انسحبت الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في غزة، على جبهة الجنوب التي شهدت هدوءاً تاماً بعد 48 يوماً من العمليات الحربية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي ، إذ لم يُسجل أي خرق على طول الجبهة في ظل التزام جميع الأطراف. واقتنص أهالي البلدات الحدودية في الجنوب فرصة الهدنة للعودة الى قراهم لتفقد منازلهم وأرزاقهم وحقولهم الزراعية بعد تعرّضها للقصف الإسرائيلي، وشهدت مداخل الجنوب أمس، زحمة سير خانقة نتيجة توجّه أهالي القرى الحدودية في الجنوب إلى قراهم.



وكتبت"النهار": تتجه العين الثانية للرصد الى الجبهة الجنوبية في لبنان نظرا الى الربط المحكم للواقع الميداني الذي نشأ فيها منذ الثامن من تشرين الأول الماضي بتطورات حرب غزة. ولذا لم يكن غريبا ان يسود الجبهة الجنوبية هدوء شبه شامل على امتداد الخط الحدودي بحيث شجع السكون الذي استعادته المنطقة الحدودية مجموعات غير قليلة من المواطنين الجنوبيين الذي تركوا بلداتهم وقراهم منذ بدء المواجهات على العودة وتفقد منازلهم وممتلكاتهم .
موشر التهدئة ربطا بتطورات الهدنة الغزاوية أبقى هامشا واسعا من الحذر لدى الأوساط الداخلية الرسمية والسياسية حيال ما يمكن حصوله على الجبهة الجنوبية اذ ان الترقب وحده بدا سيد الموقف في انتظار رصد الأيام القليلة المقبلة التي تعتبر اختبارا مهما لمسار التطورات في ظل هذه الهدنة. فاذا صمدت ونفذت كما تم التوصل اليه من تفاهمات في شأنها فان ذلك قد يشكل عامل تقوية واستدامة للهدوء على جانبي الحدود اللبنانية الإسرائيلية في الجنوب بما يؤكد الارتباط المحكم بين الجبهتين. ولكن الاحتمال السلبي ظل ماثلا أيضا لجهة التحسب لانتكاسات قد تواجه تنفيذ المراحل المتبقية من اتفاق الهدنة الموقتة خصوصا ان مواقف المسؤولين الإسرائيليين من سريان الهدنة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بدت اقرب الى التهويل والتهديد ولم تربط الهدنة بالجبهة الجنوبية .

وأشارت مصادر مطلعة على الوضع الحدودي لـ”البناء” الى أن “الهدوء خيّم على كامل الخط الأزرق في اليوم الأول للهدنة في قطاع غزة، حيث لوحظ أن جيش الاحتلال أوقف قصفه للقرى الحدودية قبل سريان الهدنة بدقائق، ما يؤكد رضوخ الاحتلال الإسرائيلي للهدنة وتهيبه من رد فعل المقاومة إزاء أي اعتداء على لبنان”. وشددت المصادر على أن “حركات المقاومة اللبنانية والفلسطينية في لبنان ملتزمة باتفاق الهدنة ومتعاونة على هذا الإطار لتسهيل تبادل الأسرى وإدخال قوافل المساعدات الإنسانية لسكان غزة، لكن أيّ خرق للهدنة من قبل الاحتلال الإسرائيلي سيدفع المقاومة للرد بحزم”. وعن المسار الذي ستسلكه الجبهة الجنوبية بعد نهاية الهدنة الثلاثاء المقبل، أكدت المصادر أن الأمر سيبقى مرهوناً بمجريات الميدان في غزة، فإذا استأنف جيش الاحتلال عدوانه على غزة، فإن حزب الله سيعود الى إشعال الجبهة بشكل أعنف من قبل ولن يتوقف قبل توقف الحرب على غزة، وكذلك الأمر بالنسبة لبقية الجبهات في اليمن والعراق والجولان.

وكتبت" الشرق الاوسط":خيّم الهدوء الحذِر على البلدات الحدودية في جنوب لبنان، مع بدء سريان اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس»، وأبدى كثيرون من الأهالي خشية من العودة إلى منازلهم، وخصوصاً في البلدات والقرى المتقدمة والأكثر قرباً من الحدود، التي شهدت حرباً حقيقية خلّفت أضراراً في الممتلكات والمزروعات، كما أن نسبة الأضرار تفاوتت أيضاً؛ إذ إن الأضرار الكبرى كانت في بلدات مروحين والضهيرة وعلما الشعب، حيث أتت الحرائق فيها على معظم الثروة الحرجية، إضافة إلى تضرر عدد من المنازل بشكل كامل.
وبينما يبقى قرار العودة النهائية إلى البلدات والمنازل مرتبطاً بما ستؤول إليه الأوضاع في الأيام المقبلة، سمح اليوم الأول للهدنة لعدد من العائلات التي تقيم في مراكز نزوح بمدينة صور بأن تنتقل إلى بلداتها الجنوبية لتفقُّد منازلها لساعات قليلة، ثم تعود؛ وذلك خوفاً من استئناف القصف في أي لحظة، في حين تنتظر عائلات أخرى حتى اليوم الثاني للذهاب إلى الجنوب، على غرار ما فعلت عائلات من منطقة مرجعيون والخيام التي سُجّلت فيها أضرار كبيرة.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الجبهة الجنوبیة

