فازت المخرجة الصاعدة، أميمة الكرسيفي، بجائزة “حقوق الإنسان” عن فيلمها “حلم” في مهرجان تطوان الدولي لمدارس السينما خلال نسخته الثامنة التي اختتمت فعاليتها نهاية الأسبوع الفائت.

“حلم”، فيلم وثائقي يشهد على إدراك المكفوفين للعالم المرئي من خلال تجربتهم في استخدام الكاميرا في قلب الفضاء العام. تقول مخرجته: “سألتهم كيف ترون العالم، فأعطوني صورا مذهلة عن إحساسهم وإدراكهم للفضاء والعالم المحيط بهم، تعكس هذه الصور، عند البعض، ذاكرة بصرية قوية للمكان الذي كان في يوم ما مرئيًا بالنسبة لهم، و للبعض الآخر، فضاء واسع يرسمون عبره خيالاتهم وأحلامهم.

معصوبة العينين، كنت أنتمي لعالمهم لبضع ساعات”.

ولكن إلى جانب الرغبة في تمكين المكفوفين من التعبير عن رؤيتهم للعالم، كان الهدف الأساسي، بالنسبة إلى أميمة الكرسيفي، يتمثل في تحقيق الاندماج الاجتماعي والثقافي للأشخاص المكفوفين في المجتمع، وتصحيح التصور العام حول الإعاقة البصرية والإعاقات بصفة عامة، وتقبل هذا التنوع البشري، من خلال استخدام الفن البصري لسد الفجوة بين المجتمعات التي يفصلها البصر.

وأميمة الكرسيفي فنانة متعددة المهارات، حاصلة على دبلوم المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان.

وتتعلق عملية التعبير لديها بالصراع بين الضبابية والوضوح، والمرئي واللامرئي. وتحاول من خلال أعمالها أن تعيد طرح السؤال حول حقيقة إدراكنا من خلال خلق فضاءات تعيد تمثيل هذا التأرجح بين الوهم والحقيقة، الشك واليقين، والواقع والخيال.

ولعل الغاية الأساسية في اختارها الأسلوبي ذاك تتمثل في السعي إلى جذب انتباه المتلقي وتشتيته في آن واحد بما يتوافق مع إيقاع العالم وما وصل إليه من جنون.

لقد أثرت دراستها في مجال الفن وتكوينها الجامعي في مادة السوسيولوجيا، واهتمامها الكبير بالقضايا الاجتماعية والإنسانية في طريقة تفكيرها وغيرت كثيرا من نظرتها للفن، بالإضافة إلى دراستها للسينما الوثائقية، كل هذا ساعد على تطوير تقنياتها الخاصة وجعلها في سعي دائم لإيجاد طرق جديدة للتعبير عن وجهة نظرها في الحياة والفن تتأثر وتتفاعل مع مواضيع مجتمعية تولد أسئلة.

وبعيدا عن التقيد باستخدام وسيلة واحدة، تستكشف أميمة الكرسيفي بفضول الإمكانيات التي يوفرها عصرها، لتتنوع ممارستها الاسلوبية ما بين التركيب والرسم وفن الفيديو والأداء والتقنيات الجديدة المتعددة الوسائط.

وكانت مدينة تطوان، قد احتضنت من 1 إلى 5 دجنبر، فعاليات النسخة الثامنة من مهرجان تطوان الدولي لمدارس السينما، الذي ينظم من طرف جمعية بدايات، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، جامعة عبد المالك السعدي، وبدعم من المركز السينمائي المغربي.

وعرف المهرجان مشاركة مجموعة من السينمائيين ورجالات الإبداع المرئي في إطار لجنة التحكيم وتأطير فقرات هذه التظاهرة الثقافية السينمائية، وترأس لجنة تحكيم المهرجان أحد رموز الباحثين في السينما الناقد والباحث السينمائي إقبال زليلة، وعضوية كل من المخرج السينمائي والمسرحي الإفواري فركاس أتوكولي، المخرجة والفنانة المغربية لطيفة أحرار، الناقد والجامعي المغربي حبيب النصري.

