قال مسؤول ملف الأسرى في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) زاهر جبارين إننا نبحث في كيفية تحصين عملية الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرائيلي قانونيا وبالتزامات دولية، وإنه لن يطلق سراح أي إسرائيلي إلا بإرادة المقاومة ومع وقف إطلاق النار.

وفي تصريحات خاصة للجزيرة نت، قال جبارين إن الدبلوماسية القطرية أثبتت نجاحها وقدرتها على التعامل مع كل الصراعات في المنطقة، وإنها مع الجهود المصرية والأميركية لديها الإرادة والجدية المطلقة من أجل إنجاح اتفاق الهدنة ومواصلته، كما أشار إلى أن حماس لديها استعداد لبدء مفاوضات من الغد لإطلاق سراح كل الأسرى، ولكنه اشترط أن يكون ذلك على أسس واضحة.


وأضاف مسؤول ملف الأسرى في حماس أن الاحتلال يمنع الأسرى الإسرائيليين من الحديث إلى الإعلام عقب الإفراج عنهم، حتى لا تظهر الأكاذيب التي اتهم بها حركة المقاومة الإسلامية عقب عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وذكر جبارين أن الحركة لديها أوراق ضغط تمكّنها من فرض المعادلات الصحيحة من أجل إجبار الاحتلال على الالتزام بها والإفراج عن كل الأسرى في سجونه.

وإلى تفاصيل التصريحات.. 

هل هناك مبادرات من أجل تمديد الهدنة الحالية وإطلاق المزيد من الأسرى؟

نحن بشكل عام وضعنا مبدأً وأعلناه منذ بداية هذه المعركة، فأهم الأهداف لدينا هو الدفاع عن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، والهدف الثاني هو تحرير إخواننا الأسرى في السجون الإسرائيلية؛ فهناك أكثر من 8500 أسير فلسطيني، منهم من يمضي أكثر من 44 عاما، وهناك أكثر من 1000 أسير منهم محكوم عليه بمدى الحياة، ويوجد أكثر من 3000 أسير محكوم إداري، ويوجد 400 طفل فلسطيني، وتوجد نساء فلسطينيات داخل سجون الاحتلال.

إذا كان الاحتلال لديه الاستعداد لبدء مفاوضات عن كل الأسرى فنحن على استعداد لفتح هذا الملف من الغد، لكن على أسس واضحة

فهدفنا الأساسي الآن هو إطلاق صراح هؤلاء، وليس احتجاز جنود أو مجندات، نحن نريد أن ننهي معاناة أبنائنا وأهلنا وشعبنا، خاصة القابعين في سجون الاحتلال منذ عشرات السنين، وإذا كان الاحتلال لديه الاستعداد لبدء مفاوضات فنحن على استعداد لفتح هذا الملف من الغد، لكن على أساس واحد وهو تبادل الأسرى بشكل منظم ومرتب وعلى أسس واضحة، كما فعلنا في صفقة "وفاء الأحرار".

ما الضامن لوفاء الاحتلال ببنود اتفاق هذه الهدنة؟ ومن الذي سيمارس عليه الضغط؟

هناك أطراف تدخلت في هذه الهدنة، وتحديدا الطرف الرئيسي الراعي الأساسي لهذه الهدنة، وهو الطرف القطري، وهناك أيضا ضمان من الأميركان والأخوة المصريين. ونحن نقول إذا كانت هناك خروق يتم إبلاغ الوسطاء وهم يتواصلون مع كل الأطراف. والدبلوماسية القطرية أثبتت نجاحها ولديها خبرة وتجربة في إدارة الصراعات الموجودة بالمنطقة.

كما أنهم داخلون في هذه القضية بثقلهم الحقيقي وبكل علاقاتهم من أجل إنجاح هذه الهدنة ووصولها إلى إيقاف هذه المجزرة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني وهذه الجرائم بحق أبنائنا وإخواننا ونسائنا، وأنا على يقين من أن الوسطاء لديهم الإرادة والجدية المطلقة من أجل إنجاح هذه الهدنة ومواصلتها، وأنا على يقين كذلك من أنهم سينجحون في ذلك.


