لماذا يعد الخوض في الذاكرة المناخية أمرًا مهمًا للمستقبل؟
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
منذ عصر النهضة، قام العلماء في بولونيا بجمع المعلومات حول كوكبنا. واليوم، تعد المدينة الإيطالية موطنًا لأهم مركز أوروبي لتخزين البيانات المناخية، وهي معلومات أساسية للنظر في مستقبلنا.
كما هو الحال في كل شهر Climate now، كما هو موضحأدناه، نقوم بتقييم أحدث البيانات المناخية ومعالجة الاضطرابات الكبرى التي تؤثر على كوكبنا.
وفقا لأحدث بيانات تغير المناخ الصادرة عن خدمة كوبرنيكوس، كان أكتوبر2023 هو الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق.
وكانت درجات الحرارة العالمية أعلى بمقدار 0.8 درجة مئوية من المتوسط خلال الفترة 1991-2020
في الرسم البياني أدناه الذي يوضح درجات الحرارة السنوية منذ عام 1940، يحمل عام 2016 الرقم القياسي حاليًا، لكن عام 2023 أصبح الآن أعلى. لذلك، نحن نتبع مسارًا من شأنه أن يجعله الأكثر سخونة على الإطلاق.
في أوروبا، تميز شهر أكتوبر بظروف مناخية قاسية. ضربت العاصفة بابت المملكة المتحدة وألمانيا والدنمارك وفرنسا، مما تسبب في وقوع ضحايا وفيضانات كبيرة.
يقول علماء المناخ أنه مع ظاهرة الاحتباس الحراري، يجب أن نتوقع المزيد من الأمطار الغزيرة خلال هذا النوع من الأحداث.
توضح روزي أوكس، عالمة المناخ في مكتب الأرصاد الجوية، هيئة الأرصاد الجوية الوطنية في بريطانيا، أن "الهواء الدافئ يمكن أن يحمل المزيد من الرطوبة". وتوضح قائلة: "مع كل درجة من درجات الحرارة، نلاحظ زيادة بنسبة 7% في كمية المياه التي يمكن أن يحملها الهواء". وتقول: "عندما يتعلق الأمر بهطول الأمطار، يكون هناك المزيد من المياه في النظام، وبالتالي سيكون هناك المزيد من الأمطار عند هطولها".
يظهر هطول الأمطار من عواصف أكتوبر على خريطة تغير معدلات هطول الأمطار الأوروبية بشكل غير طبيعي(انظر أدناه)، من خلال هذا الشريط الأزرق الممتد من شبه الجزيرة الأيبيرية إلى روسيا.
بولونيا، إيطاليا، هي موطن لأقدم جامعة في العالم وأكبر مركز لتخزين البيانات المناخية في أوروبا. يحتوي على عدد هائل يصل إلى 700 بيتابايت من المعلومات.
ولكن في الواقع، على أرض الواقع، كان أعظم العقول العلمية في أوروبا يجمعون البيانات عن كوكبنا منذ عصر النهضة.
تأخذنا الأستاذة المشاركة مونيكا أزوليني في جولة في متحف Palazzo Poggi بالجامعة.
وتوضح قائلة: "إنها واحدة من المجموعات الأوروبية العديدة من القرن السادس عشر التي حاولت جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حول الكوكب كما كان معروفًا في ذلك الوقت".
وتشير: "اليوم نعتمد أكثر على البيانات الرقمية، لكن الفكرة هي نفسها تمامًا". وتضيف: "يتعلق الأمر بفهم كوكبنا، من خلال جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عنه".
بيانات مفيدة "لإتخاذ القرارات"واليوم، يستمر هذا السعي لفهم الأرض والتنبؤ بدقة بالمستقبل في تكنوبولو دي بولونيا، حيث يقع مركز تخزين البيانات المناخية في أوروبا.
غالبًا ما تستخدم عالمة المناخ سوزانا كورتي المعلومات المخزنة في غرف الخوادم الضخمة الخاصة بها. يمتلك المركز مجموعة بيانات شاملة يعود تاريخها إلى عام 1940 وحتى اليوم، حيث يتتبع التاريخ الكامل للطقس والمناخ على كوكب الأرض.
تحتوي الخوادم على معلومات مفيدة لإدارة تأثير تغير المناخ على الزراعة والمدن والصحة وحتى إنتاج الطاقة النظيفة.
