين تطوُّرات القضية الفلسطينية