الأسبوع:
2025-11-23@15:46:50 GMT

الفكر الصهيوني الحديث بين عناصر القوة ونقاط الضعف

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

الفكر الصهيوني الحديث بين عناصر القوة ونقاط الضعف

لكل فكر بشري عناصر قوة ونقاط ضعف، وكلما كان هذا الفكر منحرًفا عن القيم والأخلاق، معتمدًا على المقاييس المادية المجردة من الروح الإيمانية، ازدادت نقاط الضعف فيه وقُوِّضت عناصر القوة. استطاع اليهود أن يستفيدوا من تفرُّقهم وتشتتهم في بلاد العالم فترة طويلة من الزمان، فتمكنوا من دراسة طبيعة الشعوب الأوربية، ونشروا الاتجاهات الفكرية الإلحادية الإباحية ليُضعفوا هذه الشعوب إيمانيًّا وأخلاقيًّا، وسيطروا بدرجة كبيرة على الاقتصاد ووسائل الإعلام ليتحكموا في قرارات الحكام والسياسيين، ودخل بعضهم في الديانة النصرانية ظاهرًا، وقد نتج عن ذلك ظهور مصدرين كبيرين لدعم الفكر الصهيوني في أوربا وأمريكا.

. المصدر الأول: الحكومات السياسية، التي دعمتِ اليهود سياسيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا، وكانت سببًا قويًّا في تمكينهم من احتلال فلسطين، فضلًا عن إمداد إسرائيل سنويًّا بأحدث الأسلحة المتطورة حتى تظل متفوقة على دول الشرق الأوسط عسكريًّا. والمصدر الثاني عُرف بمذهب الألفية لإيمانهم بالرجاء المبارك وهو المجيء الثاني للمسيح ليحكم العالم ألف عام من السلام على الأرض، ويعتقدون أن هذه الألفية هي آخر العصور، وأنه لابد من جمع اليهود من الشتات إلى فلسطين كخطوة أخيرة قبل عودة المسيح إلى عاصمته وموطنه الأول أورشليم (القدس)، واستطاعوا تأسيس كيانهم في فلسطين بما يأتيهم من دعم من حلفائهم في أمريكا وأوربا، التي تُعَد عناصر قوة، وأبرزها الدعم السياسي من جهتين: الجهة الغربية تتمثل في اعتراف الدول العظمى بدولة إسرائيل وتأثيرهم على الهيئات العالمية لتوجيه القرارات السياسية دائمًا لصالح اليهود، والجهة الإفريقية تتمثل في التعاون المشترك بين الكيان الصهيوني وبعض الدول الإفريقية حيث بادرت إسرائيل بالاعتراف باستقلال الدول الإفريقية، وقدمت لهم معونات مالية وعسكرية وثقافية وفنية، وأمدتهم بالخبرات في المجال التقني. وفي مقابل ذلك حصدتِ العديد من المكاسب السياسية، من أهمها: بسط النفوذ على القارة الإفريقية كبداية للهيمنة على العالم، تكوين حليف استراتيچي يُخرجها من العزلة المفروضة، السيطرة على منابع النيل لإضعاف مصر والضغط عليها للحصول على حصة من مائه، عزل الدول العربية وضرب مصالحها في العمق الإفريقي، مساعدة الجاليات اليهودية في الدول الإفريقية، وخاصة يهود الفلاشا في إثيوبيا.. هذا فضلًا عن تمكُّن اليهود من بناء اقتصاد جيد يفوق الدول العربية، ويرجع ذلك إلى الدعم الأمريكي والأوربي، وتنشيط التجارة مع الدول الإفريقية بالاستفادة من المواد الخام رخيصة الثمن وتصنيعها، ثم تصديرها لنفس الدول بأعلى الأسعار، وتأسيس العديد من الشركات الناشئة المتطورة في مجال التقنية الحديثة، مثل شركة Better Place التي تقوم بتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية، والتميز الاستخباراتي حيث يُعتبر