لا يزال شارع فيلاكازي في سويتو، رمزا لعلامة نيلسون مانديلا التي لا تمحى في جنوب إفريقيا ، حيث يجذب السياح من جميع أنحاء العالم لمشاهدة المنزل الشهير الذي عاش فيه البطل المناهض للفصل العنصري.

ومع ذلك، بعد عقد من وفاة مانديلا، أعرب بعض السكان المحليين عن شعورهم بخيبة الأمل، وشعروا بأن وعود التغيير والتقدم المرتبطة بإرث مانديلا لم تتحقق بالكامل.

يشاركه بروسبر نكوسي ، أحد السكان المحليين ، مشاعره قائلا: "نحن نحب ما فعله ، ونحب الحرية التي منحنا إياها. أتمنى فقط أن يستمر إرثه هذا المكان لم يتغير ، بعد 10 سنوات من الآن لم نتغير كثيرا أتمنى أن تتحسن الأمور ، أفضل هذا المكان ".

يعد شارع فيلاكازي، المعروف بكونه الشارع الوحيد على مستوى العالم الذي كان يقيم فيه اثنان من الحائزين على جائزة نوبل، مانديلا وديزموند توتو، بمثابة تكريم حي لنضالات وانتصارات رحلة جنوب أفريقيا نحو الديمقراطية. 

يقف منزل مانديلا، الذي تم الحفاظ عليه بدقة، كحلقة وصل ملموسة في كفاح الأمة التاريخي ضد الفصل العنصري.

مع اقتراب جنوب أفريقيا من إجراء انتخابات تشريعية، بالتزامن مع الذكرى ال30 لأول تصويت ديمقراطي في البلاد، هناك تحد ملح يتمثل في مشاركة الناخبين. 

وعلى الرغم من الأهمية التاريخية لإرث مانديلا، فإن السلطات تتصارع مع انخفاض أعداد الناخبين، وهو اتجاه لوحظ منذ الانتخابات الديمقراطية الافتتاحية في عام 1994.

يافيلا دينغليزوي، وهي مقيمة أخرى من جوهانسبرغ، تتحدث عن تأثير إرث مانديلا على جيل الشباب. وهو يعتقد أن الجيل الجديد، غير المثقل بصدمات الماضي، يمكن أن يجلب منظورا جديدا للسياسة. 

"لا يزال كبار السن يتأثرون بالأشياء التي حدثت في الماضي لذا فإن الجيل الجديد سيأتي بعقلية جديدة ونظرة جديدة"، يعبر دينغيليزوي، ويقارن ذلك بدخول مانديلا إلى السياسة كناشط شاب.

نيلسون مانديلا قضى على العنصرية فى جنوب إفريقيا؛ اليوم أحفاده يواجهون عنصرية إسرائيل فى الأراضى الفلسطينية؛ اليوم أحفاد الآباء الأوائل لحركة التحرر الوطنى فى مواجهة الفصل العنصرى فى جنوب إفريقيا يعيدون ما بدأه الأجداد من نضال ضد العنصرية بكل أشكالها وحلفاء الأمس هم أعداء اليوم، على رأس هؤلاء أحفاد المناضل الرمز نيلسون مانديلا. النائب ببرلمان جنوب إفريقيا زوليفيل مانديلا، حفيد الزعيم نيلسون مانديلا، خلال فعاليات أول مؤتمر إفريقى للتضامن مع فلسطين فى أوائل مارس 2022، فى العاصمة السنغالية، دكار. قال مانديلا الصغير إن إسرائيل غرست مخالبها فى إفريقيا بالأسلحة وبرامج التجسس، والمساعدات اللى تستخدم كأدوات للمساومة.

مانديلا الصغير أضاف أيضاً أن «إسرائيل» كانت تصدر أسلحة للدول الإفريقية بعد اختبارها على الفلسطينيين، إن «إسرائيل» تعد بتقديم هذه المساعدات باسم التنمية والأمن الغذائى، لكنها لن تسهم فى محاربة الفقر بإفريقيا إلا إذا كان الأمر يتناسب مع مصالحها السياسية، وأطلق عليها وصف «دبلوماسية دفتر الصكوك». 

