عقد منتدى شباب العالم ورشة عمل موسعة بعنوان «الخروج من دائرة الحرب إلى النمو الاقتصادي» لمناقشة آثار الحرب على التنمية الاقتصادية وتبعاتها من الخسارة الفورية للأرواح والممتلكات، وعدم الاستقرار، وإعاقة النمو الاقتصادي طويل الأجل.

شارك في الورشة عدد من المنظمات المحلية والإقليمية والدولية، ومتحدثون من المركز المصري للدراسات الاستراتيجية ومنظمة اليونيدو، وبتمثيل دولي شارك الشباب بمقترحاتهم، بجانب مشاركة العديد من مبادرات التنمية.

وجاءت نقاشات الشباب المشاركين بردود أفعال إيجابية حول محاور ورشة العمل، والتي دارت حول التأثير المدمر للحرب على البنية التحتية الاقتصادية، وتحويل الموارد من الأنشطة الإنتاجية إلى المجهود الحربي وخنق النمو والابتكار، وتشريد السكان وفقدان رأس المال البشري مما يؤدي الي إعاقة التعافي الاقتصادي والتنمية.

هدفت ورشة العمل إلى رفع مستوي وعي الشباب حول الآثار السلبية للحروب على النمو الاقتصادي، وتشجيع الشباب على التفكير النقدي والحوار حول استراتيجيات تعزيز السلام والتنمية الاقتصادية، وإلهام الشباب ليصبحوا فاعلين في التغيير، ويدافعون عن السلام ويساهمون في التنمية الاقتصادية المستدامة في مجتمعاتهم.

وخلال مشاركة المركز المصري للدراسات الاستراتيجية، تم تسليط الضوء على التحديات التي واجهتها العديد من الدول في أوربا وآسيا وأفريقيا والشرق الأوسط نتيجة الحروب، والصعوبات التي تعيق عمليات إعادة الإعمار في مناطق الصراع، في حين ركزت مشاركة اليونيدو حول أهمية التوسع في بناء المدن المرنة أو المستدامة لقدرتها على الاستجابة للصدمات والتعافي منها بسرعة، والتكيف في وجه الكوارث والضغوط اعتمادًا على الابتكار، بالإضافة إلى طرح فكرة لمبادرة جديدة بعنوان National International Lab، وهو كيان لا يتدخل في أي صراعات، ويضم متخصصين في مجال إحلال السلام، وخبراء الطاقة والتشييد، والعاملين في مسرعات الأعمال، ومتاح لأي شخص يريد المشاركة فيه أن ينضم للمبادرة بحيث يكون لذلك الكيان الخطة والاستراتيجية المقترحة لإعادة الإعمار في المناطق بعد الحرب أو الكوارث الطبيعية.

تأتي مبادرة «شباب من أجل إحياء الإنسانية» كتجسيد للأهمية الكبيرة التي يوليها منتدى شباب العالم لدور الشباب في دعم السلام العالمي وتأكيدًا على ضرورة حصول السلام على مكانته اللائقة وانتهاء الحروب. تركز المبادرة على دمج الجهود الإنسانية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية لتعزيز الأمن والسلام وحماية المدنيين في مناطق الصراع.

يُذكر أنه منذ انطلاقه في عام 2017، سعى منتدى شباب العالم، الذي احتضنته مصر، إلى نشر رسالة سلام عالمية. عبر نسخه الأربع الماضية، ناقش المنتدى قضايا عالمية متنوعة، مقترحًا توصيات ومنفذًا مبادرات ومشروعات مؤثرة، بالإضافة إلى اعتراف لجنة التنمية الاجتماعية التابعة للأمم المتحدة بمنتدى شباب العالم كمنصة دولية لبحث قضايا الشباب.

اقرأ أيضاًآليات السلام العالمي في منتدى شباب العالم | صور

رابط التسجيل في مبادرة منتدى شباب العالم.. شارك من أجل إحياء الإنسانية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأمم المتحدة شباب من أجل إحياء الإنسانية لجنة التنمية الاجتماعية منتدى شباب العالم منتدى شباب العالم النمو الاقتصادی

إقرأ أيضاً:

السودان على حافة الانهيار الاقتصادي والفقر يهدد غالبية السكان (تقرير)

 

 


في أحدث تحذير دولي، كشف البنك الدولي عن استمرار تدهور الاقتصاد السوداني على نحو غير مسبوق، مؤكدًا أن البلاد تمر بواحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية والإنسانية في تاريخها الحديث، وذلك بعد أكثر من عام على اندلاع الحرب في أبريل 2023.

