استقالة في كوب28 احتجاجا على صفقات نفط وغاز إماراتية محتملة
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
استقالت، هيلدا هاين، عضو المجلس الاستشاري الرئيسي لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب28)، الجمعة، بسبب تقارير تزعم أن رئاسة الإمارات استغلت هذا المؤتمر لإبرام اتفاقات جديدة للنفط والغاز.
ووفقا لخطاب استقالتها، قالت هاين، وهي الرئيسة السابقة لجزر مارشال، إن التقارير التي تفيد بأن الإمارات تعتزم مناقشة اتفاقات محتملة بشأن الغاز الطبيعي وغيره قبل محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ "مخيبة للآمال بشدة" وتنذر بتقويض نزاهة عملية التفاوض متعددة الأطراف.
وأضافت هاين في الرسالة التي أرسلتها إلى رئيس المؤتمر، سلطان الجابر، "هذه التصرفات تقوض نزاهة رئاسة المؤتمر والعملية برمتها".
والاثنين الماضي، نشر موقع شبكة "بي بي سي" البريطانية، وثيقة مسربة تشير إلى "سعي الإمارات وراء الكواليس، إلى استخدام موقعها كمضيف لكوب28"، لتحقيق هدف متناقض، وهو "إبرام المزيد من الصفقات النفطية في جميع أنحاء العالم".
وبحسب التقرير، لم ينف فريق الإمارات المعني بالمناخ استخدام اجتماعات "كوب28"، لإجراء محادثات عمل، وقال إن "الاجتماعات الخاصة تبقى خاصة"، ورفض التعليق على ما تمت مناقشته في الاجتماعات، وقال إنه يركز على "العمل المناخي الهادف".
نفى الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف بشأن المناخ، سلطان الجابر، الأربعاء الماضي، التقرير الذي قال إن الإمارات "تسعى إلى إبرام مزيد من صفقات النفط والغاز خلال قمة المناخ (كوب 28)"، معلنا في بيان صحفي نقلته وكالة "أسوشييتد برس"، أنه "وافق على التنحي" من رئاسة شركة "أدنوك"، في ظل اتهامات بتضارب المصالح.
وقال الجابر، في تصريحات صحفية بشأن التقرير الذي نشره موقع "بي بي سي": "هذه المزاعم كاذبة وليست صحيحة وغير دقيقة".
وأضاف: "لم أر أبدا مثل هذه النقاط التي أشاروا إليها، ولم أستخدمها أبدا في نقاشاتي. من فضلكم احترموا من نحن وما حققناه على مدار السنوات، واحترموا حقيقة أننا واضحون وأمناء وشفافون حول طريقة إقامة مؤتمر الأطراف".
وتابع الجابر الحديث بالقول، إن تقرير الشبكة البريطانية "محاولة لتقويض عمل رئاسة كوب 28".
كما أصدر الجابر بيانا صحفيا، في أعقاب تصريحاته، الأربعاء، نقلته "أسوشيتد برس"، قال فيه إنه "وافق على التنحي عن منصبه كرئيس تنفيذي لأدنوك، بعد مداولات مع ممثلين عن الأمم المتحدة وآخرين".
وجاء في البيان: "أثيرت مخاوف من عدة أطراف بشأن مدى فاعلية دور الدكتور الجابر كرئيس مكلف، إذا استمر في قيادة أدنوك".
اختلاف بشأن الوقود الأحفوريولا تزال الانقسامات بشأن مستقبل النفط عميقة فيما يجتمع أكثر من 140 من قادة العالم في المؤتمر لكسر الجمود في ملف أزمة المناخ، في حين أن "نقطة التحول" التي دعا إليها الملك تشارلز تبقى بعيدة المنال، وفقا لفرانس برس.
ودعا الملك وهو ضيف شرف الإمارات الدولة المنظمة، قادة العالم إلى جعل مؤتمر كوب28 نقطة تحول ترقى إلى مستوى اتفاق باريس لتسريع التحرك المناخي.
وقال ملك بريطانيا الذي يشارك في مؤتمر مناخ للمرة الأولى منذ اعتلائه العرش مستذكرا مشاركته في كوب21 الذي أفضى إلى اتفاق باريس التاريخي، إنه "غالبا ما يتم تحطيم الأرقام القياسية لدرجة أننا بتنا لا نتأثر بما تقوله لنا".
وأضاف "أرجو من كل قلبي أن يكون مؤتمر كوب28 نقطة تحول أخرى نحو انتقال (أخضر) حقيقي" معددا الأعاصير التي دمرت الجزر المعرضة للخطر والفيضانات في الهند وبنغلادش وباكستان والحرائق القياسية التي تجتاح دولا كثيرة من الولايات المتحدة إلى اليونان.
وختم الملك المعروف بدفاعه عن القضايا البيئية، بالقول "الأرض ليست ملكنا، نحن الذين ننتمي إلى الأرض".
من جانبه، أكد الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي ستستضيف بلاده مؤتمر كوب30 بعد عامين، أن "الأرض سئمت اتفاقات المناخ التي لا تُحترم".
