سودانايل:
2025-07-12@13:43:46 GMT

الاتحادي والأمة وبناء علاقات على التناقض

تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT

أن بناء علاقات حوارية بين القوى السياسية خلال الظرف الحرج الذي يمر به السودان مسألة طيبة و مقبولة، باعتبار أن الحوار يعد واحدا من أهم ألية بناء الثقة بين الكيانات السياسية المختلفة، و إذا كانت هناك خلافات جوهرية بين المتحاورين، من الأفضل أن يقدم كل جانب فكرته بشكل متكامل للحوار، حتى يتبين أين المشتركات و أين يكمن الخلاف، و يضا سوف يتبين إذا كان هناك أملا في الوصول لاتفاق مشترك، و لكن دون تقديم أي أجندة محورية للحوار من قبل الطرفين، يصبح اللقاء علاقات عامة، ربما يكون الهدف؛ أن كل جانب يريد أن جس نبض الأخر.

و هنا سيظل الخلاف قائما، و لا يحدث أي جديد في العلاقات. و يخرج بيان اللقاء يعبر عن عموميات لا تؤثر في مجريات الأحداث.
جاء في الخبر (عقدت في القاهرة يوم 19\11\ 2023م مباحثات بين نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل جعفر الميرغني، ونائبة رئيس حزب الأمة القومي مريم الصادق المهدي ناقشت وجهات النظر المتعلقة بالوضع السياسي الراهن وملف الحرب وتداعياتها ودور الحركة السياسية والقوى المدنية في هذه المرحلة) أن اللقاء بين الحزبين التقليدين مسألة مهمة، خاصة أن الحزبين التاريخين يملكان قواعد اجتماعية عريضة في كل مناطق السودان، و اللقاءات بينهما تاريخيا كان لها صدى كبيرا،في الساحة السياسية لأنها كانت تحدث تغييرا في مجريات العمل السياسي و الأحداث في ذلك الوقت. و يصبح السؤال هل الحزبان مايزالان يتمتعان بذات القدرة ذات الأثر الكبير في المجتمع، أم أن التغييرات الديمغرافية و التطور الذي حدث في وسائل الاتصال الاجتماعي و انتشار رقعة التعليم، و التي جعلت الشباب الأكثر أثرا و تأثيرا في مجريات الأحداث قد غيرت تلك المعادلة؟ خاصة أن الحزبين يشهدان حالة من التشظي بين مكوناتهما، حيث هناك العديد من المكونات الاتحادية في الساحة السياسية لا رابط بينهما، و أيضا هناك العديد من المكونات لحزب الأمة في الساحة السياسية و بينهما خلافات جوهرية في التعاطي مع الأحداث و خاصة الحرب الدائرة.
يقول البيان الذي صدر عقب المحادثات (اتفق الطرفان على العمل المشترك لإيقاف الحرب وإنهاء القتال بين أبناء الوطن الواحد. و العمل من أجل تكوين لجنة مشتركة للعمل على إيصال المساعدات الإنسانية والاحتياجات الضرورية للنازحين واللاجئين تداركا للكارثة الإنسانية التي خلفها النزاع. وجدد الحزبان دعمها لمنبر جدة الرامي لوقف القتال وجهود الإتحاد الأفريقي والإيقاد ومبادرة دول الجوار وحثا على ضرورة التنسيق بينهم) أن القضايا التي اتفقا عليها الحزبان تعتبر قضايا عامة لم تسبر غور المشكل،لذلك لن تحدث أي متغيرات في المواقف و في الساحة السياسية، لأنها لا تحمل أي رؤية جديدة. ربما تكون نقطة " العمل من أجل إقاف الحرب" هي التي تحمل المضمون الأعمق في ذلك، إلا إنها تعتبر إشارة فقط دون أن تقدم أي فكرة جديدة؛ تطرح تساؤلات مغايرة عن الموجودة الآن في الساحة السياسية. خاصة أن الاتحادي الديمقراطي الأصل يقف مع الجيش، و هو محكوم بإدارة الصراع التي ينتهجها الجيش، و حزب الأمة يقف في الاتجاه المضاد تماما لذلك، و لم يقدم الطرفان أي رؤية تحرك الساكن من أجل تضيق المسافة بينهما، كما أن الخلافات الدائرة داخل كل حزب بسبب الحرب الدائرة، لا تساعد الحزبين على طرح قضايا تقود لحوار جاد يتناول كل الخلافات بصورة أعمق.