 على أي أساس يتم اختيار الأسرى المفرج عنهم من سجون الاحتلال؟

نحن قلنا منذ البداية إن هذا الاحتلال عندما انهار جيشه أمام الضربة الأولى للمقاومة حصل إرباك وهروب للمستوطنين تجاه قطاع غزة من النساء وغيرهن، وقلنا للاحتلال إذا توفرت الظروف الأمنية من أجل ضمان سلامة المجاهدين أولا، ثم ضمان أمن عدم غدركم بشعبكم؛ فقد ثبت بالدليل القاطع لدى التحقيقات الأولى لهذا الاحتلال أنه هو الذي قصف المدنيين وقتل إخواننا المجاهدين وقتل معهم اليهود في المكان نفسه الزمان نفسه.

نبحث مع عدد من المحامين كيفية تحصين عملية الإفراج قانونيا، ثم تحصينها بالتزامات دولية، لأن هذا الاحتلال -كما ثبت- لا يلتزم بالعهود التي يقطعها للوسطاء

وأنتم تشاهدون كيف هي الصورة البهية التي تجسدت عند إخراج المقاومة الأسرى لديها، وكيف كانت المعاملة في قمة الإنسانية، رغم أن جيش الاحتلال كان في قمة الوحشية، وجرائم الحرب التي ترتكب بحق أهل هؤلاء المجاهدين الذين يخرجون هؤلاء الأسرى، ورغم كل هذا الظلم الذي تعرض له قطاع غزة وأبناؤهم وأهلهم ومستشفياتهم إلا أنهم تجسدت أخلاق الإسلام في تعاملهم، حتى أن الاحتلال منع الأسرى المفرج عنهم من التحدث للإعلام لكي لا تُظهر حماس أن كل الأكاذيب التي كالها للحركة في بداية هذه المعركة واهية، وأنهم كذبوا على شعبهم، وأن هذه المعركة ذهبت خلف سراب رسمه هذا الاحتلال بأن هناك تقطيع رؤوس واغتصابا للنساء.

في صفقات سابقة أُعيد اعتقال أسرى محررين، فما الضامن في هذه الصفقة لعدم تكرار الاحتلال ذلك؟

نحن نقول بشكل واضح: إننا لا نقبل إلا أن تكون هناك ضمانات دولية واضحة وقاطعة وصريحة، ويكون الإفراج عن الأسرى على أساس قانوني.

ونحن اليوم نبحث مع عدد من المحامين كيفية تحصين عملية الإفراج قانونيا، ثم تحصينها بالتزامات دولية، لأن هذا الاحتلال -كما ثبت- لا يلتزم بالعهود التي يقطعها للوسطاء، لكن نحن في هذه المرة لدينا ورقة ضغط كبيرة عليه، ولدينا "غلة" تستطيع إنهاء كل معاناة إخواننا الأسرى بلا استثناء، ولن يبقى أسير واحد داخل السجون، وهناك ورقة قوية نستطيع فرض المعادلات الصحيحة من أجل إجبار الاحتلال على التوقيع عليها والالتزام بها أمام المجتمع الدولي.


ألا يمثل العدد الكبير من الأسرى الموجودين لدى الحركة الآن عبئا ثقيلا عليها من حيث توفير الحماية أو الغذاء أو الرعاية الطبية؟

لا شك أن ما يحدث في قطاع غزة معجزة، والشعب الفلسطيني بصموده وثباته غير منقطع النظير لا يوجد نموذج مثله بفضل الله عز وجل، ومقاومتنا ثابتة وصابرة ومحتسبة، ولأن عدد الأسرى كبير أيضا فسيكون الإنجاز كبيرا. ومقاومتنا كما أثبتت في كل المراحل أنها على قدر المسؤولية وقدر التحدي فلن تعجز بإذن الله في الحفاظ على هؤلاء، وكما حطمت وعد "الصهاينة" بأنهم سيجلبون هؤلاء الأسرى من يدنا فإن المقاومة فرضت المعادلة في الصفقة الأولى، ورغم أنف "هؤلاء الصهاينة" لن يطلق صراح أي من الأسرى إلا بالمقابل وبإرادة المقاومة وبوقف إطلاق النار، ولن نقبل أن نخضع لمفاوضات تحت القنابل وإطلاق النار.

