عائلة فلسطيني اختطفه الاحتلال في غزة تروي قصتها لـعربي21
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
تتكشف لحظة بعد أخرى الجرائم البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي وحكومته المتطرفة بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذين يتعرضون لعدوان بربري بشع منذ نحو 50 يوما على التوالي، بالتزامن مع دخول الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ.
وعملت طائرات الاحتلال خلال العدوان الإسرائيلي، على تدمير كافة مظاهر الحياة في القطاع المحاصر منذ 17 عاما، وارتكاب نحو 1400 مجزرة بحق أبناء الشعب الفلسطيني، ما أدى إلى ارتفاع عدد شهداء لأكثر من 14854 شهيدا؛ بينهم 6150 طفلا وأكثر من 4000 سيدة، والجرحى لأكثر من 36 ألف إصابة بجروح مختلفة، بحسب آخر إحصائية صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة وصلت "عربي21"، إضافة إلى وجود أكثر من 7000 بلاغ عن مفقودين معظمهم من الأطفال.
نزوح واختطاف
ونفذ الاحتلال تدميرا ممنهجا لمنازل المواطنين وكل ما يمتلكون، إضافة إلى استهداف الأطقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف والمساجد والصحفيين والدفاع المدني، في سلوك يتنافى مع كافة القوانين والأعراف الدولية، والذي يرقى لجرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي، في حين، لم يسلم الكثير من النازحين من شمال القطاع نحو جنوبه، من الإعدام الميداني والاعتقال والتنكيل بهم.
واضطرت عائلة "محمد العكة"، التي تقيم في حي الزيتون وسط مدينة غزة، إلى النزوح عقب كثافة القصف الصاروخي وزيادة تساقط قذائف المدفعية الإسرائيلية نحو منازل المواطنين ومدرسة "الفلاح" التابعة لوكالة "الأونروا"، والتي تقع بالقرب من سكنهم.
و"بعد استهداف المدرسة بشكل مباشر وارتكاب الاحتلال مجزرة بشعة بحق النازحين فيها، قررنا التوجه نحو جنوب القطاع على دفعتين، خاصة بعد قصف طائرات الاحتلال الحي الذي نسكن فيه بصواريخ كبيرة وشديدة التفجير والتدمير"، يقول عدي، وهو ابن المختطف محمد رشيد سعيد العكة (42 عاما).
وذكر في حديثه لـ"عربي21"، أنه اصطحب والدته وأخواته الصغار وبدأ بالنزوح عبر طريق صلاح الدين نحو جنوب القطاع، وترك خلفه والده وشقيقه الأصغر.
وأضاف عدي: " تحت القصف والصواريخ، خرج والدي (محمد رشيد سعيد العكة) وأخي الأصغر بعد يومين من أجل الالتحاق بنا، وتمكنا من الوصول إلى شارع صلاح الذي لا يبعد كثيرا عن منزلنا يوم الأربعاء 15 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ومشيا على الأقدام حاولا تجاوز المنطقة التي تتمركز فيها الدبابات برفقة العديد من النازحين، وكان الاحتلال وقتها قد وضع ممرا إجباريا مزودا بكاميرات وأجهزة أخرى".
ونوه عدي، إلى أنه "حين تجاوز والدي هذا الممر، قام جنود الاحتلال باختطافه عند الساعة العاشرة صباحا، وأخي تمكن من المرور دون اعتراض".
وبحسب المعلومات التي وصلت لنجل المختطف من شاب كان قد اعتقل مع والده وأطلق سراحه فيما بعد، قال عدي: "كان هناك 4 معتقلين من بينهم والدي محمد العكة، وحضر جنود من الجيش بعد 4 ساعات من اختطافه وبعد الفحص على حاسوب لديهم، طلبوا منه بخلع ملابسه خلف الساتر الرملي، وقالوا له جهز نفسك، وباقي المختطفين تم إطلاق سراحهم ليلا".
