بعد مشاركتها في عمليات دعم إسرائيل بحريا، أبحرت المدمرة البريطانية "إتش إم إس دايموند" الملقبة بـ"سفينة صاحبة الجلالة" إلى خليج عدن لمواجهة تهديدات جماعة الحوثي في اليمن للممرات المائية والملاحة الدولية.

وانضمت المدمرة البريطانية التي شاركت في عمليات سابقة على شواطئ ليبيا وفي بحر البلطيق ضد السفن الروسية، يوم الخميس، إلى سفينة "لانكاستر"، بالإضافة إلى 3 سفن لإزالة الألغام وسفينة دعم تابعة للأسطول الملكي البريطاني، لضمان حرية الملاحة في المنطقة وتأمين السفن التجارية وضمان التدفق الآمن للتجارة، وفق بيان لوزارة الدفاع البريطانية.

وجاء هذا التطور في أعقاب إعلان أميركي بأن مسيرة إيرانية، تم إسقاطها، يوم الأربعاء، اقتربت من حاملة الطائرات "أيزنهاور" في مياه الخليج حتى 1500 متر، بحسب إعلان البنتاغون، الذي اعتبر أن "سلوك إيران غير الآمن وغير المهني يهدد حياة الأميركيين ويجب أن يتوقف".

كما جاء بعد الاستيلاء غير القانوني على سفينة "غالاكسي ليدر" التابعة لرجل أعمال إسرائيلي، من قبل الحوثيين في البحر الأحمر بعد الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة.

 ما هي قدرات المدمرة "دايموند" البريطانية ؟
تعتبر "إتش إم إس دايموند" من الفئة "تايب 45"، وهي مخصصة للدفاع الجوي، وترافق التشكيلات البحرية لحمايتها من أي هجوم جوي في أثناء وجودها في عرض البحار، كما ضمن أبرز قدراتها:

تم تجهيزها بنظام الدفاع الجوي "Sea Viper"، والذي يمكنه تتبع ما يصل إلى 2000 هدف والتحكم في الوقت ذاته في عدة صواريخ "Asper" في الجو. دخلت الخدمة في 2011 الوزن: 9400 طن. الطول 152 مترا والعرض 21 مترا. الدفع: محرك توربيني غاز عدد 2 وآخر ديزل وثالث بالكهرباء. السرعة: 56 كليو مترا في الساعة والمدى: 13 ألف كيلومتر. تحتوي على رادار متعدد المهام وآخر للمراقبة الجوية وثالث للملاحة. أنظمة حرب إلكترونية.

 ما هي قدراتها التسليحية؟

48 خلية صواريخ أفعى البحر من طراز" Sea Viper" للدفاع الجوي. صواريخ Aster 15 المدى من 1.7 كليو متر إلى 30 كيلو متر. صواريخ Aster 30 المدى من 3 كم إلى 120 كيلو متر. 8 فوهات صواريخ هاربون مضادة للسفن. مدفع بحري عيار 113 ملم بمدى 27 كيلومتراً ومدفعان عيار 30 ملم. 8 مدافع رشاشة متوسطة. 4 قاذفات طوربيد وطائرتين حوامة تحمل صواريخ مضادة للسفن عدد 4 طوربيدان مضادان للغواصات.

 وتعتبر مياه خليج عدن طريقا حيوية للشحن التجاري ومرور الناقلات التي تحمل جزءا كبيرا من إمدادات بريطانيا من الغاز الطبيعي المسال، وتمر حوالي 50 سفينة تجارية كبيرة يوميًا عبر باب المندب، الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن، بينما تمر حوالي 115 سفينة تجارية كبرى عبر مضيق هرمز.

عمليات سابقة لـ"دايموند"
وشاركت السفينة الحربية البريطانية في عدة أعمال سابقة في البحر المتوسط كان من أبرزها:

في سبتمبر 2016 توجهت إلى البحر الأبيض المتوسط للمشاركة في العملية "صوفيا" للمساعدة على التصدي لتهريب الأسلحة إلى ليبيا ولمواجهة مهربي البشر وفق قرار مجلس الأمن الدولي بهذا الشأن. مساندة العمليات البحرية لحاملات الطائرات الأميركية ضد داعش. في يناير 2017 نفذت رحلة إلى شواطئ أوكرانيا على البحر الأسود كأول عملية بريطانية في تلك المنطقة منذ انتهاء "الحرب الباردة" وذلك بهدف تعزيز الوجود العسكري البريطاني قرب حدود روسيا. شاركت في دعم إسرائيل على شواطئ غزة في إطار الدعم البريطاني لتل أبيب خشية توسع المعارك وتحولها لحرب إقليمية.

