شبكة اخبار العراق:
2025-05-09@20:11:48 GMT

لماذا لا نكون واقعيين ؟

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

لماذا لا نكون واقعيين ؟

آخر تحديث: 27 نونبر 2023 - 9:30 صبقلم:كامل سلمان أكثر مشاكلنا الاجتماعية والسياسية والعسكرية وحتى التأريخية سببها هو عدم الواقعية في التصرف والسلوك . وعدم الواقعية يعني شيء واحد هو القصور العقلي لفهم الذات واستيعاب المحيط ، ولكن توارثناها بهذا الشكل وسنحافظ عليها لأننا لا نرقى أن نكون واقعيين ، نظهر أنفسنا امام الناس كأننا أنبياء ولسنا كذلك ، نظهر أنفسنا شجعان ولسنا كذلك ، نظهر أنفسنا اغنياء ولسنا كذلك .

نظهر أنفسنا أتقياء وسعداء ولسنا كذلك ، توارثناها اجتماعياً بهذا الشكل ، وللأسف سنستمر معها لأننا مجتمعات غير مؤهلة أن تكون واقعية ، عدم الواقعية تضع الإنسان بأحراج شديد ، تخيلوا إن احدهم لا يقوى على الوقوف على رجليه لضعفه ومرضه يذهب ليتحدى أحد أبطال الملاكمة ليثبت للناس أنه الأقوى ولم يحسب أنه سينفضح لاحقاً ومن الدقائق الأولى للنزال . ولكن مشكلتنا ليست عند هذا الحد ، بل المشكلة مع سياسينا وقادتنا في جميع دول المنطقة ، حماس تهاجم إسرائيل وهي تعلم أن إسرائيل قادرة أن تمحي حماس ومن خلق حماس . لكنها تفعل ذلك ظناً منها أنها ستغير الواقع و لأن قادتها يريدون ذلك كواحدة من أسرار بقاءهم في اعلى هرم السلطة فعندما يأتيهم الرد العاصف من إسرائيل يتوسلون وقف اطلاق النار أو الهدنة ، المليشيات في العراق تعلن نفسها مقاومة إسلامية ضد أمريكا ولا يريدون القول بأنهم حفنة من العملاء لتنفيذ أوامر إيرانية ، لا يقولون ذلك لأن العمالة للأجنبي خزي وعار لا يستطيعون البوح به ، وإلا هل من المعقول أن يصبح الشيعة الذين عاشوا طوال تأريخهم يبكون بسبب المظلومية ثم فجأة أصبحوا مقاومين أشداء وضد من ؟ ضد من رفع عنهم الظلم . أين كانت مقاومتهم مع من كانوا يشكون مظلوميتهم منه . لا يريدون الاعتراف لأنهم غير واقعيين . . يهرعون إلى عقد مؤتمر قمة للدول الإسلامية أي على مستوى الرؤساء للرد على أي عدوان غاشم يمس الأمة الإسلامية ، من هي الدول الإسلامية ؟ هي تلك الدول التي تتنازع فيما بينها على مدار الساعة ، أما أن تكون صراعاتها سياسية أو مذهبية أو عسكرية أو من أجل أمتار من الارض أو من أجل المياه ، فلم تجد دولتين إسلاميتين متجاورتين على وفاق ، هؤلاء يريدون أن يتوحدوا ضد عدو غاشم ، ياله من غباء وقصور عقل ، هؤلاء عندما يجتمعون فأنهم في قرارة أنفسهم يحضرون حفلة تنكرية . يطالبون الناس بمقاطعة المنتجات الغربية دعماً للقضية الفلسطينية ، يقاطعون استيراد الألبان والأجبان أما السيارات والكومبيوترات والانترنيت والفيسبوك وأجهزة النقال وما يحتاجونه من معدات وأسلحة فأنها معفية من المقاطعة والعلاقات الدبلوماسية والتجارية والرياضية وغيرها معفية ، بهذه العقلية غير الواقعية يدفعون الناس للمواجهة ، يخادعون الناس ويخدعون أنفسهم لأنهم غير واقعيين . نحن لا نكتفي أن نكون غير واقعيين بل نحارب من يريد ان يكون واقعياً من بيننا ، وقد يكون وجوده بيننا عار لا يحتمل . فيجب أن يفهم الإنسان الواقعي أنه يعيش في المجتمع الخطأ . الواقعية هي قمة الوعي والإدراك وفهم الذات ولا يصل إلى هذه المرحلة إلا من عرف نفسه وأستوعب الحياة بكل أبعادها ، فليس من السهل أن تصبح واقعياً مع هذا الجهل الساري في عقول الناس . الجهالة هي من تقود الحياة عندنا وهي من تقرر مصير شعوبنا . فذلك الواعظ الذي يعتلي المنابر ويحث الناس على القتال ويطالب الناس بالتحمل والصبر الجميل ، هو لا يقاتل ولا يتحمل شغف العيش ولا يصبر دقيقة واحدة على العوز ، وهو من يملىء جيبه بالدولارات و أن لسانه السليط قد قبض الثمن مقدماً ولا يهمه أحوال الناس لأنه لم يعرف معنى الواقعية في حياته ، ولو أراد أن يصبح واقعياً لما أستطاع أن يصعد المنابر . وأخيراً نتساءل هل هناك من بارقة أمل لنصبح في يوم من الأيام واقعيين ؟ الجواب أكيد سيكون لا ، لأن ذلك يعني التخلي عن جميع موروثاتنا الوهمية .

