أوضاع غير مستقرة تشهدها حكومة الاحتلال الإسرائيلي في الوقت الحالي، والتي وصفها المتخصصون في الدراسات الإسرائيلية بأنها حكومة فاسدة منبوذة، ولا تمتلك أي أجندة صحيحة للأوضاع سواء الخاصة بالعدوان على قطاع غزة أو حتى الأوضاع الداخلية في إسرائيل الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية.

يرى الكثيرون أنها حكومة في رمقها الأخير، وبات مصيرها على المحك وأصبحت أحلام رئيس الوزراء بالاستمرار في منصب رئيس الحكومة أمرا أشبه بالمستحيل، خاصة بعد فشله الكبير الذي كشفته أحداث السابع من شهر أكتوبر الماضي، وفقما أفادت قناة القاهرة الإخبارية.

فشل أكذوبة الحكومة الإسرائيلية

التطورات الأخيرة في قطاع غزة أثبتت فشل أكذوبة الحكومة الإسرائيلية بقدرتها على خوض أي معارك بعدما فضحت عملية طوفان الأقصى ضعف قدراتها العسكرية، وهنا أشارت «القاهرة الإخبارية» إلى أن الخلافات بشأن قطاع غزة هزت أركان حكومة رئيس دولة الاحتلال حيث اشتعلت جدوى التحدي بين وزراء الحكومة وعلى رأسهم وزيرا الأمن القومي والمالية.

كل من وزير الأمن القومي الإسرائيلي ووزير المالية، هددا بحل الحكومة في حالة التوصل لإتفاق يقضي بوقف إطلاق النار والحرب على قطاع غزة، وعلى ناحية أخرى هدد أطراف في الائتلاف الحاكم في دولة الاحتلال بالانسحاب من الحكومة في حالة موافقة رئيس الوزراء على البند الأول في أهداف الحرب وهو هزيمة الفصائل الفلسطينية، واعتبروا ذلك «خطا أحمر».

صفعة سياسية لرئيس حكومة الاحتلال

وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، صفعة سياسية أخرى لرئيس حكومة الاحتلال قائلا: «عيوبه باتت غير قابلة للإصلاح»، مؤكدا أن الحكومة الراهنة تلحق ضرراً كبيرا بمكانة إسرائيل الاستراتيجية والسياسية وتقود حرباً بلا نهاية فهي حكومة مفتتة ومستقبلها مُرعب.

أما عن وضع بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة، فقد أصبح مُهدداً بقيادات داخلية رافضة لسياسته ومواطنين غاضبين من فشله ورفض عالمي لانتهاكاته بالأراضي الفلسطينية.

فسّر الدكتور ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح بفلسطين، ما يدور في حكومة الاحتلال الإسرائيلي بأنه استغلال للدم الفلسطيني مع الغطاء الذي توفره الولايات المتحدة الأمريكية لارتكاب المزيد من المجازر لتبرير المواقف والظهور بأن رئيس الحكومة وحزبه هو الذي روى عطش الشارع الإسرائيلي للدماء الفلسطينية.

سباق بين وحوش مجرمين

واستكمل حديثه لـ«الوطن»: «ما يدور هو سباق بين وحوش مجرمين على حساب الدم الفلسطيني لكي ينقذ كل واحد منهم مستقبله السياسي بعدما إنهارات المنظومة الأمنية الإسرائيلية بشكل كامل خلال 25 دقيقة في السابع من أكتوبر الماضي».

وصف نظير مجلي، خبير في الشؤون الإسرائيلية، الحكومة الإسرائيلية الحالية بأنها حكومة مؤقته جاءت فقط للرحب، موضحاً لـ «الوطن»، أنه من المتوقع بعد انتهاء الحرب على قطاع غزة، يسعى الجمهور الإسرائيلي لإسقاط الحكومة لأنها حكومة فساد ومسئولة عن الإخفاقات الاستراتيجية في السابع من شهر أكتوبر الماضي.

وقال نظير مجلي، أن الحكومة الحالية، فشلت في إدارة اقتصاد البلاد وأضرت كثيراً بالجيش الإسرائيلي، فهي حكومة منبوذة في كل مكان في العالم، مع العلم أن إسقاطها ليس سهلاً والأمر يحتاج لجهود كبيرة، كما أنها لا تمتلك أي أجندة صحيحة للقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة هدنة حکومة الاحتلال قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

مستوطنون يدخلون قطاع غزة أمام أنظار جيش الاحتلال

اقتحم مستوطنون إسرائيليون مدينة غزة، حسبما أفادت مصادر رسمية وتقارير صحفية، قبل أن يزعم جيش الاحتلال أنه تم اعتقالهم لاحقًا، حيث كانوا تحت المراقبة.

وكشفت وسائل إعلام عبرية، أن المقتحمين "ناشطون استيطانيون"، ويظهر فيديو رجلا يحمل شتلة بيده في المنطقة، ويقول: "جئنا لنغرس من أجل المستوطنة اليهودية في غزة. كل أرض إسرائيل لنا".

עשרות ישראלים נכנסו הערב בחסות החשיכה לרצועת עזה - במטרה ליישב מחדש את יישובי גוש קטיף.

