الوطن:
2025-08-01@00:03:59 GMT

سارة حازم طه تكتب.. مات أخيرا

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

سارة حازم طه تكتب.. مات أخيرا

فى عام 2015 كنت فى مهمة عمل لنيويورك لتغطية أعمال الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي هذه الزيارة خرج هنرى كيسنجر من إحدى القاعات المغلقة لنتسابق حوله، نحن الصحفيين والمراسلين، لنقتنص منه أى تصريح مهما كان مقتضباً.. فهى فرصة نادراً ما تتكرر أن نقابل كيسنجر وجهاً لوجه. هذا الرجل الذى كان واحداً من أهم صانعى السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية ومستشاراً للإدارات الأمريكية المتعاقبة حتى وإن لم يكن فى السلطة.

تأملت الرجل الذى بدا هادئاً ومتواضعاً وهو يتحدث مع صحفيين لا يعرفهم، تواضعٌ يليق بسياسى حصل على جائزة نوبل للسلام ودبلوماسى له دور أساسى فى اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية، كيف يكون للرجل وجه آخر؟!

مات كيسنجر الأسبوع الماضى بعد أشهر من احتفاله بعيد ميلاده المائة ليتصدر هذا الخبر العناوين الرئيسية، الصحافة تتحدث عن إنجاز الرجل العلمى والسياسى وكيف أنه ظل حتى اللحظة الأخيرة يعمل ويصرّح ويحلل، ولكن بجانب الحديث عن منجزه كانت الصحافة تذكّر قراءها بأنه مجرم حرب. حتى إن مجلة رولينج ستون ذكرته فى عنوانها «مجرم الحرب المحبوب من الطبقة الحاكمة مات أخيراً».

ولعل هذا الوصف هو الأدق للرجل، فالرجل تسبّبت سياساته فى قتل أكثر من أربعة ملايين شخص فى ڤيتنام وكمبوديا وبنجلادش والأرجنتين وتشيلى فقط لتحقيق المصالح الأمريكية.

حتى فى حرب أكتوبر كان هذا الرجل هو من ساند إسرائيل منذ اللحظة الأولى، وليس الرئيس الأمريكى، بأن مد جسراً جوياً لها بالرغم من أنه نفسه كان جزءاً من معادلة السلام. حتى فى الاعتداءات الأخيرة على غزة ظل مصراً على إظهار وجهه الكاره للعرب.

ففى مقابلة مع قناة فيلت الألمانية منذ شهر واحد فقط، استنكر تظاهرات التضامن مع الفلسطينيين، وقال إنه كان خطأ فادحاً السماح للعرب بالهجرة والاستقرار فى أوروبا! وكأن العرب وحدهم هم الذين احتجوا على الاعتداءات الإسرائيلية.

لعل كل هذا التأثير والدور الفعال هو السبب الذى فتح مجالاً واسعاً للنقاش على وسائل التواصل الاجتماعى، ولكنى ما زلت لا أفهم الأصوات المدافعة عن كيسنجر.

قد أفهم أن الرجل كان استثنائياً صنع نفسه بنفسه ليتحول إلى مؤسسة بذاتها تسير على قدمين، ولكن وأنت مدرك لباقى جوانبه الإجرامية، لأنك إن أغفلتها فإما تفعل ذلك عن جهل أو تعمُّد له أهداف خفية.

فى مقابلة عام ١٩٩٩ لكيسنجر مع برنامج «٦٠ دقيقة» سُئل عما إذا كان سيغير أى شىء قام به لو عاد به الزمن، فكانت إجابته أنه كان يتمنى أن يجاوب بإجابات من نوعية لو كنت فعلت هذا الأمر بطريقة مختلفة لكان الأمر تغير، حتى يبدو منفتحاً، ولكن فى الحقيقة وبالنظر إلى الخط الرئيسى لسياستنا لم أكن لأغير أى شىء.

نعم، هذا الرجل مجرم حرب بدون شك، ولكن المؤكد أنه يستحق الدراسة والتأمل لأننا - شئنا أم أبينا - نعيش الآن فى عالم كان واحداً من أهم صانعيه هنرى كيسنجر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: هنرى كيسنجر الأمم المتحدة نيويورك

إقرأ أيضاً:

إيران تهدد برد حازم بعد تهديد ترامب بشن ضربات جديدة

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن بلاده سترد بحزم أكبر إذا تعرضت لهجمات أميركية أو إسرائيلية جديدة، وذلك عقب تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشن ضربات جديدة على المنشآت النووية الإيرانية.

