تدشين الحملة التوعوية لمقاطعة المنتجات الصهيونية والأمريكية في وسائل النقل بأمانة العاصمة
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
الثورة نت|
دشن وكيل أمانة العاصمة المساعد عبد الوهاب شرف الدين ومعه مدير فرع هيئة العامة لتنظيم شئون النقل البري بالأمانة محمد الشهاري، اليوم، الحملة التوعوية لمقاطعة المنتجات والبضائع الصهيونية والأمريكية في إطار الحملة الوطنية لنصرة الأقصى تحت شعار” لستم وحدكم”.
وفي تدشين الحملة التي تستهدف جميع فرز وسائل النقل الحضري في مديريات الأمانة وكذا فرز الخطوط الطويلة المنطلقة من أمانة العاصمة تم توزيع ملصقات التوعية بمقاطعة المنتجات الأمريكية والصهيونية، على وسائل النقل بفرزة باب اليمن.
وأكد شرف الدين، أن حملة مقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية والشركات الداعمة للكيان الصهيوني، ومناصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، واجب ديني على كل مسلم لتعزيز صمود سكان غزة وأبطال المقاومة الفلسطينية في مواجهة الكيان الصهيوني ضمن فعاليات وأنشطة الحملة الوطنية لنصرة الأقصى.
واعتبر المقاطعة الاقتصادية من قبل الجهات الرسمية والمجتمعية سلاح وموقف تجسيداً للشعار الذي أطلقه الشهيد القائد ، وبدأ تأثيره يظهر على مستوى العالم العربي والإسلامي .
وشدد وكيل الأمانة المساعد على ضرورة نشر التوعية المجتمعية بأهمية تفعيل سلاح المقاطعة لكافة البضائع والمنتجات الأمريكية والصهيونية، والشركات الداعمة للكيان الغاصب، والتركيز على نشر الوعي المجتمعي في هذا الجانب، في مختلف الأماكن والوسائل الممكنة والمتاحة.
ونوه بمستوى الوعي والتفاعل مع الحملة لدى السائقين والركاب والمواطنين وما يمكن أن تشكله هذه الحملة من سلاح كبير والتي تجسدت واقعياً بعملية طوفان الأقصى التي أعادت القضية إلى أذهان ووجدان الأمة”.
من جانبه أكد مدير فرع هيئة النقل بأمانة العاصمة، أهمية تضافر الجهود الرسمية والمجتمعية لتنفيذ خطوات تفعيل المقاطعة بشتى صورها، في إطار الحملة الوطنية لدعم ونصرة الأقصى .
وأوضح أن الحملة التي تشمل توزيع الملصقات التوعوية بحملة المقاطعة للمنتجات الإسرائيلية و الأمريكية على وسائل النقل انطلقت من فرزة باب اليمن مروراً بكافة الفرز بجميع المديريات بمشاركة فريق من هيئة النقل ومندوبي الفرز والسائقين والمواطنين تجسيداً من الوعي الثقافي والهوية الإيمانية التي انطلق منها اليمن لمواجهة العدوان .
وأشاد الشهاري، بنسبة الوعي المجتمعي ولدى السائقين والمواطنين بأهمية حمل هذه الشعار وتجسيده على أرض الواقع ومقاطعة كافة المنتجات الامريكية والإسرائيلية والشركات الداعمة للكيان الصهيوني باعتبار المقاطعة سلاح وموقف قوي وله تأثير على تلك الشركات التي تبيع المنتجات وتشتري بها سلاح لقتل الأشقاء في فلسطين .
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: طوفان الاقصى وسائل النقل
إقرأ أيضاً:
الانطفاء المهيب.. هل انتهى العصر الذهبي لليهودية الصهيونية في أميركا؟
"إن لم يعد دعم إسرائيل عرفا سياسيا في نيويورك، فإنه لن يصبح إلزاميا في واشنطن عما قريب، وهو خبر سعيد للفلسطينيين".
بتلك الكلمات استهل كينيث روث، المدير التنفيذي السابق لمنظمة هيومن رايتس ووتش، والأستاذ الزائر بجامعة برينستون المرموقة بالولايات المتحدة، مقاله عن فوز زهران ممداني بمنصب عمدة مدينة نيويورك في مقاله بصحيفة غارديان البريطانية قبل أيام، مشيرا إلى أن نيويورك هي ثاني أكبر مدينة من حيث التعداد اليهودي في العالم بعد مدينة تل أبيب، وأن ممداني نجح رغم ذلك في زعزعة انحيازهم التقليدي لإسرائيل، وظفر بثلث أصواتهم، مما يشي بتغير اتجاهات الرأي العام اليهودي، وتراجع تأثير النخب اليهودية التقليدية التي طالما تبنت الانحيازات الصهيونية.
