الأسيرات المحررات لـ«الوطن»: «الحمد لله على الحرية.. لن نستسلم وسنقاوم لآخر نَفَس»
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
سيطرت فرحة عارمة على أرجاء الأراضى الفلسطينية بعد الإفراج عن ٣٩ أسيراً قضوا سنوات فى سجون الاحتلال عقب نجاح مصر فى التوصل إلى تهدئة، وإبرام صفقة لتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، حيث استقبل الأهالى الأسرى المحررين بالزغاريد والهتافات، ومن بينهم المحررتان حنان البرغوثى وروضة أبوعجمية.
روضة أبوعجمية: سندافع عن أرضنا«حنان»، البالغة من العمر ٥٩ عاماً، أكدت، لـ«الوطن»، أن قوات الاحتلال اعتقلتها منذ ٣ أشهر من بلدة كوبر بـ«رام الله» بسبب مناداتها المستمرة بتحرير أولادها الأربعة «عناد، عبدالله، عمر، وإسلام»، وتم اعتقالها وتحويلها للاعتقال الإدارى لمدة ٤ أشهر، مشيرة إلى أنها لن تتخلى عن المطالبة بالإفراج عن أولادها، قائلة: «أنا أم الأبطال وأخت الأبطال وراح أطالب بالإفراج عنهم».
وتابعت: «الحمد لله على الحرية، لكن نفسى تكمل ها الحرية بالإفراج عن باقى عيلتى وأولادى»، مؤكدة أنها وجميع الأسيرات تعرضن للإهانات وعدم تناول الأكل، وأضافت: «كنا ١١ أسيرة فى غرفة لا تسع ٥ أشخاص، ومنعوا عنا الأكل والزيارات، وكنا عايشين على الأكل اللى اشتريناه فى الكانتين لكن ما كان بيكفينا، كنا بنام على الأرض ونتقاسم الملابس، ومنذ 7 أكتوبر الماضى لم تسمح قوات الاحتلال لنا بالخروج أو الزيارات، كانوا بيسمحوا بـ١٠ دقايق فقط لدخول الحمامات اللى كانت قذرة وبنقف عليها بالطوابير».
حنان البرغوثى: كنا 11 أسيرة ننام على الأرض بغرفة صغيرة.. ومنعوا عنا الأكل والزياراتووصفت «البرغوثى» ما رأته فى سجون الاحتلال بالقول إنها حرية مخلوطة بالألم «حرية صعبة علشان تركت وراى أسيرات قُصر يعذبن داخل السجون، كان فيه بنت معايا طلبت تروح للدكتورة علشان تعبانة، وجت ليها الدكتورة وصرخت فيها وتقول لها انتى ما فيك إشى، انتى مو تعبانة، كل الأسيرات يتعرضن للاضطهاد والقهر داخل السجون». وأكدت فرحتها بالإفراج عن شقيقها نائل البرغوثى بعد ٤٣ عاماً من الاعتقال، وأضافت: «عيلتى كلها مقاومة، واستخدموا معنا سياسة العقاب الجماعى، بس فرحانة بخروج نائل، وفرحتى هتكمل بخروج كل الأسرى من سجون الاحتلال، وقتها راح نحس بالحرية الكاملة، ونتمنى أن تتحرر فلسطين بأكملها، وتحية إلى أهالى غزة المرابطين الصامدين الصابرين فى وجه الاحتلال الغاشم».
وفى مدينة بيت لحم بالضفة الغربية، استقبلت أسرة روضة أبوعجمية، 47 عاماً، الأسيرة المحررة بهتاف: «الحرية للأسرى»، مؤكدة أنها تعرضت لظروف قاسية داخل سجون الاحتلال، وقالت: «كلنا تعرضنا لظروف صعبة، لا نوم ولا أكل ولا معاملة طيبة، ما كنا ننتظر معاملة آدمية من الصهاينة، لكنهم دائماً بيتغنوا بحقوق الإنسان وهمّا بيعاملوا الإنسان بلا إنسانية». وأضافت أنها كانت تتعرض للتضييق فى سجون الاحتلال وحُرمت من مقابلة أهلها، وتابعت: «حرمونا من كل شىء، لكن الحمد لله على الحرية، وعزلونا بشكل كامل عن العالم من ٧ أكتوبر الماضى، ٤٨ يوماً فى عذاب؛ لا كهرباء ولا مياه ولا أكل ولا إشى»، مؤكدة أنها تتمنى أن تعود الحرية لكل الأسيرات والأسرى، وقالت: «راح نضل نقاوم، ما راح نستسلم لآخر نَفَس، راح ندافع عن أرضنا حتى لو كان الثمن حياتنا».
أماني حشيم: مش مصدقة إني هشوف أطفاليووصفت المحررة أمانى حشيم شعور الحرية بعد 7 سنوات فى سجون الاحتلال بقولها: «كنت باحضن أطفالى من سنوات لكن دلوقتى ما عرفت عنهم شىء، الاحتلال سرق عمرنا، حاسة حالى باحلم إنى أشوف ولادى تانى، كنت أتمناها ومش قادرة أترجم الشعور اللى حاساه، ما شُفت ولادى ولا لمستهم ولا إشى صار طولهم، كبروا بسرعة، الاحتلال سرق منا لحظات حلوة، ومن ٧ أكتوبر حسينا بالأمل رغم سحبهم كل الأجهزة الكهربائية وعزلنا، وأحلى جملة سمعتها لما جت قوات القمع وقالوا لى أمانى يلا على البيت، وقتها بكيت وسجدت شكراً لله».
