عقدت الولايات المتحدة والصين والإمارات اليوم السبت، على هامش قمة مؤتمر «كوب 28» قمة ثلاثية لتسريع الإجراءات الرامية إلى خفض غاز الميثان وغيره من الغازات الدفيئة غير ثاني أكسيد الكربون.

وجاء في بيان على الموقع الرسمي للخارجية الأمريكية أن تلك الإجراءات تأتي باعتبارها أسرع وسيلة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري على المدى القريب والحفاظ على جعل هدف الحد من ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية إلى 1.

5 درجة مئوية في متناول اليد.

وخلال القمة أعلنت الولايات المتحدة عن معايير نهائية لخفض حاد في انبعاثات غاز الميثان من قطاع النفط والغاز، مما سيحقق انخفاضا بنسبة 80% تقريبا عن انبعاثات الميثان المستقبلية المتوقعة بدون القاعدة، ومن المتوقع أن يمنع ما يعادل 1.5 جيجا طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون خلال 15 عاما المقبلة.

وتعتزم الولايات المتحدة أيضا وضع قواعد لمراجعة معايير الانبعاثات الخاصة بقانون الهواء النظيف ومراجعتها، إذا كان ذلك مناسبًا، لمدافن النفايات الصلبة البلدية الجديدة والحالية، وفي عام 2024 ستصدر تحديثات حول تقديرات الانبعاثات لمدافن النفايات الصلبة البلدية.

كما أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال القمة، عن دعوة إلى العمل على الأطراف في اتفاق باريس لتقديم مساهمات محددة وطنيا لعام 2035 تشمل الاقتصاد بأكمله وتغطي جميع الغازات الدفيئة، وهو ما شجعه بيان قادة مجموعة العشرين ويكرر التزامات الولايات المتحدة والصين في بيان سونيلاندز.

واتحدت الحكومات والمؤسسات الخيرية والقطاع الخاص للإعلان عن تمويل غير مسبوق يزيد عن مليار دولار من المنح الجديدة لخفض غاز الميثان، والتي تم حشدها منذ "كوب 27" لتغير المناخ، وهو ما يزيد عن ثلاثة أضعاف تمويل المنح السنوية الحالية وسيحشد المليارات في استثمارات المشاريع.

كما أكدت الحكومات من جديد موافقتها الأخيرة على أكبر عملية تجديد على الإطلاق لصندوق مونتريال المتعدد الأطراف بتمويل قدره 965 مليون دولار لدعم تنفيذ تعديل كيجالي وكفاءة استخدام الطاقة.

وتعتبر انبعاثات غاز الميثان وغيره من الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي غير ثاني أكسيد الكربون، وسلائفها، مسؤولة عن أكثر من نصف الانحباس الحراري العالمي اليوم، ولكنها تحظى باهتمام أقل كثيرا من نصف الاهتمام العالمي بالمناخ.

يشار إلى أن الغازات الدفيئة هذه - بما في ذلك الميثان، ومركبات الكربون الهيدروفلورية، وأكسيد النيتروز، والأوزون التروبوسفيري - تعتبر أقوى بعشرات أو مئات أو حتى آلاف المرات من ثاني أكسيد الكربون.

ومن أجل إبقاء هدف 1.5 درجة مئوية في متناول اليد والحد من خطر اختراق نقاط التحول في الأمد القريب، يتعين على العالم أن يتخذ إجراءات سريعة بشأن الغازات الدفيئة غير ثاني أكسيد الكربون، باعتبارها مكملاً أساسياً لتحول الطاقة وإنهاء إزالة الغابات. وبينما سيحدد ثاني أكسيد الكربون مستقبلنا المناخي على المدى الطويل، فإن الغازات الدفيئة غير ثاني أكسيد الكربون لها تأثير كبير على درجات الحرارة على المدى القريب. ومن الممكن أن يؤدي التخفيض المتسارع لغاز الميثان والغازات غير ثاني أكسيد الكربون إلى تجنب ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 0.5 درجة بحلول عام 2050.

وتتسبب الغازات الدفيئة غير ثاني أكسيد الكربون أيضا في وفاة ما يقرب من 500 ألف شخص سنويا بسبب أمراض الجهاز التنفسي و5 إلى 7 بالمائة من خسائر المحاصيل العالمية في وقت ينخفض فيه الإنتاج العالمي الذي يعاني بالفعل. وإن الحد من الانبعاثات غير ثاني أكسيد الكربون بسرعة هو حل ثلاثي في واحد، يعمل على تعزيز أهداف المناخ العالمي والصحة والأمن الغذائي في وقت واحد.

