ما تزال مشاهد إطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين لدى كتائب عز الدين القسام تثير غضب الماكينة الإعلامية العبرية التي أنفقت الغالي والنفيس لـ"دعشنة" المقاومة الفلسطينية في عيون العالم، وإظهارها بمظهر "الرجل الإرهابي" الذي ينشر الرعب والخوف والقتل والدمار في كل مكان.

ومع سريان الهدنة الإنسانية بين حماس وإسرائيل في غزة ودخولها يومها الخامس، الثلاثاء، تواصل صور المحررين الإسرائيليين لدى حماس تجتاح منصات التواصل الاجتماعي حول العالم، وتنتشر كالنار بالهشيم بين النشطاء في العالم العربي والغربي.

ومع إتمام عملية إطلاق سراح الدفعة الخامسة من الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، تحرص حركة المقاومة الفلسطينية على "بث رسائل مُبطنة" للعالم عبر هذه الخطوة، وذلك من خلال التركيز على تفاصيل دقيقة أثارت غضب الحكومة الإسرائيلية.

المقاومة كل يوم تُبهر العالم #غزة pic.twitter.com/BYYb3kWDcW

— ahmad.ibraa (@ahmadibraa47) November 28, 2023 الأسيرة الإسرائيلية وكلبها 

إضافة إلى قدرتها على المحافظة على الأسرى الإسرائيليين بأفضل حال، سلّمت حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) مساء الثلاثاء، 28 نوفمبر، من ضمن ما سلّمت أسيرة إسرائيلية وكلبها. 

وحملت صور الأسيرة المحررة وكلبها رسائل عظيمة للعالم أجمع تتجاوز رمزية الرفق بالحيوان، إلى أن المقاومة قوية لدرجة استطاعتها المحافظة على حيوان طيلة الأيام الماضية، حين كان قطاع غزة يتعرض لقصفٍ دموي على يد الجيش الإسرائيلي.

وفقًا لوسائل إعلام عبرية، فإن الفتاة صاحبة الكلب تدعى ميا ليمبرج البالغة من العمر 17 عامًا فيما يحمل كلب العائلة اسم بيلا. 

وحظي مشهد إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية وكلبها على تفاعل واسع على مستوى العالم أجمع، وجرى تداولها على نطاق واسع مصحوبة بعدد من التغريدات والتدوينات، بين من قال: "كلب الأسيرة الإسرائيلية بخير، وهذه الصورة تكذب ادعاءات الاحتلال بأن حماس قتلت 40 طفلًا إسرائيليًا في عملية طوفان الأقصى في 7  أكتوبر الماضي"، وبين من قال: "هذه الصورة تكشف التعامل الإنساني الصحيح للمسلمين".

وجاء في أحد التعاليق: "حتى حرب القيم والأخلاق انتصرت فيها حماس والمقاومة في غزة.. أسيرة إسرائيلية يتم إطلاق سراحها مع كلبها وهي مبتسمة"؛ لتتوالى عدد من التعاليق، بشكل متسارع في التفاعل مع الصورة.

يذكر أنها تعد لأول مرة يتم تسليم المحتجزين ضمن مجموعة مشتركة بين القسام وسرايا القدس، منذ بدء اتفاق التبادل؛ حيث تمت عملية تسليم المحتجزين في جنوب غزة، بتسلم الصليب الأحمر المحتجزين ليتم نقلهم عبر معبر كرم أبو سالم.

وقبلها بأيام، سلّمت حماس الدفعة الثالثة من الأسرى وسط مدينة غزة في الشمال، ضمن "استعراض عسكري" في دلالة على تواجدهم حتى الآن في الكثير من مناطق الشمال وعدم تركها للقوات الإسرائيلية حتى الآن.

يذكر أن تصريحات المحتجزين الإسرائيليين قد أثارت ضجّة في مختلف الأوساط الإسرائيلية التي وجهت انتقادات شديدة اللهجة إلى حكومة بنيامين نتنياهو وتعاملها مع ملف الأسرى والمفقودين، وإدارتها الفاشلة لهذا الملف، على حد وصفها.

وبعدما منعت إسرائيل الأسرى المحررين لدى حماس من الإدلاء بأي تصريح صحفي للإعلام، تحرص كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، على نشر تفاصيل عملية إطلاق سراح الأسرى لتفنيد السردية الإسرائيلية التي تدعي بأن حركة حماس هي حركة إرهابية تنشر الذعر والموت والدمار أينما تحل.
 

