الأسبوع:
2025-10-08@03:03:04 GMT

الفكر الصهيوني الحديث بين عناصر القوة ونقاط الضعف

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

الفكر الصهيوني الحديث بين عناصر القوة ونقاط الضعف

لكل فكر بشري عناصر قوة ونقاط ضعف، وكلما كان هذا الفكر منحرًفا عن القيم والأخلاق، معتمدًا على المقاييس المادية المجردة من الروح الإيمانية، ازدادت نقاط الضعف فيه وقُوِّضت عناصر القوة. استطاع اليهود أن يستفيدوا من تفرُّقهم وتشتتهم في بلاد العالم فترة طويلة من الزمان، فتمكنوا من دراسة طبيعة الشعوب الأوربية، ونشروا الاتجاهات الفكرية الإلحادية الإباحية ليُضعفوا هذه الشعوب إيمانيًّا وأخلاقيًّا، وسيطروا بدرجة كبيرة على الاقتصاد ووسائل الإعلام ليتحكموا في قرارات الحكام والسياسيين، ودخل بعضهم في الديانة النصرانية ظاهرًا، وقد نتج عن ذلك ظهور مصدرين كبيرين لدعم الفكر الصهيوني في أوربا وأمريكا.

. المصدر الأول: الحكومات السياسية، التي دعمتِ اليهود سياسيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا، وكانت سببًا قويًّا في تمكينهم من احتلال فلسطين، فضلًا عن إمداد إسرائيل سنويًّا بأحدث الأسلحة المتطورة حتى تظل متفوقة على دول الشرق الأوسط عسكريًّا. والمصدر الثاني عُرف بمذهب الألفية لإيمانهم بالرجاء المبارك وهو المجيء الثاني للمسيح ليحكم العالم ألف عام من السلام على الأرض، ويعتقدون أن هذه الألفية هي آخر العصور، وأنه لابد من جمع اليهود من الشتات إلى فلسطين كخطوة أخيرة قبل عودة المسيح إلى عاصمته وموطنه الأول أورشليم (القدس)، واستطاعوا تأسيس كيانهم في فلسطين بما يأتيهم من دعم من حلفائهم في أمريكا وأوربا، التي تُعَد عناصر قوة، وأبرزها الدعم السياسي من جهتين: الجهة الغربية تتمثل في اعتراف الدول العظمى بدولة إسرائيل وتأثيرهم على الهيئات العالمية لتوجيه القرارات السياسية دائمًا لصالح اليهود، والجهة الإفريقية تتمثل في التعاون المشترك بين الكيان الصهيوني وبعض الدول الإفريقية حيث بادرت إسرائيل بالاعتراف باستقلال الدول الإفريقية، وقدمت لهم معونات مالية وعسكرية وثقافية وفنية، وأمدتهم بالخبرات في المجال التقني. وفي مقابل ذلك حصدتِ العديد من المكاسب السياسية، من أهمها: بسط النفوذ على القارة الإفريقية كبداية للهيمنة على العالم، تكوين حليف استراتيچي يُخرجها من العزلة المفروضة، السيطرة على منابع النيل لإضعاف مصر والضغط عليها للحصول على حصة من مائه، عزل الدول العربية وضرب مصالحها في العمق الإفريقي، مساعدة الجاليات اليهودية في الدول الإفريقية، وخاصة يهود الفلاشا في إثيوبيا.. هذا فضلًا عن تمكُّن اليهود من بناء اقتصاد جيد يفوق الدول العربية، ويرجع ذلك إلى الدعم الأمريكي والأوربي، وتنشيط التجارة مع الدول الإفريقية بالاستفادة من المواد الخام رخيصة الثمن وتصنيعها، ثم تصديرها لنفس الدول بأعلى الأسعار، وتأسيس العديد من الشركات الناشئة المتطورة في مجال التقنية الحديثة، مثل شركة Better Place التي تقوم بتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية، والتميز الاستخباراتي حيث يُعتبر جهاز الاستخبارات الصهيوني من أقوى الأجهزة الاستخباراتية في العالم، والتأثير الإعلامي حيث سيطر اليهود على معظم وسائل الإعلام في أوربا وأمريكا. أما عن نقاط الضعف في الفكر الصهيوني من الناحية العقيدية فيقوم الفكر الصهيوني على عقيدة ملفقة وتأويلات بعيدة لنصوص التوراة وادعاءات كاذبة تسببت في ضعف الفكر الصهيوني من الناحية الأخلاقية والاجتماعية، حيث ينتشر بين اليهود أمراض أخلاقية واجتماعية وسلوكية خطيرة، كفيلة بهدم الكيان الصهيوني من أساسه، أبرزها: العنصرية بين اليهود، واحتقار الجماعات الدينية اليهودية وإجبارهم للحكومة على تمييزهم في التعليم والمعونة المالية، وإعطائهم رواتب شهرية تؤخذ من الضرائب التي تُجمع من عامة الشعب، مما أدى إلى غرس الكراهية والاشمئزاز في نفوس غير الدينيين، وانتشار الإباحية الجنسية بين اليهود، وتآكل الحياة العائلية في المجتمع الصهيوني فقد ذكرت جريدة معاريف أن من بين كل ثلاث حالات زواج يكون مصير حالة واحدة الطلاق، انتشار شرب الخمر وتعاطي المخدرات بين اليهود، ارتفاع نسبة الانتحار في إسرائيل، العزوف عن الزواج الشرعي والجنوح إلى الإباحية الجنسية، الفساد المتغلغل في جميع المؤسسات الحكومية الذي يعرقل مسيرة المخطط الصهيوني، فضلًا عن استغلال البنوك لحاجة الناس وإقراضهم بفوائد ربوية عالية. أما من الناحية الأمنية والعسكرية فيظهر عدم إيمان معظم اليهود في فلسطين بالفكرالصهيوني، وجبن اليهود وحرصهم على الحياة، وقناعتهم الثابتة بعدم وجود عقيدة دينية تستحق التضحية بالنفس، وضعف عزيمتهم وعدم صمودهم أمام الحروب والاشتباكات الدائمة مع العرب، والفرار من الخدمة العسكرية الإجبارية التي تستغرق ثلاث سنوات والتحايل على ذلك بادعاء الإصابة بالأمراض النفسية، وتغيُّب ثلث جنود الاحتياط عند استدعائهم، وتورط عدد كبير من القادة العسكريين في الفساد.وبالتالي يتضح أن الجيش الصهيوني إذا وُجهت إليه ضربات قوية في عمقه الاستراتيچي -داخل فلسطين- تؤدي إلى هزيمته، فإنه لن تقوم له قائمة أبدًا، وستفنى دويلته المزعومة وتندثر تمامًا، وسيتبدد مشروعها الصهيوني ويذهب أدراج الرياح.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الدول الإفریقیة الصهیونی من بین الیهود

