لجريدة عمان:
2025-07-05@11:34:52 GMT

المقاومة.. «الوطن أو الموت»

تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT

المقاومة.. «الوطن أو الموت»

يشيطن بعض «المثقفين» العرب على وسائل التواصل الاجتماعي وعبر مقالات منشورة في بعض الصحف الورقية والإلكترونية حركات المقاومة الفلسطينية وبشكل خاص حركة «حماس»، معتبرين أنها تسببت في مقتل آلاف المدنيين في قطاع غزة خلال الحرب التي تدور رحاها الآن هناك، فيما يختبئ أعضاؤها في أنفاق تحت الأرض بعيدا عن سيل صواريخ جيش الاحتلال الصهيوني! ورغم غرابة أن تصدر هذه الرؤية من شخصيات محسوبة على النخب الثقافية العربية التي يفترض أن تكون أكثر وعيا ودعوة للمقاومة في سبيل التحرر الوطني من أي استعمار كان، إلا أنها كشفت، مع الأسف الشديد، عن نجاح دولة الاحتلال الإسرائيلي في اختراق المنظومة الثقافية العربية وتوجيه مسارات بعض الخطابات الثقافية وفق الرؤية الغربية الانتقائية التي توجهها وتديرها إسرائيل من خلف الأضواء الخادعة المتمثلة في بريق الغرب الذي يتساقط اليوم أمام مرآة القيم والمبادئ الإنسانية التي طالما كان يتشدق بها.

لم يستطع هؤلاء المثقفون العرب، وهم قلة مهما كثروا، أن يروا مقاومة الشعب الفلسطيني في كل المدن المحتلة، وليس فقط في غزة، إلا باعتبارها «مغامرة» نرجسية لا علاقة لها بالمقاومة. ولا تخفى الدوافع السياسية والطائفية والمذهبية التي عمل الغرب وإسرائيل على إذكائها في العالم العربي من أجل إبقائه في صراع داخلي مستمر إلا أنها، أي الرؤية، ترقى أن تكون خيانة واضحة للأمة العربية عندما تُطرح بهذا الشكل الفج الذي يساهم في ضرب تماسك المقاومة التي تخوض حربا عادلة من أجل تراب وطنها الطاهر ومن أجل عزتها وكرامتها ومستقبلها.. ورغم الوعي العربي الكبير بحقيقة القضية الفلسطينية ورسوخها في الوجدان العربي إلا أن هذه الخطابات المثبطة من شأنها أن تربك التماسك الجماهيري العربي.

لقد خاضت الكثير من الشعوب العربية حربا طاحنة من أجل تحرير أوطانها والحفاظ على استقلالها كما حدث في الجزائر وفي ليبيا وفي سوريا وفي العراق وفي مصر، وخاضت عُمان حروبا طاحنة عبر التاريخ من أجل أن تبقى عُمان حرة أبية ويبقى ترابها طاهرا من دنس الاستعمار والملاحم التي جسدها العمانيون في تحرير وطنهم من الاحتلال البرتغالي، والجزائريون والسوريون من الاحتلال الفرنسي ملاحم إنسانية كبرى أنارت فيها الدماء الطاهرة التي أريقت تراب الوطن.

ولذلك لا يمكن أن يصمت أي مثقف حر في العالم عن فضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي ارتكبها في حق الفلسطينيين عبر أكثر من 75 سنة ليس بدءا بمجزرة دير ياسين وليس انتهاء بمجازر بيت لاهيا وبيت حانون وخان يونس ومجزرة المستشفى المعمداني ومئات المجازر التي ارتكبت خلال 60 يوما؛ لأن الصمت جريمة أكبر بكثير من جريمة الفعل نفسه. ولا دماء غالية على الأوطان مهما كان حجمها. أما الحديث عن المجازر في هذا السياق والمطالبة بوقف همجية الاحتلال فلأنه يستهدف الأطفال والنساء والعجزة والمرضى في المستشفيات ويمعن في الإرهاب والتهجير ليحقق هدفه الإحلالي ليحول الفلسطينيين إلى لاجئين في الشتات ويحل محلهم المستوطنون الغاصبون الذين تلفظهم كل حضارات العالم.. ولا يخوض حربه مع أفراد المقاومة.