المصدر: البوابة

كلمات دلالية: حماس حركة المقاومة الفلسطينية داعش غزة إسرائيل حقوق الحيوان كتائب عز الدين القسام معبر أبو سالم رفح التاريخ التشابه الوصف المقاومة الفلسطینیة إطلاق سراح

إقرأ أيضاً:

ضغوط أمريكية لتنفيذ المرحلة الثانية.. واشنطن تلزم تل أبيب بالتقدم في اتفاق غزة

البلاد (واشنطن)
تكثّفت الضغوط الأمريكية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ لدفعه نحو الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، وذلك قبيل زيارة مرتقبة لنتنياهو إلى واشنطن أواخر الشهر الجاري، في وقت تتزايد التعقيدات الميدانية والسياسية المحيطة بتنفيذ الاتفاق الذي ترعاه الولايات المتحدة.
وكشف مصدر مطّلع؛ وفقاً لصحيفة يسرائيل هيوم، أن الإدارة الأمريكية مارست ضغوطاً كبيرة خلال الساعات الـ12 الأخيرة على نتنياهو للموافقة على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بدء المرحلة الثانية. وأكد الأمريكيون- وفق المصدر- أن اتفاق إنهاء الحرب حقق نتائج أكبر مما توقّعته إسرائيل نفسها، من حيث استعادة عدد أكبر من الأسرى الأحياء والجثامين.
وكانت التقديرات الإسرائيلية الأولية تشير إلى أن حركة حماس ستحتفظ بعدد من جثث الجنود الأسرى، لكن تسليم الفصائل الفلسطينية آخر جثة يوم الثلاثاء غيّر حسابات تل أبيب وأحرج القيادة الإسرائيلية داخلياً.
وأوضح المصدر أن نتنياهو يخشى من الانتقادات الشعبية في الداخل الإسرائيلي، في حال أُعلنت المرحلة الثانية قبل التأكد من استعادة كل الجثامين. ويواجه رئيس الوزراء ضغوطاً متزايدة من عائلات الأسرى ومن المعارضة، فيما تتصاعد الخلافات داخل المؤسسة الأمنية حول مستقبل الوضع في غزة.
وأكد مسؤولون أمريكيون خلال نقاشات داخلية أن خطتهم للمرحلة الثانية، تضمن نزع سلاح حركة حماس، في محاولة لطمأنة الجانب الإسرائيلي، الذي يبدي شكوكاً واسعة في قدرة أي قوة دولية مستقبلية على تنفيذ هذه المهمة. وتشمل الخطة انتشار قوة استقرار دولية، وتشكيل سلطة انتقالية تدير القطاع بعد انسحاب إسرائيل من مواقعها الحالية ضمن ما يُعرف بالخط الأصفر، الذي يشمل أكثر من نصف مساحة غزة.
على الجانب الفلسطيني، شدد عضو المكتب السياسي في حماس حسام بدران على أن الحركة لن توافق على بدء المرحلة الثانية ما لم تُوقف إسرائيل”الخروقات والانتهاكات” المنصوص عليها في المرحلة الأولى. وطالبت الحركة الوسطاء، بما في ذلك الولايات المتحدة، بالضغط على تل أبيب لضمان التزامها الكامل ببنود الاتفاق.
وبيّن بدران أن المرحلة الأولى نصت على إدخال ما بين 400 و600 شاحنة مساعدات يومياً وفتح معبر رفح للأفراد والبضائع، وهو ما تقول الحركة إن إسرائيل لم تلتزم به، رغم إعلان الأمم المتحدة وصول مناطق واسعة في شمال غزة إلى مرحلة المجاعة خلال الأشهر الأخيرة.
وكانت المرحلة الأولى قد شملت تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، ووقف الأعمال القتالية، وتسهيل دخول المساعدات. وقد أطلقت حماس جميع الأسرى الأحياء، وسلمت جثامين الباقين، بينما أفرجت إسرائيل عن مئات الأسرى الفلسطينيين. إلا أن تل أبيب تواصل تقييد دخول المساعدات، وأعلنت مؤخراً فتح معبر رفح باتجاه واحد لخروج الغزيين، وهو ما رفضته القاهرة.

مقالات مشابهة

  • صحيفة: جدل بين "الموالين" حول مسؤولية "حماس" عن خراب "محور المقاومة"
  • عاجل | القناة 14 الإسرائيلية: مسيرة استهدفت قياديا في حركة حماس في غزة
  • وفدا الحكومة والحوثيين يصلان مسقط لبدء محادثات إطلاق سراح المحتجزين
  • "الأحرار" تدين تقرير العفو الدولية لتبنيه الرواية الإسرائيلية واتهامه المقاومة بارتكاب جرائم في 7 أكتوبر
  • حماس ترفض وتستهجن التقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية
  • حماس تستهجن تقرير "العفو الدولية" الذي يزعم ارتكاب جرائم يوم 7 أكتوبر
  • ضغوط أمريكية لتنفيذ المرحلة الثانية.. واشنطن تلزم تل أبيب بالتقدم في اتفاق غزة
  • مشعل يتحدث حول تصور حماس لسلاح المقاومة وإدارة غزة
  • خالد مشعل يحل ضيفا على موازين ويكشف خيارات حماس المستقبلية
  • مشعل: غزة غير مطالبة بإطلاق الرصاص ولدينا تصور لسلاح المقاومة