צה"ל הצליח להוציא את מרביתם והודיע כי השיב אותם ארצה, אך לטענת המארגנים: יש קבוצה שעדיין מצליחה להישאר בשטח ולא מצליחים לפנות אותה. pic.twitter.com/KxHNBYqni2 — ינון שלום יתח (@inon_yttach) December 10, 2025
من جهتها، أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إلى أن هؤلاء "ناشطون يمينيون ذوو توجهات استيطانية في غزة"، وأوضحت أن المجموعة تراوح عددها بين 7 إلى 10 إسرائيليين تجاوزا الحدود إلى داخل القطاع لنحو 200 متر انطلاقًا من المنطقة الواقعة بين مستوطنتي "نير عام" و"مفالسيم".

وأواخر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، طلب نواب إسرائيليون من وزير الحرب يسرائيل كاتس، السماح لهم بتنظيم جولة داخل قطاع غزة، تمهيدًا لاستئناف الاستيطان فيه، وهو ما يتعارض مع خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب بغزة.

جاء ذلك في رسالة وجهتها جماعة ضغط من أجل الاستيطان بغزة إلى كاتس، بحسب القناة 12 العبرية، وهذه الجماعة يرأسها كل من النائبة من حزب "القوة اليهودية" ليمور سون هار-ميليخ، والنائب من حزب "الصهيونية الدينية" تسفي سوكوت، وهذان الحزبان يمينيان متطرفان ويرأس الأول وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، فيما يرأس الثاني وزير المالية بتسلئيل سموتريتش.

وأفادت جماعة الضغط في رسالتها آنذاك بأنها تهدف إلى إعادة بناء مستوطنة نيسانيت، التي أقيمت عام 1984 على مساحة 1610 دونمات، قبل تفكيكها مع باقي المستوطنات عام 2005، وتابعت وفق رسالتها: "سنرفع العلم (الإسرائيلي) في غزة، إنها فعالية للتعبير عن تحقيق رؤية الاستيطان اليهودي في أرض أجدادنا"، حسب زعمهم.

وفي تموز/يوليو الماضي، سار مئات المستوطنين على طول الحدود مع قطاع غزة المدمّر بعد 23 شهرًا من الحرب، انطلاقا من سديروت وحتى نقطة في مستوطنة نير عام، مطالبين بعودة الاستيطان في القطاع الفلسطيني.

ولوَّح المتظاهرون، بأعلام إسرائيلية ورايات حركة "غوش قطيف" البرتقالية التي تُمثّل تكتلًا من 21 مستوطنة إسرائيلية جرى تفكيكها في قطاع غزة عام 2005، وانسحب جيش الاحتلال قبل 20 عامًا من غزة، بعد 38 عامًا من الانتشار العسكري فيه، وجرى إجلاء 8 آلاف مستوطن وتفكيك 21 مستوطنة، وبقيت فئة متشددة من المستوطنين تُطالب بالعودة، ويعتقد بعضهم أن الوقت مناسب لتحقيق حلمهم، كما انضم إلى سكان الكتل الاستيطانية القدامى، جيل جديد من الإسرائيليين الراغبين في الانتقال إلى غزة.

هكذا يرى المجتمع المستوطن اراضينا، يريدون حلم دولة إسرائيل الكبرى … "الارض الموعودة"

The Israeli settler terrorist leader Daniella Weiss : we don’t want peace we want Greater Israel.

القائدة الإرهابية للمستوطنين الإسرائيليين دانييلا فايس: نحن لا نريد السلام، نحن نريد “إسرائيل… pic.twitter.com/SmkMVwW1tC — Amer Al-Hanooti (@amer_alhanooti) August 18, 2025
وتقول دانييلا فايس (79 عاماً): "نحن ألف عائلة، ترونهم في هذه المسيرة، نحن مستعدون للانتقال الآن والعيش في الخيام"، وتُضيف دانييلا فايس، التي شغلت منصب رئيسة بلدية مستوطنة كدوميم في الضفة الغربية: "نحن مستعدون للانتقال مع أولادنا فورًا إلى منطقة غزة، لأننا نؤمن بأن هذا هو الطريق لتحقيق الهدوء والسلام ووضع حدٍّ لحماس". 

ورغم انتهاء حرب الإبادة بسريان وقف إطلاق النار في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، لم يشهد واقع المعيشة لفلسطينيي غزة تحسنا جراء القيود المشددة التي يفرضها جيش الاحتلال على دخول شاحنات المساعدات، منتهكًا بذلك البروتوكول الإنساني للاتفاق.

وخلّفت حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة التي بدأت في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 بدعم أمريكي واستمرت لعامين، أكثر من 70 ألف شهيد وما يفوق 171 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارًا طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية.

مقالات مشابهة

  • عاجل | مجمع الشفاء الطبي: شهيد بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي خارج مناطق انتشاره بجباليا شمالي قطاع غزة
  • عاجل| الخارجية الألمانية: نطالب الحكومة الإسرائيلية بالوقف الفوري لبناء المستوطنات
  • مستوطنون يدخلون قطاع غزة أمام أنظار جيش الاحتلال
  • بسبب مماطلة الاحتلال.. أزمة الإيواء والسكن تتفاقم في قطاع غزة
  • الشيف أبو جوليا: نسبة البطالة في غزة وصلت لـ 60% بسبب الحصار الإسرائيلي
  • نقص حاد في الضباط والمقاتلين داخل جيش الاحتلال
  • 383 شهيداً في قطاع غزة منذ اتفق وقف الحرب
  • معاريف تفضح نتنياهو.. رئيس حكومة الاحتلال يتعمد إفشال خطة ترامب للسلام في غزة
  • مشعل: وجه “إسرائيل” القبيح كُشف أمام العالم بعد السابع من أكتوبر
  • هيئة الأسرى تحذر من تجمد الأسرى داخل السجون الإسرائيلية