كان المتوقع بعد الثورة أن تلتقى الأحزاب التقليدية باعتبار ها قد مرت بعدد من التجارب التي فشلت أن تؤسس نظاما ديمقراطيا قابلا على الاستمرار و مواجهة التحديات، لكن الأحزاب نفسها كانت و ماتزال تعاني من إشكاليات تنظيمية و فكرية، فكانت حركة الشباب خارج المنظومات الحزبية أكثر فاعلية و تقدما من الأحزاب في شعاراتهم و رؤاهم لمستقبل العمل السياسي، بينما كانت الأحزاب تصب جل أهتمامها على السلطة، و ظهر ذلك جليا عندما عجزت جميعها أن تقدم مشاريعها السياسية لمستقبل الدولة، أو رؤيتها لكيفية أن تحدث عملية التحول الديمقراطي. الأمر الذي يؤكد غياب المفكرين داخل هذه الأحزاب، التي تتعامل في السياسة كما يقول مهدي عامل " بجدل السياسة اليومي" أي تغرق في الأحداث التي تتولد يوميا دون رؤى بالخروج من شرنقة الأزمة، فالذي يغرق في جدل الأحداث اليومي لا يملك رؤى للمستقبل.
أن الحزبين الاتحادي الأصل و حزب الأمة لا يملكان أي تصور يمكن أن يؤدي لوقف الحرب، و يساعد على عملية التحول الديمقراطي. لآن عملية وقف الحرب و التحول الديمقراطي لا تتأسسان بالشعارات، و لا بالجدل حول الوصول للسلطة، لآن جدل السلطة يعني مزيد من التشرزم و الصراع، لأنه مبني على مصالح ضيقة، إذا كانت حزبية أو فردية، و مصالح الوطن و المواطن تؤسس على الأفكار، لآن الأفكار وحدها هي التي تساعد على التغيير، أي أن تضخ أكبر كمية من الأفكار في الساحة السياسية لكي تقود لحوار وطني، مهمة الحوار أن يضعف مسألة الغلو و الشطط و يبني قاعدة للثقة بين الجميع، هو الطريق الوحيد الذي يؤسس لدولة جديدة، هذا العمل يحتاج لتجرد و إرادة، و العمل فيه يجب أن يؤسس على المعرفة و ليس المراوغة. فهل يستطيع الحزبان الخروج من دائرة العلاقات العامة، و يقدمان أفكارا ناضجة لكي تؤسس عملا سياسيا جديدا يؤدي لطريقة تفكير جديدة تقود لمشتركات؟ هذا هو التحدي ليس أما الاتحادي و الأمة و أيضا معهما الأحزاب الأخرى بكل مدارسها الفكرية.. نسأل الله حسن البصيرة.

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی الساحة السیاسیة حزب الأمة

إقرأ أيضاً:

أردوغان: العالم الذي صمت مع سربرنيتسا ويكتفي بمشاهدة الفظائع في فلسطين

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن المجتمع الدولي الذي ظل صامتا تجاه المجزرة التي ارتكبتها القوات الصربية في سربرنيتسا عام 1995 يكتفي الآن بالوقوف متفرجا على الفظائع التي يقترفها الجيش الإسرائيلي في فلسطين.

وأضاف خلال رسالة مصورة في مراسم إحياء الذكرى الثلاثين لمذبحة سربرنيتسا، أنه "رغم قرارات المحاكم الدولية، نرفض أي بيان أو إعلان ينكر مذبحة سربرنيتسا ويمجد مجرمي الحرب، ندين الهجمات والمضايقات التي تستهدف العائدين إلى ديارهم بعد الحرب".

