جريدة زمان التركية:
2025-07-31@17:21:00 GMT

لماذا تستورد تركيا النفايات الأوروبية؟ 

تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT

لماذا تستورد تركيا النفايات الأوروبية؟ 

(زمان التركية)-نشر موقع إكوال تايمز الأوروبي مقالة هامة عن إعادة تدوير النفايات الأوروبية وتقع تركيا في مركز هذا المقال باعتبارها المستورد الرئيسي للنفايات الأوربية ولكن هل هذا شيء جيد أم أنه يؤدي إلى مزيد من المعضلات البيئية هذا ما تبحثه المقالة والتي كتبتها الكاتبة والصحفية المتخصصة في الشؤون الشرق أوسطية مارجا زامبرانا، وقد جاء في المقال: 

يصف الناشطون والعلماء تصدير القمامة من الاتحاد الأوروبي إلى المشتري الرئيسي لها تركيا بعبارة “استعمار النفايات” فلقد ثبت أن هذه النفايات لها عواقب وخيمة على صحة الإنسان والبيئة، ويصعب إخفاءها لأن رحلتها عبارة عن رحلة ذهاب وعودة، حيث أن تركيا تساهم بنسبة 16 في المائة من التلوث البلاستيكي في شرق البحر الأبيض المتوسط.

، وفي نهاية المطاف تنتهي المواد السامة الناتجة عن هذه النفايات في الأطعمة التي يتم استهلاكها داخل تركيا وخارجها.

وفي حين يمثل البلاستيك الخطر البيئي والصحي الأساسي بين النفايات الأوروبية التي تستقبلها تركيا، فإنه يمثل 4 في المائة فقط – أو 400 ألف طن – من إجمالي 14 مليون طن من النفايات، بينما يتكون الباقي من الخردة المعدنية (13 مليون طن) والورق (400 ألف طن) وتجدر الإشارة إلى أن تركيا تعد أيضًا واحدة من الدول الرائدة في إنتاج البلاستيك في العالم.

ولقد أدى القرب الجغرافي لتركيا من أوروبا وعضويتها المشتركة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) إلى جانب سياساتها البيئية المتراخية إلى جعل البلاد مكانًا لنفايات الاتحاد الأوروبي منذ أن حظرت الصين واردات البلاستيك في عام 2018. وفي عام 2021، صدّرت أوروبا 33 مليون طن من النفايات، ذهب نصفها تقريبًا إلى تركيا، أي ضعف ما كانت عليه قبل الحظر الصيني.

مشكلة ذات أبعاد عالمية

إن البلدان الأكثر تقدما في العالم – بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا واليابان والمملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، جميعها لديها سياسات بيئية صارمة – إلا أنها ترسل نفاياتها إلى الاقتصادات الناشئة مثل تركيا، ماليزيا واندونيسيا وفيتنام، وهكذا أصبح كوكبنا غارقًا في النفايات البلاستيكية، تلك النفايات التي تمثل إحدى أهم العقبات الرئيسية أمام الحد من تغير المناخ.

ولقد تلقت تركيا 122,898 طنًا من النفايات البلاستيكية من المملكة المتحدة، وهو ما يمثل 27 في المائة من صادرات البلاستيك في المملكة المتحدة. وفي الوقت نفسه، تعد تركيا ثاني أكبر مصنع للمواد البلاستيكية في أوروبا (بعد ألمانيا فقط) وسابع أكبر شركة في العالم، حيث تنتج حوالي 10 ملايين طن سنويًا، وفقًا لبيانات عام 2021 الصادرة عن PAGEV المنظمة القطاعية للبلاستيك في تركيا. إلا أن الأبحاث التي أجرتها وكالة التحقيقات البيئية التابعة للمنظمات غير الحكومية في المملكة المتحدة كشفت أن تركيا أنتجت 3.9 مليون طن من النفايات البلاستيكية المحلية في عام 2021 بينما استوردت ما مجموعه 682208 أطنان.

