اليمن وغزة.. جبهة ومواقف ومسيرات مؤيدة للحق الفلسطيني
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
منذ اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى واليمن في صدارة البلدان العربية اسنادًا لها وانتصارًا للقضية الفلسطينية ولغزة الجريحة، فكانت وما زالت صواريخ ومسيّرات وتظاهرات امتدت إلى حملة مقاطعة وتبرعات. إلا أن المجتمع المدني هناك ممثلًا في الأحزاب والنقابات والمنظمات الحقوقية وغيرها رأوا أن يكون لهم دور مواز؛ فكان لقائهم الأول تحت عنوان: ماذا نستطيع عمله من أجل فلسطين؟
في تقييمه للموقف اليمنيّ إزاء نصرة غزة قال الناشط الحقوقي والكاتب أحمد ناجي النبهاني لـ«القدس العربي»: «قضية فلسطين هي القضية التي تجمع كل اليمنيين في السلطة والمعارضة.
وأضاف: لا أحب الحديث عن مساهمة طرف من الأطراف هنا أو هناك، كل اليمنيين اليوم يقفون مع فلسطين وبنفس المستوى والجدية. أنا الذي يهمني أن الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه متفاعل مع القضية الفلسطينية، ويكاد أن يكون الشعب الأكثر اهتمامًا بالقضية الفلسطينية بين شعوب الأرض».
ولمناقشة كيفية تعزيز دور الأحزاب والنقابات ومنظمات المجتمع المدني في اليمن في هذا الاتجاه نصرةً لغزة نظّمَ الحزب الاشتراكي اليمني بمقره بصنعاء، الخميس، لقاءً ضم عددًا من السياسيين والناشطين في المجتمع المدني للإجابة على سؤال اليمن: ماذا يمكن للمجتمع المدني أن ينجزه من مهام عاجلة إزاء غزة النازفة؟ ضمن موقف يمنيّ متماه تمامًا مع القضية الفلسطينية في مختلف مراحل تحدياتها الجسام.
مسيرات مؤيدة للحق الفلسطيني
ما يُميّز الموقف اليمني الشعبي إزاء فلسطين أنه لا يحتاج إلى مَن يوجهه، كما أنه لا يوجد من يستطيع أن يمنعه أو يكبح جماح موقفه؛ ولهذا تخرج المسيرات والتظاهرات في مختلف مدن اليمن، متجاوزة مواقف السلطات المختلفة، مسجلة موقفا متقدمًا إزاء ما يشعر معه الشعب من عجز إزاء ما يتعرض له أشقائه في غزة وكل فلسطينّ؛ ولهذا، علي سبيل المثال، استطاعت حملة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية والأمريكية والشركات الداعمة لإسرائيل أن تُحقق نتائجًا اضطرت معه تلك الشركات لتخفيض أسعارها وتقديم عروض لتصفية مخزونها؛ لأنه بات محظورًا استيرادها وفق قرار السلطات في صنعاء الخاضعة للحوثيين.
التأم ناشطون وقياديون في أحزاب ومنظمات مجتمع مدني يمنيون، في نقاش موسع، حضرت فيه غزة تحت عنوان فلسطين، وتكّرست النقاشات فيما يمكن عمله تجاه هذه الألم الذي أحرج العالم، ولم يخجل منه الغرب بتواطؤه غير المسبوق مع القاتل، وتكاتفه بفجاجه ضد الضحية. لقد ناقشوا كل شيء يمكن القيام انطلاقًا من الواجب العربي والإسلامي والأخلاقي والإنساني.
دعا للفعالية الحزب الاشتراكي اليمني، بناءً على فكرة من الناشط الحقوقي أحمد ناجي النبهاني، والتقى ثلة من رجالات السياسة والمجتمع المدني من مختلف الأطياف والمكونات، للإجابة على ما اعتبروه سؤال اليمن الراهن: ماذا يجب أن نعمل من أجل فلسطين على مستويات مختلفة والاسهام في مساندة الفعل الفلسطيني الشجاع؛ وهو يتجاوز ألمه وينتصر لوجعه، من خلال مقاومة حققت في السابع من تشرين الأول/اكتوبر زلزالاً أهتز له العالم؟
قال يحيى منصور أبو أصبع، رئيس اللجنة المركزية للحزب، إن ما أنجزه أبطال كتائب القسام زلزلَ الكرة الأرضية من أقصاها إلى أقصاها، وعلى مدى أكثر من خمسة وأربعين يومًا، وهم يجسدون كل معاني القوة والتضحية.