الوسطاء الذين أنجزوا هذه الهدنة هل تحدثوا معكم في مبادرات عن باقي الأسرى؟

هذا أمن قومي للشعب الفلسطيني والحركة والمقاومة، والحديث التفصيلي يضر بهذه القضية، ولكننا تحدثنا في العلن على لسان الناطق الرسمي باسم كتاب الشهيد عز الدين القسام أبو عبيدة والأخ يحيى السنوار، وقلنا في حديث للجزيرة إننا على استعداد لإجراء مفاوضات عن كل الأسرى ونحن مستعدون للبدء بها من الغد.

لدينا هذه المرة ورقة ضغط كبيرة على الاحتلال، ولدينا "غلة" تستطيع إنهاء كل معاناة إخواننا الأسرى بلا استثناء

هل المقاومة وقطاع غزة قادران على الاستمرار والثبات أمام هذا العدوان؟

إنني أتوجه برسالة واضحة لأبناء شعبنا الفلسطيني، خاصة قطاع غزة العزة والبطولة والثبات، نترحم فيها على شهدائنا ونسأل الله عز وجل أن يشفي جرحانا ويفك قيد أسرانا ويحفظ مسرانا، وأنا على يقين من أن هذا الشعب العظيم لم ولن يرفع الراية البيضاء لهذا الاحتلال، وأنا على يقين كذلك من أن النصر قريب.

وأقول إن الشعب الإسرائيلي سار وراء حكومته، هذه "الحكومة الفاشية النازية"، وعلى الأخص إيتمار بن غفير الذي يعامل الأسرى الفلسطينيين الآن "بالفاشية والنازية"، وهو أحد أسباب اندلاع هذه المعركة بسبب سلوكه "الهمجي النازي الفاشي" تجاه الأسرى قبل هذه المعركة، وهو أهم دوافع هذه المعركة، وكذلك عدوانه على المسجد الأقصى. هذه "الحكومة الفاشية" يجب أن تنتهي عن أرضنا وقدسنا، ونحن مهما مارس هذا الاحتلال سنبقى نتعامل بإنسانيتنا وإسلامنا وديننا وأخلاقنا، وأنا على يقين من أن هذا الشعب الكبير المسلم المرابط سينتصر رغم كل المساعدات والدعم المادي والمالي من كل هذه القوى الظالمة التي تدعمه بكل أدوات الدعم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: سجون الاحتلال هذا الاحتلال هذه المعرکة هذه الهدنة الإفراج عن کل الأسرى الأسرى فی قطاع غزة من الغد أکثر من أن هذا من أجل فی هذه

إقرأ أيضاً:

ماذا يعني اختيار جيش الاحتلال معبر كيسوفيم للتوسع البري؟

قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن اختيار جيش الاحتلال الإسرائيلي لمعبر كيسوفيم كمنفذ للتوسع البري في قطاع غزة، جزء من إستراتيجية عسكرية تستند إلى خطة تقضي بتقسيم القطاع إلى 5 محاور هجومية.

وأوضح العميد حنا، في تحليل للمشهد العسكري بالقطاع، أن هذا التقسيم يذكر بإستراتيجية "الأصابع الخمسة" التي كان يتبناها أرييل شارون، وتعني عمليا تشريح القطاع إلى أجزاء يسهل السيطرة عليها ميدانيا، ومن ثم إضعاف قدرة المقاومة على التحرك بين مناطقه.

وأشار إلى أن معبر كيسوفيم يتمتع بأهمية إستراتيجية مزدوجة، إذ يتيح التقدم نحو مناطق الوسط والجنوب، كمدينة القرارة وخان يونس، كما يفتح الطريق باتجاه دير البلح، التي وصفها بأنها خاصرة لينة بالنسبة للمقاومة الفلسطينية.

واعتبر حنا أن دخول قوات الاحتلال نحو وسط القطاع يعد تطورا لافتا، نظرا لأن هذه المنطقة -بخلاف خان يونس أو جباليا– لم تشهد عمليات عسكرية برية واسعة منذ بدء الحرب، وهو ما يعكس تحولا في مسار التوغلات البرية.

خطة عربات غدعون

ورأى أن العملية الحالية تأتي ضمن المرحلة الثانية من خطة "عربات غدعون"، لافتا إلى أن هذه التسمية ترتبط بمعان دينية في العقيدة العسكرية الإسرائيلية، حيث تشير "العربة" إلى الدبابة، على غرار تسميات أخرى استخدمت في حروب سابقة مثل "عمود السماء" للطيران و"السيوف" للأسلحة الفردية.