فاطمة شاهين: فرحتنا منقوصة علشان ما زال لدينا أسيرات«الحمد لله راح أحضن بنتى، عندها ٥ سنوات، وعاشت مع أهلى طول مدة الاعتقال»، بهذه الكلمات عبرت الأسيرة فاطمة شاهين، 33 عاماً، مؤكدة أنه تم اعتقالها فى منتصف أبريل الماضى عند منطقة فاصلة بين مدينتى بيت لحم والخليل، ووجهت لها تهمة محاولة اختراق حاجز والقتل العمد.
وقالت «فاطمة» إنها وكل الأسيرات تعرضن لمعاملة سيئة من قبَل الصهاينة، وأضافت: «منذ ٧ أكتوبر الماضى عزلونا عن العالم، وكمان أصابونى خلال اعتقالى ومنعوا عنى الأدوية والعلاج فى السجن، كنت محتاجة أتعالج بعد ما اتصبت لكن منعونى، وفرحتنا منقوصة علشان لسه فيه أسيرات فى سجون الاحتلال، ونفسى كل الأسرى يعودوا لبيوتهم، إحنا ما راح نفرح بخروجنا إلا وهمّا فى وسطنا».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: هدنة التهدئة الأسيرات حماس فى سجون الاحتلال بالإفراج عن الحمد لله
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: بعض الناس يريدون أن يجعلوا كلام الله محلا للمناقشة بدعوى الحرية
قال الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن بعض الناس يريدون أن يجعلوا كلام الله محلًا للمناقشة والآراء والأفكار بدعوى الحرية مرة، وبدعوى نزع القداسة مرة أخرى، وبدعوى المكافأة - يعني أنهم كفء لهذا - مرة ثالثة.
وأشار إلى أن كل ذلك يخرج عن المنهج العلمي إلى المنهج الغوغائي؛ فأنت لا تملك القدرة على الفهم باللغة، ولا تمتلك أصول الفهم وأسس المعرفة.
وتابع: تأتي بأفكار أشبه بسمادير السكارى؛ فالسكران عندما يدخل في السكر يرى خيالات تصل إلى الفيل الوردي.
ما هو الفيل الوردي؟
وأوضح أن السكران يرى أن هناك فيلًا لونه وردي يهجم عليه من الحائط، وذلك لأن عينيه قد احمرتا من السكر.
تعريف سمادير السكارى
فأطلق العرب على هذا "سمادير السكارى"، أي الهذيان الذي يتخيله السكران. فإذا كان الإنسان فاقدًا لأدواته، غير قادر على إدراك المنهج السليم للفهم الصحيح، وفاقدًا لأسس الفهم، ثم أراد بعد ذلك أن يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، "ثَانِيَ عِطْفِهِ"؛ فهذه الحالة التي هو فيها هي من سمادير السكارى.
ابتعد عن الغلوقال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه إذا كنت تريد أن تمتثل لأمر الله ورسوله وأن تكون رحيمًا؟ ابتعد عن الغلو، فكلما سمعت هذه الكلمة تذكَّر أن النبي ﷺ قد نهاك عنها. يسِّر ولا تعسِّر، وكن كالوردة في مجتمعك وبين ناسك.
واستشهد جمعة، فى منشور له بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي ﷺ قال : « إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا ، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَىْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ » [البخاري].
فعليك الابتعاد عن كل ما فيه غلو وتشدد وتعصّب، فهذا أمر قبيح وسيء، ولا يمكن أن يكون من الرحمة؛ فإن الرحمة تكمن في التيسير.
قال رسول الله ﷺ: «إنَّ اللهَ فرضَ فرائضَ فلا تُضيِّعوها، وحَدَّ حدودًا فلا تعتَدوها، وحرَّمَ أشياءَ فلا تنتهِكوها، وسكَت عَن أشياءَ رحمةً بكم غيرَ نسيانٍ فلا تَبحثوا عَنها». اليُسر مطلوب، فقلل من الأسئلة، ومن التفتيش، ومن البحث، ومن التشديد على نفسك.
يقول سيدنا رسول الله ﷺ: « إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ ، وَلاَ تُبَغِّضْ إِلَى نَفْسِكَ عِبَادَةَ اللَّهِ » [السنن الكبرى للبيهقي]. وهذا ما رأيناه فيمن يشدد على نفسه حتى يمل العبادة، فيترك الدين لأنه ثقل عليه. فقد قال النبي ﷺ: « فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا».
فاجعل العبادة سهلة وميسرة، ولا تكن كالمنبت الذي «لاَ أَرْضًا قَطَعَ، وَلاَ ظَهْرًا أَبْقَى»؛ أي: ذلك الذي يسير بجمله في الصحراء دون راحة له أو لجمله، فيموت الجمل، ويظل عالقًا لا يستطيع الانتقال. فلا تفعل ذلك مع نفسك، فإن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق.
قالت السيدة عَائِشَةُ –رضى الله عنها- : "صَنَعَ النَّبِىُّ -ﷺ- شَيْئًا فَرَخَّصَ فِيهِ فَتَنَزَّهَ عَنْهُ قَوْمٌ" - أي: بعض الناس امتنعوا عن فعل ما فعله النبي ﷺ -، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِىَّ ﷺ، فَخَطَبَ فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ قَالَ : « مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَتَنَزَّهُونَ عَنِ الشَّىْءِ أَصْنَعُهُ؟ فَوَاللَّهِ إِنِّى لأَعْلَمُهُمْ بِاللَّهِ وَأَشَدُّهُمْ لَهُ خَشْيَةً» [البخاري].
إذًا فلا بد عليك من التيسر؛ فإن الله تعالى قال: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}.