صعوبة أن يفي بايدن بوعوده لأوكرانيا وإسرائيل
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
ترجمة: أحمد شافعي -
منذ اللحظة التي ضمن فيها ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة عام 2020، أوضح جو بايدن أنه ملتزم بالدفاع عن الديمقراطية، في الداخل والخارج، مهما تكن المخاطر. والآن، في العام الأخير من ولايته الأولى، فإن الخطر الحقيقي الذي يواجه الرئيس بايدن هو ما سيحدث في حال عجز الولايات المتحدة عن الوفاء بالالتزامات التي تعهد بها لحليفتين ـ هما إسرائيل وأوكرانيا ـ متورطتين في حربين تخصاهما، ولا تبدو لهما من نهاية في الأفق.
في كلا الصراعين، يحاول بايدن أن يوضح للبلد وللعالم أن التزام أمريكا أكبر من محض الدعم المالي والعسكري، ولكنه يمتد أيضا إلى الثقل الدبلوماسي والسياسي الكامل للولايات المتحدة الكامن وراء الدعم المالي والعسكري. ويبدو أن إرادة بايدن السياسية تتضاءل، حيث قررت الولايات المتحدة عدم استخدام حق النقض ضد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الداعي إلى وقف القتال في غزة، برغم عدم إدانة القرار لحماس بسبب بدئها هذه الحرب.
غير أن بايدن لم يحسن إلى نفسه بالتقليل من هذه المخاطر. ففيما يتعلق بأوكرانيا، كثيرا ما تحدث بقوة لكنه تصرف بتردد، كما فعل في حالة الموافقة على نقل الأسلحة المتقدمة التي تشتد الحاجة إليها، من قبيل طائرات إف-16 والصواريخ بعيدة المدى، فلم يوافق عليها إلا بعد أشهر، مما أهدر وقتا ثمينا.
وفيما يتعلق بإسرائيل، تردد بايدن بالقدر نفسه. ففي البداية أعرب عن دعمه الخالص لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها والرد على هجوم حماس، لتتغير نبرته ويبدأ في الضغط على إسرائيل لحملها على تقديم المزيد والمزيد من التنازلات لغزة الخاضعة لسيطرة حماس.
وتحريا للوضوح نقول إنه إذا لم يتمكن بايدن من الوفاء بهذه الالتزامات، فلن تكون هناك مخاطر مادية فقط على حلفائنا. فهو نفسه قد يواجه مخاطر سياسية حادة أيضا. فمن شأن ما يشيع عنه من ضعف أن يسمح لمنافسه المحتمل في عام 2024، أي الرئيس السابق دونالد ترامب، أن يقول إن الديمقراطيين ضعفاء، انتخبوني، ويمكنني إنهاء كلا الصراعين في يوم واحد.
وليس من قبيل الصدفة أن نقطة التحول بالنسبة لبايدن من حيث استحسان الأمريكيين لأدائه الوظيفي جاءت في صيف عام 2021 مع الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، الذي ـ برغم ضرورته عسكريا وسياسيا ـ تم تنفيذه بطريقة جعلته يعزز التصورات عن تراجع قوة أمريكا واستعدادها للتخلي عن حلفائها.
قبل الانسحاب من أفغانستان، كانت معدلات استحسان أداء بايدن ثابتة عند 50% أو أعلى، ولكن في أكثر من عامين منذ ذلك الحين، لم يتجاوز بايدن مستوى الأربعينيات المنخفض، حيث تبلغ نسبة استحسان أداء الرئيس حاليا 37%. بحسب استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة جالوب. هناك بالطبع أسباب عديدة لانخفاض معدلات استحسان أداء بايدن. فقد تفشى التضخم في كامل رئاسته تقريبا، وهناك تشاؤم مستمر إزاء حالة الاقتصاد، ولم تزل الحدود الجنوبية تشكل أزمة.
ولكن من الخطأ تجاهل تأثير البيئة الجيوسياسية على مكانة بايدن المحلية، وهو تأثير يثير القلق على نحو متزايد.
واقع الأمر هو أنه برغم اعتقاد بايدن أن الولايات المتحدة يجب أن تلعب دورا نشطا في الدفاع عن القيم الليبرالية في كل مكان تتعرض فيه للتهديد، فقد جاءت نتائج سياسات بايدن مختلطة في أحسن الأحوال، واستمرت المعارضة في التنامي، مما زاد من الخطر على وضع بايدن.