إقرأ أيضاً:

دمشق وواشنطن وباريس: دعم المرحلة الانتقالية في سوريا

باريس (الاتحاد) 

أخبار ذات صلة فرنسا تعتزم عقد مؤتمر دولي لدعم لبنان «التحالف الدولي» يستهدف خلية لـ«داعش» بريف حلب الشرقي

أعلنت سوريا والولايات المتحدة وفرنسا في بيان مشترك، أمس، أنها اتفقت على التعاون في الجهود الرامية إلى ضمان نجاح المرحلة الانتقالية في سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها.
واتفقت الدول الثلاث أيضا على ضرورة ضمان ألا يشكل جيران سوريا تهديداً وألا تشكل سوريا تهديداً لجيرانها.
وأشار البيان إلى دعم الجهود الرامية إلى محاسبة مرتكبي العنف، مؤكداً اتفاق الدول الثلاث على دعم الجهود السياسية للحكومة السورية في المصالحة الوطنية، وخاصة في شمال شرق سوريا والسويداء، إلى جانب تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب.
كما اتفق وزيرا الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو والسوري أسعد الشيباني والمبعوث الأميركي إلى دمشق توم باراك، بحسب البيان، على أن تستضيف باريس «في أقرب وقت ممكن» جولة محادثات بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية «قسد»، لاستكمال تنفيذ بنود اتفاق ثنائي.
ووقع الرئيس الانتقالي أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي في العاشر من مارس اتفاقاً برعاية أميركية، نصّ أبرز بنوده على «دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية».
يأتي ذلك فيما أجرى وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، اجتماعاً في العاصمة الفرنسية باريس مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، برعاية المبعوث الأميركي إلى سوريا، توم باراك، بهدف الحوار والتوصل إلى تفاهمات أمنية بشأن جنوبي سوريا، حسبما أفاد «تلفزيون سوريا» أمس.
وأكد باراك، أنه أجرى مباحثات مع مسؤولين سوريين وإسرائيليين في العاصمة الفرنسية باريس، مشيراً إلى نجاح هذه المحادثات.
وفي تغريدة عبر منصة «إكس»، قال باراك: «اجتمعت مع مسؤولين سوريين ومسؤولين إسرائيليين في باريس»، مضيفاً أن «هدف الاجتماع هو الحوار ووقف التصعيد، وحققنا ذلك بالفعل». 
وأكد المبعوث الأميركي إلى سوريا أن «جميع الأطراف أكدت التزامها بمواصلة هذه الجهود».
وفي حين لم يحدد باراك هوية المسؤولين الذين شاركوا في الاجتماع معه، كشف موقع «أكسيوس» الأميركي أن الاجتماع ضم وزير الخارجية السوري، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، واستمر لأربع ساعات، تحت رعاية المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا.  
ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، إن «هدف الاجتماع هو التوصل إلى تفاهمات أمنية بشأن جنوبي سوريا من أجل الحفاظ على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا، ومنع حدوث أزمة، مثل تلك التي حدثت الأسبوع الماضي».
وقال مسؤول إسرائيلي كبير، إن الحكومة الإسرائيلية تأمل أن يؤدي الاجتماع في فرنسا، إلى جانب قضية الترتيبات الأمنية على الحدود، إلى «مزيد من الاستعداد السوري للمضي قدماً مع إسرائيل في الخطوات الدبلوماسية أيضاً». 

مقالات مشابهة

  • حزب الإصلاح والنهضة: الجبهة الداخلية حائط صد قوي لمحاولات النيل من استقلال القرار الوطني
  • إلى معشوقتي البصرة… يا وردة الجنوب التي دهسها الفاسدون بأحذيتهم
  • نائب بولندي ينتقد موقف بلاده من جريمة الابادة التي ترتكبها “إسرائيل” في غزة
  • تعديل أميركي فرنسي لمهمة اليونيفيل وبرّاك بعتبر مصيرها غير مضمون
  • عاجل | الحرس الثوري الإيراني: مقتل عنصر وإصابة آخر باستهداف إرهابيين قاعدة للحرس الثوري في سردشت الحدودية مع العراق
  • دمشق وواشنطن وباريس: دعم المرحلة الانتقالية في سوريا
  • ماذا بعد بيان دمشق وباريس وواشنطن بشأن سوريا؟
  • توزان القرار الاداري مع قرار الاستثمار ودور اكبر للشركات المساهمه
  • تايلاند وكمبوديا تعلنان حصيلة قتلى الاشتباكات الحدودية بينهما
  • موسى: المساعي مستمرة لتنفيذ الـ 1701