ماذا يحدث في جسمك أثناء الحمى؟
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
الحمى هي ارتفاع مؤقت في درجة حرارة الجسم ما يتسبب في أعراض، مثل: القشعريرة والارتجاف وآلام العضلات وغيرها من الأعراض المزعجة.
وتنشأ الحمى عندما يقاوم نظام الدفاع في الجسم العدوى، ولكن يمكن أيضا أن تحدث بسبب عوامل أخرى، بما في ذلك أمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، أو تحدث كأثر جانبي لبعض الأدوية.
وتختلف درجة حرارة جسم الإنسان قليلا من يوم لآخر ومن شخص لآخر، ولكن يتم الحفاظ عليها عادة عند نحو 37 درجة مئوية (98.6 درجة فهرنهايت). وهذا يخلق بيئة مثالية للخلايا للعمل بكفاءة.
ويعمل جزء من الدماغ يسمى منطقة ما تحت المهاد مثل منظم للحرارة، حيث يراقب درجة حرارة الجسم باستمرار ويدير الأقراص الداخلية لكبحها إلى ما يقارب 37 درجة مئوية.
وأثناء العدوى، عندما تكتشف خلايانا المناعية الغزاة الأجانب، مثل البكتيريا أو الفيروسات، فإنها تطلق مواد كيميائية مسببة للحمى تسمى البيروجينات.
وتنتقل هذه المواد الكيميائية إلى الدماغ، حيث تعمل على الخلايا العصبية الحساسة لدرجة الحرارة في منطقة ما تحت المهاد، وتخبره بشكل أساسي أن الوقت قد حان لرفع درجة الحرارة، كما يقول الدكتور بول أورورك، الأستاذ المساعد في الطب بجامعة جونز هوبكنز.
ونتيجة لذلك، تطلق هذه الخلايا العصبية مواد شبيهة بالهرمونات تسمى البروستاغلاندين، على وجه التحديد مادة تسمى PGE2، لتحريف قرص منظم حرارة الجسم وبدء الحمى.
وقال أورورك: "عادة ما نصف الحمى عندما تصل درجات الحرارة إلى أكثر من 38 درجة مئوية (100.4 فهرنهايت)".
ويمكن لمنطقة ما تحت المهاد رفع درجة حرارة الجسم بطرق عدة. على سبيل المثال، فإنه يوجه الأوعية الدموية إلى الانقباض، ما يقلل من كمية الحرارة التي تتبدد عبر سطح الجلد. كما أنه يحفز الارتعاش لتوليد أكبر قدر ممكن من الحرارة.
إقرأ المزيدوتشكل هذه العمليات الفسيولوجية مجتمعة جزءا من خط الدفاع الأول للجسم ضد العدوى، والمعروف باسم الالتهاب الحاد. والهدف الرئيسي هو السيطرة على العدوى ومنعها من الانتشار.
ومن المفارقة أن الناس قد يصابون بقشعريرة مصحوبة بالحمى، على الرغم من ارتفاع درجة حرارة الجسم. وذلك لأن منطقة ما تحت المهاد قامت مؤقتا بزيادة منظم الحرارة الداخلي للجسم إلى مستوى "طبيعي" أعلى. بينما يحاول جسمك الوصول إلى خط الأساس الجديد هذا، تشعر بالبرد نسبيا.
لماذا يحتاج الجسم للحرارة؟
قال أورورك إن أحد الأسباب المحتملة هو زيادة صعوبة تكاثر البكتيريا أو الفيروسات وإصابة خلايانا. وأضاف أن ارتفاع درجة حرارة الجسم قد يحول الجهاز المناعي إلى "آلة قتال" أفضل. على سبيل المثال، عندما ترتفع درجة حرارة الجسم، تنتج الخلايا بروتينات الصدمة الحرارية (HSP)، التي تنشط المسارات المناعية لمحاربة العدوى.
وعادة ما يتم تنظيم بروتينات الصدمة الحرارية بواسطة الخلايا أثناء الالتهاب، حيث يسعى الجسم لحماية نفسه من الغزاة الأجانب.
وتوضح الدكتورة كيتي أوهير، الاستشارية المشاركة في قسم الطب في جامعة ديوك: "بالنسبة لطفلك الأكبر سنا أو الشخص البالغ، قد تعاني من درجة من الحمى لبضعة أيام، وبالتأكيد يومين أو ثلاثة أيام، دون الحاجة بالضرورة إلى الحصول على الكثير من العناية الطبية".
ولكن إذا كنت قلقا بشأن أعراضك أو لا يبدو أنها تتحسن، فيجب عليك الاتصال بمقدم الرعاية الصحية الخاص بك.