وقد علق جوزدي سيفينتش، مسؤول تطوير في منظمة السلام الأخضر بتركيا، لإيكوال تايمز بقوله “إن حقيقة استمرار تركيا في شراء النفايات البلاستيكية من الاتحاد الأوروبي بينما تنتج الكثير من البلاستيك بنفسها ترجع إلى نمو قطاع إعادة التدوير. ولكن هناك أيضًا مشكلة أخرى هنا، حيث تظهر الأبحاث أن 9% فقط من البلاستيك المنتج حتى الآن يمكن إعادة تدويره” ولذلك فقرابة 90 في المائة المتبقية يكون مقرها في مدافن النفايات غير القانونية على الشواطئ والأنهار والحقول، وبالتالي تنتقل جزيئات البلاستك إلى الخضروات والأطعمة البحرية.

وبينما يرسل الاتحاد الأوروبي أسوأ نفاياته إلى تركيا، دون أي اهتمام بالعوامل البيئية أو ظروف العمل لعمال إعادة التدوير؛ فإن كيفانج إلياجيك، رئيس العلاقات الدولية في DISK اتحاد النقابات العمالية الثورية في تركيا يعلق على الوضع قائلًا: “هذا ما نسميه استعمار النفايات”.

إعادة التدوير الخطيرة وغير المنضبطة

يتم توزيع حاويات النفايات الأوروبية على مصانع إعادة التدوير في جميع أنحاء تركيا بعد وصولها إلى مينائي إسطنبول ومرسين، ويتركز حوالي 2000 منها، أو عُشر مصانع إعادة التدوير المرخصة في البلاد، في مدينة أضنة الجنوبية. وفي تقرير صدر عام 2021 بعنوان “الأمر كما لو أنهم يسمموننا”، دقت منظمة “هيومن رايتس ووتش” (HRW) ناقوس الخطر بشأن آثار النفايات البلاستيكية الأوروبية في تركيا. وقد أوضح التقرير، الذي يضم شهادات وتحاليل كيميائية وتقارير طبية من العاملين في المصانع والسكان القريبين، بالتفصيل كيف يعاني العديد من هؤلاء العمال من الربو وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى.

وكما يوضح إلياجيك فإن النقابات العمالية في تركيا تناضل من أجل ساعات عمل محدودة، ومعايير الصحة والسلامة، والأجور اللائقة نظرا لأن “معظم العاملين في هذا القطاع غير مسجلين ويفتقرون إلى الضمان الاجتماعي”، ووفقاً للاجئين السوريين والأفغان الذين يعملون في مصانع المعالجة، فقد وقعت حوادث خطيرة وحتى حالات وفاة، وقد أوضح كل من تقرير “هيومن رايتس ووتش” وتقرير منظمة السلام الأخضر المنشورين في العام التالي كيف تطلق عملية إعادة التدوير مجموعة من المواد الكيميائية السامة التي يمكن أن تسبب أمراض الغدد الصماء وأمراض الجهاز التنفسي مثل الربو، وكذلك السرطان وحتى الطفرات الجينية. علاوة على ذلك، تنتهي هذه السموم، ومعظمها من الديوكسينات والمعادن الثقيلة والبوليمرات، في الفواكه والخضروات المنتجة في وادي تشوكوروفا، وهو أحد أكثر الوديان خصوبة في العالم، والتي يتم توزيعها بعد ذلك للاستهلاك المحلي والتصدير.

لماذا تستورد تركيا النفايات من الاتحاد الأوروبي؟

لا يعد فرز النفايات جزءًا من عملية جمع النفايات البلدية في تركيا. وبدلاً من ذلك، يتم تنفيذها من قبل جيش مكون من نصف مليون من جامعي النفايات في الشوارع، وهم في أسفل سلم إعادة التدوير التركية، ويأتي جامعو النفايات غالبا من مدن مثل نيده أو هكاري، واليوم يكافح اللاجئون السوريون والأفغان الفارون من الصراع في بلدانهم الأصلية من أجل الحصول على عمل، إنهم باختصار أفقر الفقراء، ويعملون من شروق الشمس إلى غروبها ويبيعون ما يجمعونه إلى مصانع إعادة التدوير مقابل مبلغ زهيد يتراوح بين 0.10 إلى 0.20 يورو للكيلو الواحد، أما أفضل الأرباح تنتهي في جيوب الوسطاء والمعالجين.