وأضاف: هؤلاء أعادوا لنا الثقة والأمل بالحياة، لقد أعادوا الأمل للأمة كلها؛ لأن ما أنجزوه في السابع من أكتوبر تجاوز قدرات أعتى المخابرات بكل ترساناتها وإمكاناتها.
وقال: ستكون هذه العملية واحدةً من أهم العمليات العسكرية في التاريخ العسكري العالمي، بل هي اليوم تُدرس في الكليات العسكرية.
وانتقد رد الفعل الأمريكي «الذي كشف مدى زيف شعارات الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية التي تبخرت عندما تعلق الأمر بقتل الفلسطينيين وتدمير العرب».
واقترح استمرار هذه اللقاءات مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، مع القيام بعمل إعلامي متواصل بشأن هذه اللقاءات، واستمرار نقل الرسائل للخارج، التي تُعبر عن موقف الشعب اليمني وتنقل رسالته للعالم كله.
وقال: «سؤالنا الآن هو: ما الذي يلزمنا أن نعمل من أجل فلسطين؟ ونحن هنا لا نؤيد الأنشطة العسكرية التي يقوم بها اليمن في صنعاء فقط، بل نحن على استعداد أن نكون جنبًا إلى جنب مع القيادة العسكرية دفاعًا عن اليمن في وجه أي عمليات انتقامية».
استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية
فيما تحدث عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي علي القحوم، قائلاً إن اتخاذ قرار العمليات العسكرية ضد إسرائيل هو قرار يمني خالص في سياق الانتصار للقضايا العربية والإسلامية، مشيرا إلى أن هذه العمليات «جريئة واكتسبت عنصر المفاجأة» وضبطتها صنعاء باتجاه فلسطين المحتلة لاستهداف مواقع عسكرية واقتصادية حيوية.
وقال: مديات هذه الصواريخ بين ألفين كيلومتر وألفين ومئتي كيلو متر؛ وهذه الصواريخ أصابت العدو بحالة من التخبط بين الانكار والتجاهل والتقليل من شأنها.
وأشار إلى أن هذه العمليات هي مساندة لفلسطين من اليمن وفق ما يستطيع.
وقال: نحن اتخذنا القرار، وهو قرار صحيح وسليم، ولم نكن بحاجة أن يُخلي لنا الأمريكان قاعدة ونحن نقصفها. وأضاف: نحن لا حاجة لنا أن نكون تبعًا لمحور ما، لكن في تطورات المعركة لا مانع من التنسيق مع محور المقاومة أو غيره.
وأضاف أن احتجاز السفينة جاء في إطار توسيع عمليات استهداف العدو الإسرائيلي استجابة مع توسع مدى إجرامه في قطاع غزة، وبالتالي صارت قبالة السواحل اليمنية في البحر الأحمر منطقة مُحرّمة على السفن الإسرائيلية.
فيما تحدث الناشط النقابي، عبدالرحمن العلفي، عن عدة مسارات من العمل يمكن من خلالها نصرة غزة من خلال المجتمع المدني في اليمن منها: الأول استغلال علاقاتنا بالاتحادات والنقابات والمنظمات المدنية في المحيط العربي والإنساني، وتعزيز الاتصال بها، واسماعها نبضًا يمنيًا صادقًا ينافح عن الحق الفلسطيني، ويدافع عن الوجود العظيم الذي عبّر عنه المناضلون الشجعان من النساء والرجال في فلسطين. المسار الثاني: تعزيز وحدتنا الوطنية وتقوية جبهتنا الداخلية وتعزيز اتفاقنا على أن هناك قاسما مشتركا، وهو دعم النضال الفلسطيني، وبالتالي تتجه كل أعمالنا وامكانياتنا لنصرة الشعب الفلسطيني في إطار رسالة مفتوحة للعالمين العربي والإسلامي؛ لأن مشاركتهما في هذه اللحمة هو نصرة للقضية الفلسطينية، ونصرة لنا لأن فلسطين أولا ونحن نأتي بعدها.