وأكد أنه رغم مرور 30 عامًا على مذبحة سربرنيتسا إلا أن آلام البوسنيين الذين قتلوا بوحشية لا تزال حاضرة في الأذهان.

وأشار إلى أن تنصل المجتمع الدولي من المسؤولية اللازمة لوقف الإبادة الجماعية يُعد تقصيرا لا يمكن تبريره وسيُذكر دومًا بالخزي والعار.

وأوضح أن دعوة تركيا المتكررة لإصلاح الأمم المتحدة، أساسه محاربة عقلية عدم الاكتراث بآلام وأوجاع الشعوب الأخرى.

وأكد أردوغان أن إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 11 يوليو/تموز "يومًا دوليًا لإحياء ذكرى إبادة سربرنيتسا عام 1995"، هو دليل على الإرادة القوية ضد الإبادة الجماعية.

واعتبر الرئيس التركي أنّ ما يرتكبه الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين بقطاع غزة منذ أكثر من 21 شهرا دليل على أن المجتمع الدولي لم يستخلص الدروس اللازمة من مذبحة سربرنيتسا.

وأوضح أن الحكومة الإسرائيلية ستُحاسب عاجلاً أم آجلاً أمام القانون والتاريخ على الإبادة الجماعية التي ارتُكبت بحق ما يقرب من 57 ألف فلسطيني، بمن فيهم أطفال ونساء وشيوخ وشباب.



وتعتبر مجزرة سربرنيتسا الأسوأ في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث لجأ مدنيون بوسنيون من سربرنيتسا في 11  تموز/ يوليو 1995 إلى جنود هولنديين لحمايتهم، بعدما احتلت القوات الصربية بقيادة راتكو ملاديتش المدينة.

غير أن القوات الهولندية التي كانت مشاركة ضمن قوات أممية، أعادت تسليمهم للقوات الصربية لتقترف الأخيرة مجزرة قضى فيها أكثر من 8 آلاف بوسني من الرجال والفتيان.

كما ارتكبت القوات الصربية العديد من المجازر بحق مسلمين إبان حرب البوسنة التي بدأت في 1992 وانتهت في 1995، عقب توقيع اتفاقية "دايتون"، وتسببت بإبادة أكثر من 300 ألف شخص، وفق أرقام الأمم المتحدة.

ودفن الصرب القتلى البوسنيين في مقابر جماعية، وبعد انتهاء الحرب أطلقت البوسنة أعمال البحث عن المفقودين وانتشال جثث القتلى من المقابر الجماعية وتحديد هوياتهم.

مقالات مشابهة

  • أوجلان والكلمة التي أنهت حربا
  • أردوغان: العالم الذي صمت مع سربرنيتسا يكتفي بمشاهدة الفظائع في فلسطين
  • أردوغان: العالم الذي صمت مع سربرنيتسا ويكتفي بمشاهدة الفظائع في فلسطين
  • مسؤولون اسرائليون .. نتنياهو تعمّد إطالة أمد حرب غزة وغلّب مصلحته السياسية والشخصية
  • "تعمّد إطالة حرب غزة".. وسائل إعلام إسرائيلية: مصلحة نتنياهو السياسية تتجاوز توصيات الجيش
  • نص تعديل إجازات الأعياد لموظفي الجهات الحكومية التي تطبق الخدمة المدنية
  • ما الذي يحرك الطلب على المشاريع العقارية التي تحمل توقيع المشاهير؟
  • شباب الجبهة الوطنية يبحث تعزيز المشاركة السياسية وتكثيف الحضور الميداني
  • اليوم حرب وغدا خوف.. ما الذي يعنيه أن تقصف تل أبيب؟
  • الحويج: لابد من مضاعفة الجهود لتعزيز علاقات ليبيا مع الدول الشقيقة والصديقة