صدى البلد:
2025-10-16@08:34:46 GMT

الذكاء الاصطناعي يعيد الموتى إلى الحياة.. كيف ذلك؟

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

في مشهد يبدو عاديًا يتحدث أربعة من أبناء العمومة الصغار مع جدتهم  سميث عبر رابط فيديو يسألونها وتجيب عليهم بكل ود وأريحية، ولكن ما لم يكن عاديًا هو أن الجدة التي تجيب وتضحك متوفية قبل أسابيع.

ليكن وراء هذا المشهد وقدرة الجدة المتوفية على التحدث مع أحفادها هي التكنولوجيا الجديدة التي تسخر قوة الذكاء الاصطناعي لإعادة الموتى من وراء القبر بشكل افتراضي، فقد تقدم عدد متزايد من الشركات الناشئة، التي يطلق عليها اسم "تكنولوجيا الحزن" أو "استحضار الأرواح الرقمية"، خدمات تعد بالحفاظ على ذكريات الأحباب المفقودين حية إلى الأبد.

هذا ما يحدث للجسم عند البقاء مستيقظًا لأكثر من 18 ساعة.. تفاصيل مهمة كويكب ضخم يشكل خطورة على الأرض.. تفاصيل

بعضها، مثل تلك التي تستخدمها الجدة سميث، تعتمد على مقاطع فيديو مسجلة مسبقًا حول الموضوع، ويمكن للأقارب بعد ذلك طرح الأسئلة عليهم، من خلال واجهة الذكاء الاصطناعي التي تحدد الاستجابة المناسبة بسلاسة وعلى الفور اعتمادًا على ما تم طرحه.

على الرغم من أن السيدة سميث تحدثت عبر شاشة الفيديو، إلا أن آخرين يستخدمون نفس التكنولوجيا ظهروا مرة أخرى كصور ثلاثية الأبعاد متحركة، هذه هي سرعة التغيير التي تدعمها ثورة الذكاء الاصطناعي، حيث أصبح ما كان في السابق من الخيال العلمي حقيقة واقعة.

في الواقع، قبل عقد من الزمن فقط، ظهرت إحدى حلقات الدراما البائسة Black Mirror، التي تضمنت مؤامرة تلجأ فيها امرأة شابة تدعى مارثا إلى الذكاء الاصطناعي لإعادة إنشاء نسخة رقمية من صديقها آش بعد مقتله في حادث سيارة.

بيئة عمل شديدة الخطورة.. عاملون في شركة جيف بيزوس يقتربون من الموت تعرف على متلازمة الرئة البيضاء المنتشرة بقوة في العالم

يتم ذلك باستخدام جميع اتصالاته السابقة عبر الإنترنت وملفاته الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، وبلغت ذروتها في إنشاء جهاز android يشبه آش، وفي حين أن هذه الخطوة الأخيرة لا تزال بعيدة بعض الشيء، إلا أن الحياة تقلد الفن بالفعل.

من خلال التعلم من لقطات الفيديو والصور الفوتوغرافية والمواد الأخرى مثل منشورات وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل النصية، يمكن للذكاء الاصطناعي إعادة إنشاء نسخة من الفرد تبدو أو تتحدث أو تتفاعل مثل الشخص الحقيقي، يتراوح نطاق تقنيات الحزن من روبوتات الدردشة البسيطة إلى الصور الرمزية المتطورة التي تحاكي شكل وصوت المتوفى.

"بعد وفاة والديك، يمكنك مقابلتهم في السحابة من خلال تقنية الذكاء الاصطناعي، للتخفيف من آلام وفاة أحبائك"، هكذا وعدت إحدى الشركات الكورية الجنوبية التي قامت بالفعل "بلم شمل" عدد من الأفراد الثكالى بصور واقعية للغاية، وهي نسخة تم إنشاؤها بالفيديو لأحبائهم.

يبدو الأمر جيدًا من الناحية النظرية، ولكن في الحياة الواقعية، يثير طرح تقنية الحزن أسئلة أخلاقية ويؤدي إلى انقسام الآراء.، فيقول أولئك الذين استفادوا من هذه الخدمات الجديدة إنها توفر وسيلة قيمة للحفاظ على الذكريات وتفاصيل الحياة ونقلها والتي كانت ستُنسى لولا ذلك، ويقولون أيضًا إن بإمكانهم توفير الراحة لمن يستخدمونها بنفس الطريقة التي يحدث بها النقر فوق ألبوم الصور أو مشاهدة مقطع فيديو منزلي.

