اختتمت أمس فعاليات مؤتمر التجارة المستدامة في أفريقيا الذي أقيم في مركز جافزا وان للمؤتمرات في جبل علي دبي تحت شعار ” تحويل التجارة الأفريقية من أجل القدرة على التكيف مع المناخ والتنمية المستدامة” وذلك بمشاركة عدد كبير من المعنيين والمهتمين بمستقبل التجارة المستدامة.

وسلط المؤتمر الضوء على أهمية دور التجارة المستدامة في أفريقيا كعنصر محوري ومحفز ، وتقديم هذا المفهوم كمحور لجذب الاستثمارات، مع التركيز على إنشاء منصة تحويلية ، بهدف تأسيس بيئة ديناميكية تُشجع على الابتكار، التعاون والنمو المستدام ،ومواكبةً للأهداف الشاملة المُعتمدة في مؤتمر الأطراف 28.

ومن جانبه أكد بنديكت أوراما رئيس مجلس إدارة البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد، على الأهمية الاستراتيجية للنمو الاقتصادي في أفريقيا. وسلط الضوء على التطورات الديناميكية التي تشهدها القارة،مستعرضًا التعاون المثمر بين بنك التنمية الأفريقي ومفوضية الاتحاد الأفريقي. وأشار أوراما إلى أهمية إطلاق أنظمة الدفع الجديدة كخطوة متقدمة نحو تعزيز الإطار المالي للتجارة الأفريقية.

وألقى آلان ايبوبيسي، الرئيس التنفيذي لصندوق “أفريقيا 50″، الضوء على دور صندوق “أفريقيا 50” كمحرك رئيسي للاستثمار في البنية التحتية الأفريقية. وأكد على أن مهمة “أفريقيا 50” تتمثل في تسريع تطوير البنية التحتية المستدامة بالقارة، وهو أمر ضروري لتعزيز التجارة والنمو الاقتصادي، مشدداً على أهمية استخدام رأس المال والعلاقات مع 31 دولة مساهمة في أفريقيا لتطوير مشاريع جاهزة للاستثمار وتعبئة التمويل من القطاع الخاص، سواء داخل أفريقيا أو على الصعيد العالمي.
وتابع آلان إيبوبيسي بالتأكيد على أهمية البنية التحتية التي تُسهل التجارة عبر الحدود ، مشيراً إلى أن هذا النوع من البنية التحتية يلعب دوراً مهماً في تيسير تطبيق منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية. كما أعرب عن تقديره لجهود مركز الإمارات التجاري، وحرص “أفريقيا 50” على توسيع نطاق الشراكات مع الشركات في الإمارات العربية المتحدة لتحقيق مشاريع تحويلية جديدة في القارة الأفريقية.

وقدم معالي إبراهيم ماتولا، وزير الطاقة في مالاوي، رؤى معمقة حول مسيرة التنمية المستدامة، مركزاً على الفرص والمسؤوليات التي تصاحب النمو الاقتصادي في أفريقيا. تضمنت تعليقاته نظرة مستقبلية تجاه استغلال هذه الفرص لإحداث تحول إيجابي ومستدام في القارة.

وشدد صالح لوتاه، رئيس مجلس إدارة مجموعة منتجي ومصنعي الأغذية والمشروبات في الإمارات العربية المتحدة ، على أهمية قطاع الزراعة وتجارة الأغذية بين دول مجلس التعاون الخليجي وأفريقيا، حيث أبرز إنجازات دبي في هذا المجال، وعبر عن التزامه بتوسيع نطاق التفاعل والشراكة مع أفريقيا في العام المقبل، مؤكدًا على الإمكانيات الكبيرة للتعاون والشراكات ذات المنفعة المتبادلة.

وأكد وليد حارب الفلاحي، الرئيس التنفيذي لمركز الإمارات التجاري، على الإمكانيات الكبيرة التي تمتلكها أفريقيا، موضحًا أن الاعتراف بتلك الإمكانيات يستند على الإيمان الراسخ بأن المشاريع الاستراتيجية في القارة هي المفتاح لتحقيق نمو اقتصادي غير مسبوق. في ضوء هذا الرأي، أطلق دعوة ملحة للتحرك، مشددًا على الحاجة العاجلة للتفاعل والتعاون.