نحن إذن على مشارف نهاية العصر الذهبي لنخبة يهود أميركا القديمة، لا سيما الداعمين منها للصهيونية، بهذا المعنى يحذِر عديد من المفكرين اليهود الأميركيين من تفشي وانتشار ظواهر مجتمعية وسياسية لا تبشر باستمرار موقعهم السياسي والثقافي النافذ طيلة القرن الـ20، وذلك نتيجة لتحليل تحولات عميقة داخل المجتمع والسياسة في الولايات المتحدة.
ويتخوف هؤلاء المفكرون مما ينتظر اليهود الأميركيين التقليديين في العقود القادمة، مؤكدين أن ملامح تلك المرحلة بدأت تتضح للجميع ممثلة في 3 عوامل أساسية: أولها ضعف يهودية يهود أميركا، وزيادة عدم الالتزام بالتعاليم والثقافة اليهودية، وثانيها تراجع الدعم لإسرائيل بين يهود أميركا، وتراجع علاقة الشباب اليهودي بإسرائيل، وأخيرا تراجع شعبية إسرائيل بين الأميركيين أنفسهم منذ هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نايف بن نهار يكتب: هل تحتاج أميركا إلى استقلال ثان؟list 2 of 2كيف تحول الإسرائيليون إلى منبوذين في أوروبا؟end of listيهود أميركابدأت الهجرات اليهودية الأولى إلى الولايات المتحدة في منتصف القرن الـ17 على شكل جماعات صغيرة من الذين فروا من الاضطهاد الديني في إسبانيا والبرتغال، وتلتها موجة أكبر في منتصف القرن الـ19، ومن ألمانيا خاصة بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، ثم جاءت الموجة الأضخم بين عامي 1880-1924، إذ وصل أكثر من مليوني يهودي من أوروبا الشرقية، خاصة من روسيا وبولندا، وأعقبها تدفق آخر بعد الحرب العالمية الثانية على خلفية صعود الفاشية في أوروبا.
إعلانأنشأ اليهود شبكة مجتمعية متماسكة من المعابد والجمعيات والمدارس اليهودية، وركزوا على التعليم، مما أسهم في صعود سريع في مجالات الفنون والعلوم والسياسة والمال طيلة القرن الـ20. وكانت العقود التي أعقبت الحرب العالمية الثانية بمثابة "حقبة الاندماج الذهبي" لليهود في المجتمع الأميركي، إذ صعدوا إلى الصدارة في ميادين الأعمال والإعلام والسياسة والأوساط الأكاديمية والفنون.
وقد ساهمت شخصيات يهودية أميركية في هذه الفترة في تشكيل طبيعة ووجدان الحياة الأميركية في مجالات مختلفة دون أن توصف باليهودية، بل أشير إليهم على أنهم أميركيون بالدرجة الأولى. ومن أبرز هذه الشخصيات روث غينزبرغ، قاضية المحكمة العليا التي توفيت عام 2020، وهنري كيسنجر، مستشار الأمن القومي ووزير الخارجية السابق والمعروف الذي توفي عام 2023، والمخرج السينمائي الشهير ستيفن سبيلبرغ، والممثل التلفزيوني الشهير جيري ساينفيلد، وكذلك مارك زوكربيرغ، مؤسس منصة فيسبوك.
وكان معظم يهود الولايات المتحدة في أثناء الحرب الباردة منحازين للصهيونية وللدولة الإسرائيلية من منطلقات مختلفة، فبعضهم رأى فيها تجليا للاتجاه الليبرالي والتقدمي بالنظر لدورها في مواجهة الفاشية أثناء الحرب العالمية الثانية، وانحاز هؤلاء عادة إلى الحزب الديمقراطي، في حين رأى آخرون أنها تعبير عن هوية دينية محافظة، وثيقة الصلة بالمسيحية الأميركية، وانحاز هؤلاء عادة إلى الحزب الجمهوري.
من جهة أخرى، شهدت هذه الفترة تحول إسرائيل من كونها عبئا دبلوماسيا منذ تأسيسها عام 1948، إلى حليف إستراتيجي للولايات المتحدة، خاصة بعد حرب عام 1967، واعتبر مفكرون يهود أن مرحلة ما بعد ذلك الانتصار الإسرائيلي مثلت "العصر الذهبي الحقيقي" لهم، حيث وصلت معاداة السامية إلى أدنى مستوياتها، وكان دعم الحزبين الديمقراطي والجمهوري لإسرائيل في ذروته، وبدت الجالية اليهودية الأميركية واثقة في نفسها وفي ثقافتها، ومتصلة بإسرائيل اتصالا وثيقا في الوقت نفسه، ومن ثم عادة ما كان الحديث عن الأصوات اليهودية يعني بالضرورة الالتزام بدعم إسرائيل.