زوليفيل مانديلا أشار إلى أن شركات وأفراداً إسرائيليين تدخلوا بإذن من الحكومة الإسرائيلية فى الحملات الانتخابية فى كل الدول الإفريقية تقريباً، فى بوتسوانا (2014)، وغانا (2016)، ومالاوى (2020)، ونيجيريا (2015 و2019)، وزامبيا، ودول أخرى. وإنه تم استخدام برنامج بيغاسوس للتجسس على الصحفيين وشخصيات سياسية أخرى قبل الانتخابات فى غانا سنة 2016. وهذا أكدت عليه جريدة «ذى هيرالد» الغانية فى عام 2020 عن تورط شخصيات استخباراتية إسرائيلية كانت تحاول التأثير على نتيجة الانتخابات الوطنية التى انعقدت تلك السنة.

وقال إن الشعوب الإفريقية والشعب الفلسطينى يشتركان فى كفاح مشترك ضد الاحتلال والاستعمار والفصل العنصرى، مضيفاً أن جده نيلسون مانديلا كان يقول «تحررنا لن يكتمل ما دامت فلسطين لم تتحرر».

وعن العدوان الحالى على غزة؛ قال حفيد مانديلا لقناة الغد، إن إسرائيل ترتكب جرائم حرب، وإبادة جماعية للفلسطينيين، وأن الشعب الفلسطينى ضحية منذ نكبة عام 1948. وأكد أن المجتمع الدولى وعلى رأسه الولايات المتحدة ترتكب أخطاء فى إفريقيا وكذلك فى الشرق الأوسط، وأن الوقوف بجانب الفلسطينيين اليوم واجب وطنى. ودعا كل دول العالم للوقوف بجانب الفلسطينيين والخروج فى مظاهرات، لدعمهم فى وجه الاحتلال الغاشم الذى يقتل الأطفال والنساء والشيوخ. وتابع: «إسرائيل دولة احتلال، وترغب من كل الدول التزام الصمت، ولكننا سنكون دائما ضد المحتل». 

موقف مشرف من مانديلا الصغير، لكنه غير مستغرب من حفيد رجل أفنى عمره فى مجابهة العنصرية، وإن كانت العنصرية الإسرائيلية فاقت العنصرية فى جنوب إفريقيا، وتخطتها بمراحل، وابتكرت أساليب أكثر عنفاً ووحشية ولا إنسانية مما كانت عليه فى جنوب إفريقيا؛ يكفى للتدليل على ذلك، أرقام الضحايا والفارق الكبير المفزع ما بين «الأبارتهايد» الجنوب الإفريقى، و«الأبارتهايد» الإسرائيلى.

لجنة العدالة الانتقالية ما بعد نهاية نظام الفصل العنصرى فى جنوب إفريقيا وجدت أن الفصل العنصرى فى جنوب إفريقيا خلف نحو 21,000 ضحية بسبب العنف السياسى، منها 7000 حالة وفاة فى الفترة ما بين 1984 حتى عام 1989. ونحو 14000 حالة وفاة و22000 إصابة خلال المرحلة الانتقالية ما بين عامى 1990 وحتى عام 1994.

أما عن إسرائيل فحدث ولا حرج؛ فى الفترة من 7 أكتوبر الماضى حتى تاريخه، فى فترة تقترب من الأربعين يوماً، وحتى كتابة هذه السطور، خلف العدوان الإسرائيلى الغاشم على غزة نحو 11320 شهيداً، بينهم 4650 طفلاً، و3145 امرأة. وبلغ عدد شهداء الكوادر الطبية 198 ما بين طبيب وممرض ومسعف. كما استشهد 22 من رجال الدفاع المدنى، واستشهد أيضاً 51 صحفياً. وبلغ عدد الإصابات نحو 29200 إصابة، أكثر من 70% منهم من الأطفال والنساء.