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

جامعة طنطا تستضيف الداعية مصطفى حسني في ندوة «كيف نكون طلابًا أسوياء»

استضافت جامعة طنطا، اليوم ندوة مميزة للداعية الإسلامي مصطفى حسني بعنوان "كيف نكون طلابًا أسوياء؟"، وذلك برعاية الأستاذ الدكتور محمد حسين، رئيس الجامعة، الذي أكد في كلمته الافتتاحية على أهمية تنمية وعي الشباب وبناء شخصيتهم ليكونوا طاقة إيجابية تساهم في نهضة الوطن.

شهدت الندوة حضورًا طلابيًا كبيرًا، إلى جانب لفيف من قيادات الجامعة، من بينهم الأستاذ الدكتور عمرو عبد المنعم المشرف العام على الإدارة الطبية والمنسق العام للندوة، والدكتور نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا، والأمين العام، والأمين العام المساعد، ومدير عام رعاية الشباب.

وفي كلمته، تناول مصطفى حسني مجموعة من الرسائل التربوية والإنسانية التي تمس وجدان الطالب الجامعي، مشددًا على أن الاتزان النفسي يبدأ من الوعي بالذات، وأن التدين الحقيقي يقوم على الفهم والتوازن والرحمة، لا على التشدد والانغلاق، كما دعا إلى استثمار الوقت، ومقاومة الضغوط النفسية، والاعتماد على الله دون التخلي عن العمل والسعي.

وخلال الندوة، ركز الداعية الإسلامي مصطفى حسني على عدة محاور أساسية لتكوين شخصية الطالب السوي، وذلك بأسلوبه الهادئ والبسيط الذي لاقى تفاعلًا كبيرًا من الطلاب، وشدد مصطفى حسني على أهمية أن يعرف الطالب نفسه جيدًا، ويحدد نقاط قوته وضعفه، لأن الوعي بالذات هو الخطوة الأولى لتحقيق الاتزان الداخلي.

وأكد أن التدين السليم يقوم على الفهم، والرحمة، والاعتدال، وليس على الغلو أو الحكم على الآخرين، مشيرًا إلى أن الدين جاء ليُصلح النفس لا ليُرهقها.

وحثّ الطلاب على استثمار أوقاتهم بشكل إيجابي، مؤكدًا أن من علامات السويّ أنه يعرف قيمة الوقت، ويوازن بين دراسته، وحياته الاجتماعية، وعبادته.

وقدّم نصائح عملية للتعامل مع القلق والضغوط النفسية، منها: التقرب إلى الله، التنظيم، الاستراحة الذكية، وممارسة الرياضة أو الهوايات المحببة.

وأشار «حسني » إلى أهمية وجود قدوة في حياة الشاب، سواء من الأسرة أو من رموز ناجحة في المجتمع، مؤكدًا أن كل طالب يمكن أن يكون قدوة لغيره إذا التزم بالقيم والسلوك القويم.

وأجاب «حسني»، على أسئلة الطلاب المتنوعة حول العلاقات، الإحباط، الصداقة، الغضب، ومستقبلهم بعد التخرج، بإجابات واقعية تمس حياتهم اليومية وتلامس مشاعرهم.

في ختام الندوة، عبّر الحضور عن امتنانهم لهذه المبادرة التي تركت أثرًا إيجابيًا في نفوسهم، وأشادوا بالأسلوب الإنساني العميق الذي تميز به الداعية مصطفى حسني.

مقالات مشابهة

  • دراسة تكشف: لماذا نفضل التعاطف مع الجماعات بدلا من الأفراد؟
  • الحوثيون يستهدفون مطاراً إسرائيلياً وترومان.. ونتنياهو: سندافع عن أنفسنا
  • عندما تثق بالبشرية ولا تثق بالبشر
  • شديد التعقيد ولسنا مع طرف ضد آخر.. ماذا قال مدبولي عن الإيجار القديم؟
  • ليبيا ترفض خطة أمريكية لترحيل مهاجرين: لن نكون معتقلاً لمجرمي العالم
  • جامعة طنطا تستضيف الداعية مصطفى حسني في ندوة «كيف نكون طلابًا أسوياء»
  • عاجل. مركز استطلاع فلسطيني في رام الله يقول إن 49% من سكان قطاع غزة يريدون الرحيل!
  • استطلاع للرأي: 49 بالمئة من سكان غزة يريدون مغادرة القطاع
  • الأونروا: لن نكون جزءا من الخطة الإسرائيلية لإدخال المساعدات لغزة
  • ترامب للمرة الثانية: الأفضل لكندا أن تصبح ولاية أميركية