ولكن من بين المخاوف بشأن التكنولوجيا الجديدة هو القلق من أنه من أجل تحقيق أقصى قدر من الأرباح، ستجعل شركات التكنولوجيا عروضها 'إدمانية' قدر الإمكان، بحيث يمكن فرض رسوم على الأقارب المكلومين مرارًا وتكرارًا لرؤية أحبائهم المتوفين، بدلاً من رؤية أحبائهم المتوفين، ببساطة دفع رسوم ثابتة.

هناك أيضًا تحذيرات من أن واقعية الصور الرمزية قد تجعل من الصعب على الثكالى أن يتصالحوا مع خسارتهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بالشباب.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

عندما يقفز الذكاء الاصطناعي على حواجز اللغة؟

 

 

 

مؤيد الزعبي

 

لطالما كانت اللغة حاجزًا يقف بين الإنسان والشعوب الأخرى، وفي الوقت ذاته كانت بوابةً لاكتشافهم، والبعض يجدها رحلة يخوضها ليتعلّم ويتعرّف ويكتسب المهارة التي تمكّنه وتُميّزه عن غيره بامتلاكه لغة الآخر، وكثيرًا ما كانت اللغة مصدر رزق؛ إذ شكلت مهارة الترجمة أو التحدث بلغة أجنبية مسارًا مهنيًا لكثيرين، لكن اليوم، ومع التطور الهائل في تقنيات الذكاء الاصطناعي واقتحامها عالم الترجمة من أوسع أبوابه، يبدو أن الأبواب القديمة بدأت تُغلق أمام المترجمين، فيما تُفتح في المقابل أبواب جديدة أمام البشرية بأكملها؛ أبواب الاستكشاف والتفاعل الثقافي.

وقد أصبح بإمكاننا بفضل هذه التقنيات أن نتعرف إلى ثقافات جديدة، ونمارس طقوسًا مختلفة، ونتذوق ألوانًا من الفنون والموسيقى، ونتحاور مع عقول وأفكار من شتى بقاع الأرض، ونبني صداقات تتجاوز الحدود والمسافات، في تواصلٍ لم تعرفه البشرية بهذه السهولة من قبل.

مع كل هذا الانفتاح المذهل، يحق لنا أن نتساءل: هل يمثل هذا التطور نعمةً تُقرّبنا أكثر وتعمّق تواصلنا الإنساني؟ أم أنه يحمل وجهًا آخر، يخفي في طيّاته خطر ذوبان الخصوصية الثقافية واللغوية التي تضمن تنوع الحضارات واستمرارها؟ أود أن أتحاور معك عزيزي القارئ من خلال هذا الطرح، لنتأمل معًا الوجهين المختلفين لهذا التحول التكنولوجي الذي يعيد صياغة علاقتنا بالعالم وبأنفسنا.

حضرتُ قبل أيام حفل إطلاق منتجات شركة IFLYTEK أثناء معرض جايتكس في دبي؛ حيث عرضت سماعات وأجهزة ترجمة فورية محمولة تتحوّل بها محادثاتك مع شخص يتكلم لغة مختلفة إلى لغتك الأم، ويتحول الحوار الفوري إلى حوارٍ بلا فواصل أو حواجز لغوية تقريبًا. وهذه التقنية لا تنهي فقط الحاجة إلى مترجم بشري في بعض السياقات؛ بل تفتح أمام البشر بابًا جديدًا للتعرّف على عوالم وثقافات، وكم من دولة فكرت السفر إليها وكانت اللغة هي الحاجز الوحيد الذي يقف أمامك، ولكن مع الذكاء الاصطناعي بات الأمر ممكنًا وسهلًا، ولن أخوض اليوم في دقة الترجمة فمثل هذه التقنيات مازالت في طور التقدم والتطوير وستصل يومًا لما نصبوا إليه من ترجمة دقيقة وسلسة.

الذكاء الاصطناعي بات اليوم يتعرف فوريًا على اللهجات واللهجات الفرعية، وليس فقط يمكنه فهم اللغة الرسمية؛ بل طريقة النطق ومخارج الحروف أيضًا، ويومًا بعد يوم تصبح الآلة أكثر قدرة على فهم اللهجات واللغات، ومع استخدام الأجهزة المحمولة أو السماعات سيجعل الترجمة ترافقك في الطريق، في الاجتماعات، في السفر، في التبادل الثقافي، وأيضًا في المكالمات الهاتفية بحيث تتم الترجمة فوريًا في أذنك، والأجمل من كل هذا أن الذكاء الاصطناعي يتيح لك ليس فقط فهم ما يقول الآخر، بل أيضًا تلمّس إحساسه، ثقافته، عادات التعبير، وذلك من خلال محاكاة الذكاء الاصطناعي لصوت ونبرة المتكلم، وهذا يخلق احتكاكًا ثقافيًا أكثر عمقًا مما لو اعتمدنا فقط على وسيط بشري أو على الترجمة الكتابية التقليدية، وتخيل كيف يمكن نقل التجربة لتصبح تجربة تفاعلية يومية نستخدمها في كل شيء من حولنا، من موسيقى وأفلام ونقاشات ومحاضرات وندوات.