وبعبارة أخرى، وسط تنامي الاستياء الداخلي بشأن الأمن الوطني والاقتصاد والهجرة وقضايا أخرى، فضلا عن المخاطر السياسية التي تهدد رئاسة بايدن، يبقى السؤال مفتوحا حول ما إذا كان بايدن سيتمكن من الحفاظ على الالتزامات التي تعهد بها تجاه حلفائنا أم لا؟ لم يعد هذا محض سؤال افتراضي. فلم تزل أكثر من 100 مليار دولار من مساعدات زمن الحرب لأوكرانيا وإسرائيل متوقفة في مجلس النواب، حيث يعارض الجمهوريون زيادة الإنفاق لأوكرانيا مع دخول تلك الحرب عامها الثالث. وهناك أيضا إحباطات متزايدة بشأن وضعنا المالي.
ولا نعرف بعد إن كان بايدن يمتلك رأس المال السياسي للدفع بهذه الحزم من المساعدات، خاصة مع المعارضة العامة الراسخة في اليمين لتمويل أوكرانيا ومطالب اليسار متزايدة القوة بتعليق المساعدات لإسرائيل إذ تقاتل حماس.
وفي السياق نفسه، في حين يميل الأمريكيون إلى دعم إسرائيل أكثر من أوكرانيا بسبب العلاقات التاريخية بين إسرائيل والولايات المتحدة، فهناك فرصة كبيرة جدا لأن يتبدد الدعم الشعبي لكلتا الحربين مع طول أمد الحملة الإسرائيلية ضد حماس.
ومن المفارقات أن الشيء الوحيد الذي يوحد الجناح اليميني في الحزب الجمهوري والجناح اليساري في الحزب الديمقراطي هو المعارضة الشديدة لالتزام بايدن بمساعدة أوكرانيا وإسرائيل في خوض حربين لم ترغب أي من الدولتين في خوضهما ولكنهما خاضتاها مرغمتين.
علاوة على ذلك، فإن معارضة «الحزبين» للمساعدة المقترحة من بايدن لأوكرانيا وإسرائيل هي على وجه التحديد التي تهدد بتقويض الإدارة في أسوأ وقت ممكن: أي قبيل انتخابات عام 2024.
في غضون أقل من عام واحد، من المرجح أن يجد بايدن نفسه في مواجهة دونالد ترامب، الذي روَّج بقدر من النجاح فكرة أن العالم كان أكثر أمانا في ظل وجوده في المكتب البيضاوي، وهي حجة لم يزل الأمريكيون يجدونها مقنعة في ضوء حالة العالم اليوم.
تحقيقا لهذه الغاية، يقول 53% من الناخبين المسجلين إنهم يثقون في قدرة ترامب على القيام بعمل أفضل فيما يتعلق بالأمن الوطني، مقارنة بـ 41% فقط يقولون إنهم أكثر ثقة في بايدن، وفقا لاستطلاع نيويورك تايمز/سيينا.
ومع ذلك، فإن الأكثر خطورة على بايدن هو الانقسامات المتزايدة داخل حزبه نفسه، بين اليسار التقدمي والديمقراطيين الأكثر اعتدالا بشأن دعم إسرائيل. ويزداد نقص دعم إسرائيل حدة بصفة خاصة في أوساط الشباب وفي بعض المنظمات التقدمية الأمريكية الإفريقية. فقد روجت إحدى النائبات التقدميات، وهي النائبة رشيدة طليب (الديمقراطية عن ولاية ميشيجن)، للغة التي تستخدمها حماس بانتظام.
وبينما واجهت تلك النائبة التدقيق المناسب من الديمقراطيين المعتدلين، ومنهم الأعضاء الاثنان والعشرون الذين صوتوا لتوجيه اللوم إليها، فمن المثير للقلق بالنسبة لمستقبل الحزب الديمقراطي بأكمله أن البعض في الجناح الأعلى صوتا في الحزب لم يدينوا حماس إدانة لا لبس فيها، وهي المنظمة التي أدرجتها وزارة الخارجية في قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.