الاتصال مفقود
وتابع: "فقدنا الاتصال بوالدي منذ اختطافه من قبل جيش الاحتلال ولم نعلم عنه أي شيء، حاولنا الاتصال به عبر الجوال لكنه لم يرد، الجوال كان يرن لكن لا أحد يرد"، منوها أنه تواصل مع الصليب الأحمر "وتم تزويدهم بكافة المعلومات الخاصة بوالدي وتاريخ ومكان اختطافه، ونحن على تواصل معهم، ولكن إلى الآن لا توجد أي معلومات عنه".
وناشد الشاب الفلسطيني كافة المؤسسات الدولية؛ الإنسانية والحقوقية، بـ"التدخل العاجل" من أجل معرفة مصير والده، والعمل على الإفراج عنه بأسرع وقت ممكن.
بدوره، أوضح المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة، أن اللجنة قامت بتخصيص رقم هاتف من أجل استقبال البلاغات الخاصة بالبحث عن المفقودين من قطاع غزة.
وذكر في حديثه لـ"عربي21"، أنه "يتم استقبال المكالمات وأخذ كافة البيانات، ومن ثم يتم التباحث مع الجانب الإسرائيلي من أجل الحصول على معلومات، وفي حال تم مشاركة معلومات معنا، يتم تزويد أصحاب البلاغ بها مباشرة".
ونبه المتحدث، أن "الموضوع في الوقت الحالي سيحتاج إلى وقت، والأمر يتعلق أيضا بحسب الحالة والوضع والسبب، وإن كان موجود لدى الطرف الإسرائيلي أم لا، ولكن بالمجمل نحاول التوصل لمعلومات حول المفقودين الذين وصلت بلاغات بشأنهم".
وعن مدى استجابة سلطات الاحتلال لطلبات الصليب الأحمر، قال: "هذا الأمر لا أستطيع أن أعلق عليه، لأن الأمر يتعلق بكل حالة لوحدها، لكن البلاغات التي وصلتنا عن نحو 20 عاملا من غزة، حصلنا على معلومات عنهم وشاركنا هذه المعلومات مع عائلاتهم".
ويشهد القطاع الذي يمتد على مساحة 360 كلم مربع، بطول 41 كلم، وعرض يتراوح بين 6 إلى 12 كلم، ترديا صعبا في مجمل الأوضاع الحياتية؛ وخلال الأيام الماضية من العدوان، واصلت طائرات الاحتلال استهداف مختلف مناطق القطاع عبر تدمير ممنهج لمنازل المواطنين وبشكل متزامن، كما تواصلت الاشتباكات على بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال التي تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح والآليات العسكرية المقتحمة لعدد من المناطق في القطاع.
واستهدفت صواريخ الاحتلال شديدة التدمير، الأطقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف وأطقم ومقرات الدفاع المدني والمساجد والصحفيين والمخابز والأسواق ومخازن المياه ومولدات الكهرباء واللوحات الشمسية الخاصة بتوليد الكهرباء، وتدمير الطرق وشبكات المياه والاتصالات وانقطاع خدمة الإنترنت عن مناطق واسعة في القطاع بالتزامن مع غياب شبه تام للكهرباء.
وفجر السبت 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس" بدء عملية "طوفان الأقصى" العسكرية، بمشاركة فصائل فلسطينية أخرى، ردا على اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى، وبدأت العملية الفلسطينية ضد الاحتلال عبر "ضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال الإسرائيلي الفلسطيني غزة حماس فلسطين حماس غزة الاحتلال الإسرائيلي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من أجل
إقرأ أيضاً:
ممثل حماس في إيران يكشف لـعربي21 واقع العلاقة مع طهران بعد حرب الـ12 يوما (شاهد)
كشف ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس في إيران، خالد القدومي عن تحول نوعي في شكل العلاقة بين المقاومة الفلسطينية وإيران، مؤكدا أنها لم تعد مجرد تعاون سياسي أو دعم إنساني، بل أصبحت "علاقة عضوية" تتعزز يوما بعد يوم، خصوصاً بعد حرب غزة الأخيرة وما تبعها من حرب الـ12 يوما بين طهران والاحتلال الإسرائيلي في حزيران / يونيو الماضي.