لذلك؛ إذا كانت العنصرية السابقة فى جنوب إفريقيا، وعنصرية الدولة العبرية الممتدة والمستمرة حتى تاريخه، هى عنصرية متشابهة إلى حد التطابق فى البدايات؛ حيث اقترنت بدايتهما بتاريخ واحد وهو عام 1948 تاريخ قيام العبرية وأيضاً وصول الحزب الوطنى ممثل الأقلية البيضاء فى جنوب إفريقيا وبداية عملية منظمة وممنهجة ومقننة من العنصرية ضد الجماعة الإفريقية السوداء فى جنوب إفريقيا، كما أن جنوب إفريقيا تحت حكم الأقلية البيضاء كانت إحدى الدول اللى صوتت لصالح خطة التقسيم التابعة للأمم المتحدة فى عام 1947، والتى أدت إلى إقامة الدولة اليهودية. كما أن كلاً منهما صنيعة وتركة الاستعمار البريطانى.

غير أن الفصل العنصرى الإسرائيلى فى احتلال فلسطين أسوأ كثيراً من ذلك الذى كان موجوداً فى جنوب إفريقيا، وأكثر عنفاً، ووحشية، وإرهاباً. إسرائيل نقلت واستنبطت تجربة العنصرية الجنوب إفريقية بحذافيرها «أبارتهايد إسرائيلى فى فلسطين»، سواء من حيث القوانين التى تؤسس لسيادة اليهود وسيطرتهم مثل قوانين المواطنة والجنسية، وغيرها من القوانين العنصرية، لكن الأساس فى تطبيق «الأبارتهايد» من جانب إسرائيل هو قانون الطوارئ فى الضفة الغربية الذى تحرص على تمديده كلما انتهى، منذ إطلاقه فى 1967، وهو قانون يشرع الاستيطان والمزيد من التعديات على الفلسطينيين، وفى يناير الماضى، صدق الكنيست الإسرائيلى على القانون، وتم تمديده 5 سنوات إضافية، ليصبح سارى المفعول حتى 15 فبراير 2028. وكما قال مانديلا الكبير، ومن بعده نكرر: «تحررنا لن يكتمل ما دامت فلسطين لم تتحرر».

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جنوب أفريقيا وفاة مانديلا مانديلا نیلسون ماندیلا فى جنوب ما بین

إقرأ أيضاً:

إعلام عبري: حزب الله يستنفر في الجنوب ويوزع معدات استعدادا لاحتمال الحرب مع إسرائيل

أفادت وسائل إعلام عبرية، اليوم الأربعاء بأن حزب الله اللبناني عقد سلسلة لقاءات مع وجهاء القرى الشيعية في جنوب لبنان خلال الأيام الأخيرة، في إطار الاستعداد لسيناريو حرب جديدة مع إسرائيل.

ووفقًا للمصادر، طلب الحزب من الوجهاء فتح المساجد وقاعات المناسبات أمام الأهالي والنازحين، تحسبًا لتجدد القتال.

ويأتي هذا الحراك بالتزامن مع تزايد التحذيرات الأمريكية لحزب الله بضرورة نزع سلاحه جنوب نهر الليطاني، تنفيذا لقرار مجلس الأمن رقم 1701. غير أن الحزب، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام، لا يبدي أي نية للاستجابة للضغوط، معتبرًا المهل الزمنية "تأويلات سياسية لا تستند إلى أرضية واقعية".

حزب الله يوزع معدات استعداداً لاستئناف الحرب على قرى شيعية بجنوب لبنانسموتريتش: القرى المدمرة في جنوب لبنان لن يعاد بناؤهالبنان تعلن الحداد الوطني في 4 أغسطس المقبل لهذا السببنواب حاكم مصرف لبنان الأربعة يؤدون اليمين أمام الرئيس عون

استعدادات ميدانية وتشديدات أمنية
وأوضحت مصادر أمنية لبنانية أن حزب الله اتخذ إجراءات ميدانية صارمة في الجنوب، شملت توزيع معدات ولوجستيات على عدد من القرى، وتقييد استخدام الهواتف المحمولة بين عناصره تجنبا للاختراقات التقنية.

