التحديات أمام مؤتمر المناخ حتى ينتقل من الأقوال إلى الأفعال!
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
ما الذي يراهن مؤتمر المناخ على تحقيقه في ضوء التحديات التي تواجهه خاصة بعدما كشف "تقرير التقييم العالمي" الأول من نوعه عن عدم إحراز تقدم في خفض الانبعاثات منذ اتفاق الأطراف عام ٢٠١٥؟
لعل التحدي الرئيسي أمام قمة الأمم المتحدة للمناخ (COP٢٨) في دبي هو إحداث تغيير في اتجاه هذه القمم السنوية من الأقوال إلى الأفعال، حتى لا يشهد العالم عامًا آخر من إطلاق الدول الكبرى "الكثير من الهواء الساخن"! لقد تعود العالم على تنصل الدول الكبرى في نهاية المطاف بعد قمم المناخ من التزاماتها بحماية البشرية من الضرر الجسيم الذي لا يمكن إصلاحه والناجم عن حرق الوقود الأحفوري وارتفاع درجة حرارة الأرض.
ويتضح من تقرير التقييم أيضا أن العالم لا يزال بعيدًا عن المسار الصحيح لتحقيق أهداف اتفاق باريس بل إنه وعلى عكس الطموحات فقد ارتفعت درجة حرارة الكوكب بالفعل بمقدار ١.٢ درجة مئوية، والانبعاثات التي تقود التغيير آخذة هي الأخرى في الارتفاع، وليس الانخفاض كما هو مأمول. ويأمل المشاركون في مؤتمر دبي والمدافعون عن البيئة أن تضع المراجعة الأساس المفترض للإجراءات الطموحة التي يجب على البلدان اتخاذها للمضي قدمًا نحو تحقيق هدف ١.٥ درجة مئوية.
وقد أكدت إنجر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، في تقرير التقييم أن مستقبل البشرية في خطر، مطالبة الحكومات "أن تتوقف عن قول شيء وفعل شيء آخر" وأضافت أن خطط الدول تلقي بظلال من الشك على التحول العالمي للطاقة النظيفة.
يحدث ذلك في نهاية عام حطمت فيه درجات الحرارة العالمية مستويات قياسية شهرًا بعد شهر، مما يجعل عام ٢٠٢٣ على الأرجح العام الأكثر سخونة في التاريخ المسجل حتى الآن، متجاوزًا متوسط ما قبل الصناعة بمقدار ١.٤٣ درجة مئوية. دمرت حرائق الغابات كندا كما دمرت الفيضانات البنية التحتية الحيوية لبعض المدن في ليبيا. كما وصل شمال المحيط الأطلسي أيضًا إلى درجات حرارة عالية غير مسبوقة، مع تأثيرات متتالية على الحياة البحرية والسلاسل الغذائية.
ويجذب مؤتمر المناخ في دورته الحالية بدبي الأضواء إلى قضية الوقود الأحفوري الذي يهدد الكائنات الحية والتوازن على الكرة الارضية. وتسعى الأطراف للبناء على الخطوات التي تم إحرازها في المؤتمر السابق في شرم الشيخ التي تبنت قرارا بإنشاء صندوق لتعويض الخسائر والأضرار للدول النامية، من ذلك زيادة الدعم المالي للصندوق للتكيف مع تغير المناخ خاصة بالنسبة للدول الأكثر فقرا والتي ترى أنها ضحية لما ارتكبته وترتكبه الدول الصناعية منذ بدء الثورة الصناعية من تلوث للبيئة وتدميرا للطبيعة.
ويتجدد طرح السؤال الرئيسي حول من سيدفع للصندوق ومن سيكون له حق الوصول إلى الأموال. كما تدور المناقشات حول السبل الكفيلة بردم الفجوة بين أزمة الكوكب المتجهة نحو كارثة مناخية وبطء الحكومات الشديد لتجنبها. وهذا التفاوت بين المخاطر المتصاعدة والحلول التي لا تناسبها يجعل التوصل لصياغة خطة لتسريع التحول العالمي نحو التكيف المناخي ضروريًا حتى تحقق القمة نجاحًا يُحسب لدورة دبي. ويعاد طرح مقترح الدورة السابقة للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري مع جدول زمني مرن للتحول للطاقة النظيفة من الرياح والشمس وكيفية مواجهة ما يترتب عليه.
ومما يزيد في التحديات أمام مؤتمر هذا العام الاضطرابات الجيوسياسية الحالية بما في ذلك الحرب الاسرائيلية ضد غزة والحرب الروسية الأوكرانية، مع ما تلقيه الآلات العسكرية من قنابل بكميات غير مسبوقة مدمرة للإنسان والبيئة. ولم تخل اللقاءات بين ممثلي الوفود والمنظمات من أحاديث "غير رسمية" حول هذه القضية وسط استياء من بعض النشطاء والمشاركين جراء الحضور الإسرائيلي في المؤتمر دون أي عقوبات أو حتى إبداء تذمر من الأمم المتحدة رغم ارتكابها لجرائم حرب كارثية تجاه أهل غزة وكأنها كانت "قتلت ذبابًا" وليس آلاف الأطفال والنساء والصحفيين والمدنيين.