وتضمن المؤتمر جلسات نقاشية مؤثرة تغطي مجموعة واسعة من الموضوعات المتنوعة. بدءًا من “النقل الأخضر واللوجستيات”، مرورًا بمناقشات حول “الطاقة النظيفة” ومشاريع الطاقة المستدامة، وصولاً إلى “التمويل والاستثمارات الخضراء” مع التركيز على أهمية تمويل الحلول المستدامة. الحلقة النقاشية الختامية حول “الزراعة” ركزت على الدور الهام الذي تلعبه أفريقيا في تحويل النظم الغذائية. المتحدثون البارزون قدموا رؤى ذات قيمة، ما جعل هذه الجلسات عنصرا أساسيا في تسليط الضوء على جوانب التجارة المستدامة في القارة.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: التجارة المستدامة فی البنیة التحتیة فی أفریقیا الضوء على على أهمیة أفریقیا 50 فی القارة

إقرأ أيضاً:

نصير شمة: أبحث عن صوت اللون وسكون الضوء

فاطمة عطفة 

أخبار ذات صلة نقش على «القماش» «موهبتي»..  طفولة الأحلام.. وبراءة الألوان

عاشقاً للجمال والتعبير الفني، مبدعاً استثنائياً حين يمسك بعوده كأنما أصابعه مغطاة  بالموسيقى، وحين تّلوح يده بفرشاة الرسام يصبح للون نغمة، وللظلال إيقاع، هكذا هو الفنان نصير شمة عبر رحلته بين الموسيقى والتشكيل، يقدم عبر تجاربه المتنوعة عطاءً فنياً فريداً منذ تخرجه في معهد الدراسات الموسيقية ببغداد عام 1987، مروراً بمحطات فارقة في مسيرته الإبداعية عربياً وعالمياً، وصولاً إلى مكانته الراهنة في صدارة المشهد الموسيقي والفني، وتأسيسه لبيوت العود في عدد من العواصم العربية (أبوظبي، القاهرة، بغداد، الخرطوم، الرياض).
في حديثه إلى (الاتحاد)، تعود بدايةً الفنان نصير شمة إلى سنوات النشأة وتفتح الهواية الموسيقية، وبالذات الشغف المبكر بآلة العود، قائلاً : «نشأت في بيئة عائلية تحتفي بالفن وتحترم الإبداع، في مدينة الكوت جنوب العراق، حيث كانت الطبيعة هي المعلم الأول: صوت النهر، حركة الأشجار، وغناء الطيور»، مبيناً أن آلة العود جذبته في سن مبكرة، وكأنها كانت تناديه من مكان بعيد، وكان وقتها في الثامنة من عمره حين بدأت علاقته بها، خاصة أن أحد أصدقاء أخيه كان يعزف على القانون ويدرس الموسيقى في معهد الفنون الجميلة ببغداد، وقد فتح له هذا الباب منصة الانطلاق، لكنه يؤكد أن الإلهام كان الدافع الأول وليس المعلم، حيث كان يشعر بأن العود ليس مجرد آلة، بل كيان حي يعبر عما يصعب قوله، ومنذ تلك اللحظة بدأ شغف الفنان شمة يتحول إلى مسار حياة.
وحول أهمية مرحلة التدريب والاستمرار في تعلم العزف، ومن هم أهم الأساتذة الذين تأثر بهم، يشير نصير شمة إلى أنه التحق بمعهد الدراسات الموسيقية في بغداد عام1982، وهناك بدأ التكوين الأكاديمي الحقيقي، رغم أن الشريف محيي الدين حيدر، رحل قبل ولادة نصير، إلا أن مدرسته كانت حاضرة في مناهج المعهد، وهو يتذكر أن اللقاء الحاسم جاء مع الأستاذ علي الإمام، ثم الأستاذ منير بشير، الذي يعتبره المعلم والملهم، فقد زرع في نفس الطالب نصير شمة الإيمان بأن على كل فنان أن يخلق صوته الخاص وأسلوبه المتفرد، كما بدأ وقتها تأثره كذلك بالموسيقى الكلاسيكية الغربية، ومن ثم بدأت رحلة البحث عن أسلوبه الخاص الذي يدمج بين الموروث والابتكار.
ومن الموسيقى إلى التشكيل، يبحث نصير شمة عن أشكال متعددة من التعبير الفني، ومنها التشكيل الذي يقول عنه: «منذ سنوات وأنا أرسم، لا بصفتي رساماً محترفاً، بل كعازف يبحث عن صوت اللون وسكون الضوء»، موضحاً أن المعرض التشكيلي في أبوظبي كان امتداداً موسيقياً بصرياً، حيث تحولت الأصوات إلى ألوان، والمقامات إلى خطوط وتكوينات، وقد استخدم خامات أعيد تدويرها، وكأنه يعيد تشكيل الذاكرة والزمان، معتبراً أن هذه التجربة كانت كشفاً عن جانب خفي من تجربته، وقد منحته يقيناً أن الموسيقى والتشكيل ينبثقان من نبع واحد، هو الرغبة في التعبير والبحث عن الجمال، ثم جاء الطلب الثاني من القاهرة، حيث أقام فيها معرضه التشكيلي الشخصي الثاني، بالإضافة إلى ثلاث مشاركات متتالية في «أبوظبي آرت»، معلناً أن لديه حالياً عدة دعوات لإقامة معارض في روما والبحرين والسعودية.
