اختتام قمة تيك أوف إسطنبول بمشاركة عربية مميزة
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
اختتمت في مدينة إسطنبول التركية فعاليات قمة "تيك أوف" لريادة الأعمال، بنسختها السادسة، بمشاركة مسؤولين أتراك، وبحضور عربي بارز من رواد أعمال ومستثمرين.
وقال وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي محمد فاتج كاجر إن بلاده تسعى جاهدة لنقل النجاح والمكاسب التي حققتها في الصناعات الدفاعية إلى مجالات التكنولوجيا الأخرى أيضا.
وأشار كاجر إلى أن مهرجان "تكنوفيست" لتكنولوجيا الطيران والفضاء بات بمثابة مصنع ريادات الأعمال في تركيا.
ويعتبر "تكنوفيست" وسيلة مهمة لاكتشاف مواهب الشباب المشاركين لعرض ابتكاراتهم التكنولوجية، مثل الصواريخ والروبوتات، بدعم من مؤسسات حكومية، ويقيمها سنويا "وقف فريق التكنولوجيا التركي" بولايات عديدة بتركيا.
وتهدف قمة "تيك أوف" -التي نظمت بالتعاون مع 43 مؤسسة تركية، تحت قيادة وقف فريق التكنولوجيا التركي، ووزارة الصناعة والتكنولوجيا، والمكتب الرئاسي للاستثمار- إلى تحويل أحلام ريادة الأعمال إلى واقع.
وشهد ختام قمة "تيك أوف" إسطنبول حضور سلجوق بيرقدار المدير التقني لشركة "بايكار" -وهي الشركة التي تنتج المسيّرات التركية- حيث ألقى كلمة شدد فيها على أهمية الابتكار ومواكبة التقدم في عالم ريادة الأعمال، وسلّم أصحاب المشروعات الفائزة في القمة جوائز مالية متنوعة، وبلغت قيمة الجائزة الكبرى 300 ألف دولار.
وتمت عملية تقييم المشروعات والأفكار والتطبيقات المقدمة من قِبَل مقيّميْن أو أكثر، حيث يُراعى في الفكرة أن تقدم حلا للمشكلة محل البحث، وأن تكون ملائمة للسوق. كما يتم التحقق من نموذج الأعمال، وتقييم جودة الفريق، ومعلومات العملاء والشركاء، وتوافر المنتج الأوليّ (النموذج التجريبي).
مشاركة عربية
وحظيت قمة "تيك أوف" إسطنبول بمشاركة العديد من المستثمرين ورواد الأعمال العرب.
وقال الشيخ منصور بن خليفة آل ثاني -وهو أحد المستثمرين القطريين الرئيسيين المشاركين- إن "تيك أوف" إسطنبول حدث مميز لريادة الأعمال، مضيفا أنه بدأ تعاونا إستراتيجيا مع العديد من المشروعات الخاصة بالتكنولوجيا المشاركة في القمة.
وتحدث طارق مهيار -من الأردن- عن شركة "الجزري" المشاركة في القمة، مستعرضا مسيرة الشركة منذ كانت بداياتها إلى أن أصبحت شركة ناشئة تتطور باستمرار.
ولفت مهيار -في حديثه للجزيرة نت- إلى اسم الشركة المستوحى من اسم العالم العربي المسلم إسماعيل الجزري الذي يعد من أعظم المهندسين والميكانيكيين والمخترعين في التاريخ، ويُوصف بأنه "أبو علم الروبوتات" والهندسة الحديثة.
وأوضح مهيار أن الشركة تهتم حاليا بتطوير المحركات المستخدمة في صناعة المسيّرات والسفن والدبابات والسيارات.
مجالات متعددة
أما عبد اللطيف بابلي -وهو شاب سوري- من شركة "بريفا كافي" فقدّم في قمة "تيك أوف إسطنبول" مشروع حبات القهوة التي تغني عن مشروبها.
وأشار -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن الفكرة مبتكرة وتسهّل للراغبين في احتساء القهوة تناولها في أي وقت أو مكان دون الحاجة إلى ماء أو ماكينة مخصصة.
كما شارك في "تيك أوف" إسطنبول أسامة عبد الهادي من شركة "موصول" الأردنية، وهي أول شركة بيانات ضخمة وذكاء اصطناعي في الشرق الأوسط وتركيا.
وقال عبد الهادي للجزيرة نت إن الشركة مختصة في مجال البيع الذكي عن طريق البيانات الضخمة؛ بحيث يقوم المستخدم بطلب بيانات أصحاب القرار في الشركات المستهدفة من أكثر من مليار سجل بيانات ويحصل عليها بشكل مباشر مع بريد العمل الإلكتروني ورقم الهاتف بحيث يستطيع الوصول لأصحاب القرار بكبسة زر، بعيدا عن طرق التسويق التقليدية المكلفة وإجراءات المبيعات الطويلة والمجهدة.