وقال القدومي في لقاء خاص مع "عربي21"، إن السنوات الماضية، بكل ما حملته من جراح وعدوان، رسخت قناعة لدى الإيرانيين بأنهم "أصدقاء طبيعيون لفلسطين وللمقاومة"، مضيفاً: "الإيراني اليوم لا يقف فقط معنا، بل يشعر بأنه شريك كامل في المعركة، وهذه نقلة استراتيجية في الوعي الإيراني تجاه القضية الفلسطينية".
حرب غزة.. نقطة تحوّل جديدة
وجاءت هذه التصريحات في سياق تقييم أوسع للتغيرات التي شهدتها المنطقة بعد حرب غزة التي استمرت سنتين وخلفت دمارا واسعا واستقطابا إقليميا ودوليا، فخلال تلك الحرب، لعبت فصائل المقاومة أدوارا عسكرية وسياسية بارزة، بينما برز الدعم الإيراني عبر المستويات المختلفة أهمها المواقف المعلنة ضد الاحتلال.
وأشار القدومي إلى أن هذا الدعم لم يعد ينظر إليه في إيران على أنه موقف تضامني فقط، بل كقضية ترتبط مباشرة بالأمن القومي الإيراني بعد أن نقل الاحتلال الإسرائيلي الحرب، لأول مرة، إلى الداخل الإيراني.
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
حرب الـ12 يوماً.. عندما أصبح الإيراني "شريكا في الدم"
وتوقف القدومي مطولا عند هجوم الاحتلال الإسرائيلي على إيران في حرب حزيران/ يونيو التي استمرت 12 يوماً، وهي الجولة العسكرية التي مثلت أول مواجهة مباشرة بهذا الحجم بين الطرفين منذ عقود.
وقال القدومي "بعد تلك الحرب، لم يعد المواطن الإيراني يشعر بأنه فقط داعم للقضية الفلسطينية، بل بات يعتبر نفسه جزءاً من المعركة نفسها، الدم الذي سقط على الأرض هنا وهناك جمع الشعبين في مواجهة عدو واحد لا يحترم حدوداً ولا سيادة."
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
ووفق القدومي، فإن هذه التجربة غيرت المزاج الشعبي والسياسي داخل إيران، وجعلت فكرة "الشراكة" مع المقاومة أكثر عمقا من أي وقت مضى.
الاحتلال "عدو للجميع".. والمواجهة تجاوزت فلسطين
وأكد ممثل حماس أن الاعتداءات الإسرائيلية لم تعد مقتصرة على الشعب الفلسطيني، بل امتدت إلى دول عربية وإسلامية عدة، وهو ما جعل طهران ترى في هذا السلوك تهديدا إقليميا شاملا.
وقال القدومي:"الإسرائيلي اليوم يضرب في كل مكان: في فلسطين، إيران، العراق، لبنان، سوريا، اليمن، وحتى بلدان بعيدة كالماليزية. هذا العدو لا يعرف حدوداً ولا يلتزم بسيادة أحد، ولذلك أصبح من الواضح أن الأمة كلها أمام عدو مشترك."
العلاقة مع إيران: من الدعم إلى "استراتيجية مشتركة"
وختم القدومي بالتأكيد أن العلاقة بين الجانبين أصبحت تحمل طابعاً استراتيجياً، قائلا:"اليوم علاقتنا مع إيران علاقة ذات أفق استراتيجي، تقوم على شراكة حقيقية من أجل مستقبل مشترك لهذه الأمة في مواجهة المشروع الصهيوني."
وأضاف أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيداً من التنسيق والتكامل، خصوصاً بعد أن رسخت الحروب الأخيرة وجود اصطفاف إقليمي جديد يقوم على محور مقاومة أكثر تماسكا، يرى في مواجهة الاحتلال "قدراً مشتركاً لا خياراً سياسياً فقط".