توضح سوزانا كورتي أن "العديد من القطاعات الأخرى في المجتمع أو على المستوى الاقتصادي يمكنها استخدام هذا النوع من البيانات، على سبيل المثال لإنتاج الطاقة". وتقول: "يمكنهم المساعدة في تخطيط محطات طاقة الرياح الكبيرة أو حتى أنواع أخرى من الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية".
كيف يهدد تغير المناخ مواقع التراث العالمي ؟ مع التغيّر المناخي.. النمل يبدأ موسم هجرته إلى الشمال أيضاً ارتفاع مستويات الميثان: هل يمكن أن يكون ذلك استجابة الطبيعة لظاهرة الاحتباس الحراري؟وقد استخدم علماء مثل سوزانا هذه البيانات لمحاكاة مستقبل مناخنا. إنه يوضح لنا سيناريو الانبعاثات المرتفعة وسيناريو الانبعاثات المنخفضة، ويوضح كيف سترتفع درجة حرارة كوكبنا إذا لم نفعل شيئًا للحد من غازات الدفيئة. وتعترف قائلة: "هذا مجرد مثال واحد". وتؤكد: "لكن كل هذه العناصر ضرورية لاتخاذ القرارات".
بالفعل في الماضي، كان يعتقد أن "تغيير الأشياء يمكن أن يؤدي إلى مشاكل"
يتيح مركز تخزين البيانات المناخية استخلاص دروس قيمة من الماضي القريب. ولكن إذا لجأنا إلى أسلافنا من عصر النهضة، الذين لا تزال أعمالهم الثمينة محفوظة في بولونيا، فماذا يمكننا أن نتعلم منهم؟
شارك هذا المقال مواضيع إضافية درجات حرارة قياسية وجفاف... ماهي تبعات التغير المناخي على أوروبا هل تشكل موجات الجفاف تهديدًا على صناعة طاقة الرياح المزدهرة في بحر الشمال؟ Partner: Copernicus تاريخ الطقس الاحتباس الحراري والتغير المناخيالمصدر: euronews
كلمات دلالية: تاريخ الطقس الاحتباس الحراري والتغير المناخي غزة إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فلسطين حركة حماس طوفان الأقصى قصف قتل فرنسا بنيامين نتنياهو أزمة إنسانية غزة إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فلسطين حركة حماس طوفان الأقصى البیانات المناخیة درجات الحرارة تغیر المناخ
إقرأ أيضاً:
حين يمشي الجبل”لهيثم حسين.. مساءلة الذاكرة والمنفى قصصيّاً”
الثقافية – لندن
أصدرت منشورات رامينا في لندن مجموعة قصصيّة بعنوان “حين يمشي الجبل” للكاتب والروائيّ السوريّ الكرديّ هيثم حسين، في خطوة تُعدّ إضافة إبداعيّة جديدة في مسيرة الكاتب، الذي عرفه القرّاء من قبل في فضاء الرواية والسيرة والنقد.
يكشف هيثم حسين في مجموعته التي تضمّ أربعاً وعشرين قصة قصيرة، عن عوالم داخلية مثقلة بالمنفى، تتقاطع فيها اللغة مع الذاكرة، والظلّ مع المعنى، والمنزل المؤقّت مع سؤال الانتماء.
لا تكتفي المجموعة بعرض سرديات النفي واللجوء والتشظي، إنّما تؤسّس لوثيقة أدبية تمكن قراءتها كأرشيف للمحو والانمحاء، وللصمت بوصفه لغة. ويشكّل عنوان الكتاب، “حين يمشي الجبل”، مفتاحاً تأويلياً يختزل تجربة التحدّي والعبور واللاعودة، وزعزعة اليقينيّات، حيث الجبل، رمز الثبات، يتحوّل إلى كائن يتقدّم، يهرب، يتكلّم، يمشي ويشهد.
تُفتتح المجموعة بقصة “نافذة لا تُغلق”، التي تحوّل شقّةً لندنيّةً إلى فضاء للتماهي بين الحقيقيّ والمتخيّل، وتختم بـ”ظلّي العائد من الكتاب”، في بنية تحتفي بالكتابة كفعل مقاومة، وبينهما، تتوزّع القصص على محاور متداخلة، تحضر فيها صور الجبال التي تمشي، والمكتبات التي تُمحى، والهواتف التي تُسرق لتكشف هشاشة الهوية الرقمية، وشخصيات مثل الغجريّ الذي يحمل بقجته، والشاعر الذي قرّر أن يصمت، والمترجم الذي أضاع اسمه بين اللغات.