أما الناشط السياسي، ياسر الحوري، فأعرب عن سعادته لالتئام هذا اللقاء، الذي يجمع أحزاب اللقاء المشتركة وحركة «أنصار الله» ومنظمات ونقابات وناشطين، وقال: كل هذا يحسب للحزب الاشتراكي اليمني. واعتبر هذا اللقاء يُكرّس زخمًا سياسيًا وطنيًا اجتماعيًا مناصرًا لغزة، مشيرًا إلى أن العمليات العسكرية باتجاه الأراضي المحتلة مستمرة حتى خلال فترة الهدنة حتى يتوقف العدوان؛ بمعنى أنها ليست مرهونة بالهدنة.
واقترح الحوري أن تكون هناك سكرتارية دائمة لهذا اللقاء، وتُعدّ برنامج مشروع عمل متواصل؛ والبرنامج يُركّز على كيف يكون اليمن مساهمًا باستمرار ومؤثرا في الأداء السياسي والاجتماعي والإعلامي، ومن جميع نواحي دعم فلسطين، التي هي أم القضايا، واستعرض عددًا من المقترحات لدعم القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية على المستويين المحلي والخارجي.
فيما اقترح الناشط، بسام البرق، أهمية الانطلاق لدعم فلسطين من المصالحة الوطنية في داخل اليمن، مؤكدا وجوب العمل على مجتمعية هذه المصالحة، معتبرًا أول نصرة للقضايا أن نوقف الحرب التي بين اليمنيين.
وقال: ثوابت الوطن جمعتنا، ويجب أن نعمل على ثبات اللحمة المجتمعية والمصالحة اليمنية، وكل حزب عليه أن يقود المصالحة، وأن تستمر هذه اللقاءات، منوها بأهمية أن نتسامح مع بعضنا البعض قدر المستطاع، باعتبار ذلك هو ما سيقف في وجه العدو، وذلك من خلال إطلاق سراح المعتقلين، وتخفيف القبضة الأمنية، وإعادة الاعتبار للصحافة، وأن تتجاوز الأحزاب مواقفها السياسية، ونطرح كل شيء على الطاولة، ونتواصل على أساس ما ينفع المجتمع.
من جانبه استعرض البرلماني والداعية، فؤاد دحابة، عددًا من المقترحات تصب في نصرة غزة منها زيارة الحكومة المصرية ومناشدتها فتح وديمومة معبر رفع لإيصال المعونات والمساعدات، ومشاركة اليمنيين في عمل مخيمات طبية داخل غزة، والتواصل مع البرلمان العربي من خلال أعضائه في اليمن وغيرها من المقترحات.
وتواصل طرح المداخلات من كل من: عبدالله مجيديع، وحاتم أبو حاتم، وعضو مجلس النواب أحمد سيف حاشد، والمحاميتين فيروز الجرادي ونادية الخليقي، في سياق ما يمكن أن يسهم في تعزيز دور المجتمع المدني في نصرة غزة، منوهين بأهمية إدراك السلطات القائمة لدورها في مناصرة مواطنيها و حماية حقوقهم، وصون كرامتهم، وضمان حياة كريمة لائقة بهم، من خلال دولة تحفظ مكتسباتهم.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن فلسطين غزة الاحتلال الاسرائيلي طوفان الأقصى المجتمع المدنی الیمن فی فی الیمن نصرة غزة من خلال
إقرأ أيضاً:
6 أسئلة عن هدنة الـ60 يوما المسربة بغزة ومواقف الأطراف منها
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، أن إسرائيل وافقت على "الشروط اللازمة لإتمام" وقف إطلاق نار لمدة 60 يوما في غزة، تُبذل خلاله جهود لإنهاء الحرب، وقال إن "القطريين والمصريين، الذين عملوا بجد لإحلال السلام، سيقدمون هذا الاقتراح النهائي"، فما الذي تعنيه هذه الهدنة وما موقف الأطراف المعنية منها ودور الوسطاء فيها؟
ماذا تعني هدنة 60 يوما بالنظر للتجارب السابقة؟منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، عُقدت هدنتان أو اتفاقيتان لوقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، تم فيهما تبادل عدد من الأسرى الأحياء من الطرفين إلى جانب تبادل جثامين شهداء مع جثث محتجزين إسرائيليين.
