ندوة علمية حول رحلات سلاطين البوسعيد بين سلطنتي زنجبار ومسقط وعمان
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
نظم النادي الثقافي ندوة علمية حول رحلات سلاطين البوسعيد بين سلطنتي زنجبار ومسقط وعُمان بجامع السلطان قابوس بصحار برعاية سعادة محمد بن سليمان الكندي محافظ شمال الباطنة. وتضمنت الندوة ست أوراق علمية، الورقة الأولى بعنوان رحلة السلطان برغش بن سعيد إلى أوروبا عام 1875م ألقاها الدكتور سليمان بن سعيد الكيومي تناول فيها فترة حكم السلطان برغش بن سعيد لسلطنة زنجبار في الفترة من 1870-1888م، حيث حفلت فترة حكمه بالكثير من المنجزات في المجال الثقافي والحضاري والاقتصادي.
وكان السلطان برغش محبا للعلم وراغبا في التطوير وإدخال المدنية إلى زنجبار فعلى الصعيد الثقافي أوجد المطبعة السلطانية واستقطب العلماء إلى زنجبار وطبع الكتب. وفي مجال العمران اهتم ببناء القصور كما اهتم بإدخال الكهرباء وشبكات المياه إلى زنجبار ويرى بعض الباحثين أن فكرة التطوير لدى السلطان برغش كانت ثمرة رحلة السلطان إلى مصر وإلى البلدان الأوروبية عام 1875م، والتي اطلع خلالها على التطور الذي وصلت إليه تلك البلدان في كافة المجالات، وعندما عاد من رحلته شرع في تنفيذ بعض المشاريع الحضارية التي رآها. ومن هذا المنطلق تأتي هذه الورقة العلمية لتسليط الضوء على رحلة السلطان برغش إلى أوروبا عام 1875م من حيث مسار الرحلة ومرافقي السلطان فيها وكذلك مشاهدات السلطان في البلدان التي زارها ومدى تأثير ذلك على سياسة السلطان برغش التنموية في زنجبار بعد عودته من تلك الرحلة.
واعتمد الباحث بشكل رئيسي في تغطية هذا الموضوع على كتاب " تنزيه الأبصار والأفكار في رحلة سلطان زنجبار" لمؤلفه زاهر بن سعيد على اعتبار أنه المصدر الرئيس لتفاصيل رحلة السلطان برغش إلى أوروبا، حيث كان زاهر بن سعيد مرافقا للسلطان ووصف الأحداث وما شاهده السلطان ومرافقيه في تلك الرحلة منذ مغادرتهم زنجبار عام 1875م وحتى عودتهم في نفس العام إلى زنجبار.
وتم تقسيم الورقة البحثية إلى عدة محاور هي: التعريف بالسلطان برغش وفكرة الرحلة والهدف منها والمرافقون للسلطان في هذه الرحلة وخط سير الرحلة وتوثيق الرحلة (كتاب تنزيه الأبصار) إضافة إلى مظاهر الحضارة الأوروبية في القرن 19م من خلال رحلة السلطان برغش ونتائج الرحلة. أما الورقة الثانية في الندوة فجاءت بعنوان رحلة السلطان حمود بن محمد إلى ساحل إفريقيا الشرقي ألقاها الدكتور سليمان بن عمير المحذوري قال فيها: بعد وفاة السيد سعيد بن سلطان عام 1856م تم تقسيم الإمبراطورية العُمانية إلى شطرين بموجب تحكيم كاننج عام 1861م شطر آسيوي يضم الوطن الأم عُمان وتوابعها حكمها السيد ثويني بن سعيد فيما حكم أخاه السيد ماجد زنجبار وملحقاتها. ونتيجة لذلك شهدت سلطنة زنجبار تدخلات بريطانية في شؤونها إلى أن أضحت محمية بريطانية عام 1890، وبعدها بنحو ستة أعوام حكم زنجبار السلطان حمود بن محمد الذي ولد في مسقط عام 1847، ثم هاجر إلى زنجبار في عهد السلطان ماجد بن سعيد وتولى عرش زنجبار خلفًا للسلطان حمد بن ثويني عام 1896م بترشيح من الوكيل والقنصل العام في زنجبار آثر هاردنج بعد موافقته كتابيًا على الشروط البريطانية وبذلك يُعد السلطان السابع من الحكام البوسعيديين الذي حكم زنجبار. ومن أهم الأحداث في عهده إلغاء الرق إلغاء كاملًا في زنجبار، إضافة إلى حدوث تغييرات في النظام القضائي وتحديث دولته على النظام الغربي وكان السلطان حمود مثقفًا ومطلعًا على أحوال العالم من خلال اشتراكه في عدة صحف ومجلات أدبية وفكرية مثل التودد والهلال والمحروسة، وعلى إثر ذلك كانت له مراسلات مع رؤساء تحرير تلك الصحف. وتوفي السلطان حمود بن محمد في زنجبار عام 1902 وخلفه ابنه السلطان علي بن حمود.