مع كل هذا السحر.. ثمة تساؤل يجب أن نعود لطرحه؛ هل هذا التطور نعمة للتعرف على ثقافات جديدة وللتقريب بين البشر، أم أنه يحمل في طيّاته مخاطر؟ هل ستُمحى خصوصية اللغة الأصلية وتختفي الفوارق التي تُميز الشعوب في طريقة التعبير؟ وهل سيصبح “التنوّع اللغوي والثقافي” مجرد تاريخ مسحته التقنية والآلة؟

هذه التساؤلات جميعها مهمة؛ فنحن كبشر حاولنا قدر المستطاع أن نحافظ على ثقافاتنا وتاريخنا عبر اللغة، ولطالما كانت اللغة بحد ذاتها ثقافة لها أسلوبها الذي يميزنا ويكسبنا نوعًا من الخصوصية، ولكن كل هذا معرض للذوبان في ظل تقنيات ستعطينا القدرة على التواصل بشكل أفضل من جانب وتسلبنا خصوصيتنا الثقافية من جانب آخر، إلا لو استطعنا أن نستغل التكنولوجيا والتقنية في المحافظة على موروثنا اللغوي والثقافي بدلًا من أن نمحيه وهذا جانب طويل قد نتناقش فيه في مقال قادم.

أتفقُ مع أن التكنولوجيا جعلت العالم أقرب ولكن علينا أن نستخدم هذا التقدم لنمهد لمساحات مشتركة من الفهم الفكري والتبادل الثقافي؟ وعلينا أن نستفيد من تقنيات الترجمة الخوارزمية أن صح تسميتها هكذا بلا أن نفقد اللغة والثقافة التي نمثلها، فقوة الثقافة ليست فقط فيما نترجمه وننقله عن الاخر بل فيما لا يُمكن ترجمته وهو ما يميز ثقافة عن أخرى، وهو ما يعطي أي شعب خصوصيته في الكثير من الجوانب.

في النهاية يجب أن نعترف بأن الذكاء الاصطناعي قد يمنحنا مفاتيح العالم، لكنه لن يمنحنا روحَه، وبالنسبة لي اللغة هي روح الثقافات، واللغة أكثر من مجرد أداة تواصل؛ إنها هويتنا وذاكرتنا المجتمعية، وتاريخنا كأمة، لذلك حين نعبر إلى المستقبل فلنعبر بأعين منفتحة على الآخر دون أن نغلق أعيننا عن أنفسنا، وأقصد هنا أنه لا يجب لنا الانخراط في فهم الآخر لدرجة أن نذوب نحن وسط ثقافته؛ بل يجب أن نحافظ على ثقافتنا ولغتنا حتى تعيش للغد.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • عندما يقفز الذكاء الاصطناعي على حواجز اللغة؟
  • بنك الخرطوم يعيد تشغيل فرع الكلاكلة: إيذانًا بعودة الحياة الاقتصادية
  • نوكيا: الذكاء الاصطناعي يعيد رسم مستقبل أمن الشبكات في المنطقة
  • الذكاء الاصطناعي.. من الإبداع إلى الخداع
  • «هاكاثون» لتطوير الذكاء الاصطناعي في طب العيون
  • وزير الاتصالات: الذكاء الاصطناعي أداة للتعليم والمعلم يظل البوصلة التي توجه المستقبل
  • محمد بن راشد يفتتح «جيتكس جلوبال 2025» ويطّلع على أحدث حلول التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي
  • «دبي الرقمية» تعرض في «جيتكس» مبادراتها الرائدة بمجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي
  • إطلاق "هاكاثون" للذكاء الاصطناعي في التكنولوجيا المالية تحت مظلة "فينتك إيچيبت"
  • تحت رعاية بنك «saib» ومظلة «فينتك إيچيبت».. إطلاق «هاكاثون» للذكاء الاصطناعي في التكنولوجيا المالية