في النهاية، العالم كما يراه بايدن هو عالم عالق في معركة بين قوى الديمقراطية والمستبدين الداعين والعازمين على مراجعة وتمزيق النظام العالمي الليبرالي الذي تقوده الولايات المتحدة. ولقد بات إرث بايدن السياسي مرتبطا بشكل لا ينفصم بدور أمريكا باعتبارها ترسانة للديمقراطية.
ومع ذلك، فإن طول فترة العجز عن تمرير أي حزم تمويلية في الكونجرس ينطوي على خطر كبير يتمثل في دعم هجمات الجمهوريين بقولهم إن بايدن رئيس ضعيف وغير فعّال، ويجب أن يحل ترامب الأقوى محله. فقد يؤدي هذا حقا إلى تحطيم آمال بايدن في إعادة انتخابه.
لو أن بايدن يرجو اجتناب مصير جيمي كارتر، الذي نجمت هزيمته الساحقة في عام 1980 إلى حد كبير عن التحديات الاقتصادية والجيوسياسية المشابهة للتي تواجه بايدن، فيجب عليه أن يجد طريقة لضمان وفاء الولايات المتحدة بالتزاماتها التي قطعناها على أنفسنا لحلفائنا، وللعالم.
دوجلاس إي شوين هو مستشار سياسي عمل مع الرئيس كلينتن ومع حملة مايكل بلومبرج الرئاسية لعام 2020. كتابه الجديد هو «نهاية الديمقراطية؟ روسيا والصين في صعود وأمريكا في تراجع».
شاول مانجيل هو أحد كبار الاستراتيجيين في شركة شوين كوبرمان للأبحاث.
عن ذي هيل
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
بين مطالب حماس وإسرائيل وأبرز العقبات.. إليكم ما نعرفه عن مقترح وقف إطلاق النار بغزة
(CNN)-- قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب إنه "متفائل" بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة الأسبوع المقبل، بعد أن أعلنت حماس أنها "قدمت ردا إيجابيا" على مقترح هدنة لمدة 60 يوما مع إسرائيل.
وقال ترامب، الجمعة: "علينا أن ننتهي من هذا الأمر. علينا أن نفعل شيئا لغزة".
ولطالما كانت لدى إسرائيل وحماس مطالب متضاربة ولم يتمكن المفاوضون من تسويتها، ولكن مع موافقة كليهما الآن على المقترح المعدّل، يبدو الاتفاق في متناول اليد لأول مرة منذ شهور.
واكتسبت الجهود المتجددة دفعة في أعقاب هدنة بين إيران وإسرائيل، لكنها تعكس أيضًا الضغط الأمريكي وتحولًا في أهداف الحرب الإسرائيلية. إليك ما يجب معرفته.
لماذا الآن؟
منذ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران في 24 يونيو/حزيران الماضي، ضاعف الوسيطان قطر ومصر - بالإضافة إلى الولايات المتحدة - دعواتهم لهدنة جديدة في غزة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية لشبكة CNN، إن الاتفاق الإسرائيلي- الإيراني قد خلق "زخما" للمحادثات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.
وواجهت حكومة نتنياهو انتقادات دولية متزايدة بسبب المعاناة التي تسببها حربها للفلسطينيين في غزة.
وفرضت إسرائيل حصارا شاملا على إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع في مارس/آذار الماضي. وخففت الحصار نسبيا في مايو/أيار الماضي، بعد أن حذرت مجموعة خبراء عالميين من احتمال تعرض مئات الآلاف من الناس للمجاعة قريبا.
وقُتل مئات الفلسطينيين في غزة نتيجة الغارات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة. وشاب العنف عملية توزيع المساعدات، حيث قُتل المئات وهم في طريقهم للحصول على الغذاء من مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، وهي مبادرة مساعدات مثيرة للجدل مدعومة من الولايات المتحدة، والتي بدأت عملها في نهاية مايو.
كما يتزايد الضغط على نتنياهو من داخل إسرائيل.
وتدعم شخصيات من أقصى اليمين حكومته، حيث تسعى إلى تصعيد القتال في غزة، لكن زعيم المعارضة يائير لابيد قال، الأربعاء، إنه سينضم إلى الحكومة الائتلافية لإتاحة إمكانية التوصل إلى صفقة بشأن الرهائن. وقد أظهرت استطلاعات الرأي مرارا أن غالبية الشعب الإسرائيلي تُريد صفقة لإعادة الرهائن إلى ديارهم، حتى لو كان ذلك يعني إنهاء الحرب.
