في ذكرى رحيل المخرج الكبير صلاح أبو سيف، نستعيد سيرة أحد أعمدة السينما المصرية، الذي لم يكن مجرد صانع أفلام، بل كان مرآةً تعكس واقع المجتمع بمفرداته الصعبة، وأبرز من تناول هموم المرأة وقضايا الطبقات المهمشة بجرأة وواقعية غير مسبوقة، من النشأة في حي شعبي إلى صدارة المشهد السينمائي، كتب أبو سيف اسمه بحروف من نور في سجل الإبداع المصري والعربي.

النشأة والبدايات

 

وُلد صلاح أبو سيف في 10 مايو عام 1915، بقرية الحومة بمحافظة بني سويف، ونشأ في حي بولاق الشعبي بعد انتقال والدته للعيش هناك.

 

عايش منذ صغره تقلبات الواقع المصري، وكان شاهدًا على وقائع ثورة 1919، ما شكّل وعيه المبكر بالقضايا الاجتماعية والسياسية.

 

التحق بكلية التجارة، ثم عمل بمصانع النسيج بالمحلة الكبرى، وهناك بدأ اهتمامه بالفن والمسرح، قبل أن يعود إلى القاهرة ويلتحق باستوديو مصر كمونتير، في أولى خطواته نحو عالم السينما.

خطواته الأولى في السينما 

عمل أبو سيف في البداية كمونتير، ثم مساعدًا للمخرج كمال سليم في فيلم "العزيمة"، الذي يُعد أول فيلم واقعي في تاريخ السينما المصرية.

سافر إلى فرنسا وإيطاليا لدراسة تقنيات الإخراج والسيناريو، وتأثر كثيرًا بالمدرسة الواقعية الإيطالية، ليبدأ أولى تجاربه كمخرج في فيلم "دائمًا في قلبي" عام 1946. 
ومنذ تلك اللحظة، بدأ ترسيخ أسلوبه الخاص الذي جمع بين عمق الفكرة وبساطة التناول.

رائد الواقعية الاجتماعية في السينما

 

يُلقّب صلاح أبو سيف بـ "رائد الواقعية"، لأنه قدّم أكثر من 40 فيلمًا ناقشت قضايا المجتمع المصري بشفافية غير مسبوقة، منها ما تناول الفقر والسلطة والفساد، ومنها ما ركّز على هموم المرأة وصراعها داخل المجتمع الذكوري.

 

من أبرز أعماله: شباب امرأة، الزوجة الثانية، بداية ونهاية، القاهرة 30، الفتوة، ريا وسكينة، أنا حرة، الأسطى حسن.

 

وقد صُنّف 11 من أفلامه ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.

الحياة الشخصية

 

تزوج صلاح أبو سيف من "رفيقة أبو جبل"، التي تعرّف عليها في استوديو مصر، وأنجب منها ابنه "محمد أبو سيف"، الذي واصل مسيرة والده في عالم الإخراج والتأليف السينمائي رغم شهرته، كان معروفًا بتواضعه وابتعاده عن أضواء الإعلام، مفضلًا أن يتحدث من خلال أفلامه فقط.

 

وفاته وإرثه الذي لا يموت

 

توفي صلاح أبو سيف في 22 يونيو عام 1996 عن عمر ناهز 81 عامًا، بعد مسيرة حافلة تجاوزت نصف قرن من الإبداع.

 

رحل الجسد، لكن بقيت أفلامه شاهدة على عبقرية سينمائية نادرة، وعلى عقل مخرج لم يرد أن يُجمل الواقع، بل أن يضعه أمامنا كما هو، بكل وجعه ومفارقاته.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: المخرج صلاح أبو سيف السينما المصرية ثورة 1919 الإبداع المصري استوديو مصر فيلم العزيمة حي شعبي صلاح أبو سیف أبو سیف فی

إقرأ أيضاً:

فى ذكراه .. قصة خلاف وصلح العندليب وأم كلثوم

تحل اليوم ذكرى ميلاد العندليب الأسمر “ عبد الحليم حافظ ” ، والذي يعد واحدا من أهم المطربين في تاريخ الوطن العربي .

أسمه الحقيقي عبد الحليم علي اسماعيل شبانة ، ولد بقرية الحلوات بمحافظة الشرقية وكان ترتيبه الرابع بين أخوته اسماعيل ومحمد و عليه، توفيت امه بعد مولده بأيام ثم لحق بها الأب قبل ان يتم حليم عامه الاول ، ليتولى تربيته خاله محمد عكاشة الذي الحقه بالكُتَّاب ثم المدرسة الابتدائية.