وحتى 12 ديسمبر، يُتوقع مشاركة أكثر من 170 من قادة العالم، حسب قول الجابر.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن "العلم واضح: سقف 1,5 درجة مئوية لا يمكن الحفاظ عليه إلا إذا توقفنا عن استهلاك كافة أنواع الوقود الأحفوري". وشدد على أن "المؤشرات الحيوية للكوكب تنهار: انبعاثات قياسية وحرائق شرسة وحالات جفاف مميتة والعام الأكثر حرا على الإطلاق".
ويضع الاستهلاك المتزايد لمصادر الطاقة الأحفورية منذ القرن التاسع عشر، البشرية على مسار احترار مناخي لا مفر منه بثلاث درجات مئوية بحلول عام 2100.
نجاح اليوم الأولوبدأت أعمال الدورة الثامنة والعشرين من المؤتمر، الخميس، بنجاح، بإعلان تفعيل صندوق "الخسائر والأضرار" للدول الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ. ويعتبر القرار إنجازا تاريخيا رغم أن الوعود الأولى المرتبطة بالتمويل (حوالى 400 مليون دولار) ما زالت رمزية في مواجهة الاحتياجات التي تقدر بمئات المليارات.
وأعلن الرئيس الإماراتي، محمد بن زايد آل نهيان، الجمعة، إنشاء صندوق خاص "للحلول المناخية" بقيمة 30 مليار دولار خلال افتتاح قمة رؤساء الدول في المؤتمر.
وإلى جانب هذا المؤشر الإيجابي الضروري لتخفيف حدة التوترات بين دول الشمال والجنوب، لا يزال يتعين خوض مفاوضات شاقة حتى نهاية المؤتمر في 12 ديسمبر، لتصحيح المسار الذي يأخذ البشرية نحو احترار مناخي يراوح بين 2,5 و2,9 درجة مئوية، مقارنة بفترة ما قبل الثورة الصناعية.
وفي المقام الأول، ينبغي مراجعة "دور الوقود الأحفوري" كما أقر، الخميس، الجابر، الذي يتعرض لانتقادات نظرا إلى كونه يشغل أيضا منصب رئيس شركة "أدنوك" النفطية الحكومية العملاقة.
وقال الجابر في تصريحات لوكالة "فرانس برس"، في يوليو الماضي: "الناس الذين يتّهمونني بتضارب المصالح، لا يعرفون مسيرتي.. قضيتُ معظم مسيرتي المهنية في التنمية المستدامة وإدارة المشاريع والطاقات المتجددة".
ونصت نسخة أولية نشرت، الجمعة، لمشروع اتفاق سيناقشه مفاوضو نحو مئتي دولة خلال المؤتمر على أنه ينبغي "خفض/التخلي عن الوقود الأحفوري".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الوقود الأحفوری
إقرأ أيضاً:
ترامب يرد على تصريحات نتنياهو بشأن عدم وجود مجاعة في غزة..ماذا قال؟
(CNN)-- قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب للصحفيين في اسكتلندا، إن الأزمة الإنسانية المستمرة في غزة هي "أحد الأسباب الرئيسية" لاجتماعه، الاثنين، مع رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، ردا على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو خلال عطلة نهاية الأسبوع بأنه "لا يوجد مجاعة" في القطاع.
وردا على سؤال عما إذا كان يتفق مع تصريحات نتنياهو، قال ترامب: "لا أعرف - أعني، استنادا إلى ما ظهر على التلفزيون، أود أن أقول: لا بشكل خاص، لأن هؤلاء الأطفال يبدون جائعين للغاية، لكننا نقدم الكثير من المال والكثير من الطعام، ودول أخرى تكثف جهودها الآن".
لكن ترامب امتنع عن الإشارة إلى ما ذكره ستارمر، الذي قال إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيكون إحدى "الخطوات الملموسة" العديدة نحو سلام دائم بين إسرائيل وحماس، مشيرا إلى أنه يركز على معالجة ما أسماه "الجوانب الإنسانية" للأزمة.
وقال ترامب للصحفيين في ملعبه للغولف في تيرنبيري: "لن أتخذ موقفا. لا أمانع (ستامر) في اتخاذ موقف، فأنا أسعى لإطعام الناس". وأضاف: "في الوقت الحالي، هذا هو الموقف الأهم بالنسبة لي، لأن هناك الكثير من الناس يتضورون جوعا".
واعترف الرئيس- الذي دعا إسرائيل في الأيام الأخيرة إلى "إنهاء المهمة" في غزة - بالتحديات التي لا يزال تواجه أي اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار، وقال للصحفيين إن حماس تستخدم الأعداد المتناقصة من الرهائن الذين ما زالوا محتجزين "كدرع".
وقال ترامب: "لقد قلت دائما، عندما يصل العدد إلى 20، فلن يطلقوا سراحهم، لأن ذلك بمثابة درع لهم - وهو أمر غير عادل للغاية، وبالتالي يجب القيام بشيء ما. وكانوا غير راغبين بالفعل في التحدث، لكنني قلت إننا سنقلل العدد إلى 10 أو 20 (رهينة)، قلت إنهم لن يتعاملوا معنا. وكما تعلمون، فإن العديد من الرهائن قد ماتوا الآن".
ومع ذلك، أشار إلى اعتقاده بأن "وقف إطلاق النار ممكن".
وقال قبل توجهه للقاء ستارمر: "سنتحدث كثيرا في الداخل عن غزة والجوانب الإنسانية فيها".