وفي تقرير أكاديمي صدر عام 2021، أشار عالم الأحياء سيدات غوندوغدو من جامعة تشوكوروفا إلى أن أسعار النفايات البلاستيكية الأوروبية والمحلية متشابهة (حوالي 0.20 يورو): “إن الزيادة في واردات النفايات البلاستيكية في السنوات الأخيرة تثير الشكوك حول المبلغ الذي تفرضه شركات إعادة التدوير مقابل واردات البلاستيك. ” وفي حديثه لصحيفة إيكوال تايمز، يزعم غوندوغدو أن المصدرين الأوروبيين يقومون بتزييف وثائق التصدير، حيث لا يتم فرز صادرات النفايات في كثير من الأحيان كما هو معلن، ويرى أن هناك ربحا غير معلن -أو بيعا بأقل من السعر المعلن- يتراوح بين 50 و100 يورو للطن، لأن الشركات المصدرة، وتحديدا الأوروبية، ترسل حاويات تحتوي على مواد من المستحيل إعادة تدويرها مقابل ذلك. ونحن نطلق على هذا اسم التجارة غير المشروعة والتوثيق المضلل والتوثيق الاحتيالي”.

ووفقا لغندوغدو، يتم إعادة تدوير 1 في المائة فقط من الإنتاج الوطني للبلاستيك، في حين ينتهي الباقي في البحر، الساحل الجنوبي لتركيا المشهور بمياهه الفيروزية، إلا أنه هو الأكثر تلوثا في البحر الأبيض المتوسط، حيث يحتوي على 3 إلى 4 أضعاف الجسيمات الدقيقة الموجودة في بقية البحر. وكما يشرح إلياجيك من DISK فإن الأزمة الاقتصادية هي سبب آخر يجعل الحكومة تتطلع إلى الاتجاه الآخر: “إن تركيا تبتلع جميع أنواع الأدوية المرة لإنعاش اقتصادها، وذلك يشمل مغازلة الشركات متعددة الجنسيات. يقولون: استثمر هنا، فالعمالة رخيصة، ولا توجد نقابات عمالية، وساعات العمل طويلة، والنتيجة النهائية هي إلقاء القمامة. هكذا تحاول الحكومة تجاوز أزمتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية”.

خطوات صغيرة في الاتجاه الصحيح

وبينما تراكمت القمامة على شواطئ تركيا التي كانت جميلة في الأيام الأخيرة من الصيف، وقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على إعلان النوايا الحسنة العالمي لصفر نفايات في الجمعية العامة للأمم المتحدة لهذا العام في 18 سبتمبر، بهدف تحقيق “حياة أنظف وأكثر اخضرارًا وأكثر ملاءمة للعيش للأجيال القادمة”. ولم تعلق المصادر التي تمت استشارتها في هذا التقرير على هذا الإعلان. وفقًا للمجموعات البيئية، في حين أن أهداف التشريع التركي صحيحة على الورق، إلا أن هناك حاجة إلى قوانين وتنفيذ أكثر تحديدًا.

ولذلك يطالب DISK بروكسل بإدراج مواد تضمن الحقوق الاجتماعية وحقوق العمال في الاتحاد الجمركي واتفاقيات التجارة الحرة، بما يتماشى مع أولويات النقابات العمالية الأوروبية لانضمام تركيا المحتمل إلى الاتحاد.

كما يدعو حزب الخضر التركي إلى الاستثمار بكثافة في إعادة التدوير وإدارة النفايات، وكذلك في التعليم المدني، حيث يفتقر السكان أنفسهم إلى ثقافة احترام البيئة، من جانبها تطالب منظمة السلام الأخضر أنقرة بوقف الواردات والتركيز على إدارة وفرز النفايات البلدية.