اليهودية الضعيفة والصهيونية المتآكلةيقدر عدد اليهود في الولايات المتحدة اليوم بنحو 7.5 ملايين شخص، أي ما يقرب من 2.1% من سكان البلاد البالغ عددهم 342 مليون نسمة، وفق البيانات الحكومية الرسمية. ويرى مفكرون -تحركهم نزعة قومية يهودية صهيونية قوية- أن هناك تراجعا كبيرا في يهودية اليهود الأميركيين، وفي درجة التزامهم بممارسة الطقوس اليهودية.
أخطر ما يثير قلق المفكرين اليهود التقليديين هو تفشي ظاهرة الزواج المختلط. فقد أظهرت دراسة لمعهد "بيو" عام 2020 أن أكثر من 70% من الزيجات اليهودية غير الأرثوذكسية تتم مع شركاء من ديانات أخرى، وأن نحو نصف الأطفال فقط في الأسر اليهودية يربون وفق الثقافة الدينية اليهودية.
ومع تراجع الهوية اليهودية، تضعف الروابط العاطفية والأيديولوجية المحتملة مع إسرائيل، مما يهدد مثلث القوة التقليدي الذي جمع على مدى عقود بين مجتمع يهودي واثق في أميركا، ودعم أميركي متعاطف، ودولة إسرائيلية تستفيد من نفوذ اليهود الأميركيين.
إعلانمن هنا ينسب هؤلاء تراجع يهودية يهود أميركا لعدة عوامل، على رأسها ارتفاع معدلات الزواج المختلط، وما يستتبعه من أن عديدا من الأطفال لا يربون على هوية يهودية قوية أو شعور بالانتماء إلى المجتمع اليهودي، وثانيها تراجع الاهتمام بالتعليم الديني اليهودي داخل العائلات اليهودية، ومن ثم تزايد أعداد اليهود غير الأرثوذكس، الذين يشكلون جزءا كبيرا من اليهود الأميركيين لكنهم الأكثر احتمالا للاندماج أو الابتعاد عن التعاليم الدينية الصارمة.
يضاف إلى ذلك تراجع الالتزام الصهيوني ودعم إسرائيل في صفوف اليهود، بسبب الاهتمام الناشئ بالقضية الفلسطينية، وظهور نزعة نقدية لدى جيل جديد من اليهود تجاه إسرائيل وممارساتها، وتراجع فكرة دعم إسرائيل في صفوف التيار القديم داخل الحزب الديمقراطي، الذي بدأ يتجاوزه جيل جديد من اليسار، وانحصارها في صفوف الجمهوريين التقليديين، الذي بدأ يتجاوزه هو الآخر اليمين الجديد، لا سيما الداعم للرئيس دونالد ترامب.
يخشى قادة يهود أميركا من تلاشي الارتباط بإسرائيل بين الأجيال الشابة اليهودية، وهي ظاهرة قد تكون لها تبعات بالغة الخطورة في السنوات المقبلة. وتشير أحداث كثيرة إلى أن اليهود الأميركيين الشباب أقل تفاعلا مع إسرائيل مقارنة بالأجيال السابقة.
ويخشى كثيرون من أن يضعف هذا الاتجاه الدعم الرسمي لإسرائيل. ويلخص هؤلاء المفكرون مخاوفهم بالقول إن أميركا تشهد حاليا "حقيقة مزدوجة مزعجة"، إذ يتقاطع تآكل الهوية الدينية بين اليهود أنفسهم من جهة، مع تزايد العداء المجتمعي والسياسي لهم من جهة أخرى.
ويشير كثير من المفكرين القوميين اليهود إلى أن نجاح مرشح مثل زهران ممداني، الذي يعرف بخطابه المناهض لسياسات إسرائيل، وفوزه بمنصب عمدة مدينة بحجم نيويورك، مع حصوله على دعم أكثر من ثلث الناخبين اليهود، وأغلبهم من الشباب، إنما يجسد حالة الانقسام داخل المجتمع اليهودي الأميركي المنقسم سياسيا وثقافيا، والممزق بين الفخر بقوة إسرائيل من جهة، والقلق من ممارساتها اللاأخلاقية من جهة أخرى.