فأما الهدنة الأولى فلم تستمر سوى 7 أيام وكانت في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، في حين استمرت الهدنة الثانية 42 يوما، إذ بدأت يوم 19 يناير/كانون الثاني 2025 وانتهت في الأول من مارس/آذار الماضي، عندما استأنفت إسرائيل حرب الإبادة على القطاع المحاصر والمجوع.
وفي كلا الاتفاقين كانت إسرائيل الطرف الذي يتنصل من الاتفاق ويستأنف عملياته العسكرية بشكل أكثر ضراوة من قبل.
وهدنة الـ60 يوما التي أعلن عنها ترامب تُعد غير مسبوقة من حيث الطول، مما يعكس رغبة دولية في خلق مساحة زمنية كافية للتوصل إلى اتفاق دائم، لكنها أيضا تضع تحديات كبيرة أمام الأطراف، خاصة في ظل ما تراكم من انعدام الثقة نتيجة عدم جدية إسرائيل -بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المطلوب للجنائية الدولية- في إنهاء الحرب إنهاء تاما، في مسعى منه لخدمة لمصالح سياسية وشخصية.
ما موقف حركة حماس؟حتى الآن، لم تصدر حركة حماس موقفا رسميا نهائيا بشأن المقترح، لكن الحركة أكدت مرارا استعدادها للنظر في أي اتفاق يتضمن وقفا شاملا للحرب، وإفراجا متبادلا للأسرى، إلى جانب انسحاب الاحتلال من القطاع مع ضمانات دولية بعدم استئناف العدوان.
إعلانوقد دعا الرئيس الأميركي حماس إلى قبول المقترح، محذرا من أن "الوضع لن يتحسن، بل سيزداد سوءا"، على حد تعبيره. علما أن جميع القطاع مدمر تقريبا، بما في ذلك معظم مستشفياته ومراكزه الصحية، كما نزح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة أكثر من مرة شمالا وجنوبا، ويعيشون حاليا حرب إبادة في ظل حصار قاتل وتجويع متعمد.
ما موقف إسرائيل؟رغم عدم صدور موقف رسمي واضح من نتنياهو بهذا الشأن، فإن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أكد أن إسرائيل وافقت على المقترح الأميركي، مشيرا إلى أن "أغلبية كبيرة في الحكومة والشعب تؤيد خطة إطلاق سراح الأسرى ويجب عدم تفويت الفرصة"، لكنه حمّل حماس مسؤولية استمرار الحرب، مشددا على أن إسرائيل لن تنهي الحرب إلا بعد نزع سلاح الحركة وتفكيكها.
كما قال موقع أكسيوس إن وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر أبلغ المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف خلال اجتماعهما بأن إسرائيل تقبل المقترح القطري.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة على المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس دون أن تسمها، أن هناك احتمالا كبيرا للتوصل إلى صفقة، لكن لا تزال هناك خلافات بين الطرفين. وأضافت المصادر أن من أبرز هذه الخلافات شروط إنهاء الحرب ومدى انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة.
كما ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية -نقلا عن مسؤولين إسرائيليين- أن حكومة نتنياهو مستعدة للنظر في صِيَغ لم تكن مستعدة لقبولها في السابق، خاصة في ما يتعلق بتقديم ضمانات بأن بدء الصفقة سيؤدي إلى إنهاء الحرب.
من جهة أخرى، نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مسؤول إسرائيلي أنه "إذا لم يكن هناك تحرك نحو صفقة، فلن يكون لدينا خيار آخر وسيتحول كل شيء في غزة إلى رماد"، مهددا بأنه في حال عدم التوصل إلى صفقة فسيفعلون بمدينة غزة ومخيمات المنطقة الوسطى ما فعلوه برفح.
