غزة- يحسم رئيس "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" الدكتور رامي عبده أن صديقه الشخصي الأكاديمي رفعت العرعير أستاذ الأدب الإنجليزي والشاعر البارز استشهد في عملية اغتيال نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد ملاحقة وتهديدات الأربعاء الماضي، في غارة جوية استهدفته بشكل مباشر في شقة سكنية، بعد أسابيع من تلقيه تهديدات بالقتل عبر الإنترنت والهاتف المحمول من حسابات إسرائيلية.

وقال رامي عبده للجزيرة نت إن "إسرائيل لديها سجل حافل في استهداف الأكاديميين والنخب الفلسطينية، وملابسات استهداف رفعت واضحة سواء في تحذيره مرارا وتهديده، أو في طريقة اغتياله حيث تم استهداف المكان الذي كان يوجد فيه بشكل محدد".

تفاصيل جريمة الاغتيال

وقدم رئيس المرصد الحقوقي  للجزيرة نت إفادة تفصيلية حول الملاحقة والتهديدات التي تعرض لها رفعت على مدار أسابيع، انتهت بتصفيته جسديا في عملية اغتيال وصفها بـ"الجبانة"، وقال إن غارة جوية نفذتها مقاتلات حربية إسرائيلية  استهدفت الشقة التي كان يوجد بها، وتعود إلى شقيقته، وتقع في الطابق الثاني من مبنى سكني مكون من 3 طوابق، مما يشير بوضوح إلى أن الشقة كانت مستهدفة بالتحديد دون غيرها في هذا المبنى.

واستشهد مع الدكتور العرعير شقيقه صلاح وأحد أبنائه (محمد)، وشقيقته أسماء وأولادها الثلاثة (علاء ويحيى ومحمد)، وأصيب جراء الغارة الجوية زوجة شقيقه علاء، وطفلان آخران.

وكان الدكتور الشهيد نزح عن منزله عدة مرات منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وبحسب صديقه الدكتور رامي، فقد انتقل العرعير، قبل بضعة أيام من اغتياله، مع زوجته وأطفاله من شقة شقيقته إلى أحد مراكز الإيواء في مدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في حي التفاح شمال شرقي مدينة غزة.

واستند الدكتور رامي إلى شهادة صديق مقرب له وللشهيد العرعير، تؤكد تلقيه مكالمة هاتفية من شخص مجهول عرف عن نفسه بأنه ضابط إسرائيلي، وهدده بأنهم يعرفون المدرسة التي يوجد فيها بالضبط، وهم على وشك الوصول إليه مع تقدم القوات البرية الإسرائيلية في عمق غزة.

ودفعت هذه المكالمة العرعير إلى العودة مجددا لشقة شقيقته، خفية بمفرده وترك زوجته وأطفاله في مركز الإيواء، معتقدا أنها ستوفر له ملجأ آمنا مقارنة مع مدرسة مكتظة بآلاف النازحين، وفقا لرئيس المرصد الأورومتوسطي.

وأوضح المتحدث ذاته أن العرعير تلقى العديد من التهديدات بالقتل ورسائل الكراهية من حسابات إسرائيلية على وسائل التواصل الاجتماعي، واتهامات له بالتحريض، على مدار أسابيع منذ بداية الحرب على غزة.

 

 

لماذا اغتالته إسرائيل؟

كان الدكتور الشهيد رفعت العرعير ملهما لجيل من الشباب، وأدرك مبكرا من موقع تخصصه وتدريسه الأدب الإنجليزي في الجامعة الإسلامية في غزة، قيمة اللغة في مخاطبة الآخر والعالم الخارجي، وأسس مع شبان وفتيات من طلابه ومبادرين آخرين مشروع "نحن لسنا أرقاما" لنشر قصص واقعية باللغة الإنجليزية عن الحياة الفلسطينية بجوانبها المختلفة، وارتباط معاناة الفلسطينيين بالاحتلال.

وفي الحرب الثالثة على غزة عام 2014، دمرت مقاتلات حربية إسرائيلية منزله في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وقتلت أكثر من 30 فردا من عائلته وأقاربه.

وقال رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن "رفعت مثل حالة فلسطينية فريدة في سرد الرواية الفلسطينية دون مهادنة وتجميل للحقائق، وقد مثلت هذه الحالة نقطة التقاء لآلاف المناصرين للقضية الفلسطينية، ومن طلابه الذين استندوا بشكل كبير لخطوط وملامح خطابه الأساسية حول النضال الفلسطيني والمقاومة".

وكان الشهيد رفعت، بحسب وصف صديقه الدكتور رامي، "الأكثر جرأة في تناول القضايا، وشجاعا للدرجة التي دفعتني مرارا للحديث معه حول ضرورة التخفيف من حدة الخطاب حفاظا على حساباته عبر منصات التواصل الاجتماعي".

لكن الدكتور الشهيد كان "عنيدا بالحق.. يغلق له حساب، فيفتح حسابا آخر لدرجة أنه في ذات مرة كان يدير عشرة حسابات، ولم يتخلف في يوم من الأيام عن تقديم ما يستطيع لتوجيه الشبان وتعليمهم على الكتابة والتعبير عن قضاياهم، لذلك لا تستطيع إحصاء محبيه"، بحسب الدكتور رامي.

ويسترسل رامي في شهادته بأن "رفعت كان رجلا خيرا، ذهب إلى مكتبه، قبل 3 أيام من استشهاده وبادر إلى توفير المخصص المالي الشهري لحارس العمارة وموظف الاستخدام بعد أن تفقد أحوالهم، وهو تحت النار رغم أن الأمر خارج مسؤوليته".

