الإنجيل.. إسرائيل تستخدم الذكاء الاصطناعي لاختيار أهداف القصف في غزة
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
مع استئناف جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومه على غزة، تتزايد المخاوف بشأن استخدامه للذكاء الاصطناعي في اختيار أهداف القصف. خضعت منصة إنشاء الأهداف المعتمدة على الذكاء الاصطناعي التابعة للجيش الإسرائيلي، والمعروفة باسم "الإنجيل"، للتدقيق لدورها في تسريع عملية تحديد الأهداف بشكل كبير في الصراع الأخير بين إسرائيل وحماس.
يُقال إن الإنجيل، الذي تم الكشف عنه خلال الصراع الحالي، هو لاعب رئيسي في قدرة جيش الإحتلال الإسرائيلي على توليد عدد غير مسبوق من الأهداف. ويقال إن النظام، الذي يوصف بأنه "مصنع للاغتيالات الجماعية"، ينتج عدداً مذهلاً من الأهداف يصل إلى 100 هدف يومياً، وهي زيادة كبيرة عن المعدل السابق البالغ 50 هدفاً سنوياً.
يزعم الجيش الإسرائيلي أن النظام يعزز الدقة ويقلل الضرر الذي يلحق بغير المقاتلين من خلال استخلاص المعلومات الاستخبارية تلقائيًا وإنتاج توصيات الاستهداف للتحقق من صحتها.
يقول المنتقدون إن استخدام الذكاء الاصطناعي في العمليات العسكرية يثير مخاوف أخلاقية وإنسانية، خاصة عند التعامل مع مناطق ذات كثافة سكانية عالية مثل غزة. إن تأكيد الجيش الإسرائيلي بأن النظام يقلل من الضرر الذي يلحق بالمدنيين يقابل بالتشكيك، حيث أن التأثير المرئي على المناظر الطبيعية في غزة يتناقض مع ادعاءات الدقة.
أدى دور الإنجيل في إنشاء قاعدة بيانات للمتشددين المشتبه بهم، الذين يقدر عددهم بين 30.000 و40.000 فرد، إلى زيادة المخاوف من احتمال إساءة استخدام السلطة. وتفيد التقارير أن النظام يخصص "درجة" لعدد القتلى المدنيين المحتمل قبل التصريح بالضربات، مما يثير تساؤلات حول المساءلة والشفافية في عمليات صنع القرار هذه.
يحذر الخبراء من أن الاعتماد السريع للذكاء الاصطناعي في قرارات الاستهداف العسكري يمثل سابقة قد تتبعها الدول الأخرى، مشددين على الحاجة إلى مناقشة عالمية حول الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في النزاعات المسلحة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جيش الاحتلال الإسرائيلي غزة إسرائيل الاصطناعی فی
إقرأ أيضاً:
قيادة المستقبل في عصر الذكاء الاصطناعي
د. علي بن حمدان بن محمد البلوشي
تطوَّر مفهوم القيادة بشكل كبير خلال العقود الأخيرة، فلم يعد القائد هو ذلك الشخص الذي يعتمد فقط على الكاريزما أو السلطة الرسمية؛ بل أصبح الدور أكثر شمولًا وتعقيدًا.
القيادة الحديثة تقوم على مزيج من المهارات الإنسانية والتقنية، وعلى قدرة القائد على التأثير في الآخرين والإلهام واتخاذ القرارات ضمن بيئات سريعة التغيّر. وبعض القادة يولدون بسمات تساعدهم مثل الحزم أو الذكاء العاطفي، لكن النجاح الحقيقي يعتمد بشكل أساسي على مهارات مكتسبة عبر التجربة والتعلم المستمر؛ مثل القدرة على التواصل، التفكير الاستراتيجي، إدارة فرق متنوعة، فهم البيانات، والتعامل مع التقنية.
وفي عصر العولمة والذكاء الاصطناعي، يواجه القادة تحديات لم يشهدوها من قبل. أولى هذه التحديات هو تسارع التغيير التقني الذي يفرض على القائد مواكبة الابتكار دون فقدان البوصلة الإنسانية. إضافة إلى ذلك، فإن تنوع ثقافات ومهارات المرؤوسين يجعل إدارة التوقعات وبناء فرق متجانسة أكثر تعقيدًا. كما تُعد حماية البيانات والالتزام بالأخلاقيات الرقمية من أبرز التحديات، في وقت أصبحت فيه القرارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي جزءًا من العمليات اليومية. كذلك تواجه المؤسسات ضغوطًا عالمية تتعلق بالاستدامة والمسؤولية المجتمعية، ما يتطلب من القادة فهم البيئة الدولية واتخاذ قرارات مبنية على قيم واضحة.
ولمواجهة هذه التحديات، يحتاج القائد إلى مجموعة من الاستراتيجيات والأدوات. من أهمها تعزيز ثقافة الابتكار داخل الفريق وتشجيع التعلم المستمر، بما في ذلك تعلّم مهارات العمل جنبًا إلى جنب مع أنظمة الذكاء الاصطناعي. كما يجب على القائد بناء جسور للثقة عبر الشفافية في القرارات، والإفصاح عن كيفية استخدام البيانات والتقنيات. ويُعد الالتزام بالأخلاقيات- سواء في استخدام التكنولوجيا أو إدارة الأفراد- ركيزة أساسية للحفاظ على سمعة المؤسسة ومتانة بيئتها الداخلية. كما ينبغي استخدام أدوات التحليل الرقمي لأخذ قرارات دقيقة، دون إغفال البعد الإنساني في قيادة الأفراد وفهم دوافعهم الثقافية والاجتماعية.
وفي الختام.. فإن قادة المستقبل بحاجة إلى مزيج فريد من البُعد الإنساني والرؤية التقنية. عليهم أن يعزّزوا الثقة داخل منظوماتهم، ويجعلوا الأخلاق معيارًا أساسيًا في كل خطوة، وأن يبنوا ثقافة عمل تتقبّل التغيير وتحتفي بالابتكار. والمستقبل سيكافئ القادة القادرين على التوازن بين العقل والآلة، وبين التقنية والقيم، وبين الطموح والمسؤولية؛ فهؤلاء وحدهم سيقودون التغيير في عصر الذكاء الاصطناعي.
** مستشار اكاديمي