وينتقل الفنان نصير شمة بالحديث إلى «بيت العود» في أبوظبي، والتطور الذي مر به حتى أصبح أكاديمية متميزة، فيقول : (تأسس «بيت العود» في أبوظبي عام 2008، بدعم من دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، كمنارة تعليمية تعنى بالعود والموسيقى الشرقية، بدأ كمركز لتعليم العود، ثم تطوّر ليصبح أكاديمية متكاملة تخرج فنانين قادرين على الأداء، والإبداع، والتعليم، حيث يعتمد منهجاً يجمع بين الصرامة الأكاديمية والحرية الإبداعية)، لافتاً إلى أن بيت العود في أبوظبي يعد اليوم نموذجاً يحتذى به في العالم العربي، وواجهة مشرقة للفن العربي في الإمارات، كذلك البيت الذي سبقه في القاهرة وبغداد والخرطوم والرياض.
وحول الفنون المتنوعة التي أُدخلت على تجربة بيت العود من غناء وآلات الموسيقية، وهل كان هذا لصالح الفنون السمعية؟، يؤكد نصير شمة، بلا شك أن تنوع الآلات مثل القانون والناي، الكمان، التشيللو، وإدخال الغناء العربي التقليدي، مكن الطلبة من فهم البيئة الصوتية والمقامية، وهذا التنوع أسهم في خلق فنانين أكثر وعياً وإدراكاً، وهو ما يخدم الفنون السمعية بشكل مباشر، ويعيد للموسيقى العربية تكاملها الذي افتقدناه في بعض المراحل»، كاشفا أنهم لا يخرجون عازفين فقط، بل يخرجون فنانين قادرين على التفكير والإبداع، وآخر فرع تم إطلاقه هو تعليم البيانو.
ويضيف : «نعمل على ربط بيوت العود (في أبوظبي، القاهرة، بغداد، الخرطوم، الرياض) بمنصة رقمية تعليمية واحدة تشمل مناهج موحدة، ومحتوى مرئياً، وتواصلاً مباشراً بين الطلبة والأساتذة، كما نستعد لإطلاق مهرجان «ترددات»، وهو مهرجان دولي مخصص لآلات العود، يشمل حوارات فكرية، مسابقات، وحفلات موسيقية»، كاشفاً أن لديهم أيضاً خطة لإدماج ذوي الهمم عبر مناهج مصممة خصيصاً لهم، بالإضافة إلى ورش بحثية لصناعة الآلات الموسيقية التقليدية.
ويختتم نصير شمة حديثه، بالتأكيد على دور الإعلام في متابعة البرامج الثقافية والفنية، حيث يرى أن الإعلام هو الحامل الأول للرسالة الثقافية، مضيفاً أن الإمارات تتمتع بمشهد إعلامي ناضج ومهني، يواكب الحركة الثقافية بجدية واحتراف، وخص جريدة «الاتحاد» بالثناء لأنها لعبت دوراً بارزاً في تسليط الضوء على الفن والموسيقى بوصفهما جزءاً من بناء الهوية الوطنية، مبيناً أن الإعلام مسؤول عن خلق وعي جماهيري وتقدير للفن، ومتى كان شريكاً في التنمية الثقافية، تصبح النتائج أعمق وأكثر استدامة.

مقالات مشابهة

  • نصير شمة: أبحث عن صوت اللون وسكون الضوء
  • من المنيا إلى الملاعب الأفريقية.. «D» بوابة 60 مدربًا نحو العالمية بدعم المحافظ
  • رئيس الوزراء القطري يبحث مع رئيس المفوضية الأفريقية حل أزمة رواندا والكونغو
  • أبرز أبرز المُكرمين مصطفى بكري.. منظمة تضامن الشعوب الأفريقية والآسيوية تحتفي بـ«عيد الإعلاميين»
  • بحضور هالة زايد.. تفاصيل مؤتمر الجمعية المصرية الأفريقية لأمراض القلب
  • اليوم.. بيراميدز يختتم استعداداته لمواجهة صن داونز في نهائي دوري أبطال أفريقيا
  • مهرجان “إنترموزي” الدولي يختتم فعالياته في موسكو بحضور لافت
  • وزير الخارجية والهجرة يختتم زيارته إلى المغرب
  • «مركز دبي التجاري» يكشف عن أجندة فعالياته لشهر يونيو
  • مجلس الأمن يسلط الضوء على أوضاع غزة باجتماعه الشهري