وشدد رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان على ضرورة "إجراء تحقيق فوري في هذا القتل المتعمد والمستهدف لأكاديمي وكاتب وشاعر وناشط فلسطيني بارز ومحاسبة إسرائيل على اغتياله".

وبدا لافتا خلال الحرب الإسرائيلية المتصاعدة على غزة، للشهر الثالث على التوالي، استشهاد كوكبة من الشخصيات العلمية والأكاديمية البارزة، من أمثال الدكتور الشهيد رفعت العرعير، يضعها الدكتور رامي في سياق "التصفية الجسدية عبر عمليات اغتيال واستهداف متعمد لنخب فلسطينية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المرصد الأورومتوسطی الدکتور الشهید الدکتور رامی رفعت العرعیر رئیس المرصد

إقرأ أيضاً:

مرصد الأزهر: "سرايا أنصار السنة" امتداد محلي لداعش.. وتحذير من تصاعد خطاب الكراهية في سوريا

حذّر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من تصاعد خطاب الكراهية والطائفية في سوريا، في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس بحي الدويلعة في دمشق يوم 22 يونيو الماضي، وأسفر عن مقتل 25 شخصًا وإصابة 57 آخرين، في أول عملية مباشرة تستهدف كنيسة منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011.

وأشار المرصد في بيان رسمي إلى أن جماعة تُدعى "سرايا أنصار السنة" تبنّت الهجوم في بيان نُشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي في اليوم التالي، زاعمة أنه جاء ردًا على ما وصفته بـ "الاستفزازات المسيحية للدعوة"، وكشفت الجماعة عن هوية منفذ العملية، وهو شخص يُدعى "محمد زين العابدين أبو عثمان".

شيخ الأزهر ينعى ضحايا حادث الطريق الإقليمي قرب منشأة القناطر وكيل الأزهر يستقبل وفد معهد زيس الإندونيسي لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك جماعة حديثة الولادة بنزعة طائفية

وأوضح المرصد أن "سرايا أنصار السنة" تُعد جماعة حديثة النشأة، إذ أُعلن عن تأسيسها مطلع عام 2025، عبر بيان أظهر عداءً صريحًا للطائفة العلوية، وكانت أولى عملياتها في فبراير الماضي بقرية "أرزة" بمحافظة حماة، وأسفرت عن مقتل عشرة أشخاص من أبناء الطائفة العلوية.

وتزعم الجماعة أن زعيمها يُدعى "أبو عائشة الشامي"، إلا أن هويته الحقيقية وعدد مقاتلي التنظيم لا يزالان محل غموض، رغم ادعائهم الوصول إلى ألف مقاتل، وهو رقم يُرجح أن يكون مبالغًا فيه.

خطاب دعائي على خطى داعش

وكشف المرصد أن الجماعة تتبنى خطابًا دعائيًا طائفيًا متطرفًا، وتستعين بذراع إعلامية تُدعى "مؤسسة العاديات"، تعمل على نشر محتوى تحريضي ضد المسيحيين والعلويين، وتروج لأفكار تكفيرية ضد الدستور، المواطنة، والنظام السوري، كما تشمل هجومًا حادًا على دول الخليج العربي باستخدام لغة تكفيرية عدائية.

ويرى المرصد أن خطاب الجماعة يطابق الأسلوب الدعائي لتنظيم داعش، سواء في الشكل أو المضمون، وهو ما يجعلها امتدادًا فكريًا للتنظيم الإرهابي بملامح سورية محلية.

أفكار سيد قطب وإعجاب ببن لادن

وبيّن المرصد أن منشورات الجماعة تكشف عن تأثرها الواضح بأفكار سيد قطب، كما تُظهر إعجابها بأسامة بن لادن، وهو ما يُشير إلى تقارب أيديولوجي مع تنظيم القاعدة في فترات سابقة، وتنظيم داعش حاليًا، رغم عدم اعتراف الأخير بها أو تبني هجماتها، حتى بعد تفجير كنيسة مار إلياس.

تحذير من تهديد السلم المجتمعي

ودعا مرصد الأزهر إلى التحرك الجاد لمواجهة خطابات التطرف والكراهية، مؤكدًا أن مثل هذه الجماعات تُشكّل خطرًا جسيمًا على السلم الأهلي والمجتمعي في سوريا والمنطقة بشكل عام.

وأكد المرصد استمرار جهوده في رصد وتوثيق أنشطة التنظيمات المتطرفة وخطاباتها الإعلامية، والعمل على تفكيك الفكر المتطرف وكشف أساليبه في التجنيد والتحريض، وتوعية المجتمع بأهمية التصدي للمنصات الدعائية الإرهابية.

مقالات مشابهة

  • المرصد السوري: اعتقالات ومداهمات إسرائيلية تطال مدنيين في القنيطرة
  • مرصد الأزهر: سرايا أنصار السنة بسوريا امتداد فكري لداعش في ثوب محلي
  • مرصد الأزهر: "سرايا أنصار السنة" امتداد محلي لداعش.. وتحذير من تصاعد خطاب الكراهية في سوريا
  • مرصد الأزهر: تنظيم حسم يعيد الظهور بمقطع قديم في محاولة إعلامية فاشلة
  • مصر.. كشف حقيقة وأهداف فيديو حركة حسم "الإرهابية"
  • أرقام.. زيادة هائلة في اعتقال الاحتلال للفلسطينيين منذ 7 أكتوبر
  • القصة الكاملة وأسرار حرق الشهيد الطيار معاذ الكساسبة
  • السلام على الحسين المظلوم الشهيد…
  • رئيس الجمهورية يترحم على أرواح الشهداء بمقام الشهيد
  • إسرائيل تستهدف سيارة في بنت جبيل.. وأنباء عن سقوط شهيد (فيديو)