وتحت ضغط من دعاة حماية البيئة، وافق البرلمان الأوروبي في أوائل عام 2023 على حظر تصدير النفايات الأوروبية خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وخفض المبيعات داخل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في غضون أربع سنوات، ولذلك فمن الناحية النظرية، يمكن ذلك أن يحرر تركيا من نفايات الاتحاد الأوروبي بحلول النصف الثاني من هذا العقد، ومع ذلك لا يزال دعاة حماية البيئة الأتراك متشككين بشأن تنفيذ التدابير الأوروبية والمحلية فيما يتعلقب النفايات البلاستيكية

Tags: النفايات الأوروبيةتركيا

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: تركيا النفایات البلاستیکیة الاتحاد الأوروبی إعادة التدویر من النفایات فی المائة فی العالم فی ترکیا ملیون طن عام 2021 إلا أن

إقرأ أيضاً:

خمس نقاط غامضة في الاتفاق التجاري بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة

توصل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية إلى اتفاق طال انتظاره يوم الأحد، يقضي بفرض تعريفة جمركية بنسبة 15% على صادرات الاتحاد الأوروبي، مع إعفاء بعض القطاعات. ومع ذلك، لا تزال التفاصيل الرئيسية غير واضحة. اعلان

بعد أسابيع من المفاوضات، توصّل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يوم الأحد 27 تموز/يوليو إلى اتفاق مبدئي بشأن النزاع الجمركي الذي تسبب في انقسام كبير بين الطرفين منذ منتصف آذار/مارس. وبحسب ما أعلنته رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، فإن الاتفاق ينص على فرض تعريفة جمركية موحدة بنسبة 15% على صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة.

وقالت فون دير لاين: "لقد استقرينا على معدل تعريفة جمركية واحد بنسبة 15% للغالبية العظمى من صادرات الاتحاد الأوروبي. وينطبق هذا المعدل على معظم القطاعات، بما في ذلك السيارات وأشباه الموصلات والمستحضرات الصيدلانية"، وأضافت: "هذا المعدل الـ15% هو سقف واضح - لا تجميع، شامل للجميع - لذا فهو يعطي الوضوح الذي يحتاج إليه مواطنونا وشركاتنا بشدة".

ومن بين أهم بنود الاتفاق، أن السيارات التي كانت خاضعة لتعريفة جمركية بنسبة 27.5% خلال الأشهر الماضية، ستُعامل الآن بالتعريفة الموحدة الجديدة البالغة 15%، وهو ما اعتُبر انتصارًا متواضعًا لصالح المصنعين الألمان.

كما أعلنت فون دير لاين أن بعض المنتجات ستُعفى من التعريفة الجمركية، بحيث تُطبق نسبة صفر مقابل صفر على بعض المواد الكيميائية، وبعض الأدوية الجنيسة، ومعدات صناعة أشباه الموصلات، وبعض المنتجات الزراعية. غير أن الإعفاء يستثني صراحة جميع المنتجات المصنّفة "حساسة" مثل لحوم الأبقار، والأرز، والإيثانول، والسكر، والدواجن، وكذلك بعض الموارد الطبيعية والمواد الخام الحيوية.

ورغم الإعلان عن هذا الاتفاق، لا تزال هناك شكوك تحيط بالعديد من تفاصيله، خصوصًا ما يتعلق بالقطاعات المشمولة بنسبة 15%، والضمانات القانونية المرتبطة به، ومدى التزام الطرفين بعمليات الشراء والاستثمار المنصوص عليها.

1. لا يوجد اتفاق ملزم قانونيًا حتى الآن

الاتفاق المُعلن عنه يوم الأحد لا يحمل حتى الآن أي طابع قانوني ملزم للطرفين. فلا يزال الموعد النهائي لإضفاء الطابع الرسمي عليه غير محدد. ومن المنتظر أن يصدر بيان مشترك في موعد أقصاه 1 آب/أغسطس، وهو الموعد الذي حدّده الرئيس الأميركي دونالد ترامب عندما هدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على صادرات الاتحاد الأوروبي.

وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي: "سيكون بيانًا مشتركًا خفيفًا نسبيًا"، مشيرًا إلى أن الاتحاد لا يزال في انتظار صدور أمر تنفيذي من الإدارة الأميركية، من شأنه أن يمنح بعض اليقين القانوني لما تم الاتفاق عليه. وإلى أن يتم ذلك، ستتواصل المفاوضات بشأن الإعفاءات من الرسوم الجمركية البالغة 15%.

وأضاف المسؤول: "نظرًا لأننا نريد أن نتأكد من أن الولايات المتحدة ستنفذ ما اتفقنا عليه بسرعة، فإننا نريد أيضًا أن ننفذ ما اتفقنا عليه بسرعة". كما أشار إلى أن المفوضية تبحث حاليًا في الأساس القانوني الدقيق للاتفاق بالتعاون مع المجلس والبرلمان الأوروبي، موضحًا أن التوصل إلى اتفاق دولي ثنائي بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قد يستغرق وقتًا، ما قد يدفع المفوضية إلى التفكير باستخدام أدوات قانونية أخرى مؤقتة.

Related فون دير لاين تكشف النقاب عن زيادة في ميزانية الاتحاد الأوروبي "الاستراتيجية" بقيمة 2 تريليون يوروترامب يعلن عن التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي وصفه بالأكبر على الإطلاق وعن فرض رسوم بقيمة 15% بروكسل وواشنطن تناقشان الرسوم الجمركية 2. ما هي منتجات الاتحاد الأوروبي المعفاة؟

بموجب الاتفاق، ستُعفى الطائرات الأوروبية من التعريفة الجمركية البالغة 15%، مما يعني أنها ستُرسل إلى الولايات المتحدة من دون أي رسوم إضافية. ويمثل هذا بندًا حاسمًا نظرًا للتشابك العميق في خطوط الإنتاج بين الجانبين في هذا القطاع، مما يجعل من غير الواقعي بالنسبة للولايات المتحدة فرض رسوم تؤدي إلى ارتفاع أسعار طائراتها.

ورغم هذا الإعفاء، سيواصل الاتحاد الأوروبي التفاوض على إدراج إعفاءات إضافية، وعلى رأسها النبيذ والمشروبات الروحية. منذ بداية المفاوضات، عبّرت الصناعات الأوروبية عن خشيتها من تبعات اتفاق من شأنه أن يُلحق بها أضرارًا مباشرة.

وفي هذا السياق، قالت مارزيا فارفاغليون، رئيسة اللجنة الأوروبية لشركات النبيذ، في بيان صدر يوم الأحد: "نعتقد حقًا أن تجارة النبيذ ذات فائدة كبيرة لكل من شركات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على حد سواء، ويجب أن تكون مشمولة في ترتيب التعريفة الجمركية 0 مقابل 0"، وأضافت: "لا يمكن أن يكون النبيذ فقط هو الذي سيُستثنى من الاتفاق. ليس الجانب الأوروبي وحده من يقول ذلك - فنظراؤنا في الولايات المتحدة كانوا أيضًا مدافعين أقوياء عن حماية هذا التبادل الحيوي".

3. الصلب والألومنيوم: نظام الحصص ما زال غير محسوم

رغم الاتفاق الجمركي الجديد، فإن الولايات المتحدة لا تزال تفرض رسومًا جمركية بنسبة 50% على واردات الصلب والألومنيوم الأوروبية. ولن يُرفع هذا الإجراء إلا في حال التوصل إلى اتفاق حول نظام حصص متبادل.

ورغم أن المفوضية الأوروبية تبدي ثقة في قدرتها على التأثير في المحادثات المقبلة، فإن قطاع صناعة الصلب الأوروبي أبدى انزعاجًا يوم الاثنين. وقال أكسل إيجيرت، المدير العام لرابطة الصلب الأوروبية (EUROFER): "إذا تم تأكيد فرض تعريفة صفرية على صادراتنا التقليدية إلى الولايات المتحدة، فإننا سنكون في الاتجاه الصحيح"، لكنه أضاف: "لا يوجد وضوح حتى الآن. وكما هو الحال دائمًا، يكمن الشيطان في التفاصيل".