فيما قدم الورقة الثالثة أحمد بن خلفان بن علي الشبلي وكانت بعنوان "رحلات السلطان خليفة بن حارب إلى أوروبا 1911 ــ 1960 م". ألقى فيها الضوء على رحلات السلطان خليفة بن حارب الذي حكم زنجبار في الفترة من عام 1911 ــ 1960م وركز على الرحلات التي قام بها السلطان إلى أوروبا سواء التي تمت قبل توليه الحكم أو تلك التي تمت خلال فترة حكمه. وتناولت الورقة كمدخل تاريخي الرحلات التي قام بها أشخاص من أسرة البوسعيد الحاكمة في زنجبار أو من الأشخاص الذين كانوا يعملون تحت إمرتهم إلى العالم الغربي ( أوروبا والولايات المتحدة ). بعدها تطرق الباحث إلى أول رحلة قام بها السلطان خليفة بن حارب في حياته وهي رحلته من عمان إلى زنجبار والتي تمت في عهد السلطان حمد بن ثويني ( 1893 ــ 1896 م ). ومن ثم تطرقت الدراسة إلى رحلات السلطان الأولى بعد وصوله إلى زنجبار وهي رحلته إلى مكة المكرمة برفقة السلطان علي بن حمود ( 1902 ــ 1911م) ثم رحلته الثانية إلى أوروبا والتي كانت أيضا بمعية السلطان علي بن حمود عام 1911م وهي الرحلة التي اعتذر فيها السلطان علي عن مواصلة الرحلة إلى بريطانيا وإعلانه عن رغبته في البقاء في إسبانيا والتنازل عن السلطة في زنجبار، وهو الأمر الذي أتاح المجال للسلطان خليفة بن حارب لتولي السلطة في زنجبار بدءا من عام 1911م. كما تضمنت الورقة البحثية رحلات السلطان خليفة بن حارب إلى أوروبا خلال فترة حكمه التي قاربت الخمسين عاما مبرزة أهم الرحلات التي قام بها السلطان خليفة إلى وفاته عام 1960م. وتحدث الشبلي عن الدور المهم الذي لعبه المؤرخ العماني سعيد بن علي المغيري في توثيق رحلات السلطان خليفة إلى أوروبا وأهمية تلك المذكرات من الناحية التاريخية. أما الورقة الرابعة فكانت حول تحقيق مخطوطات أدب الرحلات العمانية: رحلة السلطان خليفة بن حارب أنموذجًا، ألقاها وليد بن سعيد النبهاني تناول فيها اهتمام العُمانيون بالرحلات منذ أزمنة قديمة ودوافعهم في ذلك متعددة كالتجارة وطلب العلم والسياحة فضلا عن الرحلات الدبلوماسية التي تتخذ طابعًا رسميًا. وقد اهتم العمانيون كما غيرهم من العرب بتدوين رحلاتهم فظهرت لدينا مؤلفات مختلفة في أدب الرحلات منها ما هو منظوم ومنها المنثور. وفي عهد الدولة البوسعيدية ازدهر هذا الأدب واختص بعضهم بتدوين رحلات السلاطين فتركوا لنا تراثا مخطوطًا في عدد من المؤلفات وعرف بعضها طريق الطباعة منذ دولة البوسعيد في زنجبار. كما تضمنت الورقة رحلة السلطان خليفة بن حارب إلى أوروبا لمؤلفها سعيد بن علي المغيري وما عمله المحققون في سبيل نشرها ضمن طبعتين: الأولى عام 1979 وقد نشرت في الطبعة الأولى من كتاب جهينة الأخبار في تاريخ زنجبار لنفس المؤلف بتحقيق عبدالمنعم عامر والثانية عام 1985 في طبعة مستقلة للرحلة بتحقيق محمد علي الصليبي، وتقديم ملاحظات نقدية على عملهم في التحقيق ثم نتائج البحث.