وفي قصة “قاموس شخصي”، يعيد حسين بناء علاقته بالكلمات بوصفها بقايا أماكن وشظايا لغات، بينما ترسم قصة “جسور لندن” لوحة غرائبية لمدينة تُفقد جسورها واحداً تلو الآخر، بوصفها استعارة لسقوط المعنى في المدن المنفية.
تُعدّ هذه المجموعة القصصية نقلة في مسار هيثم حسين الأدبي، حيث ينتقل من سرد الحكاية الكبرى في الرواية، إلى الالتقاطات المجهرية في القصة، راسماً عالماً تتجاور فيه الوثيقة والخيال، والحزن والتهكّم، والمكان واللا-مكان.
ممّا جاء في كلمة الغلاف:
في “حين يمشي الجبل”، يكتب هيثم حسين عن أطياف لا تزال تبحث عن أسمائها، عن منازل لا تظهر على الخرائط، عن لغةٍ تتنفّس في الخفاء.
هذه المجموعة مرثيّة مطوّلة للمنفى الكرديّ، بكلّ ما فيه من تفاصيل لا تدخل كتب التاريخ، ولا تُذاع في نشرات الأخبار، ولا تُدرّس في المدارس، لكنّها تحفظ الحياة الحقيقيّة؛ تلك التي يمشي أصحابها بصمت، ويُسرق صوتهم حتّى حين يتكلّمون.
ينسج هيثم حسين عالماً متصدّعاً، لا يحاول إصلاحه، إنّما يرسم شقوقه بدقّةٍ لا تُجامل. يكتب عن اللاجئ الذي يتكلّم كلّ اللغات ما عدا لغته، عن الكاتبة التي تخشى أن تكتب قصّتها الحقيقيّة، عن الأب الذي يموت دون أن ينطق اسم الجبل الذي نشأ عند سفحه.
في هذه القصص، لا تنتهي الحكاية عند الخاتمة، إنّما تبدأ. يصبح الصمت نفسه طريقة في السرد، يصبح المنفى حالة لغوية، وتصبح الكتابة محاولة لتسجيل ما لا يمكن كتابته أصلاً. كلّ قصّة تبدو وكأنّها تقف على الحافّة؛ حافّة اللغة، حافّة الجغرافيا، حافّة الاعتراف، حافّة الضياع… ومع ذلك، لا تسقط، إنّما تبقى هناك، تتأمّل من بعيد، وتتردّد في قول الحقيقة، لا لأنّها تخاف أو لا تعرفها، لكن لأنّها تعرف الثمن جيّداً.
الجبل، هذا الرمز الأثيريّ في الميثولوجيا الكرديّة، يصبح هنا كائناً حيّاً، يمشي لا ليُرى، لكن ليكسر القيود المفروضة عليه، ليقول: إذا كنتم لا تعترفون بنا، فلن نعترف بخرائطكم.
يشار إلى أنّ لوحة الغلاف هي للفنّان التشكيليّ الكرديّ السوريّ خضر عبد الكريم، والمجموع تقع في ١٩٦ صفحة من القطع الوسط.
تعريف بالكاتب:
هيثم حسين: روائيّ كرديّ سوريّ، من مواليد عامودا 1978م، مقيم في لندن، عضو جمعية المؤلفين في بريطانيا، مؤسّس ومدير موقع الرواية نت. ترجمت أعماله إلى الإنكليزيّة والفرنسيّة والتشيكيّة والكرديّة..
من أعماله الروائية والنقدية: “آرام سليل الأوجاع المكابرة”، “رهائن الخطيئة”، “إبرة الرعب”، “عشبة ضارّة في الفردوس”، “قد لا يبقى أحد”، “العنصريّ في غربته”، “كريستال أفريقيّ”، “الرواية بين التلغيم والتلغيز”، “الرواية والحياة”، “الروائيّ يقرع طبول الحرب”، “الشخصيّة الروائيّة.. مسبار الكشف والانطلاق”، “لماذا يجب أن تكون روائياً؟!”.