ويتردد داخل أروقة المؤتمر أن الحروب والصراعات المشتعلة حاليًّا من المرجح أن تؤدي إلى إضعاف احتمالات وفاء الدول الغنية بوعودها بمنح التمويل المطلوب للتكيف المناخي في الدول النامية والفقيرة، في ضوء ما تقدمه العديد من الدول الكبرى من تمويلات طارئة "سخية" لإسرائيل وأوكرانيا، إضافة للمساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
ألفة السلامي: كاتبة صحفية متخصصة بالشؤون الدولية
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مؤتمر المناخ خفض الانبعاثات COP٢٨ الطاقة النظيفة الأمم المتحدة تقریر التقییم درجة مئویة
إقرأ أيضاً:
مناقشة أبرز التحديات والفرص المطروحة أمام مؤسسات القطاع الخاص
عقدت لجنة التجارة والصناعة بفرع غرفة تجارة وصناعة عُمان بمحافظة جنوب الشرقية اجتماعها الثاني لعام 2025، برئاسة حمد بن راشد العريمي رئيس اللجنة، وبحضور عدد من أعضاء اللجنة، وذلك في إطار مواصلة جهودها لتعزيز بيئة الأعمال ومناقشة مستجدات القطاعين التجاري والصناعي في المحافظة.
واستعرض الاجتماع أبرز التحديات والفرص المطروحة أمام مؤسسات القطاع الخاص، حيث تم التطرق إلى قرار وزارة العمل بشأن توظيف مواطن واحد على الأقل في كل سجل تجاري بعد عام من إنشائه، وتمت مناقشة الأثر المتوقع لهذا القرار على أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وسبل التكيف معه بما يحقق التوازن بين التمكين الوطني واستدامة الأعمال.
كما طرحت اللجنة مقترح إقامة ملتقى للقطاع الصناعي خلال الربع الأخير من العام الجاري، يهدف إلى تعزيز التواصل بين رواد القطاع والجهات المعنية، وتبادل الخبرات، ومناقشة الفرص الاستثمارية المتاحة، وفي السياق ذاته، اقترحت اللجنة تنظيم حلقة عمل أو برنامج تدريبي يستهدف أصحاب المؤسسات الصناعية، لتعزيز كفاءاتهم الإدارية والتسويقية.
ومن بين المبادرات الداعمة، ناقشت اللجنة أيضًا مقترح إقامة مسابقة لأفضل مصنع بمحافظة جنوب الشرقية، تهدف إلى تشجيع التميز والجودة في القطاع الصناعي، والترويج للمنتجات الوطنية، وتحفيز المؤسسات الصناعية على الابتكار والتطوير المستمر.
وتأتي هذه المبادرات في إطار حرص اللجنة على توفير بيئة محفزة للاستثمار الصناعي، وتعزيز تنافسية المنتج المحلي، بما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني، ويعزز من مكانة محافظة جنوب الشرقية كمركز ناشئ للأنشطة الصناعية والتجارية.
من جهة أخرى، عقدت اللجنة الاقتصادية بفرع غرفة تجارة وصناعة عُمان بمحافظة جنوب الشرقية اجتماعها الأول لعام 2025، برئاسة محمد بن سلطان المسروري عضو مجلس الإدارة ورئيس اللجنة الاقتصادية بالمحافظة، وبحضور عدد من أعضاء اللجنة، لمناقشة خطة عمل اللجنة للعام الجاري، ورسم استراتيجية شاملة تركز على تنفيذ فعاليات اقتصادية وحلقات عمل تخصصية، إلى جانب برامج تدريبية تعزز من كفاءة العاملين في القطاع الخاص، إضافة إلى تنظيم زيارات ميدانية داخلية لفروع الغرفة أو الجهات الحكومية ذات الصلة، واستضافة مسؤولين وأصحاب قرار للاستفادة من خبراتهم، كما شملت الخطة التوجه لتنفيذ زيارات خارجية إلى الدول المتقدمة اقتصاديًا بهدف تبادل الخبرات واستكشاف التجارب الناجحة.
كما استعرضت اللجنة مبادرة "المركز الرقمي" التي تهدف إلى تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال تدريبهم على آليات العمل عن بُعد، مما يعزز من فرص دمجهم في سوق العمل الرقمي.
وفي سياق متصل، ناقش الاجتماع إمكانية تخصيص ركن خاص للجنة الاقتصادية ضمن فعاليات مهرجان الأشخرة السياحي، وذلك لتقديم خدمات توعوية حول نظام جهاز الضرائب وآلية التسجيل وتقديم الإقرارات الضريبية للشركات والمؤسسات التجارية، بما يسهم في رفع مستوى الوعي الضريبي لدى أصحاب الأعمال في المحافظة.
يُذكر أن اللجنة تسعى من خلال هذه البرامج والمبادرات إلى دعم التنمية الاقتصادية في المحافظة، وإيجاد بيئة محفزة لرواد الأعمال، وتعزيز التكامل بين القطاع الخاص والمؤسسات الحكومية.