وانضمت تركمانستان وكازاخستان وأنجولا وكينيا ورومانيا إلى التعهد العالمي لغاز الميثان.

وأعلنت كازاخستان عن تعاونها مع الولايات المتحدة لتطوير المعايير الوطنية لكازاخستان للقضاء على التنفيس غير الطارئ لغاز الميثان والمطالبة باكتشاف التسرب وإصلاحه في قطاع النفط والغاز في أقرب وقت ممكن قبل عام 2030، كجزء من بيان مشترك بين الولايات المتحدة وكازاخستان بشأن تسريع وتيرة إطلاق غاز الميثان. تخفيف غاز الميثان لتحقيق التعهد العالمي لغاز الميثان.

ورحبت الحكومات في القمة بالإطلاق الوشيك لتعهد التبريد العالمي، وهو مبادرة تاريخية لمؤتمر الأطراف (كوب 28) للحد من الانبعاثات العالمية المرتبطة بالتبريد في جميع القطاعات وزيادة الوصول إلى التبريد المستدام بشكل كبير بحلول عام 2030.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الولايات المتحدة مؤتمر الأطراف كوب 28 قمة مؤتمر كوب 28 الميثان الولایات المتحدة لغاز المیثان غاز المیثان

إقرأ أيضاً:

طلبة يقولون: “نادمون” على التقديم لجامعات أمريكية بعد خطط إدارة ترامب بتعليق طلبات تأشيراتهم

عبر طلبة من مختلف أنحاء العالم عن قلقهم وحيرتهم، في ظل خطط إدارة الرئيس دونالد ترامب، بالتوقف عن جدولة مقابلات لمنح تأشيرات للطلاب مؤقتاً.

واطلعت شبكة سي بي إس، شريكة بي بي سي في الولايات المتحدة على مذكرة رسمية بهذا الشأن، بينما تستعد وزارة الخارجية لتعزيز التدقيق في حسابات الطلبة على مواقع التواصل الاجتماعي لمقدمي طلبات تأشيرات الطلاب والتبادل الثقافي.

يأتي ذلك، ضمن حملة واسعة يقودها، ترامب، تستهدف بعضاً من أكثر الجامعات الأمريكية نخبوية، والتي يرى أنها ليبرالية بشكل مفرط.

وبالنسبة للطلبة، جلبت هذه التغييرات حالة من عدم اليقين على نطاق واسع، إذ أصبحت مواعيد الحصول على التأشيرات في السفارات الأمريكية غير متاحة الآن، وما يترتب من تأخير قد يترك منحاً دراسية معلقة.

وقال طلبة لبي بي سي، إن حالة الارتباك هذه دفعتهم لتمني لو أنهم تقدموا بطلبات التحاق إلى جامعات خارج الولايات المتحدة.

وقال طالب في مرحلة الماجستير يبلغ 22 عاماً من شنغهاي، لم يرغب بالكشف عن اسمه خوفاً من تعريض تأشيرته للدراسة في جامعة بنسلفانيا للخطر، “أنا نادم بالفعل”.

وعبر الطالب عن شعوره أنه محظوظ لأن طلبه للدارسة حظي بالموافقة، لكن هذا لم يخفف من حالة الغموض التي يعيشها.

“حتى لو درست في الولايات المتحدة، قد أجبر على العودة إلى الصين قبل أن أحصل على شهادتي. هذا أمر مخيف للغاية”، على حد تعبيره.

وعندما سُئلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، عن قرار إيقاف جميع مواعيد تأشيرات الطلبة، قالت للصحفيين يوم الثلاثاء، “نحن نأخذ عملية فحص كل من يدخل البلاد على محمل الجدّ، وسنستمر في القيام بذلك”.

وكجزء من حملته الأوسع على التعليم العالي، قرر ترامب حظر قبول الطلبة الأجانب في جامعة هارفارد، متهماً إياها بعدم بذل جهود كافية لمكافحة معاداة السامية في الحرم الجامعي.

ورداً على ذلك، رفعت جامعة هارفارد، دعوى قضائية، وأوقف قاضٍ قرار حظر ترامب في الوقت الحالي، ومن المقرر عقد جلسة استماع بشأن هذه المسألة في 29 مايو/أيار.

وقال طالب من مدينة قوانغتشو، يدير مجموعة استشارية للطلاب الصينيين الراغبين في الدراسة في الولايات المتحدة، إنه ليس متأكداً من كيفية إسداء النصيحة للمتقدمين لأن الأنظمة تتغير باستمرار.