وحسب ما نقلته القناة الـ12 الإسرائيلية، فإن نتنياهو طلب من ترامب ضمانات واضحة بأن الولايات المتحدة ستدعم استئناف الحرب على غزة إذا لم يتم نزع سلاح حركة حماس خلال فترة الهدنة المقترحة التي تمتد لـ60 يوما. لكن ترامب، وفقا للتقارير، لم يمنح نتنياهو ردا واضحا بهذا الشأن.
ما دور الولايات المتحدة؟عادت الولايات المتحدة، بقيادة الرئيس ترامب، بقوة إلى ساحة الوساطة، بعد فترة من التراجع في التأثير. وإعلان ترامب أن إسرائيل وافقت على الشروط، وتأكيده أن قطر ومصر ستقدمان المقترح النهائي، يعكس رغبة أميركية في لعب دور الوسيط الفعّال، خصوصا في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة .
وقد أشار ترامب إلى اجتماعات "طويلة ومثمرة" بين ممثليه ومسؤولين إسرائيليين، مما يعكس جدية واشنطن في الدفع نحو اتفاق شامل، وعبّر عن أمله بأن تقبل حماس بهذا الاتفاق "لأن الوضع لن يتحسن، بل سيزداد سوءا"، على حد تعبيره.
كما صرح ترامب بأنه سيكون "حازما" مع نتنياهو بشأن إنهاء حرب غزة، وقال "أعتقد أننا سنتوصل لاتفاق بشأن إنهاء الحرب الأسبوع المقبل".
وقبل أيام نقلت مجلة نيوزويك -عن مصدر مطلع على المفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة- أن ترامب غير مهتم بهدنة مؤقتة ويسعى إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين في غزة ووقف دائم لإطلاق النار، مما يؤدي لمفاوضات حول مستقبل اتفاقية السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
إعلان ما دور الوسطاء: قطر ومصر؟قطر ومصر لعبتا دورا محوريا في صياغة المقترح، بحسب تصريحات ترامب، الذي أشاد بجهودهما في "إحلال السلام".
وسبق لقطر ومصر أن لعبتا دورا محوريا في التوسط في اتفاقات وقف إطلاق نار سابقة، لكن هذه المرة يبدو أن هناك ضغوطا وضمانات دولية أكبر، خاصة من واشنطن، لضمان تنفيذ الاتفاق.
وفي حين لم تُكشف تفاصيل الضمانات بعد، لكن مقارنة بالهدن السابقة، فإن إشراك الولايات المتحدة مباشرة قد يمنح الاتفاق ثقلا إضافيا.
لكن من ناحية أخرى فإن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري نفى -أول أمس الاثنين- وجود أي محادثات بشأن قطاع غزة، مشيرا في الوقت ذاته إلى استمرار الاتصالات للوصول إلى صيغة للعودة إلى المفاوضات.
وأشار إلى أن هناك نيات أميركية جدية للدفع باتجاه عودة المفاوضات بشأن غزة، لكن هناك تعقيدات -لم يوضحها- لافتا إلى أن ثمة لغة إيجابية من واشنطن بشأن الوصول لاتفاق في غزة.
ما عدد الأسرى من الجانبين وهل يشمل الاتفاق تفاهمات للإفراج عنهم؟تُقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا في غزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني يعانون من التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، مما أودى بحياة عديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وقد ذكرت هيئة الإذاعة الإسرائيلية -أمس الثلاثاء- أن الرئيس ترامب يسعى للتقدم نحو صفقة كبرى تشمل إنهاء الحرب في غزة، والإفراج عن المحتجزين، دون الإشارة إلى أي تفاصيل.
وكانت حماس أعلنت استعدادها للإفراج عن جميع المحتجزين المتبقين في غزة ضمن الشروط التي أكدتها مرارا، في حين تصر إسرائيل على أن إنهاء الحرب مشروط بتفكيك حماس.
ويعكس هذا التباين صعوبة التوصل إلى تفاهم شامل، لكن إدراج ملف الأسرى في صلب المقترح قد يفتح نافذة للتفاوض الجاد.