علاقة العندليب بالموسيقى 

بدأت علاقة عبد الحليم حافظ بالموسيقى عندما كان بالمدرسة حيث ترأس فرقة الأناشيد وتبناه مدرس له وعلمه العزف على آلة "الأُبوا" ، التحق بعدها بمعهد الموسيقى العربية عام ١٩٤٣ قسم تلحين وهناك قابل احمد فؤاد حسن ، فايدة كامل ، علي اسماعيل وكمال الطويل .

التحق عبد الحليم حافظ بقسم التلحين بينما التحق كمال الطويل بقسم الغناء والأصوات الا ان القدر شاء ان يتبادلا الأدوار فيما بعد فغنى حليم من اروع ألحان الموسيقار العبقري كمال الطويل .

كواليس تصوير "مستر بيست" وفيلم "Fountain of Youth" بالأهراماتفيفي عبده تتألق في أحدث ظهور مع بناتها.. شاهدفي ذكراها.. آخر مناسبة حضرتها سعاد حسني.. تفاصيليسري نصر الله يكشف سر عدم حب عادل إمام لـ "الحريف" وتعاونه مع يوسف شاهين

نظراً لتفوقه الدراسي حصل حليم على منحة دراسية الا انه فضل البقاء بمصر وعمل مدرساً للموسيقى بمدرسة بطنطا ثم الزقازيق ثم القاهرة ، الا ان حبه للغناء ملأ عليه كيانه فترك التدريس والتحق بفرقة الإذاعة الموسيقية عازفاً على آلة الأبوا عام ١٩٥٠م

التقى حليم برفيق عمره الاستاذ مجدي العمروسي في منزل الاذاعي فهمي عمر وكان من بين الحضور الاذاعي الكبير حافظ عبد الوهاب الذي منح حليم اسمه إيماناً منه بموهبته الفريدة

سر خلاف عبد الحليم حافظ وأم كلثوم 

وقع خلاف بين أم كلثوم وعبد الحليم حافظ في أعقاب إحدى الحفلات المقامة تخليدًا لذكرى ثورة يوليو 1964 بحضور الرئيس جمال عبدالناصر وأعضاء مجلس قيادة الثورة.

وكان من المقرر أن يغني عبدالحليم بعد وصلة السيدة أم كلثوم، إلا أنها أطالت في وصلتها إلى وقت متأخر من الليل، وحين صعد على المسرح قال "إن أم كلثوم وعبدالوهاب أصرا أن أغنى في هذا الموعد، وما عرفش إذا كان ده شرف لي ولا مقلب"، مما أغضب أم كلثوم.

وسعى عبدالحليم إلى المصالحة معها إلا أنها ظلت ترفض الحديث عن سيرته لكل من توسط، الا انه التقى مصادفة بها، وعندما دخل عبدالحليم الحفل اقترب من أم كلثوم وقبل يدها، فقالت له: أنت عقلت ولا لسه؟! وهكذا انتهت القصة بينه وبين أم كلثوم بعد مقاطعة دامت 5 سنوات.

طباعة شارك عبد الحليم حافظ الفنان عبد الحليم حافظ أعمال عبد الحليم حافظ أفلام عبد الحليم حافظ ذكرى ميلاد عبد الحليم حافظ

مقالات مشابهة

  • إيرادات السينما المصرية أمس | كريم عبد العزيز يتصدر ومينا مسعود بالمركز الثالث
  • محمد صلاح يشارك جمهوره بصورة مع الثنائي المصري السعيد وحجازي
  • "زي النهاردة".. ليفربول يعلن التعاقد مع الملك المصري محمد صلاح
  • اليوم.. ذكرى رحيل صلاح أبو سيف رائد السينما الواقعية في مصر
  • د.حماد عبدالله يكتب: السينما المصرية!!
  • فى ذكراه .. قصة خلاف وصلح العندليب وأم كلثوم
  • ما قصة صاروخ الكشري المصري الذي أغضب إسرائيل؟
  • آبل تكشف عن تحديث CarPlay في iOS 26.. تصميم جديد ومزايا ذكية
  • الملك المصري يهدد عرش الأساطير في جائزة الأفضل من رابطة اللاعبين المحترفين