ففي إسبانيا، وصلت درجة الحرارة خلال اليومين الماضيين إلى 46 درجة مئوية في مدينة ويلبة جنوب غرب البلاد، في حين تجاوزت في البرتغال الجارة 46 درجة مئوية، لتسجل رقما قياسيا غير مسبوق.

أما لندن المعروفة بضبابها فسجلت 34 درجة مئوية، وحتى في الدول الإسكندنافية، حيث الصقيع والثلوج، فسجلت كل من السويد والدانمارك 35 درجة.

ولم تمر موجة الحرارة هذه دون حصد خسائر بشرية، ففي فرنسا توفي شخصان، وفي إسبانيا 4 أشخاص، وفي إيطاليا شخصان.

ودفع تكرر موجات الحر سنويا في أوروبا حكوماتها إلى تبني سياسات جديدة وخطط طوارئ وتكثيف جهودها لحماية الفئات الأكثر هشاشة.

فقد أغلقت فرنسا نحو 1900 مدرسة يوم الثلاثاء الماضي، كما أغلقت الجزء العلوي من برج إيفل أمام الزوار، في حين قلصت مدريد ساعات الدراسة، وزادت مركبات النقل العام لتقليل الانتظار تحت الشمس.

أما في اليونان فقد أغلقت المزارات الأثرية في أثينا وقت الذروة، في حين وجهت إيطاليا العمال بتقليل الأعمال الخارجية خلال ساعات الظهيرة.

ولمواجهة ارتفاع درجات الحرارة يلجأ الأوروبيون إلى استخدام المراوح والحمامات الباردة وأكياس الثلج، فقلة من البيوت وأماكن العمل مجهزة بأنظمة التكييف، والتي كان ينظر إليها في السابق على أنها ترف بسبب قصر مواسم الحر سابقا، لكنها اليوم باتت ضرورة لمن استطاع إلى ذلك سبيلا.

تغيرات مناخية

وأجمع مغردون على أن الدول الأوروبية غير مهيأة للتعامل مع درجات الحرارة المرتفعة، وأشاروا خلال حلقة (2025/7/3) من برنامج "شبكات" إلى التحديات التي تواجه السكان في ظل غياب أنظمة التكييف التقليدية، محذرين من تداعيات التغيرات المناخية على مستقبل القارة.

وفي هذا الإطار، أوضحت المغردة بانة خطورة الوضع بالنسبة للأوروبيين، وغردت تقول "درجة الحرارة 30 في أوروبا تعادل 50 في أكثر البلدان المعروفة بارتفاع حرارتها، الموجة تجي كم يوم بالسنة بس هالكم يوم فعليا خطيرة لأن الدول غير مهيأة  للجو الحار وأيضا المخاطر الصحية لأن الشمس تكون عمودية وقريبة".

إعلان

وفي السياق نفسه، شبهت المغردة أم آدم المنازل الأوروبية بالشواية، مشيرة إلى التكلفة الباهظة لأنظمة التكييف "المنازل زي الشواية للأسف وكان فكرت تحط تكييف يعني راح تدفع فواتير كهرباء خيالية".

أما المغردة ندوش العبيدي فأكدت على عدم استعداد الدول الأوروبية لمواجهة الحرارة المرتفعة، موضحة "فعلا الحرارة لا تطاق بكل الدول الأوروبية لأنها أصلا ما عندها أنظمة تكييف مثل الدول العربية، المولات والمحلات والعمارات السكنية كلها بدون تكييف، بس الحمد لله الفنادق مجهزة بأنظمة تكييف ممتازة".

ومن منظور آخر، ربطت المغردة لين عبد الله هذه الظاهرة بالتغيرات المناخية العالمية، وغردت متسائلة "كل هذا بسبب التغيرات المناخية، هل ستصبح أوروبا يوما ما ذات مناخ صحراوي وتصبح الدول العربية ذات مناخ ممطر؟".

ويعزو الخبراء هذا التغير المناخي في أوروبا إلى عوامل عدة، أبرزها ظاهرة الاحتباس الحراري التي تؤدي إلى ارتفاع متوسط درجات الحرارة عالميا.

يضاف إلى ذلك ظاهرة القبة الحرارية التي تحبس الهواء الساخن في طبقات الجو الدنيا فوق أوروبا، وكذلك تغير نمط التيارات النفاثة التي أصبحت أقل استقرارا بسبب ذوبان الجليد في القطب الشمالي، مما يسمح للهواء الساخن من شمال أفريقيا أو الشرق الأوسط بالوصول إلى أوروبا.