تهديدات الحوثي للملاحة البحرية
ويقول الخبير البريطاني مايكل كلارك لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن القرار البريطاني بإرسال تلك المدمرة جاء لمواجهة التهديدات الحوثية والإيرانية لطرق التجارة وممرات الملاحة الرئيسية، وبعد استيلاء تلك الجماعة على سفن أو تهديد أخرى، وفي ظل مخاوف من تزايد التوتر مع إيران في المنطقة.

ستكون مهمة المدمرة " دايموند" هي مطاردة الزوارق الحوثية التي تحاول الاستيلاء على السفن. تأمين المضايق وممرات الملاحة بخليج عدن وصد الهجمات الحوثية بالمسيرات والصواريخ تجاه إسرائيل. الحكومة البريطانية استجابة للمخاوف المتزايدة بشأن أمن الممرات البحرية الاستراتيجية مثل مضيق هرمز الذي تهدد إيران فيه حرية الملاحة. الخطوة دليل قوي على التزام المملكة المتحدة بالأمن الإقليمي حيث ستعمل المدمرة على تعزيز الوجود البحري البريطاني في الخليج وردع أي تصعيد أو أي جهات تسعى إلى تعطيل الأمن البحري. زعماء الغرب يخشون تحول الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة إلى صراع إقليمي إذا لم تتم مواجهة تصرفات الجماعات المدعومة من إيران مثل حزب الله والحوثيين بشكل فعال، رغم عدم وجود مؤشرات على ذلك. البحرية البريطانية متواجدة في المنطقة منذ عام 1980، ووفقا للعملية "كيبيون" التي انطلقت منذ عام 2011، تعمل مع الحلفاء في جميع أنحاء المنطقة.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات المدمرة البريطانية خليج عدن خليج عدن جماعة الحوثي جماعة الحوثيين المدمرة البريطانية خليج عدن التمرد الحوثي

إقرأ أيضاً:

سفينة الأشباح.. لغز مدفون قبل ألف عام| ما القصة؟

اكتشف علماء الآثار قطعة أثرية غامضة في موقع ساتون هو بإنجلترا، حيث يشتهر الموقع بدفن "سفينة الأشباح" الأنجلوساكسونية من القرن السابع، التي عُثر عليها داخل تلة دفن بين عامي 1938 و1939.

 لغز مدفون قبل ألف عام

أثارت شظايا الدلو البيزنطي الذي يعود إلى القرن السادس فضول الباحثين منذ أن كشفت عنه مجرفة جرار بالصدفة في عام 1986.

اكتشاف مذهل بجوار جثمان أول فرعون تحكم مصر.. ماذا وجدوا في مقبرتها؟43 ألف سنة.. قصة أقدم بصمة إصبع في العالم

يعتقد الخبراء أن جذور الدلو تعود إلى الإمبراطورية البيزنطية، وكان قد صُّنع في أنطاكيا (تركيا الحديثة)، قبل أن يشق طريقه إلى الساحل الشرقي لبريطانيا بعد نحو قرن من صناعته.

في عام 2012، ساهمت حفريات إضافية في العثور على قطع أخرى من هذا الأثر المعروف باسم دلو برومسويل (Bromeswell Bucket)، لكن القاعدة الكاملة للوعاء ظلت غامضة، تمامًا كأسباب وجوده في موقع أنغلوساكسوني.

أصبح لغز برومسويل اليوم أقرب إلى الحل، بعدما كشفت حفريات جديدة أُجريت الصيف الماضي، عن كتلة من التراب تحتوي على أجزاء من الدلو.

بعد تحليل دقيق، تبين أنها تضم القاعدة الكاملة للوعاء التي تحتوي على زخارف تُكمل تفاصيل مثل الأقدام، والكفوف، والدروع الخاصة بالشخصيات، إضافة إلى الوجه المفقود لأحد المحاربين.

كما اكتشف الفريق محتويات الدلو المفاجئة، والتي كانت عبارة عن بقايا محترقة لكائنات حيوانية وبشرية، الأمر الذي ألقى مزيدًا من الضوء على سبب دفن هذا الوعاء أساسًا.

عثر الباحثون على مشط محفوظ بشكل مذهل، قد يحتوي على أدلة حمض نووي (DNA) تعود إلى الشخص الذي وُضع ليرقد في هذا القبر قبل أكثر من ألف عام، ويُرجَّح أنه كان شخصًا يتمتع بمكانة رفيعة.