وقدم الدكتور محمد العريمي الورقة الخامسة بعنوان "زيارات سلاطين عمان في الصحافة العربية والعالمية" سلط فيها الضوء على أبرز التغطيات الصحفية لعدد من الرحلات والزيارات المهمة التي قام بها السلطانان تيمور بن فيصل وسعيد بن تيمور إلى عدد من الدول خلال الفترة من (1928-1970). واستعرض العريمي أبرز التغطيات التي قام بها عدد من الصحف البريطانية والعربية مثل: الفلق والشورى والشباب والمصوَر وفلسطين والدفاع وفلسطين بوست وعدد من الصحف الناطقة باللغة الإنجليزية. كما تضمنت محاور الورقة زيارة السلطان تيمور إلى بريطانيا حيث قام السلطان تيمور بن فيصل برفقة مستشاره المالي بروترام توماس بزيارة إلى بريطانيا خلال الفترة من 15 سبتمبر إلى 13 أكتوبر 1928 وهي جزء من رحلة طويلة بدأت من الهند وانتهت فيها كذلك في 31 ديسمبر 1928، وشملت زيارة عدة دول في أوروبا ومصر والهند إضافة إلى زيارة السلطان سعيد بن تيمور إلى مصر وفلسطين حيث ابتدأ السلطان سعيد بن تيمور زيارته العربية بالقاهرة وذلك في 13 أبريل من عام 1944، وتعد الزيارة الرسمية الأولى التي يقوم بها السلطان إلى مصر وفي 17 أبريل وصل السلطان سعيد بن تيمور إلى القدس عن طريق القطار قادمًا من القاهرة في زيارة وصفتها الصحف الفلسطينية التي تناولت أخبار الزيارة بأنها شخصية وزيارته إلى الهند وباكستان، حيث قام السلطان سعيد بن تيمور خلال الفترة من 15 نوفمبر وحتى الخامس من ديسمبر من عام 1949 بزيارة غير رسمية إلى الهند وباكستان حيث غادر مسقط على ظهر السفينة "درواكا" ونزل في بومباي وتحديدًا في فندق تاج محل ثم غادر بومباي متجهًا إلى دلهي بالطائرة حيث تم استقباله بشكلٍ رسمي في المطار وخصص له ولحاشيته جناحا خاصا في القصر الرئاسي، وقد التقى خلال زيارته بالرئيس جواهر لال نهرو، وحضر بعض الفعاليات الرياضية والفنية، كما زار بعض المؤسسات، ثم عاد إلى بومباي في 21 نوفمبر. والمحور الرابع كان حول زيارته إلى بريطانيا حيث قام السلطان سعيد بن تيمور بزيارة إلى بريطانيا خلال الفترة من الثالث من يوليو وحتى السادس من أغسطس عام 1955 وذلك بغرض تلقي العناية الطبية والتعرف على الأوضاع المختلفة في بريطانيا والسياحة، وقد رافقه خلال الزيارة الوالي إسماعيل بن خليل الرصاصي واثنان من الخدم. أما المحور الخامس فكان حول زيارته إلى العراق عام 1955 بحسب تقرير استخباراتي بريطاني صادر بتاريخ 16 أغسطس 1955 فقد زار السلطان سعيد بن تيمور العراق في طريق عودته من لندن إلى عمان وكان بمعيّته الوالي إسماعيل بن خليل الرصاصي وقد كان على رأس مستقبليه رئيس الوزراء نوري السعيد ورئيس أركان الجيش الفريق الركن محمد رفيق عارف.