منصات تعليمية
ومن قطر، شارك الشيخ عبد الرحمن آل ثاني مقدما عرضا لمنصة "مُعلّمي" الإلكترونية، وهي منصة مدعومة من مؤسسة قطر وواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، وتتعاون مع المدارس وأولياء الأمور لتقديم دروس تعليمية عن بُعد بطريقة مبتكرة.
وفي مجال الرعاية الصحية، شاركت شركة "شفاء" الأردنية. وقال مدير الشركة محمد بدير إنها تقدم نقلة نوعية في الخدمات الطبية والتعليم الطبي، بدلا من مجرد تقديم خدمات تحليلية، حيث تعمل كرفيق متطور يسهم في اكتشاف الأمراض وتقديم توصيات دقيقة من خلال الجمع بين تقنيات التعلم الآلي والتحليل الشامل لتاريخ المرضى، مما يُعزز من قدرة الأطباء على اتخاذ القرارات السريعة والمدروسة.
وأضاف بدير للجزيرة نت أن "شفاء" تقدم أيضا خدمات تعليمية مبتكرة في المجال الطبي، حيث توفر المعلومات الحديثة والتدريب المستمر للأطباء بما يمكنهم من مواكبة أحدث التطورات الطبية.
وعن تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، شارك في "تيك أوف" إسطنبول مشروع "العربية غير مقفلة" (Arabic Unlocked)، وهو تطبيق للهواتف الذكية انطلق من بريطانيا.
وقال أسد مسعود إن التطبيق تم تحميله من قِبل أكثر من نصف مليون مستخدم، ويهدف في المقام الأول لتسهيل فهم غير العرب للقرآن الكريم.
وأضاف أنهم بصدد إضافة لغات أخرى للتطبيق لتعليم الناطقين بها اللغة العربية.
وشهدت فعاليات القمة -التي عقدت على مدى يومين- سباقا في مجالات مختلفة، منها موضوعات مثل خدمات الطب والصحة، والسيارات، والطيران، والخدمات اللوجيستية، والطاقة، وإدارة الأعمال.
كما تشمل ميادين الخدمات المصرفية المالية، والإعلان الرقمي، وأتمتة البيانات، والألعاب، والذكاء الاصطناعي، وكذلك الروبوتات، والتقنيات القابلة للارتداء، والتعليم، فضلا عن التقنيات الزراعية والطبيعية، والنقل، وتكنولوجيا الاتصالات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
فضوليٌّ بطبعه.. كيف يتفاعل الأخطبوط مع الأعمال الفنية؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عندما كان الفنان الياباني شيمابوكو في الحادية والثلاثين من عمره، اصطحب معه أخطبوطًا في جولة سياحية حول طوكيو، بعدما اصطاده بمساعدة صيّاد محلي في مدينة أكاشي الساحلية.
وتبعد أكاشي أكثر من ثلاث ساعات بالقطار عن العاصمة اليابانية، فما كان منه إلا أن نقل صيده الثمين في حوض ماء بحري مضبوط الحرارة ليريه معالم طوكيو، ليُعيده سالمًا إلى موطنه في ذات اليوم.
وقال الفنان البالغ من العمر الآن 56 عامًا، والمُقيم في مدينة ناها اليابانية، عن هذه التجربة لـCNN: "ظننت أن الأمر سيكون لطيفًا. بدأت السفر عندما كنت في العشرين من عمري. لكن الأخطبوطات ربما لا تسافر كثيرًا، وعندما تفعل، فعادةً ما يكون الهدف أكلها. أردت أن آخذ أخطبوطًا في رحلة، لكن ليس ليُؤكل".
وقد وثّق شيمابوكو هذه التجربة بالفيديو، حيث أخذ الأخطبوط لرؤية برج طوكيو، ثم زار سوق "تسوكيجي" للأسماك، حيث قال إن الحيوان "تفاعل بقوة شديدة" عند رؤيته لأخطبوطات أخرى معروضة للبيع.
وأضاف الفنان: "الأخطبوطات ذكية، ربما أخبر صديقه الأخطبوط في البحر عن هذه التجربة بعد عودته".
وقد أسفرت هذه الرحلة بين الأنواع عن عمل فيديو بعنوان "قررت أن آخذ أخطبوط أكاشي بجولة حول طوكيو" في العام 2000، الذي كان بداية سلسلة من المشاريع التي قام بها شيمامبوكو على مدى العقود الماضية، تتفاعل مع الأخطبوطات بطرق مرحة واستكشافية.
ويُعرض جزء من هذا العمل حاليًا في المملكة المتحدة ضمن معرضين يستكشفان علاقة الإنسان بالطبيعة والحياة الحيوانية، وهما:
معرض "أكثر من مجرد بشر" في متحف التصميم بلندن (حتى 5 أكتوبر/ تشرين الأول)، ومعرض "بحر في الداخل" في مركز ساينسبري في نورويتش (حتى 26 أكتوبر/ تشرين الأول).ونظرً لشغفه بمعرفة ما الذي تفكّر فيه مخلوقات البحر أو تشعر به، قام شيمابوكو بتوثيق ردود أفعالها تجاه تجارب مختلفة، بدءًا من جولة في مدينة طوكيو، ووصولًا إلى تلقيها أعمالًا فنية مصممة خصيصًا لها.