وسيأتي اليوم الذي تنتصر فيه فلسطين وتحقق حلم الدولة المستقلة ولن ينسى التاريخ من سفّه المقاومة وقلل من شأنها في تحرير الأوطان.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: من أجل

إقرأ أيضاً:

المقاومة الفلسطينية تصطاد جنود الاحتلال في غزة

كشفت دانا أبوشمسية، مراسلة قناة "القاهرة الإخبارية" من القدس المحتلة،عن تفاصيل الساعات الأولي التي شهدت حالة من التعتيم الإعلامي الواسع دخل دولة الاحتلال بعد سلسلة من الحوادث الأمنية التي طالت قواتها داخل قطاع غزة.

فتح: إسرائيل تفرض شروطها على التهدئة .. وتواصل حرب الإبادة في غزةالتعبئة والإحصاء الفلسطيني: أكثر من 57 ألف شهيد في غزة منذ السابع من أكتوبرالاحتلال يتكبد خسائر فادحة في غزة وسط تعتيم إعلامي إسرائيلي مقتل3 من جنوده خلال مواجهات مع فصائل المقاومة الفلسطينية

وأوضح  أبوشمسية، اليوم، في مداخلة عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن جيش الاحتلال اضطر لاحقًا للإعلان عن مقتل ثلاثة من جنوده خلال مواجهات مع فصائل المقاومة الفلسطينية، وسط تصاعد الاشتباكات الميدانية في عدة محاور أبرزها خان يونس وبيت حانون، مشيرةً إلى أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية لا تزال تفرض حظرًا على النشر بخصوص مجريات هذه العمليات.

وتابعت، أن المعلومات الأولية خرجت عبر منصات غير رسمية يديرها مستوطنون، حيث تم الكشف عن كمين استهدف قوة عسكرية، وأدى إلى مقتل الجنود وإصابة تسعة آخرين، بينهم أربع حالات خطيرة، كما كشفت تسريبات تلك المنصات عن صعوبة عمليات الإجلاء، التي استغرقت أكثر من خمس ساعات وسط اشتباكات متواصلة.

 ولفتت، إلى أن مقاطع فيديو متداولة أظهرت هبوط مروحيات عسكرية إسرائيلية في مشافي مثل "تل هشومير" و"إيخيلوف"، التي عادة ما تستقبل جنودًا في حالات حرجة، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي يعمد إلى تأخير الإعلان الرسمي عن خسائره.

طباعة شارك دانا أبوشمسية قناة القاهرة الإخبارية دولة الاحتلال

مقالات مشابهة

  • غزة.. وجهٌ آخر للنصر
  • الشيخ نعيم قاسم: الدفاع عن الوطن لايحتاج إلى إذن من أحد ومقاومتنا خيارٌ راسخ في مواجهة العدو الإسرائيلي
  • البرلمان العربي يدعو المجتمع الدولي لفتح تحقيق مستقل في جرائم الاحتلال
  • البرلمان العربي: الاحتلال الإسرائيلي يمارس إرهابا منظما في قطاع غزة
  • المقاومة الفلسطينية تصطاد جنود الاحتلال في غزة
  • المقاومة تستهدف الاحتلال في غزة بعمليات متنوعة
  • البرلمان العربي يدين تصريحات مسؤولين في الاحتلال الإسرائيلي الداعية لضم الضفة الغربية
  • اختتام الاجتماع العربي الإقليمي في تونس.. إعلان الأولويات العربية لمؤتمر القمة العالمي الثاني
  • البرلمان العربي يدين التصريحات الإسرائيلية الداعية لضم الضفة الغربية
  • أكساد يناقش دور التعاونيات الزراعية في الوطن العربي