رمضان عبدالمعز: الإخلاص هو إخفاء الحسنات مثل العيوب
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
قال الشيخ رمضان عبدالمعز الداعية الإسلامي، إن الإخلاص لله هو أن تكتم حسناتك مثلما تكتم سيئاتك، موضحا: "شوف لما واحد يروح يخطب واحدة يتكلم عن كل حسناته، ويخفى كل عيوبه، ويطلع نفسه احسن واحد فى الدنيا، لكن الإخلاص أن تكتم كل حسناتك".
وأضاف الداعية الإسلامي، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على فضائية "dmc"، اليوم الاثنين: "تلاقى واحد طالع عمرة، يقول لأمه لا إله إلاالله، والإخلاص دائما إنك تخبي عملك، مع العلم إن بعض الأمور لا تستطيع أن تخفيها مثلا بتعمل صدقة والناس شافوها، أو بتلقى خطبة جمعة والناس أثنت عليك ومدحتك".
رمضان عبدالمعز: جهود مصر عظيمة في القضية الفلسطينية.. "مش عارف تدعم ادعلهم" رمضان عبدالمعز: القلوب مليئة بالأحزان تجاه أحداث فلسطين
وتابع: "فالثناء والمدح على الأعمال لا يؤثر على الاخلاص، ما دام يحافظ على ان يكون الأمر كله لله، فاخذ الأجر من الله، والثناء من الناس، فتلك عاجل بشرى المؤمن، كما أخبرنا سيدنا النبى محمد صلى الله عليه وسلم".
ثواب العفو عن الناس عند الله
وفي سياق آخر أكد أن سيدنا النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وضع مكافأة كبيرة لمن يعفو، حيث يكون له العز، لافتًا إلى أن سيدنا النبى محمد صلى الله عليه وسلم، اقسم على هذا الثواب لمن يعفو عن الناس.
وأردف: "كفاية انتقام وثار بين الناس، هذا أخوك وهذا زوجك وزوجتك، شوفوا حال المطلقين والمطلقات بيعملوا ايه فى بعض فى المحاكم، وبينهم أطفال، عليهم أن يتركوا الانتقام ويعلموا أن العفو احد اركان سلامة القلب، ولا يملك العفو إلا من قلب سليم".
واستكمل: "لا يوجد مال ينقص من صدقة هكذا اقسم سيدنا النبى، ولا يزيد العفو الإنسان إلا عزا، ولا التواضع إلا رفعه"، مستشهدًا بحديث سيدنا النبى محمد صلى الله عليه وسلم، حين قال: "ما نقص مالٌ من صدقةٍ، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشيخ رمضان عبدالمعز الداعية الإسلامي الشيخ رمضان عبدالمعز رمضان عبدالمعز رمضان عبدالمعز الداعية الإسلامي صدقة رمضان عبدالمعز
إقرأ أيضاً:
الوقاية الدينية والصحية.. حماية المجتمع تبدأ من الداخل
محمد بن علي بن ضعين البادي
في الآونة الأخيرة، شهدنا تصاعدًا ملحوظًا في الأصوات التي تنادي بمنع دخول بعض الجنسيات إلى البلاد، بحجة انتشار أمراض مُعدية في أوطانهم، وهو أمر ظاهرٌ منه الحِرص على الصحة العامة، ويستحق التقدير والمتابعة. ولكن، الخطر الحقيقي لا يكمن في القرارات وحدها، بل في اختزال القضية في البُعد الصحي فقط، وإغفال البُعد الديني والأخلاقي الذي يضمن حماية الإنسان والمجتمع على حد سواء.
المجتمع المسلم لا يدير شؤونه بالخوف أو الإجراءات الصحية وحدها، بل يستند إلى منهج رباني جعل الوقاية قبل العلاج، والسلوك قبل القانون، وتقوى الله قبل كل شيء. فالأمراض مهما كثرت أسماؤها أو تنوعت صورها، لا تنتشر إلا في بيئةٍ خالية من الضوابط الأخلاقية، ومرتعٍ للسلوكيات المنحرفة، وفراغٍ قيَمي.
إن تصنيف النَّاس على أساس جنسيتهم، أو ربط الأمراض بهويات بشرية، لا يعالج جذور المشكلة، بل يخلق وهمًا بالأمان، ويغفل المجتمع عن مسؤولياته الداخلية، ويتساهل فيما هو أخطر وأشد تأثيرًا. فقد انتقل مرض في بيئة تعلن الأمان، وولد خطر من داخل المجتمع نفسه، لا من خارجه.
ويبين لنا هدي النبي صلى الله عليه وسلم المبين في الوقاية من الأوبئة والأمراض، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها." وهذا الحديث يضع مبدًا شرعيًا عظيمًا، قائمًا على منع نقل الوباء، وحفظ الأنفس، وسد أبواب الضرر قبل وقوعه. فلا يجوز شرعًا أن يدخل الإنسان أرضًا يعلم أنها موبوءة، كما لا يحل لمن كان في أرض موبوءة أن ينتقل إلى غيرها، فيكون سببًا في نقل الأذى للآخرين.
وعليه، فإنَّ المسؤولين عن حماية المجتمع مطالبون بمراعاة هذا الأصل النبوي الواضح، خاصة إذا أعلنت دولة ما بشفافية أن لديها أعدادًا هائلة من المصابين بمرض مُعدٍ. فكيف لنا أن نسمح بقدومهم، ونحن نعلم أن الشرع سبقنا بالتحذير، وأوجب حفظ النفس والمجتمع من كل ما يهددهما؟
وفي هذا الوطن المبارك، الذي أنعم الله عليه ببيوت الله العديدة، تتضاعف مسؤوليتنا في توجيه الناس وترسيخ القيم الصحيحة؛ فالمساجد لم تُبنَ للصلاة فقط؛ بل للتعليم والتوجيه، ولتحصين النفوس قبل وقوع الزلل. ومن على المنابر يجب أن يُسمع خطاب صريح وحكيم، يذكّر الناس بخطورة المحرمات، وأن التساهل فيها لا يهدم الفرد فقط، بل يُهدد سلامة المجتمع بأسره. فبالعفة تُحفظ الأجساد، وبالاستقامة تُصان الأبدان، وبالوعي الديني الصادق تُغلق أبواب الفتن والأمراض معًا، ويصبح المجتمع حصينًا بترابط قيمه وسلوكياته.
المطلوب ليس التراخي في الإجراءات الصحية، ولا التهاون في حماية المجتمع؛ بل المطلوب أن يسير الوعي الصحي والوعي الديني جنبًا إلى جنب، دون أن يطغى أحدهما على الآخر؛ فالقرار وحده لا يصنع أمة واعية، والمنع وحده لا يبني حصانة دائمة، أما ترسيخ القيم فهو الضمانة الأبدى.
حماية المجتمع تبدأ من داخله، من تربية الضمير، وإحياء الرقابة الذاتية، وتذكير الناس أن طاعة الله ليست خيارًا ثانويًا، بل هي خط الدفاع الأول عن صحتهم وأخلاقهم وأمنهم المجتمعي. فبالدين تُصان الأجساد، وبالقيم تُحمى الأوطان، ومن أراد وقاية حقة فليبْدأ بإصلاح السلوك قبل التفكير في منع الدخول.