كما رُصدت تحركات داخلية تهدف إلى إعادة تأهيل بعض المراكز والمستودعات التي استهدفت في جولة القتال الأخيرة في سبتمبر 2024.

وبحسب مصدر أمني في التنظيم، فإن الحزب يتعامل مع المرحلة المقبلة بجدية مطلقة، ويستعد لثلاثة سيناريوهات رئيسية:

الحفاظ على الوضع القائم مع استمرار الضربات المحدودة.

توسيع رقعة الاشتباكات دون الدخول في حرب شاملة.

انزلاق المنطقة إلى مواجهة مفتوحة مشابهة لما جرى في عملية "سهام الشمال".

ضغوط أمريكية وتحذيرات لبنانية
وكانت واشنطن قد شددت لهجتها مؤخرا، مطالبةً بانسحاب كامل لحزب الله من الجنوب والتزام رسمي من الحكومة اللبنانية بنزع سلاح الميليشيا، كشرط مسبق لاستئناف المساعي الدبلوماسية.

وأعلنت الخارجية الأمريكية أن مبعوثها إلى الشرق الأوسط، توم باراك، لن يزور بيروت قبل صدور موقف واضح من الدولة اللبنانية.

من جهتها، حذرت قوى المعارضة اللبنانية من تداعيات تصعيد جديد، مشيرة إلى أن استمرار حزب الله في تجاهل قرارات الشرعية الدولية "يعرض لبنان إلى عزلة دولية وعقوبات إضافية".

إسرائيل: لا انسحاب من الجنوب والقرى لن تعاد بناؤها
في المقابل، أعلن وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، أن "هناك احتمالا حقيقيًا لنزع سلاح حزب الله هذه المرة"، مشيرًا إلى أن "القيادة الإيرانية، وعلى رأسها خامنئي، فقدت اهتمامها بمصير التنظيم".

وأضاف خلال مؤتمر "تعزيز الشمال": "الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من المواقع التي يسيطر عليها داخل الأراضي اللبنانية... القرى الشيعية التي دمرت لن تعاد بناؤها".

مناورات سياسية وتحضير عسكري
وفقا للتقارير فأنه رغم تأكيد الحزب أنه لا يسعى إلى التصعيد، إلا أن الاستعدادات المكثفة في الجنوب تشير إلى أن التنظيم يتعامل مع المرحلة المقبلة كأنها مفصلية في مسار الصراع مع إسرائيل.

وقال مصدر مقرب من قيادة الحزب: "ثمن الحرب باهظ، لكن ثمن الاستسلام أثقل. إذا لم تُزعج إسرائيل سلاحنا، فلماذا تصر على تجريده؟".

طباعة شارك حزب الله اللبناني القرى الشيعية في جنوب لبنان جنوب لبنان إسرائيل ولبنان إسرائيل وحزب الله

مقالات مشابهة

  • الشيباني: لا نية عدوانية لدينا تجاه إسرائيل.. والأخيرة تكشف موقفها من الجنوب السوري
  • الشيباني: لا نية عدوانية لدينا تجاه إسرائيل.. والأخيرة تكشف عن موقفها من الجنوب السوري
  • الشيباني: لا نية عدوانية لدينا تجاه إسرائيل.. و
  • مهند تصدّر.. ورحمة اكتسحت| أبطال مصر يتألقون في بطولة إفريقيا للبوتشيا وعيونهم على كأس العالم
  • عراقجي: إيران لن تقبل بأن تمضي الأمور كما كانت عليه قبل حرب الـ12 يوم مع “إسرائيل”
  • إعلام عبري: حزب الله يستنفر في الجنوب ويوزع معدات استعدادا لاحتمال الحرب مع إسرائيل
  • إسرائيل: نجري مفاوضات إيجابية مع سورية
  • سليمان: السعودية تثبت مجدداً أن فلسطين كانت وستبقى قضية الأمة
  • إسرائيل تعلق على الأزمة الإنسانية في السودان
  • ترامب يستبعد حضور قمة مجموعة العشرين اعتراضا على سياسات جنوب إفريقيا