جهاز الاستخبارات الصهيوني من أقوى الأجهزة الاستخباراتية في العالم، والتأثير الإعلامي حيث سيطر اليهود على معظم وسائل الإعلام في أوربا وأمريكا. أما عن نقاط الضعف في الفكر الصهيوني من الناحية العقيدية فيقوم الفكر الصهيوني على عقيدة ملفقة وتأويلات بعيدة لنصوص التوراة وادعاءات كاذبة تسببت في ضعف الفكر الصهيوني من الناحية الأخلاقية والاجتماعية، حيث ينتشر بين اليهود أمراض أخلاقية واجتماعية وسلوكية خطيرة، كفيلة بهدم الكيان الصهيوني من أساسه، أبرزها: العنصرية بين اليهود، واحتقار الجماعات الدينية اليهودية وإجبارهم للحكومة على تمييزهم في التعليم والمعونة المالية، وإعطائهم رواتب شهرية تؤخذ من الضرائب التي تُجمع من عامة الشعب، مما أدى إلى غرس الكراهية والاشمئزاز في نفوس غير الدينيين، وانتشار الإباحية الجنسية بين اليهود، وتآكل الحياة العائلية في المجتمع الصهيوني فقد ذكرت جريدة معاريف أن من بين كل ثلاث حالات زواج يكون مصير حالة واحدة الطلاق، انتشار شرب الخمر وتعاطي المخدرات بين اليهود، ارتفاع نسبة الانتحار في إسرائيل، العزوف عن الزواج الشرعي والجنوح إلى الإباحية الجنسية، الفساد المتغلغل في جميع المؤسسات الحكومية الذي يعرقل مسيرة المخطط الصهيوني، فضلًا عن استغلال البنوك لحاجة الناس وإقراضهم بفوائد ربوية عالية. أما من الناحية الأمنية والعسكرية فيظهر عدم إيمان معظم اليهود في فلسطين بالفكرالصهيوني، وجبن اليهود وحرصهم على الحياة، وقناعتهم الثابتة بعدم وجود عقيدة دينية تستحق التضحية بالنفس، وضعف عزيمتهم وعدم صمودهم أمام الحروب والاشتباكات الدائمة مع العرب، والفرار من الخدمة العسكرية الإجبارية التي تستغرق ثلاث سنوات والتحايل على ذلك بادعاء الإصابة بالأمراض النفسية، وتغيُّب ثلث جنود الاحتياط عند استدعائهم، وتورط عدد كبير من القادة العسكريين في الفساد.وبالتالي يتضح أن الجيش الصهيوني إذا وُجهت إليه ضربات قوية في عمقه الاستراتيچي -داخل فلسطين- تؤدي إلى هزيمته، فإنه لن تقوم له قائمة أبدًا، وستفنى دويلته المزعومة وتندثر تمامًا، وسيتبدد مشروعها الصهيوني ويذهب أدراج الرياح.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الدول الإفریقیة الصهیونی من بین الیهود

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: واجهنا الفكر المتطرف.. ووقفنا ضد تهديدات الهُوية المصرية

كتب- محمود مصطفى أبو طالب:

أكَّد الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن دار الإفتاء المصرية عبر تاريخها الممتد كانت -وما زالت- ركيزة أساسية في نشر الفكر الوسطي المعتدل، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وتعزيز الوعي الديني والمجتمعي، ومواجهة الفكر المتطرف، مستمدةً منهجها من وسطية الأزهر الشريف وقيمه الراسخة.

جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية لاحتفالية دار الإفتاء المصرية بمناسبة مرور 130 عامًا على تأسيسها، بحضور عدد من الوزراء وقيادات الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، ورجال الفكر والثقافة والإعلام والمجتمع المدني.