انكماش اقتصادي حاد

وفقًا لتقرير البنك الدولي الصادر في 10 يونيو 2025، بعنوان "العواقب الاقتصادية والاجتماعية للنزاع: رسم طريق للتعافي"، فإن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للسودان انكمش بنسبة 13.5% خلال عام 2024، بعد انكماش كارثي بلغ 29.4% في العام 2023. ويعكس ذلك استمرار انهيار النشاط الاقتصادي في مختلف القطاعات، لا سيما الزراعة والخدمات.

ارتفاع الفقر والبطالة

قدّر التقرير أن نسبة السكان الذين يعيشون في فقر مدقع – أي بأقل من 2.15 دولار يوميًا – وصلت إلى 71% بنهاية 2024، مقارنة بـ33% فقط في عام 2022. كما ارتفعت معدلات البطالة بشكل حاد من 32% إلى 47%، ما يفاقم المعاناة المعيشية ويزيد من مستويات الهشاشة الاجتماعية.

نزوح جماعي ومجاعة وشيكة

أكد التقرير أن الحرب أدت إلى أكبر موجة نزوح داخلي في العالم خلال العامين الماضيين، حيث اضطر أكثر من 12.9 مليون سوداني إلى مغادرة مناطقهم، في ظل تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية. كما تم تسجيل حالات مجاعة فعلية في بعض المخيمات، خاصة في أغسطس 2024، ما يضع البلاد على شفا كارثة إنسانية.

تضخم وانهيار مالي

أشار البنك الدولي إلى أن التضخم بلغ 170% في عام 2024، في ظل انهيار شبه كامل للجنيه السوداني، وتراجع الإيرادات الحكومية إلى 4.7% فقط من الناتج المحلي، مقارنة بـ10% في 2022. هذا الانخفاض الحاد في الموارد العامة قلّص قدرة الدولة على تمويل الخدمات الأساسية، بما فيها الصحة والتعليم.

 


الزراعة مفتاح التعافي.. ولكن

رغم حجم الكارثة، رأى البنك الدولي أن القطاع الزراعي لا يزال يشكل الأمل الأبرز في عملية التعافي، إذ يمثل 35% من الناتج المحلي ويوفر أكثر من 40% من فرص العمل. لكن التقرير أشار إلى أن الزراعة تأثرت بشدة نتيجة القتال في ولايات زراعية رئيسية مثل الجزيرة، حيث انخفض إنتاج الحبوب بنسبة 46% في عام 2023 مقارنة بالعام الذي سبقه.

 


خارطة طريق لإنقاذ السودان

أكد التقرير أن عودة السودان إلى مستويات ما قبل الحرب لن تكون ممكنة قبل عام 2031 على أقل تقدير، ما لم يتم إنهاء النزاع المسلح وتنفيذ إصلاحات هيكلية عميقة. وتشمل التوصيات الأساسية:

استئناف مبادرة إعفاء ديون الدول الفقيرة (HIPC).

توحيد سعر الصرف وتجنب دعم السلع بصورة غير مستدامة.

تحويل الإنفاق من المؤسسات العسكرية إلى القطاعات الاجتماعية والإنتاجية.

الاستثمار في التعليم والصحة والزراعة لإعادة بناء رأس المال البشري.

 

في النهاية البنك الدولي بمثابة ناقوس خطر يدعو السودانيين والمجتمع الدولي إلى التحرك السريع، فالسودان اليوم لا يواجه فقط أزمة اقتصادية، بل يقف على شفا انهيار شامل ما لم تتوقف الحرب وتُوضع خارطة طريق واضحة نحو السلام والتنمية المستدامة.

مقالات مشابهة

  • برعاية قيادات حزب مستقبل وطن..انطلاق مؤتمر شباب الدلتا بالإسكندرية..السبت
  • رئيس شباب النواب يطمئن علي بعثة الأهلي المشاركة في كأس العالم للأندية
  • دولة قطر تشارك في منتدى "تبليسي" الإقليمي للتنمية المستدامة بجورجيا
  • منتدى الأعمال البحريني الإماراتي يستعرض فرص تعزيز التعاون الاقتصادي
  • جامعة حماة تقيم الملتقى الاقتصادي الشبابي للمساهمة بتأسيس رؤية تنموية جديدة
  • جوارديولا: «البرنابيو» ساحة مدرسة لـ «شباب برشلونة»!
  • الإمارات تشارك في قمة شباب بريكس بالبرازيل
  • العمل والرياضة تبحثان تعزيز دعم العمالة وتمكين الشباب
  • السودان على حافة الانهيار الاقتصادي والفقر يهدد غالبية السكان (تقرير)
  • «جبران» و «صبحي» يبحثان تعزيز التعاون في دعم العمالة والتمكين الاقتصادي للشباب