إعلان

وبشأن طبيعة التوغل البري، شدد العميد حنا على أن ما يجري لا يرقى بعد إلى مستوى عملية واسعة النطاق، إذ لم يتم الدفع بعد بأي تشكيلات بحجم الألوية، بل تقتصر المشاركة البرية حتى اللحظة على مستوى كتيبة أو أقل، مقابل اعتماد مكثف على التمهيد الناري الجوي.

وأوضح أن الخطة الإسرائيلية التي أعدها رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال إيال زامير، تنص على 3 مراحل تستغرق نحو عام، تبدأ بعملية جزئية على مدى 3 أشهر، يليها استكمال السيطرة على كامل القطاع خلال 9 أشهر، عبر قتال تقدّره القيادة العسكرية بمستوى 6 ألوية في المجمل.

وأكد أن الغارات الجوية المكثفة تُستخدم لتعويض محدودية القوات البرية، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى ركزت على استهداف المقاومين الذين كانوا يستعدون لصد الاجتياح البري، بينما تسعى المرحلة الثانية إلى تهجير المدنيين تحت الضغط الناري.

استهداف قيادات المقاومة

كما بيّن حنا أن الغارات استُخدم فيها نحو 40 قنبلة خارقة من نوع "بونكر باستر" أو "بلو 109″، وهي القنابل نفسها التي استُخدمت سابقا لاستهداف أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، في محاولة لتدمير البنية التحتية للمقاومة، واغتيال قيادات بارزة للمقاومة مثل محمد السنوار.

وفيما يخص التطورات الميدانية شمال القطاع، قال إن العمليات هناك تهدف إلى تقطيع الجبهة وعزل مناطق مثل بيت لاهيا وبيت حانون، لإجبار المقاومة على الانتشار والاشتباك في أكثر من محور، مما يرهق قدراتها القتالية ويمنعها من التركيز في نقطة واحدة.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن أمس الجمعة توسيع إبادته الجماعية في قطاع غزة، وبدء شن ضربات واسعة ضمن ما سماها حملة "عربات غدعون" بهدف "تحقيق كافة أهداف الحرب بما فيها تحرير المختطفين وهزيمة (حركة المقاومة الإسلامية) حماس"، على حد تعبيره.

ووفق ما أفادت به هيئة البث الإسرائيلية الرسمية في 5 مايو/أيار الجاري، فإن عملية عربات غدعون تهدف إلى احتلال كامل غزة، وقالت إن من المرجح أن تستمر العملية لعدة أشهر، وتتضمن "الإخلاء الكامل لسكان قطاع غزة من مناطق القتال، بما في ذلك شمال غزة، إلى مناطق جنوب القطاع"، حيث سيبقى الجيش في أي منطقة "يحتلها".

إعلان

مقالات مشابهة

  • أبو زهري ينفي موافقة “حماس” على الإفراج عن أسرى “إسرائيليين” مقابل هدنة لشهرين
  • قيادي بحماس: الاحتلال يربك الساحة بأخبار مزيفة للضغط على المقاومة
  • الأورومتوسطي: “إسرائيل” صعدّت جريمة الإبادة بغزة عقب الإفراج عن الجندي “ألكسندر “
  • ترامب يُحيي مشروع التهجير: خطة أمريكية لتوطين مليون فلسطيني في ليبيا مقابل الإفراج عن أموالها المجمدة
  • ‏رويترز نقلا عن مسؤول إسرائيلي كبير: لا يوجد تقدم يُذكر في محادثات غزة التي تتضمن إنهاء الحرب
  • مسؤول عسكري هندي: الهدنة مع باكستان مستمرة
  • اجتماع أمني إسرائيلي اليوم للبت في الصفقة وضغوط دولية للتوصل لاتفاق
  • إدانات دولية وأممية بعد توسيع الاحتلال عدوانه الوحشي على قطاع غزة
  • ماذا يعني اختيار جيش الاحتلال معبر كيسوفيم للتوسع البري؟
  • بينهم مبتور القدم .. الإفراج عن 10 أسرى فلسطينيين من سجون العدو