ويُقابل هذا الغموض التزام مشترك بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بالتصدي لمشكلة الفائض العالمي في القدرات الإنتاجية، التي يُعتقد أن مصدرها الرئيسي هو الصين.

4. الطاقة: التزام الشراء الأوروبي مرتبط بقرارات القطاع الخاص

وفقًا للاتفاق، تعهد الاتحاد الأوروبي بشراء طاقة أميركية بقيمة 750 مليار دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة، بمعدل 250 مليار دولار سنويًا. وتشمل هذه المشتريات الغاز الطبيعي المسال، والنفط، وبعض منتجات الصناعات النووية الأميركية.

وقال أحد المسؤولين الأوروبيين إن هذا الالتزام يأتي في سياق خطة أوسع لتقليص اعتماد الاتحاد الأوروبي على واردات الطاقة الروسية. ومع ذلك، أوضح المسؤول نفسه أن الاتحاد ومؤسساته لن يقوموا بشراء الطاقة مباشرة، بل سيعملون على تيسير عمليات الطلب وتشجيع القطاع الخاص على إبرام العقود المطلوبة.

وأضاف المسؤول: "يمكننا المساعدة في تجميع الطلب وتسهيل بعض الأمور، ويمكننا أن ننظر في الأماكن التي ربما توجد فيها اختناقات في البنية التحتية".

كما تضمن الاتفاق بندًا آخر ينص على التزام الاتحاد الأوروبي بشراء رقائق ذكاء اصطناعي أميركية دقيقة، بنفس القيمة المخصصة للطاقة، أي 750 مليار دولار.

5. الاستثمارات الأوروبية في أميركا ستُترك للقطاع الخاص

ينص الاتفاق كذلك على أن شركات الاتحاد الأوروبي ستقوم باستثمار ما قيمته 600 مليار دولار في السوق الأميركية. ومع ذلك، لن تكون هناك جهة عامة مسؤولة عن تنفيذ هذا الرقم أو مراقبته، على خلاف ما حدث في الاتفاق الذي وُقّع بين اليابان والولايات المتحدة في 22 تموز/يوليو، والذي تضمّن استثمارات على شكل أسهم، وقروض، وضمانات من وكالات حكومية.

وأكدت المفوضية الأوروبية أنها أجرت نقاشات واسعة مع جمعيات الأعمال وممثلي الشركات الخاصة لفهم نواياهم في ما يخص الاستثمارات.

وقال مسؤول آخر في الاتحاد الأوروبي: "لقد قمنا بشكل أساسي بتجميع ما نعرفه عن النوايا الاستثمارية للشركات الخاصة. والطريقة التي سيتم التعبير عن ذلك في البيان المشترك هي أنها نوايا"، مضيفًا: "لذا فهو ليس شيئًا يمكن للاتحاد الأوروبي كسلطة عامة أن يضمنه".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • متوسط العمر المتوقع عند الولادة في تركيا أقل من متوسط الاتحاد الأوروبي
  • ابتكار جهاز جديد يفرز النفايات باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • ماكرون يعلّق على الاتفاق التجاري بين الاتحاد الأوروبي وأميركا
  • أسواق الأسهم الأوروبية تغلق على ارتفاع بعد الاتفاق التجاري مع أمريكا
  • الاتحاد الأوروبي يعلق المساعدات لأوكرانيا بسبب «الفساد»
  • سفير الاتحاد الأوروبي يزور مكتبة الملك فهد الوطنية
  • المفوضية الأوروبية توصي بفرض قيود على الأبحاث الإسرائيلية بسبب الانتهاكات في غزة
  • الاتحاد الأوروبي يخصص 1.1 مليون يورو لمعالجة أزمة المياه في البصرة
  • خمس نقاط غامضة في الاتفاق التجاري بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة
  • بيراميدز يختتم معسكره الأوروبي في تركيا بالفوز على بطل الدوري الإيراني