3/7/2025-|آخر تحديث: 19:58 (توقيت مكة)

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

توقعات بوفاة أكثر من 4,500 شخص خلال اليومين المقبلين في أوروبا بسبب موجة الحر

تعيش أوروبا حالة استنفار واسعة مع تصاعد غير مسبوق في درجات الحرارة التي تجاوزت 46 درجة مئوية في بعض المناطق، مثل هويلفا الإسبانية. ويتوقع أن تسفر هذه الموجة عن وفاة 4,500 شخص بحلول 3 يوليو الجاري. اعلان

وتعاني كل من إيطاليا، واليونان، والبرتغال، وفرنسا ودول غرب البلقان من موجات حر شديدة تسببت في العديد من حرائق الغابات، وسط تحذيرات للمواطنين بضرورة تجنب الهواء الملوث.

في ألبانيا مثلا، تم الإبلاغ عن 26 حريق غابات بين الأحد والاثنين، في حين سجلت صربيا الخميس الماضي أعلى درجة حرارة منذ بدء تسجيل البيانات في القرن التاسع عشر. 

أما في تركيا، فقد أُجلي أكثر من 50,000 شخص، معظمهم بسبب حريق كبير قرب إزمير.

وحذرت ماريسول إيغليسياس غونزاليس، المسؤولة التقنية لتغير المناخ والصحة في منظمة الصحة العالمية بمدينة بون، من خطورة موجة الحر الشديدة، داعية إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات للحد من "الوفيات غير الضرورية والتي يمكن تفاديها إلى حد كبير".

كما أوضح بيير ماسيلوت، إحصائي في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، لموقع "بوليتيكو" أن الدول التي يُرجح أن تسجل أعلى معدلات الوفيات الزائدة هي إيطاليا وكرواتيا وسلوفينيا ولوكسمبورغ، مشيرًا إلى أن "أسوأ الأيام ستكون الثلاثاء والأربعاء".

Relatedموجة حر غير مسبوقة تجتاح شرق روسيا: حرارة قياسية وحرائق تهدد السكان والمنشآتتهديد لاستقرار كوكب الأرض.. درجات الحرارة ترتفع إلى مستويات غير مسبوقة في آيسلندا وغرينلاندتركيا تكافح حرائق الغابات في ظل موجة حر تجتاح أوروبا

وبحسب تقارير منظمة الصحة العالمية السنوية، تحصد الحرارة في أوروبا أرواح أكثر من 175,000 شخص سنويًا، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد ما لم تتدخل السلطات سريعًا لتطبيق إصلاحات بيئية تخفف من آثار التغير المناخي.

 وأكدت المنظمة يوم الاثنين أن تغير المناخ الناتج عن حرق الوقود الأحفوري سيؤدي إلى زيادة تكرار موجات الحر وحدتها، ما يفاقم الأمراض والوفيات.

وأصدرت توصيات للبقاء آمنين في ظل الحرارة الشديدة، منها شرب كميات كبيرة من الماء، تجنب التعرض لحرارة منتصف النهار، والحفاظ على برودة المنازل، مع إيلاء اهتمام خاص بالفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل كبار السن، الأطفال، العاملين في الهواء الطلق، النساء الحوامل، والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة.

وشددت غونزاليس على ضرورة توخي الحذر بالنسبة لمن يتناولون أدوية مثل مضادات الاكتئاب أو أدوية ضغط الدم، إذ يمكن لهذه الأدوية أن تؤثر على قدرة الجسم على تنظيم درجة الحرارة.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • الأرصاد: الحرارة في بعض دول أوروبا تتجاوز 46 درجة مئوية لأول مرة
  • الحرارة العظمى بلغت 41.. قتلى ومصابون بموجة حر تجتاح أوروبا
  • موجة القيظ في أوروبا تخنق ألمانيا
  • المسند يكشف: 7 أسباب صادمة تجعل موجات الحر قاتلة في أوروبا دون الدول العربية
  • ما الذي نعرفه عن العلاقة بين التغيرات المناخية وموجات الحر؟
  • وفاة شخصين في فرنسا بسبب أمراض مرتبطة بالحر
  • الأمين العام للجنة الوطنية لحقوق الإنسان يدعو لتبني مخرجات إعلان الدوحة حول التغيرات المناخية وحقوق الإنسان
  • موجة حر غير مسبوقة وتحذيرات.. ماذا يحدث في أوروبا؟
  • توقعات بوفاة أكثر من 4,500 شخص خلال اليومين المقبلين في أوروبا بسبب موجة الحر