ما هي مطالب إسرائيل؟
بالإضافة إلى هدف إعادة الرهائن إلى الوطن، لم يتراجع نتنياهو عن أهدافه الأكثر تطرفا: نزع سلاح غزة وتدمير القدرات العسكرية لحماس وقدرتها على الحكم.
ولكن في نهاية الأسبوع الماضي، غير رئيس الوزراء الإسرائيلي خطابه في تحديد أهداف إسرائيل - حيث أعطى لأول مرة الأولوية لإعادة الرهائن على ما أسماه من قبل "الهدف الأسمى" المتمثل في هزيمة حماس.
وقال نتنياهو إن "العديد من الفرص قد فُتحت" في أعقاب العمليات العسكرية الإسرائيلية في إيران، بما في ذلك إمكانية إعادة جميع من لا يزالون محتجزين لدى حماس. وقال: "أولًا، إنقاذ الرهائن". "بالطبع، سنحتاج أيضًا إلى حل قضية غزة، وهزيمة حماس، لكنني أعتقد أننا سنحقق كلتا المهمتين".
وقد لاقت هذه التعليقات ترحيبًا من عائلات الرهائن المحتجزين في غزة، الذين انتقدوه لعدم تحديده بوضوح إطلاق سراح أحبائهم كهدف رئيسي لإسرائيل. لم يتم إنقاذ سوى عدد قليل من الرهائن في العمليات العسكرية بدلا من إطلاق سراحهم بموجب هدنات.
وأوصى الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع باتباع مسار دبلوماسي في غزة بعد قرابة عامين من القتال والقضاء على عدد كبير من كبار قادة حماس.
وقال مسؤول عسكري لشبكة CNN، الثلاثاء، إن إسرائيل لم تحقق جميع أهدافها في الحرب بالكامل، ولكن مع تراجع قوات حماس واختبائها، أصبح من الصعب استهداف ما تبقى من الجماعة المسلحة بفعالية. وقال المسؤول: "أصبح تحقيق الأهداف التكتيكية أصعب الآن".
ماذا عن حماس؟
أعلنت حماس، الجمعة، أنها "قدّمت ردا إيجابيا للوسطاء، وأن الحركة مستعدة تماما للدخول على الفور في جولة مفاوضات بشأن آلية تنفيذ هذا الإطار".
ولدى الحركة المسلحة ثلاثة مطالب رئيسية: وقف دائم للقتال، وأن تتولى الأمم المتحدة تقديم المساعدات الإنسانية، وأن تنسحب إسرائيل إلى المواقع التي احتلتها في 2 مارس/آذار من هذا العام، قبل أن تجدد هجومها وتحتل الجزء الشمالي من القطاع.
وقال مسؤول كبير في حماس لشبكة CNN في أواخر مايو الماضي، إن الحركة "مستعدة لإعادة الرهائن في يوم واحد - نريد فقط ضمانًا بعدم عودة الحرب بعد ذلك".
ويُمثل الرهائن ورقة الضغط الرئيسية لدى حماس في المفاوضات، وقد رفضت الحركة الموافقة على إطلاق سراحهم دون مسار لإنهاء الصراع.
وردا على اقتراح وقف إطلاق النار الذي دعمته إدارة ترامب سابقًا في مايو، طلبت حماس ضمانات أمريكية باستمرار مفاوضات وقف إطلاق النار الدائم وعدم استئناف القتال بعد فترة التوقف التي تستمر 60 يوما.
ويُمثل وقف إطلاق النار إن كان مؤقتا أم كمسار لهدنة دائمة أكبر نقطة خلاف بين الطرفين المتحاربين.
وفي حين أن إسرائيل تريد القضاء على حماس في أعقاب هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، إلا أن الحركة لم تبد استعدادا يُذكر للتخلي عن نفوذها السياسي والعسكري في غزة.
وأدلى مسؤولون في الحركة بتصريحات متناقضة حول دور حماس في غزة بعد الحرب. وقال المتحدث باسم الحركة، حازم قاسم، إن الحركة ليست "متشبثة بالسلطة" وليست بحاجة للمشاركة في ترتيبات "المرحلة المقبلة".