وقال: "لديها (الأخطبوطات) فضول. فبعض الحيوانات الأخرى، تتمحور اهتماماتها فقط حول الأكل والتزاوج. لكنني أعتقد أن الأخطبوطات لديها وقت للتجول، ووقت للهوايات".
وعندما كان يعيش في مدينة كوبي اليابانية، كان شيمابوكو يذهب في رحلات صيد مع الصيادين المحليين، مستغلًا الفرصة لتعلُّم المزيد عن الأخطبوطات. وقال: "تقليديًا نصطاد الأخطبوطات في أوانٍ خزفية فارغة، هذه عادة بلدتي".
وكان الصيادون يلقون مئات الأواني في البحر، ثم ينتظرون يومين قبل أن يعيدوا انتشالها، ليجدوا الأخطبوطات بداخلها. وشرح شيمابوكو أن "الأخطبوطات تحب الأماكن الضيقة، لذا تدخل إليها ببساطة".
وعندما رأى الحيوانات داخل الأواني، اكتشف أنها كانت "تحمل أشياء" معها مثل أصداف، وحجارة، وحتى قطعًا من زجاجات بيرة مكسورة. وبدأ بالاحتفاظ بالأغراض الصغيرة التي جمعتها الأخطبوطات.
وبالنسبة إلى عادة الكائنات في جمع الأشياء، بدأ شيمابوكو يفكر: "ربما يمكنني أن أصنع لهم منحوتات". وفي عمله للعام 2010 بعنوان "منحوتة للأخطبوطات: استكشاف ألوانها المفضلة"، صنع شيمابوكو مجموعة من الكرات الزجاجية الصغيرة والأوعية بألوان متنوعة.
في البداية، استقل قارب صيد وألقى بالمنحوتات في البحر، "كهدية للأخطبوطات". لكنه بعد ذلك أراد أن يرى كيف ستتفاعل هذه الكائنات مع الأجسام.
وبالتعاون مع منتزه Suma Aqualife في مدينة كوبي (الذي أُغلق لاحقًا)، كرر التجربة داخل خزان مياه كبير، حيث تمكن من تصوير تفاعل الأخطبوطات.
وقال شيمابوكو: "لقد لعبت بها، وأحيانًا كانت حملها. ربما لديها الكثير من الأذرع فيرغبون بالإمساك بشيء ما".
ويُظهر الفيلم الناتج، إلى جانب الصور الفوتوغرافية، الأخطبوطات وهي تلف مجساتها حول بعض الأجسام الزجاجية، تمسك بها وتدحرجها عبر الرمال، بل وتحملها بمجساتها أثناء تحركها على جانب الخزان.
وفي العام 2024، قدّم الفنان شيمابوكو معرضًا فرديًا بارزًا في مركز Botín بمدينة سانتاندير بإسبانيا. وخصيصًا لهذا المعرض، جمع مجموعة متنوعة من الأواني الزجاجية والخزفية ليقدّمها كـ"هدايا" للأخطبوطات المحلية. بعض هذه الأواني صنعها الفنان بنفسه، والبعض الآخر حصل عليه من "محلات الأدوات المستعملة وموقع إيباي".
وقبالة سواحل المدينة الإسبانية، أسقط شيمابوكو هذه الأواني إلى قاع البحر، ثم غاص بكاميرا تصوير تحت الماء ليراقب كيف ستتفاعل الأخطبوطات معها. وكما كان متوقعًا، دخل بعضها إلى داخل الأواني.
ورغم أن الأخطبوطات لا ترى الألوان، أراد شيمابوكو من خلال هذا المشروع أن يستكشف ما إذا كانت تنجذب إلى أشياء ذات ألوان معينة.
وقال: "ما سمعته من الصيادين هو أن الأخطبوطات تحب اللون الأحمر"، وأضاف: "منذ وقت طويل في مدينة كوبي، وجدت أخطبوطًا داخل وعاء أحمر، لذلك أؤمن بأنهم يحبون الأحمر".
وربما أكثر من اللون، يعتقد شيمابوكو أن الأخطبوطات تنجذب إلى الأشياء الزجاجية "الناعمة واللامعة جدًا".
ورغم أنه لا يملك دليلًا علميًا على ذلك، لكنه لا يسعى أساسًا لإثبات نظريات علمية من خلال مشاريعه. فهو مجرد رجل مفتون بهذه الكائنات ذات الأرجل الثمانية يكرّس وقته للتواصل معها عبر الفن.
اليابانطوكيوفنوننشر الجمعة، 01 اغسطس / آب 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.