تآكل شعبية إسرائيل بين الأميركيينتتغير العلاقات الأميركية الإسرائيلية بشكل ملحوظ منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. ورغم أن إدارتَي جو بايدن الديمقراطي ودونالد ترامب الجمهوري لم تختلفا كثيرا في دعم إسرائيل أثناء حربها على غزة، وما ترتب على ذلك من دمار هائل في القطاع مع سقوط عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، فإن العلاقات بين واشنطن وتل أبيب تتحول ببطء في مسار مقلق لإسرائيل.
لقد تراجعت نسبة التعاطف الشعبي الأميركي مع إسرائيل إلى مستويات غير مسبوقة، وفشل اللوبي الصهيوني في وقف صعود شخصيات مثل زهران ممداني، رغم مواقفه المناهضة لسياسات تل أبيب. ولم يعد هذا اللوبي بالقوة نفسها التي تمتع بها في العقود السابقة، وهو ما أشار إليه ترامب حين قال في سبتمبر/أيلول الماضي: "كان لدى إسرائيل أقوى لوبي في الكونغرس، أقوى من أي شيء رأيته في حياتي، أما اليوم، فلم يعد لديها لوبي قوي".
وأوضح ترامب أن تراجع نفوذ اللوبي يعود إلى مشكلات في العلاقات العامة الإسرائيلية وتغير ديناميات السياسة الأميركية، مؤكدا أن نفوذ إسرائيل داخل الكونغرس قد انخفض بشدة. ورغم أن تحذير ترامب جاء في إطار عام، فإن خسارة إسرائيل تتعمق بين أوساط الشباب، ولهذا السبب حذر بعض المعلقين النافذين، ومنهم توماس فريدمان وفريد زكريا، من خسارة إسرائيل جيل الشباب الأميركي الحالي.
وفي ظل موقف إدارتي بايدن وترامب من حرب الإبادة في غزة، ودعمهما غير المشروط لإسرائيل تسليحيا ودبلوماسيا وماليا، برزت أصوات معارضة لهذه السياسات داخل الحزبين، في حين لا يترك أنصار إسرائيل فرصة إلا ويستغلونها لتبرير ما يعتبرونه تطابقا لقيم ومصالح الطرفين.
إعلانتاريخيا، لطالما كان الدعم لإسرائيل بين جميع الأميركيين مرتفعا، فبين عامي 2000-2019، أبدى 59% من الأميركيين تعاطفا أكبر مع الإسرائيليين، مقارنة بـ17% للفلسطينيين. وبحلول عام 2024، وقبل وقوع هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، كان التعاطف مع إسرائيل قد انخفض قليلا إلى 56%، بينما ارتفع التعاطف مع الفلسطينيين إلى 26%. وبعد عامين من الحرب، وانتشار صور تدمير قطاع غزة والمعاناة الإنسانية غير المسبوقة، انخفض الدعم لإسرائيل إلى أقل من 40%.
كما توضح استطلاعات الرأي العام أن التغيير في الأجيال قادم بصورة ستعيد تشكيل سياسة واشنطن تجاه إسرائيل، إذ يظهر الشباب من كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري تشككا في أخلاقية تقديم دعم أميركي غير مشروط لإسرائيل وجدواه بالأساس من منظور المصالح الأميركية. ومن هنا يرى مفكرون يهود أن اليهود الأميركيين باتوا يواجهون انتقادات غير مسبوقة، سواء من اليمين الجمهوري كما هي الحال مع تاكر كارلسون، أو من اليسار الديمقراطي كما هي الحال مع زهران ممداني.
يضاف إلى ذلك ما يتعرض له اليهود الداعمون لإسرائيل من ضغوط في الجامعات ووسائل الإعلام، خاصة في مرحلة ما بعد الحرب على قطاع غزة طيلة العامين الماضيين، مثلما يظهر في موجة معاداة السياسات الإسرائيلية في صفوف الديمقراطيين وداخل حراك الجامعات المناصر لغزة، ومثلما يظهر أيضا في الزلزال الجمهوري المعادي لإسرائيل من أقصى اليمين الأميركي.
اليسار الجديد ينتفض ضد الدعم الديمقراطي لإسرائيلينادي كثير من ممثلي تيار اليسار التقدمي في الحزب الديمقراطي بضرورة تحجيم العلاقات مع إسرائيل ووقف تصدير السلاح لها، بل ويطالب بعضهم بضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية كما فعل عدد من أهم حلفاء واشنطن مؤخرا، ومنهم بريطانيا وكندا وفرنسا. ويعكس موقف الديمقراطيين حراكا في تآكل دعم إسرائيل بين الأميركيين، لا سيما طلبة الجامعات.