إقرأ أيضاً:

ندوة ثقافية في جامعة الحديدة بعنوان “خطر اليهود الصهاينة على العالم الإسلامي وأساليبهم”

الثورة نت /..

نظّمت جامعة الحديدة اليوم، ندوة ثقافية فكرية بعنوان “خطر اليهود الصهاينة على العالم الإسلامي وأساليبهم”، في إطار الحملة الوطنية لنصرة الأقصى، وتزامنا مع الذكرى الثانية لمعركة “طوفان الأقصى”.

تناولت الندوة خمسة محاور رئيسية ناقشت جذور الفكر الصهيوني وأهدافه وأساليبه في استهداف الأمة الإسلامية، وتأثيره على واقعها، ودور الثقافة القرآنية والإعلام المقاوم في مواجهة مخططاته العدوانية.

وفي افتتاح الندوة أشاد وكيل أول المحافظة أحمد البشري بتنظيم هذه الندوة التي تأتي في إطار الوعي المتنامي لدى أبناء الشعب اليمني بخطورة المشروع الصهيوني الذي يستهدف الأمة في عقيدتها وثقافتها ووحدتها، منوها بدور جامعة الحديدة في تعزيز الوعي بقضايا الأمة وإبراز الموقف اليمني الثابت تجاه القضية الفلسطينية.

وأشار إلى أن العدو الصهيوني يسعى منذ عقود إلى اختراق الأمة الإسلامية عبر أدوات الحرب الناعمة، مستغلًا الإعلام والثقافة والاقتصاد لبث المفاهيم المضللة وتزييف الوعي، مؤكدا أن الوعي القرآني هو السلاح الأقوى لمواجهة هذه الحرب الفكرية وإفشال مخططاتها.

وأوضح البشري أن واجب المؤسسات التعليمية والأكاديمية يتجاوز حدود التعليم إلى بناء الإنسان الواعي والمحصّن بثقافة المقاومة والبصيرة، داعيا إلى استمرار عقد الندوات والملتقيات الفكرية التي ترسخ ثقافة الصمود وتعيد للأمة ثقتها بذاتها وهويتها الإسلامية الجامعة.

فيما أكد رئيس الجامعة الدكتور محمد الأهدل، استمرار الجامعة في عقد اللقاءات الثقافية والفكرية في إطار الحملة الوطنية لنصرة الأقصى، وتعزيز الوعي بخطورة الصهيونية على العالم الإسلامي، وتأكيد الموقف اليمني الثابت تجاه القضية الفلسطينية باعتبارها قضية الأمة المركزية.