وكتب عراقجي على منصة إكس مساء أمس الاثنين "إذا تكرر العدوان، فلن نتردد في أن يكون ردنا أكثر حسما وبطريقة سيكون من المستحيل التستر عليها".

وأضاف "إذا كانت هناك مخاوف من احتمال تحويل برنامجنا النووي لأغراض غير سلمية، فقد أثبت الخيار العسكري أنه غير فاعل، لكن حلا تفاوضيا قد ينجح".

وجاء منشور الوزير الإيراني ردا -فيما يبدو- على تهديدات جديدة أطلقها الرئيس الأميركي أمس الاثنين أثناء محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في منتجع تيرنبري للغولف على الساحل الغربي لأسكتلندا.

وقال ترامب إن إيران ترسل ما سماها إشارات سيئة، مضيفا أن أي محاولة منها لاستئناف برنامجها النووي سيتم القضاء عليها على الفور.

وأضاف للصحفيين "قضينا على قدراتهم النووية، قد يستأنفون البرنامج من جديد، وإذا فعلوا ذلك فسنقضي عليه بأسرع مما تتخيلون".

وكانت الولايات المتحدة قصفت في يونيو/حزيران الماضي 3 منشآت نووية إيرانية بينها منشأة فوردو، وذلك بالتزامن مع الهجوم الإسرائيلي على إيران.

وتحدث ترامب مرارا عن "محو" البرنامج النووي الإيراني بعد تلك الضربات، لكن تقييمات استخبارية أميركية ألقت بظلال من الشك على تلك التأكيدات.

وأكدت طهران أن برنامجها النووي تضرر كثيرا بعد الضربات الأميركية والإسرائيلية، وهي تنفي بشدة سعيها لإنتاج أسلحة نووية.

غير قابل للتفاوض

في غضون ذلك، أكدت إيران أنها لن تتفاوض على قدراتها الدفاعية بعدما دعت فرنسا إلى اتفاق يشمل برنامجها الصاروخي ونفوذها الإقليمي.

وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في مؤتمر صحفي أمس الاثنين "في ما يتعلق بالأمور المرتبطة بإمكانياتنا الدفاعية، لن تكون هناك أي محادثات إطلاقا".

إعلان

وأضاف بقائي أن اجتماع إسطنبول مع القوى الأوروبية يوم الجمعة الماضي ركز فقط على الملف النووي ورفع العقوبات.

وأكد المتحدث الإيراني أن الحرب مع إسرائيل جعلت إيران "أكثر عزما على حماية جميع أصولها، بما في ذلك أدواتها للدفاع عن نفسها في مواجهة العدوان والعداء الخارجيين".

كما قال بقائي إن مسؤولا في الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيزور إيران في غضون الأسبوعين القادمين لمناقشة قضايا تقنية، مضيفا أن طهران ستقوم بتحديد إطار تنفيذي جديد بشأن تعاونها مع الوكالة في ظل قانون البرلمان الإيراني القاضي بتعليق التعاون معها.

وفي تصريحات لشبكة "سي بي إس" الأميركية أول أمس الأحد، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إن القوى الغربية تسعى إلى اتفاق شامل مع إيران من أهدافه تجنب سعيها سرا لحيازة سلاح نووي.

وهددت إيران بالانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية إن أعادت الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) فرض العقوبات الأممية عليها بموجب ما يعرف بـ"آلية الزناد".

والسبت الماضي، اتفق رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس على إعادة عقوبات الأمم المتحدة ضد إيران بحلول نهاية أغسطس/آب المقبل إذا رفضت التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والعودة إلى المسار الدبلوماسي.

مقالات مشابهة

  • لافروف يبدي استعداد روسيا لمساعدة سوريا ولكن بشروط
  • نجاة عبد الرحمن تكتب: ما وراء البريق الخادع للشهرة السريعة
  • هند عصام تكتب.. الملك أمنمحات الثالث
  • ظفار تنتظرك.. ولكن ليس على نقالة!
  • أخيرا الجيزة نورت.. عودة التيار كاملا بالدوائر الجديدة في محطة جزيرة الدهب
  • خالد أبو بكر: نقدر الجهود الحالية ولكن لا بد من محاسبة حال وجود تقصير
  • الخارجية الفلسطينية: نتنياهو مجرم حرب يسعى لتمديد عمره السياسي
  • أخيرا.. بورتسودان تتبرد بعد أيام في الجحيم
  • إيران تهدد برد حازم بعد تهديد ترامب بشن ضربات جديدة
  • ناشئ قطار المنيا.. قصة كفاح تكتب فصلاً جديداً في ملحمة الحلم الكروي