أما الورقة الأخيرة فكانت بعنوان "رحلات سلاطين البوسعيد في مسقط وعمان: رحلات السلطان فيصل بن تركي والسلطان تيمور بن فيصل والسلطان سعيد بن تيمور أنموذجا" ألقتها الدكتورة بهية بنت سعيد العذوبية قالت فيها: منذ أواخر القرن التاسع عشر الميلادي بدأ سلاطين البوسعيد في مسقط وعمان في القيام بزيارات ورحلات داخلية وخارجية شملت مناطق عديدة في عمان بالإضافة إلى عدد كبير من الدول العربية والأجنبية وقد تعددت الأهداف التي أدت إلى قيام سلاطين البوسعيد بهذه الرحلات، فمنها معرفة أحوال القبائل العمانية الداخلية من جهة والتعرف على الأوضاع السياسية والاقتصادية وما وصلت إليه الدول من تقدم من جهة، وتأكيد استقلالية عمان وقرارات حكامها من جهة أخرى، هذا فضلا عن القيام برحلات خارجية خاصة كتلبية دعوة أو زيارات شخصية ومن أهم سلاطين البوسعيد في مسقط وعمان ممن قاموا برحلات داخلية وخارجية السلطان فيصل بن تركي والسلطان تيمور بن فيصل والسلطان سعيد بن تيمور. وتحدثت العذوبية عن أهمية الدراسة وأهدافها قائلة: تبرز أهمية هذه الدراسة كونها تتناول بالدراسة والتحليل لأهم الرحلات الداخلية والخارجية لسلاطين البوسعيد في مسقط عمان وتحديدا الرحلات الداخلية للسلطان فيصل بن تركي، والرحلات الخارجية للسلطان تيمور بن فيصل والسلطان سعيد بن تيمور ولكونها ستتطرق لأهداف هذه الرحلات ومسارها الجغرافي وأهم الأحداث التاريخية التي صاحبتها وبناء على هذه الأهمية يمكن إبراز أهم أهداف الدراسة في الآتي: تتبع أهم الرحلات الداخلية والخارجية لسلاطين البوسعيد في مسقط وعمان وإبراز أهم أهداف هذه الرحلات ومسارها الجغرافي وأبرز الأحداث التي صاحبتها. وانقسمت محاور الدراسة إلى ثلاثة مباحث رئيسية يتناول المبحث الأول: أهم الرحلات الداخلية للسلطان فيصل بن تركي، وتضمن المبحث الثاني أهم الرحلات الخارجية للسلطان تيمور بن فيصل، أما المبحث الثالث فتناول أهم الرحلات الخارجية للسلطان سعيد بن تيمور. واتبعت الباحثة المنهج التاريخي التحليلي وذلك بالاطلاع على أبرز المصادر العمانية التي تناولت هذه الرحلات وأهمها ديوان أبي الصوفي بالإضافة إلى أهم الوثائق العمانية والبريطانية التي ذكرت هذه الرحلات ومن ثم القيام بتحليل هذه الرحلات من حيث الأهداف والأهمية.