وأضاف هذا الطالب، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن عدد الطلبة الذين يرون في الولايات المتحدة خياراً ممكناً للتعليم سينخفض.

والتحق أكثر من 1.1 مليون طالب من أكثر من 210 دول بالجامعات الأمريكية في العام الدراسي 2023-2024، وفق “أوبن دورز”، المنظمة التي تجمع بيانات عن الطلبة الأجانب.

وغالباً ما تفرض الجامعات على هؤلاء الطلبة رسوماً دراسية أعلى، وهو جزء أساسي من ميزانياتها التشغيلية.

بالنسبة لعينول حسين، 24 عاماً، من الهند، فإن الآثار المترتبة على التأشيرة مالية وشخصية.

قال حسين إنه كان متحمساً لبدء فصل جديد من حياته في نيوجيرسي، حيث التحق ببرنامج ماجستير العلوم في الإدارة.

وتلقى وثيقة I-20 من الجامعة – وهي ورقة أساسية تسمح له بالتقدم للحصول على تأشيرة طالب أمريكية.

لكن التأخير الأخير في إصدار التأشيرة جعله “قلقاً للغاية” على حد وصفه، مع تأجيل المواعيد في القنصليات أو أصبحت غير متاحة.

ويتعين على الطلبة الأجانب الذين يرغبون في الدراسة في الولايات المتحدة، عادة، تحديد موعد لإجراء مقابلات في السفارة الأمريكية في بلادهم، قبل الحصول على الموافقة.

قال حسين إنه قد يضطر لحجز تذاكر سفر إلى الولايات المتحدة، رغم عدم وضوح الوضع. كما أنه يواجه خطر فقدان منحته الدراسية إذا اضطر لتأجيل دراسته.

كما يتأثر الطلبة البريطانيين كذلك.

وقال أوليفر كروبلي، البالغ 27 عاماً من نورويتش، إنه كان من المقرر أن يدرس في الخارج لمدة عام في ولاية كانساس الأمريكية، لكن هذه الخطة أصبحت في خطر الآن.

وقال كروبلي: “لا أملك حالياً تأشيرة طالب، على الرغم من أنني أنفقت 300 جنيه إسترليني على عملية التقديم”.

والأخبار عن وقف طلبات التأشيرات في الولايات المتحدة “خيبة أمل كبيرة”، على حد تعبيره.

ويواجه، كروبلي، خطر فقدان منحته الدراسية إذا لم يتمكن من إكمال دراسته في الولايات المتحدة، وقد يضطر إلى البحث عن سكن في اللحظات الأخيرة والتنسيق مع الجامعة لضمان عدم تأخُّره أكاديمياً.

قال ألفريد ويليامسون، من ويلز، لوكالة رويترز، إنه كان متحمساً للسفر بعد عامه الأول في جامعة هارفارد، وكان يتطلع للعودة إليها، لكن الآن، لم تصله أي أخبار بشأن تأشيرته، مشيراً إلى أن الأمر “غير إنساني”.

وأوضح “يتم استخدامنا مثل البيادق في لعبة لا نملك السيطرة عليها، وعلقنا وسط تبادل النار بين البيت الأبيض وجامعة هارفارد”.

نادين يوسف و كوه إيوي
بي بي سي نيوز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • «الأغذية العالمي»: الوضع الإنساني خرج عن السيطرة في غزة
  • الوداد ينهزم في ثاني مباراة ودية أمام رديف بورتو قبيل السفر نحو الولايات المتحدة
  • الشؤون الإسلامية: استحداث أنظمة متقدمة لرصد ثاني أكسيد الكربون في مسجدي الخيف ونمرة
  • الأغذية العالمي: الوضع الإنساني بغزة خرج عن السيطرة
  • الأغذية العالمي يعلّق عمله في غزة.. الإجراءات الحالية لا تفي بالمتطلبات
  • طلبة يقولون: “نادمون” على التقديم لجامعات أمريكية بعد خطط إدارة ترامب بتعليق طلبات تأشيراتهم
  • دراسة: انبعاثات الغازات من العدوان على غزة تتجاوز ما تطلقه 102 دولة منفردة سنويا
  • مصادر تكشف لـCNN عنمفاجأة بشأن مهاجر غير شرعي اتهمته وزيرة أمريكية بـتهديد ترامب بالاغتيال
  • البرهان يصدر قرار عاجل بشأن إتهامات أمريكية بإستخدام الجيش السوداني أسلحة كيميائية في الحرب
  • «إمستيل» تُطلق مشروعاً لإنتاج الإسمنت منخفض الكربون