وخلال كلمته، استعرض المفتي بداية من تولى منصب الإفتاء، مشيرًا إلى أن النبي الكريم «صلى الله عليه وسلم»، كان أول من تولى هذه المكانة، وكان صلى الله عليه وسلم يفتي بوحي الله عز وجل، وكانت فتاواه «جوامع الأحكام» المشتملة على فصل الخطاب، ثم تولى الفتوى بعده الصحابة وآل البيت الكرام رضي الله عنهم، الذين امتازوا بعمق العلم وصدق الإيمان وحسن البيان، ثم انتقلت هذه الأمانة من بعدهم إلى التابعين كسعيد بن المسيب وعطاء بن أبي رباح، وغيرهما ممن أجاز لهم أكابر الصحابة القيام بأمر الإفتاء.

وأوضح فضيلة مفتي الجمهورية، أن المذاهب الفقهية الثمانية قد استقرت في الأمة الإسلامية بعد ذلك، ومنها المذاهب السنية الأربعة (الحنفي، المالكي، الشافعي، الحنبلي)، والمذاهب الشيعية (الإمامي، والزيدي)، والمذهب الإباضي، والظاهري، وقد تبلورت في مدارس فقهية لها أصول وقواعد، وتولى أئمتها وكبار علمائها الإفتاء عبر العصور، مؤكدًا أن العصر الحديث شهد تحول الفتوى إلى مؤسسة رسمية لها نظامها وهيكلها الإداري والعلمي، وكانت "دار الإفتاء المصرية" رائدة المؤسسات الإفتائية في هذا المجال.

وأكد فضيلة المفتي أن الاحتفال بمرور 130 عامًا على تأسيس دار الإفتاء هو مناسبة لاستحضار تراثها العظيم الذي أصبح كنزًا فقهيًّا ومعرفيًّا ينهل منه الباحثون والدارسون، لما يتسم به من منهجية أصيلة توازن بين النصوص الشرعية ومتطلبات الواقع، محققًا بذلك مقاصد الشريعة ومكارمها، مشيرًا إلى أن دار الإفتاء عبر تاريخها قد احتضنت شيوخًا ومفتين كبارًا كانوا نخبة مختارة وصفوة مجتباة من الله تعالى، حملوا أمانة الفتوى، وعملوا على ترسيخ الاستقرار المجتمعي ونشر قيم التسامح والتعايش، فضلًا عن دورهم الوطني في مواجهة الفكر المتطرف وكشف انحرافاته، وصد محاولات العبث بالهُوية المصرية التي تجمع بين الانتماء الديني والقومي.

وأضاف فضيلة مفتي الجمهورية أنه عندما تبلغ دار الإفتاء عامها المائة والثلاثين، فإن هذا الامتداد الطويل لا يحضر بوصفه تاريخًا محفوظًا، بل شاهدًا على تجربة استطاعت أن تجمع بين أصول لا تتبدل ووقائع لا تستقر، بمنهج قويم لا يبحث عن التجديد في صورته بل في تحقيق مقتضاه العلمي والمقاصدي، مبينًا أن دار الإفتاء منذ نشأتها حرصت على أن تكون امتدادًا للمنهج الإسلامي الصحيح، والفكر المتزن، وسعت إلى مواجهة الفكر المتطرف بشقيه الديني واللاديني، كما بقيت كيانًا وطنيًّا يشارك الدولة المصرية آمالها وآلامها، ويسهم في نهضتها الحضارية من خلال تسليط الضوء على الفتوى الوسطية كأداة لبناء المجتمعات وتنميتها".

وأشار المفتي إلى أن دار الإفتاء المصرية أصبحت -بفضل الله- "كيانًا دوليًّا وعالميًّا" يسعى لنشر الفكر الوسطي والمنهجية السليمة لصناعة الفتوى من خلال الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، التي أنشئت عام 2015، والتي أصبحت قاطرة في مواجهة الفتاوى الضالة والمنحرفة.