مقتنيات جنائزية غير متوقعة

خضعت كتلة التراب لفحوصات بالأشعة المقطعية والسينية في جامعة برادفورد، قبل أن تُرسل إلى هيئة الآثار في يورك (York Archaeological Trust) لمزيد من التحليل في شهر نوفمبر.

تولى فريق بحثي متخصص في دراسة العظام البشرية، والبقايا العضوية، وحفظ الآثار، إزالة التربة بعناية فائقة من داخل الدلو، وحللوا كل شظية تظهر تدريجيًا.

كشفت هذه المقاربة الدقيقة عن عظام بشرية محروقة، شملت أجزاء من عظمة كاحل، وقبة الجمجمة (الجزء العلوي الواقي من الجمجمة)، وفق ما جاء في بيان صادر عن المؤسسة الوطنية للحفاظ على التراث.

كما عثر الباحثون على بقايا عظام حيوانية، وأظهر التحليل الأولي أن هذه القطع تعود لحيوان أكبر من الخنزير.

وأشار الفريق إلى أن الأحصنة كثيرا ما كانت تُحرق ضمن طقوس الحرق الجنائزي في العصور الأنغلوساكسونية المبكرة، كتعبير عن مكانة الشخص المتوفى.

أما تمركز بقايا العظام في حزمة متماسكة، إلى جانب وجود ألياف غريبة غير معروفة، فيرمز إلى أن هذه الرفات كانت محفوظة في كيس وُضع داخل الدلو.

عُثر أيضًا على بعض شظايا العظام خارج الدلو مباشرة، تظهر عليها بقع نحاسية (ناتجة عن تفاعل العظام مع معدن الدلو)، ما يدل على أنها دُفنت في الوقت ذاته، لكن خارج الوعاء.

تخضع كل من العظام البشرية والحيوانية راهنًا، لمزيد من الدراسة، بالإضافة إلى اختبارات التأريخ بالكربون المشع، لتوفير سياق زمني أوضح ودقيق.

ووضعت مقابر حرق عدّة في موقع ساتون هو داخل أوعية مثل الجرار الفخارية والسلطانيات البرونزية، من بينها وعاء برونزي معلّق معروض حاليًا في قاعة المعرض الكبرى.

مقتنيات جنائزية

أظهرت الفحوصات الأولية وجود مقتنيات جنائزية داخل الدلو، وتمكن الباحثون بعناية فائقة من استخراج مشط مزدوج الجوانب، دقيق ومتكامل إلى حد كبير، يحتوي على جانب بأسنان رفيعة وآخر بأسنان أوسع، ويُرجّح أنه صُنع من قرن أيل (غزال)..

عُثر على أمشاط مصنوعة من العظام وقرون الأيائل في مدافن تعود للرجال والنساء على حدّ سواء، وأشار الاختلاف بالأحجام إلى أنها استُخدمت في تسريح الشعر، واللحى، وإزالة القمل.

ويُعد ساتون هو، من أهم مواقع التنقيب الأثري في بريطانيا، حيث خضع لحملات تنقيب عديدة على مر السنين، ذلك لأن اكتشاف سفينة الدفن في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي غيّر بشكل جذري فهم المؤرخين لحياة الأنغلوساكسونيين، ومكانتهم، وثقافتهم.
 

طباعة شارك قطعة أثرية مقتنيات جنائزية لغز برومسويل مقتنيات جنائزية غير متوقعة علماء الآثار

مقالات مشابهة

  • بيان مشترك لوزيري الخارجية البريطاني والمغربي بشأن قضية الصحراء المغربية
  • صعوبات لوجستية وقانونية تواجه إزالة المباني المدمرة في سوريا
  • كيف نجت الإسكندرية من العاصفة المدمرة؟.. الإسكان تُجيب
  • الأضعف منذ 2009.. تراجع كبير بصناعة السيارات البريطانية
  • وزارة التربية تواصل عملية تأهيل المدارس المدمرة وتفتتح 3 منها في ‏القنيطرة
  • على متن سفينة ..ناشطة سويدية تعتزم زيارة غزة
  • وزير الخارجية البريطاني يعلن وقف مبيعات الأسلحة لكيان العدو
  • سفينة الأشباح.. لغز مدفون قبل ألف عام| ما القصة؟
  • التلغراف :أمريكا أطلقت صواريخ دفاع جوي خلال 18 شهرًا بالبحر الأحمر أكثرمما أطلقته خلال 30 عامًا
  • رئيس الجامعة البريطانية في مصر: نعمل على تأهيل الطلاب لسوق العمل بتخصصات أكاديمية حديثة