ما مضمون الصفقة المقترحة؟
في حين لم تُنشر تفاصيلها الدقيقة بعد، من الواضح أن الخطة المعدلة تمثل محاولة لتجاوز بعض الخلافات بين إسرائيل وحماس.
وقال مصدر مطلع على المفاوضات إن الجدول الزمني للمقترح الأخير يدعو إلى إطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين أحياء و18 رهينة متوفين على مدار فترة الستين يومًا كاملة.
ومن بين الرهائن الخمسين الذين لا يزالون في غزة، يُعتقد أن 20 منهم على الأقل على قيد الحياة، بحسب الحكومة الإسرائيلية.
وعلى غرار اتفاقات وقف إطلاق النار السابقة، ستطلق حماس سراح ثمانية رهائن أحياء في اليوم الأول من الهدنة. في المقابل، ستفرج إسرائيل عن عدد غير محدد من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، وتسحب قواتها من مواقع متفق عليها مسبقًا في شمال غزة.
وأضاف المصدر أن إسرائيل وحماس ستدخلان فورًا في مفاوضات لوقف إطلاق نار دائم بمجرد دخول الهدنة الأولية حيز التنفيذ.
وبموجب الاتفاق، سيتم إطلاق سراح الرهائن دون مراسم أو احتفالات بناءً على طلب إسرائيل - على عكس الهدنة الأخيرة، عندما نظمت حماس فعاليات دعائية عامة حول نقل الرهائن مما أثار الغضب في إسرائيل.
وستبدأ المساعدات الإنسانية بالتدفق إلى غزة فورًا مع بدء وقف إطلاق النار، بما في ذلك من الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الأخرى، على غرار وقف إطلاق النار السابق الذي بدأ في 19 يناير/كانون الثاني.
وهذا يجعل مصير مؤسسة الإغاثة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة ودورها في غزة غير واضح.
وقال مسؤول إسرائيلي لشبكة CNN إن الولايات المتحدة والوسطاء قدموا ضمانات أقوى بشأن التوصل إلى تسوية لإنهاء الحرب في غزة في إطار المقترح المحدث، وهو أمر من شأنه من حيث المبدأ أن يعالج أحد أهم مخاوف حماس. ولم يكشف المسؤول عن الصياغة المحددة للوثيقة، لكنه قال إن صياغتها أقوى من الضمانات السابقة.
وعلى الرغم من قبول كلا الجانبين للمقترح، إلا أنه يجب إجراء المزيد من المحادثات قبل بدء وقف إطلاق النار.
في هذه المحادثات غير المباشرة، التي يُرجح أن تُعقد في الدوحة أو القاهرة، يتنقل المفاوضون ذهابًا وإيابًا بين الجانبين لصياغة التفاصيل النهائية للاتفاق.
ووفقًا للمصدر، ستكون إحدى القضايا الرئيسية التي يجب حلها خلال محادثات غير مباشرة هي الجدول الزمني وموقع انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة خلال وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما.
متى كانت عمليات وقف إطلاق النار السابقة؟
خلال 21 شهرًا من الحرب بين إسرائيل وحماس، لم يستمر وقف إطلاق النار سوى تسعة أسابيع فقط.
قُتل أكثر من 57 ألف شخص، من بينهم أكثر من 17 ألف طفل، في غزة خلال القتال، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.
ودخل وقف إطلاق النار الأول حيز التنفيذ في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، لكنه لم يستمر سوى أسبوع واحد. في ذلك الوقت، أُطلق سراح 105 رهائن من غزة، مقابل إطلاق سراح عشرات السجناء الفلسطينيين.
ولم يُبرم اتفاق الهدنة الثاني إلا في يناير/كانون الثاني 2025، قبيل عودة ترامب إلى البيت الأبيض. وفي غضون ثمانية أسابيع فقط - وهي المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار - أفرجت حماس عن 33 رهينة، في حين أطلقت إسرائيل سراح حوالي 50 سجينا فلسطينيا مقابل كل إسرائيلي تم الإفراج عنه.
وفي إطار المرحلة الثانية المخطط لها، كان من المفترض أن توافق إسرائيل على وقف دائم لإطلاق النار. لكن إسرائيل استأنفت هجومها في 18 مارس/آذار، مُحطمةً بذلك وقف إطلاق النار وعرقلت المحادثات، زاعمة أنها فعلت ذلك للضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن المتبقين.