تمرين التلوث الزيتي.. سيناريو ناجح للتعامل مع حادث كبير بميناء صحار

اختتمت اليوم أحداث التمرين الوطني لمكافحة التلوث الزيتي (النورس 2023) صحار، والذي نظمته هيئة البيئة مع ميناء صحار والمنطقة الحرة بمشاركة العديد من الجهات الحكومية والعسكرية والأمنية المعنية وفق الخطة الوطنية لمكافحة التلوث الزيتي.

وعقدت هيئة البيئة مؤتمرا صحفيا بميناء صحار تم خلاله مناقشة الإجراءات التي تم اتخاذها خلال سير عمليات التمرين واستعراض أحداث التمرين بحضور سعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري رئيس الهيئة.

بدأت أعمال التمرين من خلال السيناريو الافتراضي بوقوع حادث كبير عند الاقتراب من ميناء صحار من خلال تصادم بين ناقلة النفط القادمة Star) MT Everton) رقم المنظمة البحرية الدولية (901***) وقاطرة المغادرة (بيرل)، مما أدى إلى وقوع حادث تلوث. وأدى الاصطدام إلى اختراق خزان الشحن الموجود في منتصف السفينة Star) MT Everton) وتسرب إجمالي 2100 متر مكعب من النفط الخام المخصص للتصدير الكويتي تدريجيا إلى البحر وأثناء الاصطدام أصيب أحد أفراد طاقم القاطرة ويتطلب الدعم الطبي.

تم تفعيل خطة طوارئ الخاصة بميناء صحار وبدأت الاستجابة الأولية، وقد قام الميناء بإبلاغ هيئة البيئة عن الحادث وفق الإجراءات المتبعة وبدورها قامت الهيئة بتعميم معلومات الحادث والتطورات اللاحقة لعمليات الاستجابة الذي قام بها الميناء على كافة الجهات الوطنية الأعضاء في الخطة الوطنية لمكافحة التلوث بالزيت في سلطنة عمان ومركز المساعدة المتبادلة للطوارئ البحرية (ميماك) لغرض الاستعداد ورفع الجاهزية لتقديم الدعم والإسناد المطلوب للميناء حتى تتمكن من تنفيذ عمليات الاستجابة والتحكم في حادث التلوث.

وفي ضوء تطورات الحادث والمخاطر المحتملة ومع الأخذ في الاعتبار الحساسية البيئية والاقتصادية في المنطقة ومن خلال مجريات الحادث بتحرك البقع النفطية باتجاه الجنوب نحو منطقة شاطئ مجيس ومحطة تحلية المياه وبعض المواقع الحيوية الأخرى، تم تفعيل الخطة الوطنية لمكافحة التلوث بالزيت في سلطنة عمان المستوى (الثاني) واستدعاء الجهات الوطنية الأعضاء بالخطة من خلال اللجنة الرئيسية لإدارة الحادث وتشكيل غرفة العمليات لمتابعة الإجراءات المتخذة وتقديم الدعم للميناء وفرق العمل المشكلة لتنفيذ خطة الاستجابة حتى تتمكن من السيطرة على حادث التسرب وذلك من خلال تنفيذ المراقبة والرصد البيئي والمراقبة البحرية والجوية، توفير زوارق لعمليات المكافحة، وتوفير أجهزة ومعدات مكافحة التلوث، والدعم الخارجي، والدعم الإعلامي، والدعم الأمني، والدعم الصحي والإسعاف، كما وضعت خطة لحماية المنشآت والمناطق الحيوية والبيئية التي من المحتمل تأثرها بالتلوث النفطي.

وقامت هيئة البيئة بتزويد المعدات من المخزون الوطني وتم نشر معدات الاستجابة الفعلية للتسرب الزيتي من المستوى 1، 2 وتفعيل جميع مقدمي الخدمة، ومن خلال سيناريو التمرين قامت اللجنة الرئيسية لإدارة الحادث بتقديم طلب إلى اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة لرفع مستوى الحادث إلى المستوى 3، وتم تقديم طلب مساعدات من الدول المجاورة وفقا لأحكام خطة الطوارئ الإقليمية، وسيكون هذا الطلب للحصول على موارد إضافية، وتمت الموافقة والاستعداد على تقديم الدعم الخارجي.

وقد أسهمت كافة الإجراءات المتخذة من قبل هيئة البيئة والميناء والجهات المشاركة في وضع تصور ناجح لمواجهه التأثيرات من الحادث (المفترض) حيث أظهرت فرق العمل وغرف العمليات المشتركة المشكلة كفاءتها في التخطيط السليم واتخاذ القرارات التي تكفل أن تكون الاستجابة للحوادث النفطية فاعلة وفق الأنظمة والإجراءات المعتمدة من قبل الجهات ذات العلاقة، كما أظهر التمرين قدرة وكفاءة الكادر الوطني في استخدام الأجهزة والمعدات والتقنيات الحديثة المتاحة وتوظيفها في عمليات الاستجابة.

المصدر: لجريدة عمان