كلمات دلالية الإنسان الكرسيفي المغرب جائزة حقوق سينما مهرجان

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: الإنسان المغرب جائزة حقوق سينما مهرجان من خلال

إقرأ أيضاً:

الاتحاد النسائي يختتم برنامج التأهيل في حقوق المرأة

اختتم الاتحاد النسائي العام المرحلة الأولى من البرنامج الوطني لتأهيل الكوادر الوطنية في مجال حقوق المرأة والفتيات والذي نُّفذ برعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية بالشراكة مع اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان والمكتب الإقليمي للمفوضية السامية لحقوق الإنسان للأمم المتحدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأقيم في جمعية النهضة النسائية بدبي.
البرنامج يبني قدرات الجهات المجتمعية ومؤسسات المجتمع المدني العاملة في مجال حقوق المرأة والفتيات، بما يسهم في ترسيخ جهود الدولة في هذا الشأن وتعزيز التزامها بالاتفاقيات والمواثيق الدولية ذات الصلة.
وشملت المرحلة الأولى تدريب أكثر من 70 مشاركة من الكوادر الوطنية على مفاهيم ومبادئ حقوق الإنسان وآليات الحماية الدولية والإقليمية، إضافة إلى تعزيز مهارات التفاعل مع المنظومة الأممية واستخدام البيانات في دعم السياسات الوطنية ذات الصلة بحقوق المرأة والفتيات.
ويمثل هذا البرنامج أحد المبادرات المؤسسية الرامية إلى تطوير الكفاءات الوطنية وبناء شبكة نسائية فاعلة في مجال حقوق الإنسان قادرة على مواكبة التطورات التشريعية والتفاعل الإيجابي مع الآليات الدولية ودعم جهود الدولة لتحقيق الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالمساواة بين الجنسين.
ويستكمل البرنامج في مراحله اللاحقة، تنفيذ دورات تدريبية متخصصة تشمل مجموعة من المحاور التطبيقية التي تركز على الممارسة الفعلية والتمكين المعرفي، مع تخصيص جزء منها لتعريف المشاركات بآليات عمل المنظومة الأممية، بما في ذلك اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة «سيداو» وآلية الاستعراض الدوري الشامل وذلك من خلال تطبيقات عملية.
كما تشتمل جوانب متقدمة في بناء القدرات الوطنية مثل إعداد التقارير واستخدام البيانات في دعم السياسات وتحليل التشريعات من منظور النوع الاجتماعي، فيما سيتم تنفيذ دورة متخصصة لإعداد مدربات مؤهلات قادرات على نقل المعرفة وتطبيق المهارات المكتسبة في مجالات العمل المجتمعي. (وام)

مقالات مشابهة

  • برلمانية: تمكين المرأة اقتصاديًا هو الضمان الحقيقي لحماية حقوقها
  • مفوض حقوق الإنسان: الانسحاب من معاهدة حظر الألغام يهدد حياة المدنيين
  • أخبار التكنولوجيا| قائمة أفضل هواتف أندرويد الرائدة في 2025.. براءة اختراع من أبل تقرب آيفون من عين الإنسان وكاميرات السينما
  • براءة اختراع من أبل تقرب آيفون من عين الإنسان وكاميرات السينما
  • «بيئة أبوظبي» تفوز بجائزة «لييد» الذهبية
  • اختتام برنامج تأهيل الكوادر الوطنية في حقوق المرأة
  • هيئة البيئة بأبوظبي تفوز بجائزة «لييد» الذهبية للمباني المستدامة
  • الاتحاد النسائي يختتم برنامج التأهيل في حقوق المرأة
  • الأميرة ريم علي: نرفض أن نموت ثقافيًا..انطلاقة الدورة الـ 6 من مهرجان عمّان السينمائي الدولي – أول فيلم
  • مندوب الأردن في حقوق الإنسان: آن أوان خطوات عملية لإنهاء الاحتلال