وهدفت الندوة التي أدارتها الدكتورة هدى بنت عبدالرحمن الزدجالية إلى التعرف على أهم سلاطين البوسعيد بين سلطنتي زنجبار ومسقط وعُمان الذين عرفوا برحلاتهم المتعددة، وإبراز أهمية رحلات سلاطين البوسعيد بين سلطنتي زنجبار ومسقط وعُمان ودورها التاريخي والسياسي والحضاري والثقافي والعلمي، وإلقاء الضوء على أهم المصادر والمراجع والوثائق والمخطوطات التاريخية التي تناولت الموضوع وتحليل مضامينها، إضافة إلى تتبع أصداء رحلات سلاطين البوسعيد بين سلطنتي زنجبار ومسقط وعُمان في الصحافة العربية والعالمية والمقارنة بين رحلات سلاطين البوسعيد بين سلطنتي زنجبار ومسقط وعُمان والتعرف على أوجه الشبه والاختلاف والقواسم المشتركة. كما أقيم على هامش الندوة معرض مصاحب مصغر ضم صورا مختلفة لرحلات سلاطين البوسعيد بين سلطنتي زنجبار ومسقط وعُمان وأبرز الصحف العربية والعالمية التي تطرقت للموضوع مع عرض فيديوهات لتلك الرحلات.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الرحلات الداخلیة خلال الفترة من السلطان تیمور إلى بریطانیا السلطان حمود فیصل بن ترکی التی قام بها هذه الرحلات السلطان علی أهم الرحلات إلى أوروبا إلى زنجبار السلطان فی الضوء على فی زنجبار إضافة إلى تیمور إلى فترة حکم بن سعید عدد من من عام
إقرأ أيضاً:
قوات السلطان المسلحة تحتفل اليوم بذكرى الحادي عشر من ديسمبر
◄ 11 ديسمبر.. ذكرى وطنية عزيزة تجسد مسيرة عطاء زاخرة بالإنجازات والتضحيات الجسام
مسقط- الرؤية
تحتفل سلطنة عُمان اليوم الخميس، بذكرى الحادي عشر من ديسمبر "يوم قوات السلطان المسلحة"، وهي ذكرى عزيزة تجسد مسيرة عطاء زاخرة وتضحيات جسام عظيمة، ويُعد نقلة تاريخية نوعية انطلقت منذ عام 1975، يومٌ يُتوِّج إخلاص وبسالة رجال وقفوا شاهدين على صدق العزيمة والتفاني في الذود عن حياض الوطن الطاهرة والدفاع عن مكتسباته.
وتُقيم أسلحة قوات السلطان المسلحة عددًا من الاحتفالات تتضمن فعاليات تجسد ما وصلت إليه من تطوير وتحديث في مختلف المجالات، وما تنعم به من مظاهر التقدم والازدهار.
وفي ظل الرعاية السامية والاهتمام الكريم من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى- حفظه الله ورعاه- حظيت قوات السلطان المسلحة بمسيرة حافلة من التطوير والتحديث الشامل، انطلاقًا من واجباتها الوطنية الجليلة في الذود عن الوطن العزيز، وحماية أمنه ومكتسباته. وهي اليوم، بأسلحتها وألويتها وقواعدها كافة تؤكد جاهزيتها التامة للقيام بدورها الخالد في حماية أرض سلطنة عُمان؛ لتبقى رايتها خفاقة في سماء المجد.
وتظل هذه القوات شاهدًا عظيمًا على منجزات النهضة الحديثة تحت ظل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان المعظم أبقاه الله، حيث تواصل تمسكها بالعهد، وتسير بثبات وفق منظومة متكاملة ترتكز على التدريب المتقن، والتطوير الممنهج، واقتناء أحدث التقنيات، وإنجاز المشاريع الطموحة؛ مما جعلها دعامة راسخة لمسيرة التنمية الشاملة، وحصنًا منيعًا يحمي مكاسب الوطن.