إقرأ المزيدوفي بعض الأحيان، عندما يصاب الأطفال بحمى شديدة، على سبيل المثال، يمكن أن يصابوا بتشنجات تسمى النوبات الحموية. وعلى الرغم من أنها قد تكون مخيفة، إلا أنها لا تستمر إلا لبضع دقائق فقط وعادة ما تكون غير ضارة. ومع ذلك، يجب على الآباء الاتصال بمقدم الرعاية الصحية الخاص بهم في أي وقت يعاني فيه طفلهم من نوبة صرع، حتى لو كان ذلك أثناء الحمى.
وأشارت أوهير إلى أن درجة الحمى مهمة أيضا، موضحة: "من الجيد أن تحصل على نصيحة من مقدم الرعاية الصحية الخاص بك بناء على تاريخك الصحي حول مقدار الحمى التي قد تسبب لك مشكلة".
واعتمادا على عمرك، يمكن للأدوية المتاحة دون وصفة طبية، مثل الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين أن تساعد في تخفيف أعراض الحمى. كما أن خلع طبقة من الملابس وأخذ حمام بارد وشرب السوائل الباردة يمكن أن يساعد أيضا في تحسين الحمى.
المصدر: لايف ساينس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار الصحة الصحة العامة الطب طب معلومات عامة معلومات علمية درجة حرارة الجسم
إقرأ أيضاً:
حرارة قياسية.. أسوء موجة جفاف منذ عقود تجتاح أجزاء من هذه الدول
اجتاحت موجة حر قياسية جنوب ووسط إسبانيا والبرتغال والأجزاء الجنوبية من فرنسا هذا الأسبوع، حيث وصلت درجات الحرارة في بعض المناطق إلى منتصف الثلاثينيات مئوية.
أعلى درجة حرارة مسجلة في مايوو وصلت درجة الحرارة في أماريليخا بالبرتغال إلى 39.5 درجة مئوية (103.1 فهرنهايت)، مسجلة بذلك أعلى درجة حرارة مسجلة في مايو. أما في إل غرانادو بإسبانيا، فقد بلغت 39.1 درجة مئوية، بينما بلغت ذروتها في كانيه أون روسيلون بفرنسا عند 32.3 درجة مئوية.
كان من المتوقع أن تصل درجات الحرارة في أجزاء من البرتغال إلى 40 درجة مئوية وستكون هذه أعلى درجة حرارة تُسجل في هذا الوقت المبكر من العام في البلاد.
و من المتوقع أن يستمر الطقس الحار خلال الأسبوع المقبل مع استقرار الضغط الجوي المرتفع في معظم أنحاء أوروبا .
ومن المرجح أن تصل درجات الحرارة خلال الأسبوع المقبل إلى 37 درجة مئوية في مدريد، وتتجاوز 40 درجة مئوية في إشبيلية، ومن المتوقع أيضًا أن تتجاوز درجات الحرارة في باريس 30 درجة مئوية بحلول يوم السبت.
أسوأ موجة جفافأثارت درجات الحرارة المرتفعة، وسط أسوأ موجة جفاف منذ عقود، مخاوف بين المزارعين في أجزاء من شمال أوروبا حيث تسبب الطقس الجاف غير المعتاد هذا الربيع في تأخير زراعة المحاصيل مثل القمح والذرة.
ليست أوروبا المنطقة الوحيدة التي تشهد بدايةً مبكرةً لفصل الصيف، فبعد أيامٍ من طقسٍ بارد بشكل غير معتاد، عادت الحرارة القياسية إلى كندا .
سجلت درجة حرارة 35.9 درجة مئوية يوم الأربعاء في أشكروفت وكاملوبس في كولومبيا البريطانية، و35.2 درجة مئوية في ليتون.
وارتفعت درجات الحرارة مجددًا إلى منتصف الثلاثينيات مئوية في كولومبيا البريطانية يوم الخميس، مع توقعات بارتفاع قياسي مؤقت يوم الجمعة في جميع أنحاء الأقاليم الشمالية الغربية، حيث يُهدَّد الرقم القياسي الإقليمي الربيعي.
ومن المتوقع أن تبقى درجات حرارة سطح البحر أعلى من المعدل الطبيعي في معظم أنحاء المحيط الأطلسي الاستوائي، خلال الأشهر المقبلة
و تُظهر نماذج التنبؤات طويلة المدى انخفاضًا في خطر تطور العواصف خلال الأيام العشرة المقبلةـمع وجود مؤشرات على احتمال ازدياد النشاط ابتداء من منتصف يونيو.