وأوضح أن الندوة تهدف إلى تعزيز الوعي بخطورة المشروع الصهيوني الذي يسعى إلى طمس هوية الأمة الإسلامية والنيل من وحدتها عبر أدوات فكرية وثقافية واقتصادية، وإلى ترسيخ المفاهيم القرآنية المقاومة التي تمكّن الأجيال من إدراك طبيعة الصراع القائم ومواجهته بالوعي والإيمان.

وتطرق عميد كلية الهندسة الدكتور علي البنّاء في المحور الأول بعنوان “الصهيونية ونشأتها وأهدافها”، البدايات التاريخية للفكر الصهيوني ونشوء الحركة الصهيونية في أوروبا، واستغلالها للدين لتحقيق مشروع سياسي استعماري يستهدف السيطرة على مقدرات الأمة العربية والإسلامية.

بينما قدّم المحور الثاني مستشار رئيس الجامعة الدكتور أحمد صغير، بعنوان “أساليب الصهاينة لاستهداف الأمة الإسلامية”، موضحا أن الحرب الصهيونية تتخذ أشكالا متعددة، من الإعلام والثقافة إلى الاقتصاد والسياسة، وكلها تهدف إلى تفكيك البنية القيمية للمجتمعات الإسلامية وإضعاف انتمائها الديني.

واستعرض نائب عميد كلية الآداب الدكتور عبدالودود مقشر في المحور الثالث “تأثير الصهيونية على واقع الأمة الإسلامية”، مبينا أن المشروع الصهيوني لا يقتصر على احتلال الأرض بل يمتد إلى احتلال الفكر، من خلال إثارة الفتن الداخلية، وصناعة النزاعات الطائفية، وتغذية الانقسامات لخدمة الكيان الإسرائيلي ومصالح الغرب.

في حين تناول مسؤول قطاع الإرشاد بالمحافظة عبدالرحمن الورفي في المحور الرابع “ثقافة الأمة في مواجهة الصهاينة”، مؤكدا أهمية بناء الوعي الثقافي والتمسك بالهوية القرآنية كوسيلة لتحصين المجتمعات الإسلامية من الغزو الفكري والإعلامي الذي يسعى لتزييف وعي الشباب وإبعاده عن قضايا أمته.

بدوره أشار وكيل أول محافظة الحديدة أحمد البشري في المحور الخامس حول “دور القرآن الكريم وإعلام الهُدى في مواجهة اليهود والصهاينة”، إلى أن الإعلام المقاوم المستنير بالقرآن الكريم يمثل جبهة متقدمة في مواجهة التضليل الإعلامي الصهيوني وكشف جرائمه بحق الشعوب المستضعفة.

وأشاد المشاركون في الندوة بجهود جامعة الحديدة في تنظيم الفعاليات الفكرية التي تواكب قضايا الأمة وتربط العمل الأكاديمي بالموقف الوطني، معتبرين الجامعات منارات للوعي ومراكز فكرية تسهم في بناء جيل واعٍ بقضايا أمته ومناهض للتطبيع الثقافي والفكري.

وأكدوا أن المواجهة مع العدو الصهيوني ليست عسكرية فقط، بل فكرية وثقافية، وأن التصدي لها يتطلب مشروعًا معرفيا متكاملًا يقوم على الثقافة القرآنية، والإعلام الصادق، والتعليم المقاوم.

حضر الندوة عدد من نواب رئيس الجامعة، وعمداء الكليات، وأعضاء هيئة التدريس، وعدد من طلاب وطالبات الجامعة.

مقالات مشابهة

  • مدرب إيطاليا يدعم فلسطين أمام الكيان الصهيوني
  • الزراعة:مستعدون لنقل خبراتنا وأصناف الأرز المحسنة إلي الدول الإفريقية
  • هاتف Motorola Moto G Power 2025 .. صفقة برايم داي التي تجمع بين القوة والأناقة
  • ندوة ثقافية في جامعة الحديدة بعنوان “خطر اليهود الصهاينة على العالم الإسلامي وأساليبهم”
  • سموتريتش: القوانين الدولية لا تنطبق على اليهود
  • ما رؤيا الرسول التي كانت سببًا في تخصص د. أحمد عمر هاشم في الحديث؟ - فيديو
  • غريتا ثونبيرغ: غزة هي القصة الحقيقية.. مأساة فلسطين لم تبدأ في السابع من أكتوبر (شاهد)
  • بدون تأشيرة.. قائمة الدول التي يمكنك دخولها بجواز السفر المصري فقط
  • الحلبة.. كنز طبيعي يعزز الصحة والجمال ويحارب الضعف العام
  • 52 عاما على نصر أكتوبر المجيد.. ملحمة العبور التي أحدثت تغييرا في الفكر العسكري العالمي