ويبقى العنصر البشري في قوات السلطان المسلحة محط الرعاية والاهتمام، باعتباره الثروة الحقيقية والركيزة الأساس التي تُبنى عليها خطط التطوير في أسلحتها الرئيسة: الجيش السلطاني العُماني، وسلاح الجو السلطاني العُماني، والبحرية السلطانية العُمانية، إلى جانب الحرس السلطاني العُماني، وقوة السلطان الخاصة من خلال تدريب هادف يضمن أعلى مستويات الكفاءة، حيث أصبحت قوات حديثة التنظيم والتسليح، قادرة بجنودها الأبطال على توظيف أحدث العلوم والتقنيات العسكرية في شتى الميادين.
وتعنى وزارة الدفاع بتنفيذ السياسة الدفاعية لقوات السلطان المسلحة، منطلقة في ذلك من الفكر المستنير والتوجيهات السامية للقائد الأعلى -حفظه الله- من خلال إبرام عدد من اتفاقيات تحديث الأجهزة والمعدات، وعقد صفقات التسليح وفق خطط مدروسة وتخطيط واعٍ يفي باحتياجات قوات السلطان المسلحة بما يمكِّنها من أداء أدوارها الوطنية في مسيرة التنمية الشاملة بالبلاد، وبما يتفق والمهام المنوطة بها لحماية ثرى ومقدسات هذا الوطن العزيز والسهر على منجزاته الخالدة، وترتكز إستراتيجية الوزارة وسياساتها في تخطيط وتنفيذ مهامها ومسؤولياتها الجسيمة على حضارة عتيدة وإرث تليد.
ويشكل العنصر البشري في قوات السلطان المسلحة دومًا موضع التقدير ومحل الاهتمام ومحط الرعاية من جلالة القائد الأعلى - حفظه الله ورعاه - بوصفه الثروة الحقيقية والمكوّن الأساس الأهم في منظومة خطط التطوير والتدريب والتسليح في قوات السلطان المسلحة بأسلحتها الرئيسة، الجيش السلطاني العُماني، وسلاح الجو السلطاني العُماني، والبحرية السلطانية العُمانية، إلى جانب الحرس السلطاني العُماني، وقوة السلطان الخاصة، والمبني على التدريب الهادف لتحقيق أقصى كفاءة في الأداء، لتكون المحصلة قوات حديثة التنظيم والتسليح تضم بين صفوفها عناصر منظومة الأسلحة المشتركة كافة، وأصبح منتسبوها البواسل قادرين وبكل كفاءة على استيعاب التعامل مع أحدث العلوم التقنية العسكرية من تقنيات حديثة في شتى المجالات.
وحرصت سلطنة عُمان على تكامل المنظومة العسكرية بما فيها من قوى بشرية تتمتع بكفاءة عالية ومعنويات رفيعة، والتي يؤدي الارتقاء بها في العدة والعتاد إلى ما يمكنها من أداء دورها الوطني المقدس، ومن هذا المنطلق انتهجت سلطنة عُمان خططًا، لتزويد قوات السلطان المسلحة بمعدات وأسلحة متطورة من دبابات، وناقلات جند مدرعة، ومنظومات صاروخية، ومدفعية، وعربات مدرعة، وطائرات مقاتلة ونقل وعمودية، وأنظمة دفاع جوي، كما زودت هذه القوات بمختلف أنواع السفن خاصة سفن الإنزال والقرويطات والزوارق المتطورة دعمًا للدور الوطني الجسيم الذي تضطلع به قوات السلطان المسلحة، بالإضافة إلى عمليات التطوير والتأهيل المستمرة لأسلحة الإسناد التي تمكنها من القيام بواجبها الوطني على الوجه الأكمل، فضلاً عن خطط وبرامج تأهيل القوى البشرية بما يتواكب والمكانة العلمية والتدريبية التي وصل إليها الجندي العُماني، والذي أصبح قادراً على التعامل مع التقنية الحديثة بكل حرفية وإتقان.