تغطية غربية لمقولة أرض بلا شعب
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
كتب وليد شقير في" نداء الوطن": مهما كانت التفسيرات التي تعطى للجموح الإسرائيلي في مواصلة ارتكاب المجازر ضد المدنيين الفلسطينيين والانتقام الجماعي إلى حد الإبادة، على أنها لأهداف داخلية يريد من ورائها بنيامين نتنياهو إنقاذ نفسه من المحاسبة، ولتجنب طرده من الحياة السياسية الإسرائيلية، ومعه شلة المتطرفين المحيطين به، فمن المؤكد أن هدف استئناف العملية العسكرية البرية أبعد بكثير من تلك التفسيرات.
المنحى الذي تسلكه العملية العسكرية الإسرائيلية، مع الإصرار على إقامة حزام أمني في جزء من غزة، فضلاً عن الحملة العسكرية في الضفة الغربية، يفضي إلى جعل المناطق الفلسطينية «أرضاً بلا شعب» كي يتحكم بها «شعب بلا أرض» وفق معادلة الحركة الصهيونية والتي سبق لمؤسسيها من ثيودور هرتزل ودايفيد بن غوريون إلى حاييم وايزمان أن رددوها. استحالة هدف القضاء على «حماس»، باتت مثبتة بحكم مواصلة الأخيرة اصطياد الجنود الإسرائيليين في شوارع شمال غزة، وقصفها تل أبيب بالصواريخ. ومع أنّ بعض القادة الأوروبيين الذين محضوا إسرائيل ضوءاً أخضر لحملتها العسكرية تحت عنوان «حقها في الدفاع عن النفس»، يقرون أنّ إنهاء «حماس» سيتطلب عشر سنوات كما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فإنّ قادة الدول الغربية يشاركون نتنياهو في الأهداف حين يطلبون أن تتحول إدارة القطاع إلى السلطة الوطنية الفلسطينية، بدلاً من «حماس» ثم يرددون مع رئيس الحكومة الإسرائيلية أن هذه السلطة تحتاج إلى تغيير، فيقحمون أنفسهم في حلقة مفرغة من المطالب التي يواصل اليمين الإسرائيلي التلطي بها من أجل مواصلة تنفيذ خطته تصفية القضية بجعل الحياة مستحيلة في شمال غزة. فاشتراط إبعاد «حماس» عن إدارة القطاع، ثم اشتراط تغيير السلطة الفلسطينية لكي تتولى هي إدارة القطاع، هي الوجه الآخر لما سبق أن ادعته إسرائيل منذ العام 2000 حين اعتبرت أنّ «أبو عمار» ليس شريكاً في عملية السلام، من أجل تبرير عدم تنفيذ اتفاقية أوسلو، في وقت عملت الدولة العبرية بالتفاهم مع أميركا على إنكار وجود الشريك، وصولاً إلى اغتياله... محاولة إلغاء «الشريك الفلسطيني» تتكرر في العام 2023 .
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
مشعل: القضية الفلسطينية استعادت حضورها الدولي والطوفان كشف الوجه الحقيقي لـ"إسرائيل"
الدوحة - صفا
قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الخارج، خالد مشعل، إن القضية الفلسطينية تقف على حضور غير مسبوق، فقد تم استعادة روح القضية على الساحة الإقليمية والدولية، بعد أن كانت مخبأة في الأدراج، تفرض نفسها على الجميع.
وأضاف مشعل، في برنامج "موازين" على قناة الجزيرة مساء اليوم الأربعاء، أن القضية الفلسطينية اكتسبت مساحات جديدة، والمقاومة بعناوينها المعروفة، دخلت على شرائح جيل الشباب الأمريكي والأوروبي، 51% من الشباب الأمريكيين ليسوا مع القضية الفلسطينية فقط، بل مع حماس ومع المقاومة، هذا كسب جديد وكبير للقضية الفلسطينية.
ولفت إلى أن القضية الفلسطينية أعادت الروح للمنطقة وللأمة، وبعد أن دخلت الأمة في نفق مظلم من عملية السلام والتطبيع ومحاولة التعاون مع "إسرائيل"، فقد استيقظت الأمة واستعادت الروح تجاه القضية.
وتابع: "نقف اليوم مع صناع هذا الطوفان، بعد عامين زاخرين بالبطولة والإبداع، والصمود والمعاناة عند الحاضنة الشعبية العظيمة في غزة التي صنعت كل هذا المجد".
وشدد على أن المسؤولية تجاه الحاضنة الشعبية في غزة كبيرة، ليست مسؤولية قيادة حماس وحدها، ولا القيادة الفلسطينية، بل الأمة كلها، وسنظل معهم بكل طاقتنا.
وأوضح أن الحراك الإقليمي والدولي تحدث في مؤتمراته عن حل الدولتين الذي كان محرماً في السابق، لأن "إسرائيل" كانت ترفضه ودمرته، وتخلت عنه الإدارة الأمريكية.
وأشار إلى أنه "خلال عامين كشف وجه "إسرائيل" القبيح، فتراها في الساحة الدولية وتجرأت عليها الدول، في الوقت الذي لم يكن أحد من الساسة والقادة قادر على التجرؤ عليها، وأصبح الإسرائيلي منبوذا لأنه ينتمي لكيان قاتل، فالإبادة الجماعية جريمة هولوكوست حقيقة".
وأردف: "كل ما نتحدث عنه من مكتسبات وتأثيرات عميقة للطوفان على مدار عامين، لكن ثمنه كان قاسياً علينا بلا شك، أكثر من 70 ألف شهيد، و200 ألف جريح، ومعاناة إنسانية ضخمة، هذا ثمن باهظ وقاسٍ دفعته غزة بالذات، وتدفعه الضفة اليوم، ولكن إن شاء الله سنعبر هذه المرحلة نحو التحرير".