قال الشيخ الدكتور حسين آل الشيخ ، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن الركن الشديد الذي يأوي إليه المسلم من ويلات الفتن ومخاطرها، هو الالتجاء إلى خالقه عز وجل، والاعتصام بحبله، وتحقيق طاعته، والتمسك بشريعته سبحانه.

ماذا يحمي المسلم من ويلات الفتن 

واستشهد " آل الشيخ" خلال خطبة الجمعة من المسجد النبوي بالمدينة المنورة ، بما قال تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ)، وقال تعالى: (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ)، منوهًا بأن المسلمين اليوم يمرون بفتن مختلفة المصادر، متعددة الأشكال.

وتابع: فتن تعاظم خطرها، وتطاير شررها، وتنوعت أسبابها ومحالها، ومن هذا المنطلق جاء التوجيه النبوي من النبي صلى الله عليه وسلم، الحريص على نجاة أمته، وصيته الخالدة، بقوله: (العِبَادَةُ في الهَرْجِ كهِجْرةٍ إلَيَّ) .

وأوضح أن الهرج هي أيام الحروب والقتل، وأوقات الخوف والذعر، وحال اختلاط أمور الناس من جميع المحذورات والمحن التي يخافون في جوانب حياتهم، بحيث لا تنتظم أمورهم على أحسن حال، بل يكونون في أمر مريج واضطراب شديد.

العبادة في الهرج

ونبه إلى أنه حينئذ لا نجاة لهم ألا باللجوء إلى ربهم والانقطاع إليه، وقياد أنفسهم وتصرفاتهم وتوجهاتهم بشرعه ووفق أوامره وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم"، منوهًا بأن هذا المنهج النبوي الذي عظّم شأن العبادة أيام الفتن.

وبين أن ذلك لأن الناس يعتريهم أمور بسبب الفتن تقع بينهم من العداوات والظلم والكذب والتخاصم مما هو محرم في دين الله، بل ينشغل كثير منهم عن الثبات على المنهج الحق، فأرشدهم صلى الله عليه وسلم إلى أن الهجرة تبتني على ترك الوطن والدار ورغائبها لله سبحانه.

وأضاف: وهكذا الانقطاع للعبادة والالتزام الشامل بها يقود المسلمين إلى كل ما ينجيهم عن الزلل والخطل والزيغ عن الصراط المستقيم والمنهج القويم، منوهًا بأنه قال أهل العلم إن الناس في أوقات الفتن يرجعون إلى أهوائهم وآرائهم وأذواقهم بعيداً عن حكم الله وشرعه.

كلما حلت محنة

وأشار إلى أن الذي ينتقل من هذه الحال إلى العبادة والإقبال على الله تبارك وتعالى، يكون كالمهاجر"، والناظر اليوم لعالمنا الإسلامي يجد أنه كلما حلت محنة ووقعت فتنة، وبعضًا منهم يسعى لتفريق صف الأمة، والاتهام لبعض، بما لا يستقيم مع المنهج الذي شرعه الله سبحانه من الحرص على الاعتصام بحبل الله، وعدم التفرق والاختلاف.

وحذر من أن يكون المسلم بوقًا للشيطان دون علمه، ولسانًا للأعداء، فما خاف الأعداء شيئاً مثل اعتصام المسلمين بكتاب ربهم، واتحاد صفهم، وجمع كلمتهم، وتعاونهم على كل بر، وصبرهم على طاعة ربهم، ومنهج دينهم، ومعالجة ما يقع لهم من الفتن والمحن وفق منظور صحيح، واجتهادًا يحيطه الخوف من الله، ومراعاة المسؤولية، وتحقيق مصالح الأمة.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إمام و خطيب المسجد النبوي خطيب المسجد النبوي آل الشيخ الركن الشديد

إقرأ أيضاً:

حاج بحريني يغمره السرور بعد أن أتم نسكه وزار المسجد النبوي

شعر الحاج البحريني أحمد عبدالرحيم سلمان بالسعادة الغامرة بعد أن أتم نسكه وزار المسجد النبوي.

وقال الحاج أحمد خلال حديثه مع "الإخبارية": "جئنا إلى المملكة ووجدنا الترحاب ووجدنا الضيافة ووجدنا كل ما ترتاح له النفس، والحمدلله خلصنا الحج في مكة وجئنا إلى المدينة لزيارة النبي وآل بيته، ولا توجد الحمدلله أي مضايقات".

حاج بحريني يغمره السرور بعد أن أتم نسكه وزار المسجد النبوي

مع مراسل #الإخبارية محمد شيخ#الحج_عبر_الإخبارية pic.twitter.com/vNEv5Q7rxZ

— قناة الإخبارية (@alekhbariyatv) June 9, 2025 أخبار السعوديةآخر أخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • صورة رائعة للقبة الخضراء في المسجد النبوي
  • حجاج ذوي الشهداء والمصابين من القوات اليمنية يزورون المسجد النبوي
  • رحلة الروح بين الصعود والهبوط.. واقع الإيمان زمن الفتن
  • “المدينة المنورة” تستقبل طلائع الحجاج المتعجلين زيارة المسجد النبوي
  • أمير منطقة المدينة المنورة يقف ميدانيًا على منظومة العمل في المسجد النبوي
  • بعد أداء الحج.. خدمات متكاملة لاستقبال ضيوف الرحمن في المسجد النبوي
  • أنظمة تكييف متقدمة تجسّد جانبًا من جهود العناية بالمصلين في المسجد النبوي
  • حاج بحريني يغمره السرور بعد أن أتم نسكه وزار المسجد النبوي
  • آداب زيارة المسجد النبوي.. 6 أعمال لا يجوز فعلها شرعًا
  • دعاء زيارة المسجد النبوي.. ما يستحب للزائر فعله وقوله عند قبر الرسول