وفي رؤيته لمستقبل دار الإفتاء، أكد فضيلة المفتي أننا نستشرف مرحلة جديدة تتزايد فيها تحديات العولمة والذكاء الاصطناعي، مشيدًا بجهود جميع قطاعات دار الإفتاء والعاملين بها، ومؤكدًا دعمه لهم في طريق مستقبل إفتائي رشيد، مختتمًا كلمته بالتأكيد على أن الاحتفال بالذكرى الـ130 ليس مجرد مناسبة تاريخية، بل هي "لحظة يراجع فيها الإفتاء موقعه بين الناس"، مؤكدًا أن "الثبات لا يعني الجمود، والتغيير لا يعني الانفلات"، وأن الفتوى لا تستقيم إلا بعلم راسخ وبصيرة نافذة وتأنٍّ يميز بين المصلحة الدائمة والحاجة العارضة.

حضر الحفل الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، والدكور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والمهندس، محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال، والدكتور ابراهيم صابر، محافظ القاهرة، والمهندس عادل النجار، محافظ الجيزة، والمهندس حاتم نبيل، رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، والسيد محمود الشريف، نقيب الأشراف، والدكتور محمد عبدالدايم الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، مفتي الجمهورية الأسبق، والدكتور نصر فريد واصل، عضو هيئة كبار العلماء، مفتي الجمهورية الأسبق، والدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي الجمهورية السابق، والدكتور سلامه داوود، رئيس جامعة الأزهر، والقس الدكتور، أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية، وعدد من السفراء، وجمع من علماء الأزهر والأوقاف، ورجال الفكر والثقافة والإعلام والمجتمع المدني.

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

نظير محمد عياد مفتي الجمهورية دار الإفتاء المصرية أخبار ذات صلة الإفتاء توضح حكم التأمين على الحياة أخبار مفتى الجمهورية يُدين إحراق مسجد بالضفة الغربية ويدعو المجتمع الدولي للتحرك أخبار هل يجوز الاقتراض من البنوك لشراء شقة؟.. الإفتاء يجيب أخبار

قد يعجبك

أحدث الموضوعات أخبار البنوك الجنيه يبدد مكاسبه ويواصل التراجع أمام الدولار في أول تعاملات الأسبوع رياضة محلية "اختبار صعب ورسالة للشناوي".. أول تعليق من مصطفى شوبير بعد فوز الأهلي على زووم "الاعتزال هو الموت".. شيرين: فيه حاجات بتحصلي من أقرب الناس ليا زووم "أنا دايما بستأذنه".. ماذا طلبت أصالة من زوجها في حفلها الأخير؟ أخبار هل يجوز للحامل والمرضع إخراج كفارة فقط بدلا من قضاء الصيام؟.. أمين الفتوى

فيديو قد يعجبك



انطلاق احتفالية دار الإفتاء بمرور 130 عامًا على تأسيسها المفتي يشارك في قرعة حج الجمعيات الأهلية أخبار مصر مصر توقع اتفاق تمويل ميسر ومنحة بـ53.8 مليون يورو منذ 15 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر

مقالات مشابهة

  • اتصالات الجامعة العربية تستعرض تأثير الذكاء الاصطناعي على مراكز الفكر بالمنطقة
  • استعدادا للحرب.. أوروبا تعلن تجنيد النساء إجباريا لأول مرة في تاريخها الحديث
  • مفتي الجمهورية: واجهنا الفكر المتطرف.. ووقفنا ضد تهديدات الهُوية المصرية
  • مراكز الفكر
  • «النفسية مش تمام».. أستاذ بطب الإسكندرية يحذر من ارتفاع الضعف الجنسي لدى الرجال
  • خريس: نمر بأصعب مرحلة في تاريخنا الحديث
  • «الخماسي الحديث» يستضيف تدريبات بطلة العالم
  • من هي الدول العربية التي قصدها رئيس الموساد الأسبق بحديثه عن تكرار هجمات البيجر؟
  • اللواء شقير وجه أمر اليوم إلى العسكريين: لبنان لا يعرف الضعف والاستسلام
  • الرئيس الكوري في جامعة القاهرة: أنتم القوة التي ستصنع مستقبل العلاقات بين مصر وكوريا